تصريح من جماعة الإخوان المسلمين في سورية: النظام السوري.. يدفع الأزمة إلى التدويل
المركز الإعلامي
لقد تمسك السوريون جميعاً ولأشهر طويلة بالحل الوطني للأزمة في سورية. طالبوا بشار الأسد بمبادرة إصلاحية جادة وذات مصداقية. وضاعت نداءاتهم في ضوضاء الحديث عن المؤامرة والفتنة الذي استدعاه النظام منذ اليوم الأول، وغيبت صورة مشروع الإصلاح تحت أقدام فرسان البيضة وأخواتها.
وبعد ما يزيد على خمسة آلاف شهيد بينهم مئات الأطفال تحرك الأشقاء العرب عبر الجامعة العربية لتطويق نار الحرب الأهلية التي تحوم بشبحها فوق وسادة نوم السوريين، وها هو النظام السوري مرة أخرى يضيع الفرصة. إنه يصر على الاحتفاظ بحقه في قتل (مواطنيه) وضمير الإضافة كما يفهمه النظام السوري هو ضمير الملكية الذي يتصور بشار الأسد أنه يمنحه الحق في ترداد مقولة من سبقه (أنا أحيي وأميت).
واليوم يقف وليد المعلم ليحمل الجامعة العربية مسئولية تدويل الأزمة في سورية، وليتهم بعض الدول العربية في هذه الجامعة أنها قد تحولت إلى أدوات بيد الآخرين، لمجرد أن هذه الجامعة قد رفضت أن تعطي النظام في سورية حق قتل السوريين كما هو الحال منذ تسعة أشهر.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين..
مع إدانتنا المطلقة لجرائم النظام الدموية، واستكباره وإصراره اللذين فوتا الفرصة على كل المبادرات الوطنية التي كانت مطروحة في حينها..
ندين مرة أخرى رفض النظام للمبادرة العربية ومناوراته الماكرة للالتفاف عليه، مع الاستمرار في مشروع الإبادة الذي يمارسه على أبناء شعبنا في سورية. ونؤكد في الوقت نفسه حرصنا على الوصول إلى حل عربي يساعد السوريين على تجاوز الأزمة، ويضع الاستراتيجية الآمنة للانتقال إلى النظام الديمقراطي المدني الذي يحفظ على سورية وحدتها وأمن أبنائها.
نحمل النظام السوري المسئولية الكاملة عن أي تداعيات قد تنشأ عن رفضه للمبادرة العربية. بما في ذلك مشروع تدويل الأزمة بكل الآثار السلبية التي قد تترتب عليه….
كما نضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته الأخلاقية والقانونية إزاء شلال الدماء المتدفق في سورية. إن المطلوب من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن جميع دول وشعوب العالم أن تجد التدابير الكفيلة بحماية المدنيين في سورية، ووضع حد لاستهتار النظام بالقوانين والمواثيق الناظمة لحقوق الإنسان.
لندن- 21/ 11 /2011
زهير سالم
الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية