صفحات الرأي

تقرير: الحريّة على الإنترنت – 2012/سوريا


مقدّمة:

قام نظام بشار الأسد بفرض رقابة مشددة على المعلومات ووسائل الاتصال (ICTs) في سوريا لسنين عديدة، مهيمناً على شبكات مزوّدي خدمة الإنترنت المرتبطة بالحكومة وحجب المواقع الإلكترونية على نطاق واسع.

دخل الإنترنت إلى سوريا للمرة الأولى في العام 2000، وقد وصل عدد المشتركين في ذلك العام فقط 30 ألف مشترك، ومع نهاية العام 2010 وصل عدد المواطنين الحاصلين على خدمة الإنترنت إلى أكثر من الخُمس. ومع هذا التزايد في إمكانية الوصول لعبت الشبكات الاجتماعية والإنترنت دوراً هاماً في حركة الاحتجاج الشعبية التي بدأت في شهر شباط/2011 التي دعت إلى إنهاء حكم الأسد، ومع بدايات العام 2012 تحولت إلى نزاع مسلّح.

ومع حملات القمع القاتلة، ومنع دخول المراسلين الأجانب فقد كان المواطنون الصحفيين باستخدام هواتفهم المحمول ومواقع الفيديو القناة الحاسمة لإبلاغ السوريين والمجتمع الدولي حول الأحداث في البلاد.

وكردٍّ من الحكومة، كثّفت الرقابة الحكومية والثأر من مستخدمي الإنترنت بشكل كبير، وتنوّعت الأساليب المستخدمة كحجب الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول، فلترة المواقع، واستخدام وسائل متطور لرصد وتتبع أنشط المستخدمين على الإنترنت.

وبالإضافة إلى ذلك، برزت سوريا باعتبارها أحد أكثر الدول خطورة في العالم بالنسبة للمواطنين الصحفيين والمدونين وسط عدد لا يحصى من المعتقلين والشهداء.

قيود على الوصول:

البنية التحتيّه للاتصالات في سوريا تعد من أقل البنى نموّاً في منطقة الشرق الأوسط، إضافة لكون الحصول على حزمات الاتصال السريع من بين الأصعب والأكثر تكلفة[1].

هذه الديناميكية ساءت بين العامين 2011-2012، بسبب زيادة التضخم وانقطاع الكهرباء بشكل متكرر عقب اندلاع الاحتجاجات العامة من جهة، وقمع الحكومة من جهة أخرى، مما ألحق أضراراً جسيمة في البنية التحتية للاتصالات. وخاصةً في مدن مثل حمص التي كانت تتعرض لقصف شديد جداً من قبل الجيش السوري.

وبحلول نهاية العام 2011 قدر الإتحاد الدولي للاتصالات (ITU) أن 22.5% من السكان -أي حوالي 5 مليون نسمة- يستخدمون الإنترنت[2].

ومع ذلك، وصل عدد المشتركين في حزمات الاتصال السريع فقط 121300 مشترك[3]، فيما حظيت شبكات المحمول بنسبة أعلى بلغت 63% من السكان في نهاية العام 2011[4].

في العام 2009 بدأت شركات الهاتف المحمول بتقديم خدمات الجيل الثالث 3G في سوريا، على الرغم من أن عدد المشتركين قد بلغ 80 ألف مشترك فقط حتى أواخر العام 2010 بسبب ارتفاع أسعارها نسبياً (تقريباً $25 لكل 4 ميغابايت أو 200 دولار لاستخدام البيانات الغير محدود) [5]. إضافةً إلى ذلك فإن شركة MTN أحد المزودين الرئيسين للمحمول والـ3G في سوريا كانت تقدم خدماتها فقط في المدن الكبيرة بينما كان على معظم المستخدمين الآخرين الاتصال بالإنترنت عن طريرق اتصال الطلب الهاتفي عن طريق الخطوط الثابتة، ويقتصر الإنترنت لمعظم المستخدمين على سرعة 256 كيلوبايت في الثانية مما يحدّ من قدرتها على تحميل أو عرض الوسائط المتعددة، وخلال أوقات الذروة تكون السرعة أبطأ[6].

خدمة الـ ADSL لا تزال محدودة لسببين: عدم وجود البنية التحتية اللازمة في المناطق الريفية، وارتفاع الأسعار نسبياً، التي لا تزال بعيدة عن متناول معظم السوريين، على سبيل المثال ووفقاً لقائمة الأسعار الصادرة عن الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.. كانت التكلفة الشهرية لسرعة اتصال 1 ميغابايت في الثانية هي 1650 ل.س ( تقريباً $30) ابتداءً من شهر أيار/2012، في بلد يبلغ فيه متوسط دخل الفرد 200 دولار[7].

دخل ما لا يقل عن 11 مزوّد خدمة إنترنت (ISP) إلى السوق السورية مع نهاية العام 2005 مما رفع العدد الإجمالي لمزوّدي الإنترنت إلى 14 مزوّد[8].

عملياً، ورغم ذلك، فإن الاتصال بشبكة الإنترنت لم يزل مركزياً وتحت مراقبة مشدّدة من الحكومة، ويتم ذلك تحت إشراف منظمة المعلومات السورية (SIO) والتي تمتلكها مؤسسة الإتصالات السورية (STE)، والتي تملك أيضاً كل البنى التحتية للخطوط الثابتة، وتلزم مزوّدي الإنترنت الخاصة مثل “آية” فضلاً عن مقدمي خدمات الإنترنت المحمول للهاتف، بالتوقيع على مذكرة تفاهم للاتصال عبر بوابات تسيطر عليها منظمة المعلومات السورية[9]، كما أن اتصال الإنترنت الفضائية المستقل محظور [10]. ساهمت هذه المركزية في خلق مشكلات في الاتصال، إضافة لكون البنية التحتية هشّة ومثقلة غالباً مما يؤدي إلى تزويد سرعات بطيئة وانقطاعات متكررة في الخدمة.

مزوّد الإنترنت يستطيع البدء بالعمل فور حصوله على ترخيص من وزارة الاتصالات والحصول على الموافقات من الفروع الأمنية[11].

فتح مقهى إنترنت أصبح من الصعب جداً، وأصحاب المقاهي يجب عليهم الحصول على موافقة من وزارة الاتصالات وتمريرها إلى وزارة الداخلية لتدقيقها من قبل الفروع الأمنية، وعلاوة على ذلك يتعين على أصحاب هذه المقاهي التجسس على الزوّار والمستخدمين وتسجيل نشاطاتهم على الإنترنت.

هناك شركتا هاتف محمول في سوريا: Syriatel ( التي يملكها رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد) وMTN ( إحدى الشركات التابعة لشركة MTN في جنوب أفريقيا).

منذ أوائل العام 2011 استخدمت الحكومة السورية مراراً وتكراراً سيطرتها المركزية على البنية التحتية للإنترنت للتحكم بالإنترنت وإعاقة الاتصال، وفي بعض الأوقات قامت بقطع الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول تماماً (سواء كان قطع في كامل البلاد أو في مواقع محددة تدور بها اضطرابات). قطع الاتصالات عن كامل البلاد تم في شهر حزيران/2011 وتم ليوم كامل[12].

فترات الانقطاع المحليّة الجزئية كانت أكثر، ولكنّها أطول أمداً، تم الإبلاغ عنها في المناطق الكردية خلال شهر أيلول/2011، وفي حلب خلال تشرين الثاني، ودرعا وأجزاء من دمشق خلال كانون الأول، وفي حمص خلال كانون الثاني /2012 وفقاً لنشطاء[13].

في كلّ مرة كانت القوات الموالية للنظام تبدأ بمحاصرة مدينة، يتم تقليل عرض نطاق الاتصال السريع إلى حد يشبه الزحف، ويتم إغلاق خدمات الـ 3G بشكلٍ تام[14].

في حالات أخرى – كما في درعا خلال شهر آذار/2012، تم قطع التيار الكهربائي بأكمله لساعات في وقت واحد.

وكان الاستخدام المتعمد من الحكومة لهذه التدابير واضحاً من خلال وثيقة مسربة صادرة عن رئيس مكتب الأمن القومي في شهر أيار/2011 يأمر فيه بصراحة بأن يتم: “قطع الإنترنت كلياً في كل من درعا وحمص والمناطق الشرقية اعتباراً من يوم الأربعاء في تمام الساعة 14:00″[15].

وكان يعتقد على نطاق واسع من الشعب بأن هذه الخطوات تهدف إلى منع الصحفيين المواطنين من شحن أجهزة الاتصالات أو نقل التطورات إلى العالم الخارجي[16].

الحكومة السورية تنظم وتراقب الإنترنت من خلال المؤسسة السورية للاتصالات (STE) المملوكة من الحكومة، التي تملك البنية التحتية كاملةً[17].

المؤسسة السورية للاتصالات هي هيئة حكومية انشئت في العام 1975 كجزء من وزارة الاتصالات[18]، وإضافة إلى دورها التنظيمي فإنها مزوّد خدمة إنترنت[19].

قيود على المحتوى:

الحكومة السورية أطلق حملة حجب لنطاق واسع من المواقع الإلكترونية ذات العلاقة بالسياسة والأقليات وحقوق الإنسان والشؤون الخارجية، وقد توسّعت هذه الحملة في السنوات الأخيرة.

وجدت التجارب التي أجريت من قبل مبادرة الشبكة المفتوحة (ONI) في الفترة الواقعة ما بين 2008-2009 انتشاراً في حجب المواقع المتعلقة بالمواقع المعارضة لنظام الأسد وجماعات حقوق الإنسان والإخوان المسلمين ونشاطات الأقلية الكردية[20].

كما تم العثورة على مجموعة من المواقع ذات الصلة السياسية-الإقليمية للإحاطة بها، بما في ذلك العديد من الصحف اللبنانية ومجموعات إنهاء النفوذ السوري في لبنان، كذلك الصحف البارزة “القدس العربي” ومقرها لندن وصحيفة الشرق الأوسط، كما تم تقييد الوصول إلى المواقع الإسرائيلية ذات اسم النطاق الذي ينتهي بـ il.

الرقابة على الإنترنت ازدادت سوءاً خلال العام 2011 وأوائل العام 2012، النشطاء وعدد لا بأس به من المستخدمين اشتكوا باستمرار من حملة الحجب الواسعة لأدوات التخفّي وأدوات أمان الإنترنت والتطبيقات التي تتيح إنشاء اتصال مجهول الهوية بالإنترنت. كما تم حجب المواقع التعبوية للناس للاحتجاجات أو مقاومة النظام، بما في ذلك شبكة لجان التنسيق المحلية (LCCs) التي أحرزت خلال الانتفاضة تقدماً[21]. مبادرات الإنترنت لجمع المعلومات ورفع مستوى الوعي العام مثل موقع “المندسة” تم حجبه أيضاً[22]. ومع ذلك فإن مواقع معظم وكالات الأخبار ومجموعات حقوق الإنسان بقيت غير محجوبة.

يتم تطبيق الرقابة من قبل (STE) مع استخدام مختلف لبرامج متاحة تجارياً، تقارير مستقلة في السنوات الأخيرة أشارت إلى استخدام برنامج ThunderCache، الذي يستطيع على رصد ومراقبة نشاطات المستخدم على الإنترنت إضافة إلى فحص الحزم المرسلة[23]. وفي العام 2011 ظهرت أدلة على أن السلطات السورية قامت باستخدام برامج المراقبة والمصنعة من قبل شركة Bluecoat الأمريكية، وقد ورد أن Bluecoat قد باعت 14 جهاز لوسيط في دبي، وكان الظن بأن هذه الأجهزة كانت للحكومة العراقية، لكن سجلات حصل عليها فريق نشطاء Telecomix في شهر آب كشفت أدلة على استخدامها في سوريا بدلاً من العراق. وفي تشرين الأول اعترفت شركة Bluecoat أنه تم إرسال 13من أصل 14 جهازاً إلى الحكومة السورية، مما يعد انتهاكاً غير متعمد من الحظر التجاري الأمريكي، وإن الشركة تتعاون في التحقيقات ذات الصلة بالموضوع [24].

تحليل السجلات المسربة من BlueCoate كشف أن الرقابة تركزت على التجسس والإشراف على مواقع الشبكات الاجتماعية ومواقع الفيديو [25]. وكشفت صحيفة وول ستريت أن هناك مراقبة لعشرات الآلاف من محاولات الوصول للمواقع المعارضة أو المنتديات التي تغطي الانتفاضة من خلال عينة من 2500 محاولة لزيارة الفيسبوك. السجلات تكشفش أنه 60% من المحاولات تم حظرها، وسمح ل 40% ولكن تم تسجيلها [26].

قامت الحكومة السورية أيضا بتصفية الرسائل النصية للهواتف المحمولة، حيث بدأت هذه الحملة في شهر شباط/2011 وأفادت التقارير بشكل دوري من هذه الرقابة بتواريخ الاحتجاجات المزمعة. وفي شباط/2012 ذكرت وكالة أنباء بلومبرغ أن سلسلة من المقابلات تم تسريبها، وتكشف بأن فرع أمنياً يعرف بالفرع 225 أمر شركة سيرياتل وغيرها من مقدمي خدمات الهاتف المحمول بمنع الرسائل النصية التي تحتوي كلمات رئيسية مثل “ثورة” و”مظاهرة”، ويقال أن هذه التوجيهات تم تنفيذها بمساعدة تقنيات تم شراؤها من شركتين في إيرلندا لتقييد الرسائل غير المرغوب بها [27].

في تحول غير متوقع، سمحت الحكومة السورية بالوصول إلى موقع الفيسبوك في شهر شباط/2011 بعد أربعة سنوات من الحجب، مما أدى إلى مضاعفة عدد مستخدمي الموقع في غضون ثلاثة أشهر [28]. موقع الفيديو “يوتيوب” أيضا تم رفع الحجب عنه، على الرغم من أنه لم يكن يتم استخدامه من أجهزة الهاتف المحمول [29]. وبحلول شهر آذار/2012، كان الموقعان (فيسبوك & يوتيوب) من المواقع الخمسة الأكثر زيارة في سوريا [30]. مما سبب شكّ لدى الناشطين، وبدلاً من أن يدل ذلك على علامة انفتاح، فقد كان الدافع للنظام هو رفع الحظر عن المواقع لتكون قادرة على تتبع أنشط المستخدمين وكشف هوياتهم بسهولة أكبر، موقع تويتر أيضاً أصبح متاحاً، لكن وجود السوريين فيه يأتي بنسبة أقل.

على الرغم من إتاحة الوصول الجديدة لموقعي فيسبوك ويوتيوب، فإن مجموعة من تطبيقات الويب لا زالت محجوبة، مثل منصة التدوين “بلوغر”، وبرنامج سكايب، وموقع استضافة المدونات العربية “مكتوب”، وفي شباط/2012، قامت الحكومة بتقييد الوصول إلى بعض تطبيقات الموبايل المستخدمة من النشطاء للتحايل على الحجب، مثل Bambuser [31] و Whatsapp الذي يتيح للمستخدمين إرسال رسائل نصية عبر الإنترنت [32] وتطبيقات المحادثة الفورية مثل Ebuddy وNimbuzz وMig-33 تم منعها أيضاً، وفي حالات أخرى، بعض خدمات الإنترنت مثل خرائط غوغل، وموقع تبادل الصور “بيكاسا” من غير الممكن الوصول إليها من سوريا بسبب القيود المتعلقة بفرض عقوبات اقتصادية على البلاد [33].

قرارات الرقابة تفتقر إلى الشفافية، ومزودات خدمة الإنترنت لا تنشر تفاصيل كيفية تنفيذ الحظر أو المواقع التي تحظرها، على الرغم من اعتراف مسؤولين حكوميين بالإنخراط في فرض الرقابة، وعندما يقوم مستخدم بمحاولة الوصول إلى موقع محجوب، يظهر عنده رسالة خطأ مما يعني وجود مشكلة فنية، بدلا من تصريح بوجود قيود حكومية متعمدة، ويتم اتخاذ القرارات على المواقع الإلكترونية أو الكلمات المراد حجبها من قبل الفروع الأمنية بما فيهم الفرع المذكور “الفرع 225″، أو عن طريق السلطة التنفيذية.

وسط بيئة من العنف المفرط، والخطوط الحمراء، الرقابة الذاتية منتشرة على نطاق واسع والمواضيع الحساسة كانتقاد الرئيس الأسد، والده، الجيش، حزب البعث. نشر مشاكل الأقليات الدينية والعرقية، أو ادعاءات الفساد المتعلقة برامي مخلوف ابن خال الرئيس هي أيضاً محظورة، ومعظم المستخدمين في سورية حريصون ليس فقط على تجنب هذه المواضيع الحساسة عند الكتابة على الإنترنت، بل أيضاً تجنب زيارة المواقع المحظورة [34]. أولئك الذين يستخدمون أدوات التخفي تفعل عادةً في مقاهي الإنترنت وليس في منازلهم أو أماكن عملهم، نابع من الاعتقاد بأن مراقبة وتتبع نشاطاتهم أسهل في الأخيرة [35].

بالنسبة لمواقع الأخبار وبقية المنتديات الموجودة في سوريا، من الشائع تلقي مكالمات هاتفية من مسؤولين حكوميين لفرض التوجهات بتغطية أحداث معينة [36]. الحكومة السورية تتبع سياسة دعم وتشجيع المواقع الموالية للحكومة في محاولة لترويج الرواية الرسمية للأحداث، هذه المواقع عادة ما تشتق أخبارها من وكالة الأنباء السورية الرسمية (SANA) بذات النهج والصيغة الواضحة في كثير من الأحيان في مواقع عديدة، منذ أوائل العام 2011، كما تم استخدام هذا النهج لتعزيز وجهة نظر الحكومة حول الانتفاضة والحملة العسكرية التي لحقتها [37].

ولعبت وسائل الإعلام الإجتماعي دوراً حاسماً في الانتفاضة السورية، على الرغم من أن هدفها الأساسي كان تبادل المعلومات وليس التخطيط للاحتجاجات في الشارع.

صفحة الفيسبوك “الثورة السورية 2011، والتي مع مرور شهر حزيران/2012 استطاعت الوصول إلى أكثر من 500 ألف مشترك فيها من سوريا وخارجها، كانت مصدراً حيوياً للمعلومات عن المنشقين [38]

بالنسبة لمواقع الأخبار وبقية المنتديات الموجودة في سوريا، من الشائع تلقي مكالمات هاتفية من مسؤولين حكوميين لفرض التوجهات بتغطية أحداث معينة [36]. الحكومة السورية تتبع سياسة دعم وتشجيع المواقع الموالية للحكومة في محاولة لترويج الرواية الرسمية للأحداث، هذه المواقع عادة ما تشتق أخبارها من وكالة الأنباء السورية الرسمية (SANA) بذات النهج والصيغة الواضحة في كثير من الأحيان في مواقع عديدة، منذ أوائل العام 2011، كما تم استخدام هذا النهج لتعزيز وجهة نظر الحكومة حول الانتفاضة والحملة العسكرية التي لحقتها [37].

ولعبت وسائل الإعلام الإجتماعي دوراً حاسماً في الانتفاضة السورية، على الرغم من أن هدفها الأساسي كان تبادل المعلومات وليس التخطيط للاحتجاجات في الشارع.

صفحة الفيسبوك “الثورة السورية 2011، والتي مع مرور شهر حزيران/2012 استطاعت الوصول إلى أكثر من 500 ألف مشترك فيها من سوريا وخارجها، كانت مصدراً حيوياً للمعلومات عن المنشقين [38]

ما تم إظهاره في السياق السوري هو شجاعة وإبداع المواطن الصحفي في استخدام أجهزة الهواتف المحمولة ومواقع مشاركة الفيديو لتوثيق الاحتجاجات وانتهاكات حقوق الإنسان – متضمنة إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن على المواطنين المدنيين العزّل- ونشرها للعالم الخارجي بعد أن أجبر معظم المراسلين الأجانب على مغادرة البلاد [39] على سبيل المثال، بحلول آذار/2012 نشر المواطنون الصحفيون والناشطون أكثر من 40 ألف فيديو على موقع اليوتيوب، وتم إعادة بث الكثير منها من قبل وكالات الأنباء الرائدة مثل الجزيرة وBBC وCNN ووصولها إلى عشرات الملايين من المشاهدين [40].

وكرد فعل من قبل النظام لتزايد تداول هذه اللقطات، تم استخدام مجموعة من التكتيكات لمعالجة المحتوى عبر الإنترنت والتشكيك في التقارير تلك ونشرها، على الرغم من وجود صلة مباشرة بين أولئك الذين يجرون هذه الأنشطة والحكومة ليست دائماً واضحة، وكأن أبرزها ظهور الجيش السوري الإلكتروني بحلول شهر نيسان/2011، وهو مجموعة من قراصنة الإنترنت لديهم على الأقل موافقة ضمنية من النظام على ممارسة نشاطاتهم[41]. ومن ضمن التكتيكات المستخدمة من قبل الجيش السوري الإلكتروني هو إغراق صفحات الفيسبوك – مثل صفحة رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما أو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي- بتعليقات منمّقة للغاية موالية للأسد [42] وفي حالات أخرى كان التضليل هو التكتيك، على سبيل المثال في أوائل العام 2012 تم إطلاق حساب تويتر وهمي باسم الناشط السوري-البريطاني داني عبد الدايم، الذي كان يعد تقاريره عن مجزرة حمص مما لفت انتباه المجتمع الدولي.

انتهاكات حقوق المستخدم:

الدستور السوري ينص على حرية الرأي والتعبير، إلا أنها محدودة بشدة في الواقع، سواء على الإنترنت أم على أرض الواقع، وتستخدم قوانين مثل قانون العقوبات للعام 1963 وقانون الطوارئ وقانون الصحافة للعام 2011 للسيطرة على وسائل الإعلام التقليدية والصحفيين، وأيضا اعتقال مستخدمي الإنترنت على أساس انتهاكات غامضة الصياغة مثل تهديد الوحدة الوطنية ونشر أخبار كاذبة من شأنها إضعاف الشعور القومي [44] من الممكن أن تصل العقوبة في حال التشهير بالرئيس إلى السجن لسنة واحدة، أو غيرهم من المسؤولين الحكوميين بمن فيهم القضاة والجيش وموظفي الخدمة المدنية تصل العقوبة إلى ستة أشهر سجن [45] والقضاء يفتقر إلى الاستقلال وقراراته غالباً تعسفية، وتم خضوع بعض المواطنين المدنيين لمحاكم عسكرية.

منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في شباط/2011 اعتقلات السلطات المئات من مستخدمي الإنترنت بما فيهم المدونين المعروفين والصحفيين المواطنين، وأسباب اعتقال شخص ما غالباً ما تكون غير واضحة، وقد شملت بعض الأفراد الذين لا يعرفون ما نشاطهم السياسي، وقد أثار هذا التعسف المخاوف من احتمال اعتقال المستخدمين في أي لحظة، حتى مع أبسط الأنشطة على الانترنت كالنشر على مدونة، أو نشر تغريدة، أو التعليق على الفيسبوك أو مشاركة صورة أو تحميل فيديو الذي قد ينظر له أنه يهدد سيطرة النظام. على سبيل المثال تم اعتقال المدون المخضرم أحمد أبو الخير في شهر شباط/2011 بينما كان مسافر من بانياس إلى دمشق[46]، ودامت فترة اعتقاله 24 يوماً دون مثولة أمام قاضٍ، وبعد وقت قصير من إطلاق سراحه، واختباءه، تعرض أخوه إلى الاعتقال مرتين وكانت المرة الثانية لمدة 60 يوماً في محاولة للضغط على أحمد أبو الخير لتسليم نفسه، ومع مرور أيار 2012 بقي أحمد مختفياً[47] وفي تموز المدون التقني أنس معراوي تم اعتقاله لمدة 59 يوماً حتى إطلاق سراحه بعد حملة على الإنترنت تدعو لإطلاق سراحه [48] وفي شباط/2012 الناشطة في الحقوق المدنية والمدونة رزان غزاوي ومازن درويش رئيس الركز السوري للإعلام وحرية التعبير مع 12 آخرين تعرضو للاعتقال في مداهمة على المركز[49] وأطلق سراح رزان مع ستة معتقلات واستمرو في التعرض للتحقيقات والمحاكمة [50] فيما بقي مازن درويش حتى تاريخ أيار/2012[51].

مع ذلك، وفي قرار من محكمة أمن الدولة في دمشق، أدانت الطالبة والمدونة طل الملّوحي ذات الـ 19 عاماً وحكمت عليها بالسجن لخمسة سنين بتهمة إفشاء معلومات لدولة أجنبية، وهذا ما نفته طل وقالت أنه لم يتم تقديم أية أدلة على الاتهام، الملّوحي لم تكن تعرف على أنها ناشطة سياسية، لكنها قامت فقط بنشر بعض القصائد والتعليق على بعض القضايا السياسية والاجتماعية على مدونتها[52].

المواطنين الصحفيين، المدونين، وبقية المعتقلين وردت معلومات عن تعرضهم لتعذيب شديد، على الرغم من أن عددهم الدقيق غير معروف، ويقدر أن العشرات قد تعرضوا للتعذيب حتى الموت، بعد أن تم ضبطهم متلبسين يقومون بتصوير الاحتجاجات أو الانتهاكات ومشاركتها على موقع يوتيوب[53] وفي أحد الحالات الدقيقة، خلال شهر تشرين الثاني/2011 تم اعتقال الصحفي والمصور فرزات جربان وتعذيبه حتى الموت بعد تصويره مظاهرة في حي القصير وكان قد تعرض لتشويه في جسده واقتلعت عيناه [54] وفي بعض الحالات كان الجيش السوري يستهدف عن قصد نشطاء الإنترنت والمصورين في حمص، وذلك بتتبع الإشارة التي تصدر من هواتفهم المحمولة إلى أبراج الشبكات لتتبع مواقعها، وخلال الفترة التي تم فيها قصف حي باباعمرو في حمص في شهر شباط/2012 أطلقت الوقات الحكومية على فريق من المصورين الذين كانو يقومون ببث حي للقصف باستخدام الانترنت عبر الاقمار الصناعية، أصيب فيها رامي السيد الذي قام برفع أكثر من 800 فيديو على موقع يوتيوب وتوفي بعد ساعات قليلة من إصابته [55] ونتيجة لهذه الوحشية، مئات من النشطاء لجأ إلى الاختباء فيما اضطر العشرات للمغادرة خارج البلاد خوفاً من اعتقال ليس فقط يعني السجن، بل أيضا يصل إلى التعذيب حتى الموت [56].

الاتصال المجهول والآمن ممكن لكن يتم حجبه باستمرار وتزايد، تسجيل خط هاتف محمول يتم طلب معلومات شخصية للتسجيل، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض النشطاء اضطروا إلى استخدام بطاقات هاتف أصدقائهم ممن استشهدوا لتأمين حماية هويتهم. في الوقت ذاته أفاد عدد من النشطاء والمدونين المفرج عنهم أنه تم سؤالهم وإجبارهم على إعطاء قوات النظام كلمات مرورهم لحساباتهم على الفيسبوك وبريد جيميل وسكايب وبقية الحسابات.

وفي شباط/2012 تم تمرير “قانون تنظيم الاتصالات لمكافحة الجريمة على الإنترنت” ويفرض القانون على المواقع النشر بأسماء المالكين والمدراء الحقيقية وتقديم معلومات كاملة عنهم [58] مالك الموقع يجب عليه أيضا الاحتفاظ بنسخة عن المحتوى على الشبكة لمدة معينة تحدد من قبل الحكومة [59] والغرامة بين 100 ألف و 500 ألف ل.س ( $1700-$8600) إذا تم العثور على انتهاك، وصاحب الموقع قد يواجه عقوبة السجن من ثلاث أشهر إلى سنتين وغرامة من 200 ألف وحتى 1 مليون ل.س ( $3400-$17000) [60] اعتباراً من أيار/2012، ومع ذلك لم تكن الحكومة تطبق هذه القوانين كثيراً.

المراقبة تنتشر على نطاق واسع في سوريا، كما تستفيد الحكومة من الانترنت لاعتراض الاتصالات المركزية، وفي أوائل تشرين الثاني/2011 ذكرت بلومبرغ أن الحكومة السورية تعاقدت مع شركة المراقبة الإيطالية AreaSpA في العام 2009 لتزويدهم بنظام متطور يمكنهم من اعتراض وفحص وفهرسة نشاطات الإنترنت والهاتف المحمول. ووفقاً للتقرير فإن موظفي الشركة قامو بزيارة سوريا في العام 2011 وبدؤوا بتجهيز هذه الأنظمة،[61] وأثار هذا الفضح الاحتجاجات في سوريا مما اضطر الشركة لإعلانها أنها لن تقوم باكمال المشروع [62] ومع حلول أيار/2012 لم يكن معروفاً وواضحاً إذا ما كان النظام أو أي من المعدات قد تم تشغيله.

وفي سعي الحكومة السورية لإيجادها نظام مراقبة كامل بدلاً من الشركة الإيطالية، في شهر آذار 2012 ظهرت تقارير عن وجود هجمات خبيثة متطورة تستهدف الناشطين على الانترنت وتكشف معلومات حساباتهم، على الرغم من أنه كان من المستحيل تتبع هذه الهجمات ونسبها إلى الحكومة السورية، فقد كان يعتقد وسط شريحة واسعة من الأشخاص أن النظام أو أحد الجهات المرتبطة به كانت تقف ورائها.

مؤسسة EFF ومقرها الولايات المتحدة ذكرت أن البرمجيات الخبيثة هي DarkcometRat و XtremeRat تم العثور عليها على أجهزة النشطاء، وكانت قادرة على التقاط صور كاميرا الويب، وتسجيل الضغطات على لوحة المفاتيح وسرقة كلمات السر وغيرها، أرسلت كل هذه البيانات إلى عنوان IP موجود في سوريا وعممت عبر البريد الإلكتروني وبرامج المراسلة الفورية [63] وبعد أسابيع قليلة ذكرت EFF ظهور قناة يوتيوب وهمية تدعو المعارضين لتسجيل الدخول لتحميل برنامج فلاش بلاير، الذي كان في الواقع برنامج خبيث مما مكّنهم من سرقة البيانات من أجهزة الكمبيوتر، وحال اكتشاف هذه القناة الوهمية.. تم إيقافها.

رغم وجودها مسبقاً، فإن الهجمات الإلكترونية تزايدت منذ شباط/2011 مع العديد من الهجمات التي يقوم بها الجيش السوري الإلكتروني، وعلى الرغم من أن عدم تأكيد العلاقة بينهم وبين النظام، فإن الأدلة التي يتركونها على المواقع المخترقة تدل على دعم ضمني من الحكومة، وتشير سجلات حجز موقعهم أن الموقع مستضاف على سيرفرات الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية العائدة لبشار الأسد [66] ويذكر أن الرئيس الأسد أشاد علانية بالجيش السوري الإلكتروني وأعضائه [67] لتغطيتهم الإيجابية للأحداث التي تكتبها وسائل الإعلام الحكومية [68].

أنشطة الجيش السوري الإلكتروني تشمل اختراق واستبدال الصفحات الرئيسية لمواقع المعارضة واستهداف حسابات الفيسبوك، كما تستهدف المواقع الإخبارية الغربية ممن ينظر لهم على أنهم معادون للنظام، ومع ذلك بعض المواقع الأجنبية كالسياحة والتسويق على الانترنت تم استهدافها [69] ومن بين وسائل الاتصال الأخرى، استخدم الجيش السوري الالكتروني صفحات الفيسبوك لمشاركة المعلومات وتنظيم الهجمات ونشر نتائجها، وقد فتحوا عدة صفحات فيسبوك، حيث أصدرت مراراً دعوات إلى اختراق حسابات بريد النشطاء وتوفير المعلومات التي يحصلون عليها لأجهزة الأمن، وتم إغلاق معظم هذه الصفحات من قبل إدارة الفيسبوك لمخالفتها شروط الاستخدام، وفي حالات أخرى عرض الجيش السوري الالكتروني النشطاء للخطر بنشر عناوينهم ومعلوماتهم وأرقام هواتفهم [70] وفي نيسان/2012 تم اختراق البريد الإلكتروني وحساب الفيسبوك لبرهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، بعد أسبوعين بدأت رسائله الشخصية تنشر في جريدة “الأخبار” اللبنانية المؤيدة للنظام السوري تحت مسمى “غليون-ليكس”[71].

مجموعة من النشطاء قراصنة إلكترونيين في سوريا وغيرها ردّوا على ذلك باختراق المواقع الحكومية، وفي شهر آب وأيلول/2011 قامت مجموعة Anonymous وRevoluSec باختراق 12 موقع حكومي على الأقل واستبدلوا صفحات المواقع الرئيسية بخريطة تفاعلية للعنف من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين السلميين [72]. وفي رد فعل آخر في شهر تشرين الثاني/2011 تم إضافة ثلاثة من أعضاء الجيش السوري الإلكتروني لقائمة العقوبات المالية من الاتحاد الأوروبي[73].

هوامش ومراجع:

[1] “Syria – Telecoms, Mobile, Broadband and Forecasts,” BuddeComm, accessed March 8, 2012, http://www.budde.com.au/Research/Syria-Telecoms-Mobile-Broadband.html.

[2] International Telecommunication Union (ITU), “Percentage of individuals using the Internet, fixed (wired) Internet subscriptions, fixed (wired)-broadband subscriptions,” 2011, accessed July 13, 2012, http://www.itu.int/ITU-D/ICTEYE/Indicators/Indicators.aspx#.

[3] Ibid.

[4] International Telecommunication Union (ITU), “Mobile-cellular telephone subscriptions,” 2011, accessed July 13, 2012, http://www.itu.int/ITU-D/ICTEYE/Indicators/Indicators.aspx#.

[5] “Projects to transform Syria into a regional anchor point in the communication” [in Arabic], Alhayat, September 1, 2010, http://international.daralhayat.com/internationalarticle/177606; “What are SURF Postpaid Packages?” [in Arabic], SURF Wireless Broadband, accessed March 8, 2012, http://www.surf.sy/Sitemap/Home/Prices/tabid/214/language/ar-SY/default.aspx.

[6] “Internet Enemies,” Reporters Without Borders, March 2011, http://www.reporter-ohne-grenzen.de/fileadmin/rte/docs/2011/110311_Internetbericht_engl.pdf.

[7] “Services and price” [in Arabic], Syrian Computer Society Network (SCS-NET), accessed March 8, 2012 http://www.scs-net.org/portal/OurConnection/OurConnections/SCSADSL/PlansPrices/tabid/493/Default.aspx.

[8] “STE is shifting into company in June” [in Arabic], Alwatan, June 12, 2012, http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=124296.

[9] Jaber Baker, “Internet in Syria: experimental goods and a field of a new control,” White and Black Magazine, posted on Marmarita website, August 10, 2008, http://www.dai3tna.com/nuke/modules.php?name=News&file=article&sid=6019.

[10] “Online Syria, Offline Syrians,” The Initiative For an Open Arab Internet, accessed March 8, 2012; “One Social Network With A Rebellious Message,” The Initiative For an Open Arab Internet, accessed March 8, 2012, http://old.openarab.net/en/node/1625.

[11] Ayham Saleh, “Internet, Media and Future in Syria” [in Arabic], The Syrian Center for Media and Free Expression, November 14, 2006, http://alayham.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA%D8%8C-%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%8A%D9%88%D8%A1%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7.

[12] Christopher Rhoads, “Syria’s Internet Blockage Brings Risk of Backfire,” Wall Street Journal, June 3, 2011, http://online.wsj.com/article/SB10001424052702304563104576363763722080144.html?mod=googlenews_wsj.

[13] “News From the Ground,” [in Arabic], Telecomix: Syria, December 9, 2011, http://syria.telecomix.org/f689d2faa8c9a5ce29216c00152c8c7b

[14] Interviews with several activists in Syria wishing to remain anonymous, August 2011to March 2012.

[15] “Leaked Syrian document shows how Assad banned internet access and satellite phones,” The Telegraph, June 27, 2011. http://blogs.telegraph.co.uk/news/michaelweiss/100093908/leaked-syrian-document-shows-how-assad-banned-internet-access-and-satellite-phones/.

[16] “Syria – a country that can no longer communicate,” Bambuser (blog), March, 1, 2012, http://blog.bambuser.com/2012/03/syria-country-that-cannot-longer.html.

[17] “Syria,” OpenNet Initiative, August 7, 2009, http://opennet.net/research/profiles/syria.

[18] See the Ministry of Telecommunications and Technology’s website (in Arabic) at: http://www.moct.gov.sy/moct/?q=ar/node/58.

[19] See STE’s website at: http://www.in-ste.gov.sy/inindex_en.html.

[20] “Syria,” OpenNet Initiative; Guy Taylor, “After the Damascus Spring: Syrians search for freedom online,” Reason, February 2007, http://www.reason.com/news/show/118380.html.

[21] Email communication with activists in Syria, wishing to remain anonymous, December 2011. Local coordination committees of Syria: http://www.lccsyria.org/.

[22]Email communication with activists in Syria, wishing to remain anonymous, December 2011. The Mondaseh: http://the-syrian.com/.

[23] Syria,” OpenNet Initiative; Reporters Without Borders, “Syria,” Internet Enemies 2010 (Paris: Reporters Without Borders, March 18, 2010), http://www.unhcr.org/refworld/publisher,RSF,,SYR,4c21f66e28,0.html; “ThunderCache Overview,” Platinum, Inc., accessed August 14, 2012, http://www.platinum.sy/index.php?m=91.

[24] Blue Coat, “Update on Blue Coat Devices in Syria,” news statement, December 15, 2011, http://www.bluecoat.com/company/news/statement-syria.

[25] “Blue Coat device logs indicated the levels of censorship in Syria,” Hellias.github.com, accessed August 14, 2012, http://hellais.github.com/syria-censorship/.

[26] Jennifer Valentino-Devries, Paul Sonne, and Nour Malas, “U.S. Firm Acknowledges Syria Uses Its Gear to Block Web,” Wall Street Journal, October 29, 2011, http://online.wsj.com/article/SB10001424052970203687504577001911398596328.html.

[27] Ben Elgin and Vernon Silver, “Syria Disrupts Text Messaging of Protesters With Made-in-Dublin Equipment,” Bloomberg, February 14, 2012, http://www.bloomberg.com/news/2012-02-15/syria-blocks-texts-with-dublin-made-gear.html.

[28] Jennifer Preston, “Seeking to Disrupt Protesters, Syria Cracks Down on Social Media,” New York Times, May 22, 2011, http://www.nytimes.com/2011/05/23/world/middleeast/23facebook.html.

[29] Interview with activist in Syria wishing to remain anonymous, December 2011.

[30] “Top Sites in SY,” Alexa.com, accessed August 14, 2012, http://www.alexa.com/topsites/countries/SY.

[31] “Bambuser now blocked in Syria,” Bambuser (blog), February 17, 2012, http://blog.bambuser.com/2012/02/live-video-streaming-service-bambuser.html.

[32] Stuart Thomas, “Syrian government blocks access to WhatsApp,” Memeburn.com, March 3, 2012, http://memeburn.com/2012/03/syrian-government-blocks-access-to-whatsapp/.

[33] On May 23, 2012, Google announced that it made Google Earth, Picasa and Chrome available for download in Syria. Yet, Google said that “As a U.S. company, we remain committed to full compliance with U.S. export controls and sanctions.” Activists and internet users in Syria describe Google’s step as insufficient, saying that there are tens of Google services still blocked in Syria including the entire Google Play App store on Android phones. See, “Software downloads in Syria,” Official Google Blog, May 23, 2012, http://googleblog.blogspot.com/2012/05/software-downloads-in-syria.html?m=1.

[34] Email communication from a Syrian blogger. Name was hidden.

[35] “Syria,” OpenNet Initiative.

[36] Guy Taylor, “After the Damascus Spring: Syrians search for freedom online.”

[37] Ibid.

[38] “The Syrian Revolution 2011 Facebook Statistics,” Socialbakers.com, accessed August 14, 2012, http://www.socialbakers.com/facebook-pages/420796315726-the-syrian-revolution-2011.

[39] “Iranians were creative in using Twitter, Egyptians preferred Facebook, and Syrians are the masters of You Tube,” Interview with Dr. Radwan Ziadeh, Director of the Damascus Center for Human Rights Studies, Washington, D.C., February 2012.

[40] Robert Mackey, “Syria’s Losing Battle to Control the News,” The Lede (blog), New York Times, March 13, 2012, http://thelede.blogs.nytimes.com/2012/03/13/syrias-losing-battle-to-control-the-news/.

[41] Helmi Noman, “The Emergence of Open and Organized Pro-Government Cyber Attacks in the Middle East: The Case of the Syrian Electronic Army,” OpenNet Initiative, accessed August 14, 2012, http://opennet.net/emergence-open-and-organized-pro-government-cyber-attacks-middle-east-case-syrian-electronic-army.

[42] “Assad’s Shadow Army,” Al Jazeera, September 7, 2011, http://www.stream.aljazeera.com/story/assads-shadow-army.

[43] Robert Mackey, “Syria’s Losing Battle to Control the News.”

[44] Articles 285, 286, 287 of the Syrian Penal Code.

[45] Article 378 of the Syrian Penal Code.

[46] Anas Qtiesh, “Syrian Blogger Ahmad Abu al-Khair Arrested This Morning,” Global Voices Online, February 20, 2011, http://advocacy.globalvoicesonline.org/2011/02/20/syrian-blogger-ahmad-abu-al-khair-arrested-this-morning/.

[47] Email communication with activist in Syria who wished to remain anonymous, April 2012.

