صفحات سورية

تلازم مسارين


عمر العبد الله ()

ثلاثون عاما قضاها النظام السوري وأبواقه في لبنان بالحديث عن تلازم المسارين السوري واللبناني ووحدة المصير وعن الشعب الواحد في دولتين، ثلاثون عاما تعامل فيها نظام الأسد مع السوري واللبناني على حد سواء من قهر وموت واستبداد وجريمة.

إلا أن تلازم المسارين الذي نخر رؤوسنا حقيقي وليس وهمي كما يظن كل السوريين واللبنانيين، فهو تلازم مساري الحرية والاستقلال ، تلازم مساري الموت والارهاب في كلا البلدين ولدى كلا الشعبين، وهذا ما أكده أخيرا استشهاد اللواء وسام حسن، وهو الذي اعتبرته الثورة السورية أحد شهدائها وسمى الجيش السوري الحر إحدى كتائبه باسمه تقديرا للدور الذي قام به الشهيد حسن في مواجهة مخططات الأسد، وليس أخرها شبكة سماحة، مملوك، شعبان.

المستغرب أن كل من يواجه آل الأسد في لبنان أو سوريا تكون نهايته الاستشهاد، ويكون المتهم الأول لدى الممانعيين والمقاوميين هي اسرائيل عدو آل الأسد، الأسد وحزب الله إعداء لإسرائيل كما يدعون، وعدو الأسد يفترض أنه صديق لإسرائيل، فلماذا كل من يواجه الأسد وحزب الله تقتله اسرائيل؟ هذا نموذج للمقاومة والممانعة التي ينتهجها الأسد وحزب الله ومن ورائها إيران دولة الممانعة والمقاومة.

لن يكون الشهيد وسام آخر شهداء لبنان وسوريا على مذبح الحرية، مذبح الخلاص من آل الأسد وحلفائهم وأتباعهم وما مارسوه ضد الشعبين من القمع والاعتقال والجريمة المنظمة، فما تزال الطريق طويلة أمام لبنان وسوريا للتخلص من الأسد ومن أعوانه، ويبدو أن طريق اللبنانيين أطول وأصعب من طريق السوريين، فالكل يعلم أن حزب الله المقاوم والممانع، المقاوم لحرية الشعبين السوري واللبناني، لن يتخلى عن مشروعه في لبنان، مشروعه الإيراني الذي لا تخفيه قيادة الحزب ولا كوادره، فالحزب الذي يجاهر بأنه جزء من إيران على أرض لبنان ومشروعه هو ذات المشروع الذي ينشره طغيان إيران في الشرق الأوسط، مشروع الظلام.

يبدو أن قدر سوريا ولبنان أن يكملا الطريق معا الى نهايته حتى الاستقلال والحرية، الطريق الذي خطوه بدماء شهدائهما، الطريق الذي سار عليه وسام وهو يعلم أن نهايته لن تختلف كثيرا عن نهاية من سبقوه في مواجهة الموت الأسدي، فأكمل الطريق الى نهايته، الطريق الذي اختاره بكل قناعة وثقة من أجل لبنان، طريقا حفّه بالإيمان بلبنان وطنا لكل أبنائه، لبنان الحر المستقل، لبنان الذي ليس مشروعا لأحد، لكنه مشروع كل أبنائه، طريق الحرية أو الموت.

() كاتب سوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى