“تاميكو”: تقدم استراتيجي للحر/ جاد يتيم
في الوقت الذي كانت فيه قوات النظام السوري ومقاتلو “حزب الله” يطبقون قبضتهم على الغوطة الشرقية لدمشق ويتقدمون بشكل بطيء لكن ثابت في المناطق الجنوبية للعاصمة التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر، كسر مقاتلو المعارضة القيد المعنوي والميداني الذي ساد صفوفهم في الفترة الأخيرة خصوصاً منذ الاتفاق الروسي – الاميركي على تفكيك الترسانة الكيماوية السورية. وحققوا تقدماً استراتيجياً في المليحة عبر تحرير حاجز معمل تاميكو، الذي يعتبر العقبة الرئيسية بين الغوطة المحاصرة والمناطق التي يسيطر عليها النظام في دمشق من ناحية مدينة جرمانا المختلطة طائفياً.
وشدد قائد أحد ألوية الجيش الحر في دمشق وريفها في اتصال مع “المدن”، على أن تحرير هذا الحاجز، وهو معمل سابق لإنتاج الأدوية حوله جيش النظام الى ثكنة عسكرية حصينة لأهمية موقعه من الناحية العسكرية، يأتي بعد 9 أشهر من الحصار. وأوضح ان الأهمية الاستراتيحية لسقوط هذا الحاجز تتمثل في أنه يفتح الطريق لوصول الجيش الحر إلى أحد مداخل العاصمة دمشق وهي جرمانا، بالإضافة إلى إمكان قطع طريق المطار وتخفيف الحصار عن الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي.
وفي السياق، أوضح المسؤول الإعلامي في ألوية وكتائب الحبيب المصطفى ابو نضال الشامي، في اتصال مع “المدن”، أن الهجوم الذي أطلق عليه تسمية “أصحاب اليمين” على جبهة المليحة للسيطرة على معمل تاميكو وحاجز النور بدأ الساعة السادسة و45 دقيقة صباحاً من يوم السبت من خلال “تفجير ضخم هز الغوطة الشرقية وأعقبته سلسلة تفجيرات في حاجز النور ومدخل جرمانا قبل أن يليه اقتحام مجمع تاميكو وتمشيط الأبنية فيه”.
وأضاف أن المشاركين في العملية هم “غرفة جند الملاحم” التي تضم “كتائب شباب الهدى” و”ألوية الحبيب المصطفى” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة النصرة” و”كتائب عيسى بن مريم”، بالإضافة إلى دعم من “جيش الإسلام” الذي تم تشكيله مؤخراً وكان يُعرف بـ “لواء الإسلام” سابقاً. ووصف مشاركة جيش الإسلام في العملية “بالعادية وعدد عناصره لا يزيد عن 10 في المئة تقريباً من عديد القوات المهاجمة”.
وشرح المسؤول الإعلامي لأولوية الحبيب المصطفى أن معركة “أصحاب اليمين” أدت إلى “السيطرة على مجمع تاميكو بشكل كامل مع تحصن بضعة عناصر من شبيحة الأمن في أحد المستودعات، بالإضافة إلى إصابة قائد حاجز تاميكو المقدم علي سليمان إصابة خطيرة حيث تم نقله إلى مشفى 601 العسكري في منطقة المزة. كما قتل “ما لا يقل عن 30 شبيحاً وعنصراً أمنياً بينهم ضباط برتبة عقيد ونقيب وملازم ضمن مستوطنة تاميكو، وما يقارب 20 شبيحاً في حاجز النور” .
وأوضح أبو نضال أن “الأهمية الاستراتيجية للسيطرة على مجمع تاميكو تكمن في أنه يشكّل صلة الوصل بين الغوطة الشرقية من جهة المليحة ودمشق من جهة جرمانا، ومنه إلى طريق المطار”.
وشدد على أن هذه العملية التي أطلقها الجيش الحر لن تتوقف مع تحرير تاميكو، “بل سوف نكمل الى حاجز النور المؤلف من سبعة حواجز ذات تجهيز عسكري كبير والمطل على بلدة جرمانا وحاجز النخيل”، مشيراً إلى أن “الجيش الحر تقدم بشكل كبير على هذه الجبهة حيث تمكن من تحرير ما لا يقل عن أربعة حواجز بالكامل بعد معارك ضارية”.
وأكد أن “الهدف النهائي للهجوم هو وصل الغوطة الشرقية بالغربية من خلال السيطرة على جرمانا”. وأضاف إنه “بعد حاجز النور نسعى للسيطرة على الكباس والسيدة زينب ومنها إلى المتحلق الجنوبي وبالتالي قطع طريق المطار”.
وأوضح أن “السيطرة على جرمانا تحقق التواصل مع داريا في الغوطة الغربية”، مشدداً على أن “الجيش الحر جاهز بشكل مقبول لتحقيق الهدف النهائي للهجوم من حيث العديد والعتاد”.
بدوره، وصف أمين سر المجلس العسكري الثور لدمشق وريفها في الجيش الحر وقائد لواء الشام، سليم حجازي، في اتصال مع “المدن”، حاجز معمل تاميكو بأنه “كان العقبة الكبرى”، مشيراً إلى أن “هذا النصر ينهي تسعة أشهر من حصار تاميكو، حيث أكاد أقول أنه ليس من كتيبة مقاتلة في الغوطة الشرقية لم تحاول تحريره”. واوضح ان “الأهمية الاستراتيجية لتحرير معمل تاميكو هي أنه يشكّل المدخل لتحرير مدينة جرمانا وبالتالي الوصول الى مداخل مدينة دمشق”.
وأضاف إن من الأهداف الاستراتيجية التي يتم تحقيقها من هذه العملية كذلك هي “تحرير إدارة الدفاع الجوي المتواجدة بين المليحة وجرمانا وفك الحصار عن حي جوبر الدمشق الذي يسيطر عليه الجيش الحر”، موضحاً أن السيطرة على “جرمانا تعني الوصول الى المتحلق (الجنوبي) من جهة ومن جهة اخرى إلى طريق المطار”.
المدن