بيان مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
في ختام دورته الطارئة – أيلول 2011م
المركز الإعلامي
يا أبناء شعبنا السوريّ الأبيّ.. يا جماهير أمّتنا العربية والإسلامية:
ستة أشهرٍ مضت، وشعبنا السوريّ ما يزال شامخاً بوجه الطغيان، ثابتاً على الحق، مؤمناً بنصر الله وتأييده، مُصِرَّاً على انتزاع حرّيته واسترداد كرامته.
لقد أغرق النظامُ الاستبداديُّ سوريةَ بالدم والدمع، وانتهك كلَ ما يخطر على قلب بشرٍ من حقوق الإنسان.. فانتهك جنودُهُ الحُرُمات، وعذَّبوا الأطفال، وداهموا البيوت الآمنة، وسرقوا، ونهبوا، واعتدوا على المساجد والمقدّسات، وهجّروا الأبرياء، وأرهبوا النساء، وذبحوا الأحرار، وانتهكوا الكرامة الإنسانية، وأهلكوا الزّرع والضّرع.
يا أحرار سورية الأبيّة:
إنّ مجلس الشورى، يؤكّد على التحام جماعة الإخوان المسلمين في سورية مع ثورتكم المباركة، وعلى مشاركتكم الآلام والآمال، لإسقاط نظام البغي الأسديّ، وبناء سورية الحرّةِ بلا ظلمٍ ولا استبدادٍ أو استعباد، وتأسيس دولةٍ مدنيةٍ تعدّديةٍ ديمقراطيةٍ تتّسع لكل السوريين.
وقد انعقد المجلس في دورته الطارئة، لرسم معالِمِ حراك الجماعة في المرحلة الصعبة التي نمرّ بها، ومراجعة الموقف، ودراسة سبل الوصول –مع كل شرائح المعارَضَة السورية- إلى تحقيق أهداف السوريين في الحرية والكرامة. وهو يؤكِّد على الموقف السابق للجماعة، بتبنّي سلمية الثورة، ووطنيّتها، ورفضها للطائفية. كما يؤكّد على مطالبة المجتمع العربيّ والإسلاميّ والدوليّ، بممارسة كل أشكال الضغط على النظام، سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وإعلامياً وحقوقياً، وبتحمّل مسؤولياته في حماية الشعب السوريّ من القتل والقمع.
واستعرض المجلس الجهودَ التي بذلتها القيادة لتوحيد المعارَضَة السورية، وهو يؤكّد على التعامل بإيجابيةٍ مع كل المبادرات الوطنية للمعارَضَة، كما يؤكّد على ضرورة استمرار القيادة في بذل جهودها، بعد أن أقرّ المبادئ الخاصة بمبادرة الجماعة في هذا المجال، من تحقيق الشراكة الكاملة والتمثيل المناسب العادل بين القوى الوطنية السورية، في تشكيل أي مجلسٍ وطنيٍّ يتشكّل لدعم الثورة، وعدم إقصاء أي مكوّنٍ من مكوّنات القوى الوطنية السورية.
كما أثنى المجلس على مشاركة الجماعة في ورشة القاهرة بتاريخ (9-12) أيلول 2011م، تحت عنوان: (تجريم الطائفية وصيانة الوحدة الوطنية)، التي أصدر المجتمعون في ختامها بياناً يُطمئن الطوائف الوطنية، ويدعو إلى وحدة الصف الوطنيّ، والتعهّد بعدم اللجوء إلى عمليات الثأر والانتقام. كما أصدر وفدُ الجماعة مع نخبةٍ من أطياف الشعب السوريّ، من مختلف الأديان والمذاهب، ميثاقَ شرفٍ وطنيّ، يؤكِّد على أنّ سورية المستقبل، هي دولة مدنية حرّة ديمقراطية، يتساوى فيها -أمام القانون- جميعُ أبناء الشعب السوريّ، في الحقوق والواجبات.
يا أبناء سورية الأبيّة:
إنّ جماعة الإخوان المسلمين، تدعو كل شرائح الشعب السوريّ، لاسيما شرفاء البعثيين والعلويين، وفعاليات النقابات ومنظّمات المجتمع المدنيّ، إلى المسارعة بالالتحاق بثورة الحرية والكرامة السورية.
وإنّ الجماعة، إذ تُثمِّن كل المواقف الكريمة النبيلة التي أعلنتها بعضُ الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، تضامناً مع شعبنا الذي يسعى إلى التحرّر من الاستبداد والاستعباد.. لتطالبها بمزيدٍ من المواقف الإيجابية، وتدعو الدولَ الحريصةَ على مصالحها في سورية، أن تكفَّ عن تغطية جرائم النظام غير الشرعيّ.
يا شرفاء الجيش السوريّ:
إنّ شعبكم الذي تسيل دماؤه، بالسلاح الذي دفع ثمنَه من جيوب فقرائه وعَرَقِ كادحيه.. ينتظر منكم وقفة شرفٍ ورجولة، ترفضون فيها العار الذي يسوقكم نظام البغي إليه بقتل أهليكم. وتحيةً لمن استحقّ منكم وسامَ التحامه بشعبه الأبيّ.
يا علماء سورية ومشايخَها:
إنّ مواجهة الباطل الذي يفتك بالوطن والأهل لا تحتاج إلى طول نظرٍ وتأمّل، بل إلى عزيمة الرجال وأخلاق العلماء، فالدنيا فانية، وطوبى لمن صدع بكلمة حقٍ عند سلطانٍ جائر.
أيها المهجّرون في مخيّمات الدول المجاورة:
صبراً، فإنّ أجر الصابرين عظيم، وإنّ الفرج -بإذن الله- قريب، فاحتسبوا محنتكم عند الله وحده، فهو كفيلكم لعودتكم إلى دياركم ولَمّ شملكم.
يا شهداء سورية الأبيّة:
لقد وقفتم وِقفة العِزّ شامخين بوجه الظلم والطغيان، ومَضيتم تحملون هَمَّ شعبكم في أفئدتكم، ويقينَ نصر الله في قلوبكم، ولم تُبالوا بِـهَوْل المِحنة، فتقدّمتم الصفوف، تَحمون وطنكم وشعبكم بضلوع صدوركم، ليوثاً تَشُقّون دربَ الحرية، وتجترحون النورَ من دُجى الظُلُمَات، قابضين على الجمر، ثابتين على الحق لا تتزحزحون.. فسلاماً لكم في عِليّين، وستبقى دماؤكم منارة نور، تُضيء الطريق لثوار الحرية في سورية.
أيها الثوار السوريون الأحرار:
أنتم الأمّة.. الذين تحملون عِبْءَ تحرير شعبٍ جريحٍ مضطَهَد، وترفضون الذلّ والعبودية لغير الله عزّ وجلّ، وتَتَحَدّون جَوْرَ الزمرة الحاكمة الفاسدة، وما تزالون مشاعلَ النور التي تبشِّر بالفجر السوريّ القريب.. فتحيةً لكم، وعهداً من جماعة الإخوان المسلمين في سورية، التي تتصدّى للاستبداد والاستعباد منذ عشرات السنين.. على المضيّ معكم في طريق الحرية والتحرير.
والله أكبر، ولله الحمد.
أيلول 2011م
مجلس الشورى
* * *