[48] “Syria: Bloggers Rally for Anas Maarawi,” Censorship in America, July 10, 2011, http://censorshipinamerica.com/2011/07/10/syria-bloggers-rally-for-anas-maarawi/; “Anas Maarawi is Free! Thank you all for your support!” Freeanas.pen.io, accessed August 14, 2012, http://freeanas.pen.io/.

[49] “Syria arrests iconic blogger Razan Ghazzawi and leading activists,” The Telegraph, February 16, 2012, http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/syria/9086741/Syria-arrests-iconic-blogger-Razan-Ghazzawi-and-leading-activists.html.

[50] Email communication from Razan Gazzawi. See also: Syrian Blogger Razan Gazzawi denies the charges against him and confirm that his activity is ‘guaranteed by the Syrian Constitution” [in Arabic], Asharq Al-Awsat, accessed June 15, 2012, http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=654226&issueno=12069.

[51] “Syrian activist Razan Ghazzawi is freed by authorities for a second time,” Al Arabiya News, February 20, 2012, http://english.alarabiya.net/articles/2012/02/20/195939.html.

[52] “Syria: Tal Al-Mallouhi,” PEN, accessed August 14, 2012, http://www.pen.org/viewmedia.php/prmMID/5499/prmID/174.

[53] Interview via Skype with A.A, Human Rights Lawyer in Damascus, December 12, 2011. Name is hidden.

[54] “Ferzat Jarban,” Committee to Protect Journalists, November 19 or 20, 2011, http://cpj.org/killed/2011/ferzat-jarban.php.

[55] Ahmed Al Omran, “Rami Al-Sayed, Syrian Citizen Journalist, Is Killed During Attack On Homs,” The Two-Way (blog), NPR, February 21, 2012, http://www.npr.org/blogs/thetwo-way/2012/02/21/147224200/rami-al-sayed-syrian-citizen-journalist-is-killed-in-attack-on-homs.

[56] Interviews with two photographers who have taken refuge in Turkey, December 2011.

[57] Interviews with released bloggers, names were hidden.

[58] “Law of the rulers to communicate on the network and the fight against cyber crime” [in Arabic], Articles 5-12, accessed March 8, 2012, http://www.sana.sy/ara/2/2012/02/10/pr-399498.htm (site discontinued). Informal English translation: https://telecomix.ceops.eu/material/testimonials/2012-02-08-Assad-new-law-on-Internet-regulation.html.

[59] “Law of communicating on the network and fighting against cyber crime” [in Arabic], Article 2, accessed March 8, 2012, http://www.sana.sy/ara/2/2012/02/10/pr-399498.htm.

[60] “Law of communicating on the network and fighting against cyber crime” [in Arabic], Article 8, accessed March 8, 2012, http://www.sana.sy/ara/2/2012/02/10/pr-399498.htm. English translation: https://telecomix.ceops.eu/material/testimonials/2012-02-08-Assad-new-law-on-Internet-regulation.html.

[61] Ben Elgin and Vernon Silver, “Syria Crackdown Gets Italy Firm’s Aid With U.S.-Europe Spy Gear,” Bloomberg, November 3, 2011, http://www.bloomberg.com/news/2011-11-03/syria-crackdown-gets-italy-firm-s-aid-with-u-s-europe-spy-gear.html.

[62] Vernon Silver, “Italian Firm Said To Exit Syrian Monitoring Project,” Bloomberg, November 28, 2011, http://www.bloomberg.com/news/2011-11-28/italian-firm-exits-syrian-monitoring-project-repubblica-says.html.

[63] Eva Galperin and Morgan Marquis-Boire, “How to Find and Protect Yourself Against the Pro-Syrian-Government Malware on Your Computer,” Electronic Frontier Foundation, March 5, 2012, https://www.eff.org/deeplinks/2012/03/how-find-syrian-government-malware-your-computer-and-remove-it.

[64] Eva Galperin and Morgan Marquis-Boire, “Fake YouTube Site Targets Syrian Activists With Malware,” Electronic Frontier Foundation, March 15, 2012, https://www.eff.org/deeplinks/2012/03/fake-youtube-site-targets-syrian-activists-malware.

[65] The Syrian Electronic Army, http://syrian-es.com/.

[66] Haroon Siddique and Paul Owen, “Syria: Army retakes Damascus suburbs,” Middle East Live (blog), The Guardian, January 30, 2012, http://www.guardian.co.uk/world/middle-east-live/2012/jan/30/syria-army-retakes-damascus-suburbs.

[67] “Speech of H.E. President Bashar al-Assad at Damascus University on the situation in Syria,” official Syrian news agency (SANA), June 21, 2011, http://www.sana.sy/eng/337/2011/06/21/353686.htm.

[68] See positive coverage on state-run websites [in Arabic]: Thawra.alwedha.gov.sy, May 15, 2011, http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=18217088020110516122043; Wehda.alwedha.gov.sy, May 17, 2011, http://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=18235523420110517121437.

[69] Helmi Noman, “The Emergence of Open and Organized Pro-Government Cyber Attacks in the Middle East: The Case of the Syrian Electronic Army.”

[70] Zeina Karam, “Syrian Electronic Army: Cyber Warfare From Pro-Assad Hackers,” Huffington Post, September 27, 2011, http://www.huffingtonpost.com/2011/09/27/syrian-electronic-army_n_983750.html.

[71] “Pipe Lex,” Al-Akhbar, accessed June 14, 2012, http://al-akhbar.com/taxonomy/term/3858.

[72] Zeina Karam, “Syrian Electronic Army: Cyber Warfare From Pro-Assad Hackers”; Amir Ahmed, “Apparently hacked, Syrian government website condemns president,” CNN, August 8, 2011, http://articles.cnn.com/2011-08-08/world/syria.ministry.site.hacked_1_bashar-al-assad-syrian-people-syrian-flag?_s=PM:WORLD.

[73] “Consolidated List of Financial Sanctions Targets in the UK,” Department of Treasury of UK, July 24, 2012, http://www.hm-treasury.gov.uk/d/syria.htm.

تقرير: الحريّة على الإنترنت – 2012/سوريا (صادر عن Freedomhouse.org)

الرابط الأصلي للتقرير: http://www.freedomhouse.org/report/freedom-net/2012/syria

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى