صفحات العالم

تقسيم سوريا مطلب الجميع؟!


    راجح الخوري

دعونا من التراشق الدولي بالتصريحات الساخنة والسخيفة طبعا حول الأزمة السورية التي دخلت، بعد انفجار دمشق وبداية المعارك في العاصمة وحلب، منعطفاً نهائياً لا يفضي إلا الى نتيجة من اثنتين:

 إما الانغماس في حرب اهلية طويلة تجعل سوريا ساحة معركة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، وإما تنظيم الخلافات الاقليمية والدولية حول مستقبل سوريا على قاعدة حصول الجميع على جائزة ترضية من الجغرافيا الجديدة التي قد تنشأ من التقسيم.

واضح تماماً ان مهمة كوفي انان انتهت ولن ينفع كلام سيرغي لافروف العصبي والمضحك في احيائها. واضح ايضاً ان النظام لن يتمكن من استعادة السيطرة، وواضح ان المعارضة التي تمسك بقسم من الاراضي السورية لن تتمكن من حسم المعركة في ظل الدعم الايراني والروسي المتزايد للنظام.

بإزاء كل هذا، فان السؤال المطروح في المطابخ السياسية الكبرى هو: أوليس التقسيم المتفاهم عليه ضمناً (من دون مشاورات او حوارات) افضل من دخول المنطقة جحيم الصوملة عبر نار سورية تمتد في كل الاتجاهات؟

 ليس هناك اي رد معلن على هذا السؤال، لكن التدقيق في الوقائع بعدما وصلت الأمور الى حافة “الجحيم السوري” يساعد في تظهير مجموعة من الاحتمالات لا جدال فيها:

اولاً: اذا كان النظام يعجز عن استعادة سيطرته على البلد وخسائره الى ازدياد، فلماذا لا يذهب الى دولته العلوية التي يؤكد سير المعارك في حمص وحلب وشريط القرى السنيّة عند السهل، حيث تبدأ جبال العلويين، انها كانت في حساباته منذ البداية؟

ثانياً: اذا كانت روسيا قد تيقنت من ان النظام لن يتمكن من الاحتفاظ بسيطرته، فلماذا لا تقبل بدولة علوية تبقي لها نفوذها ومواطئ اقدامها؟

ثالثاً: لماذا تخسر ايران 35 عاماً من الجهود التي بذلتها للوصول الى شواطئ المتوسط عبر سوريا، ولماذا تنخرط مع النظام الى النهاية في لعبة دموية خطرة وخاسرة، وما المانع من ان تدعمه لا بل ان تسيطر عليه اكثر في دولته العلوية؟

رابعاً: وماذا يضير الاميركيين من تقسيم سوريا وقيام دولة علوية في مواجهة دولة سنية وربما ثالثة للدروز والاقليات ورابعة كردية منضبطة إرضاء لتركيا؟

خامساً: هل هناك من سيكون اكثر سعادة من العدو الاسرائيلي الذي يضاعف الآن من حركة دفن فلسطين وقضيتها تحت ركام هذا الخواء العربي الطويل والمرعب سواء كان خواء انظمة الممانعة والصمود والتصدي المنهارة او انظمة التسويات الواهمة واللاهية؟

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى