بيان من غسّان النجّار إلى الشعب السوري الأبي
بسم الله الرحمن الرحيم
أيّها الأخوة المواطنون: إنّ تواتر الأنباء عن صدور قرارات قطعية بتسجيل المكتومين من الأخوة الأكراد وإعطائهم حق الجنسية بعد نضال مرير يجعلنا نؤكد على الحقائق التالية:
1) إنّ الانصياع للحق والتراجع عن الظلم بعد خمسين عاما من التهميش ونكران المواطنة هي خطوة إيجابية في الطريق الصحيح, يجب أن تعقبها خطوات أخرى.
2) إنّ هذا الأمر يفرحنا ويفرح المعارضة على اختلاف مشاربها بل الشعب السوري كلّه يفرح كما الأخوة الكرد لأنّهم اخوتنا في المواطنة والحقوق والواجبات وما يصيبهم يصيبنا وعليه فإننا نبارك ونهنئ الأخوة الأكراد كما نهنئ أنفسنا بهذا الانجاز الّذي تأخر نصف قرن.
3) إننا نحيّ مواقف الأخوة الكرد الشجعان من اعتبار أن هذه الخطوة ليست هي الغاية والمنتهى من مطالب الشعب السوري, فالقضية الكبرى هي الحرية والكرامة المسلوبة والعسف والاضطهاد والظلم المخيّم منذ ثمانٍ وأربعين عاما يوم أن قفز حزب البعث على الحكم بانقلاب عسكري وأعلن حالة الطوارئ في خطوة غير دستورية ولا زلنا نعاني منها حتّى الآن.
4) إننا نترحم على أرواح شهداء درعا وريفها واللاذقية ودوما وحمص والمعضمية وسائر المدن والأرياف والبلدات في ريف دمشق كما ونترحم على أرواح شهداء أخوتنا الكرد في القامشلي وغيرها عام 2004 والّتي امتزجت دماء الجميع لتشكّل الشلال الّذي يسقى تربة الوطن, واننا لننحني برؤوسنا إجلالاً للشهداء ولعائلاتهم واعترافاً بفضلهم باعتبار أن دماءهم كانت وستبقى عربوناَ لما تحقق وما سيتم تحقيقه إن شاء الله, وسنسجّل أسماءهم على الميادين والشوارع العامة بإذن الله.
5) نعود ونؤكد على تلبية كافة مطالب الشعب السوري من شبابه وشيبه وهي:
1. الافراج الكامل والفوري عن كافة معتقلي الرأي والسجناء السياسيين تحت كافة مسميات السلطة.
2. صدور قرار فوري بعودة المهجرين السوريين إلى الوطن دون تدخل الأجهزة الأمنية والكشف عن مصير عشرات الآلاف من المفقودين وإلغاء قرارات منع السفر إلى الخارج بحق المواطنين.
3. الكشف عن أسماء الأشخاص الّذين تسببوا بمقتل المئات من المواطنين العزّل في كافة المناطق السورية والذين قاموا بارتكاب المجازر الجماعية في جميع المدن السورية باعتبار أنّ هذه المجازر لا تسقط بالتقادم، ومعاقبة كافة الّذين ارتكبوا الجرائم بحق الشعب.
4. المباشرة فوراَ بتشكيل لجنة قانونية بتعديل مواد الدستور وأهمها المادة الثامنة تمهيدا لعرضها في استفتاء على الشعب.
5. إلغاء إعلان حالة الطوارئ بشكل فوري وكامل وعدم التدليس بقوانين أخرى تستغل لقمع المواطنين تحت أي مسمىً من المسميات إنطلاقاً إلى سيادة القانون، بشكل يحول دون تسلط الأجهزة الأمنية على رقاب الناس واقتحام البيوت والمنازل واعتقال الأبرياء وتعذيبهم.
6. صدور قانون شفاف لتشكيل الأحزاب السياسية تكون منطلقا للحياة الديمقراطية وكذلك قانون حرية الاعلام والمطبوعات.
7. السماح بحرية الرأي والتعبير واعتبار حق التظاهر السلمي هو حق مشروع للمواطنين كافة دون قصرها على المسيرات المؤيدة للنظام.
8. كف أيدي عصابات “البلطجة والشبيحة” وعمليات القنص الّتي تنفذ أوامر الأجهزة الأمنية في الاعتداء على الناس وإزهاق أرواحهم.
6) إنّ أي حوار مع النظام من قبل المعارضة ومندوبي المجتمع المدني يجب أن يشتمل حتماً على مندوبي المدن المجاهدة المنكوبة من إخواننا في درعا واللاذقية وحمص ودوما وريف دمشق واعتبار أنّ أي حوار من دونهم باطل لا قيمة له ويسيئ إلى المحاورين أنفسهم.
7) نشد ونثني على البيانات الصادرة عن العلماء في كل من حمص ودرعا ودمشق وغيرهم ونحيّ الموقف البطولي لعلاّمة الأمة الدكتور يوسف القرضاوي المؤيد للشعب السوري وكذلك موقف فرع نقابة المحامين في السويداء عاصمة جبل العرب أم الثورات الخالدة , ونطالب باقي علماء المسلمين في المدن أن لا يكونوا أداة طيّعة بيد السلطة تحت ذرائع الفتنة وغيرها وإن التاريخ لن يرحم أي متخاذل في نصرة الحق السليب علما بأن ثورة الشعب هي سلمية حتّى النخاع.
إننا لنكرر تهانينا للأخوة الأكراد الّذين حصلوا على جزءٍ من حقوقهم ونعتبر أن مصيرنا المشترك واحد ونشدّ على قراراتهم الشجاعة فإما حياة بعزٍ وكرامة وحرية تسرّ الصديق وإمّا شهادة تغيظ العدا, وإنّها لثورة حتّى النصر وصدق الله العظيم:
” كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله لقوي عزيز ”
08/04/ 2011 غسّان النجّار