صفحات العالم

تورط ” حزب الله” في سوريا ؟


    علي حماده

حتى الآن اقتصرت المعلومات عن تورط “حزب الله” مع النظام في سوريا وقتل المواطنين السوريين على بعض الجثامين العائدة من سوريا، او بعض الوثائق المصورة التي يحصل عليها الثوار لدى دهمهم مقار امنية في مناطق ريفية وفيها اشارات مكتوبة الى مشاركة عناصر من “حزب الله” في عمليات عسكرية او امنية. وثمة معلومات اخرى مصدرها جهات حليفة للحزب في لبنان وضمنا لا تكنّ له الكثير من “الحب” تكشف ان الحزب المذكورمتورط في اعمال قمعية في الداخل السوري وان نطاق عملياته الاساسي هو المناطق القريبة لا الحدود مع لبنان اي على تخوم البقاع الشمالي وصولا الى عكار، وفي العمق وصولا الى مدينة حمص نفسها.

بالطبع لا تزال هذه معلومات متداولة على نطاق ضيق، ولا يتم البناء في شأنها على مواكب السيارات ذات الزجاج الاسود التي تعبر الحدود ذهابا وايابا خارج اي رقابة للجيش أو الأسلاك الأمنية المعنية بضبط الحدود. ولا يغيب عن البال ان العديد من الشاحنات المموهة تعبر من دون تفتيش على الخطوط العسكرية بين البلدين ولا يسمح للسلطات اللبنانية بمراقبتها ويقال انها محملة سلاحاً وذخائر و ربما اشياء اخرى.

في لبنان ليس ثمة دولة. و ليس ثمة سلطة رسمية. هناك تافهون يتقاتلون على مناصب تافهة لاسباب اتفه. وبقولنا هذا لا نشمل الاستقلاليين الذين يناضلون منذ سنوات طويلة في مواجهة أعتى آلتي قتل محلية (حزب الله) واقليمية (نظام بشار الاسد) ويتعرضون لشتى أنواع الحصار الامني والمخابراتي الترهيبيين. ولا ننسى ايضا ان اللبنانيين في بيروت يعيشون تحت احتلال “حزب الله” المقنع بحراسة شرعية الجيش اللبناني الذي بالكاد يصلح لأن يكون بفعل هذه السياسة فرقة كشافة في خدمة حزب حارة حريك!

العالم كله يعرف ان ايران متورطة في القتل في سوريا  حتى النخاع. و”حزب الله” تنظيم امني – عسكري فاشيستي طبيعيّ “يمثل جزءا” لا يتجزأ من النظام الإيراني وهو ليس ببعيد عن التورط. وخشيتنا من اجل لبنان خصوصا، وبالتحديد الحاضنة الشعبية للحزب ان يكون تورطه اكبر مما نعرف حتى اليوم، وان تكون يداه ملطختين بدم  السوريين ايضا، بعدما تلطختا بدم اللبنانيين وفي مقدمهم رفيق الحريري.

ليس ثمة دولة في لبنان، ليس بفعل ضعف الامكانات، بل بفعل قرار بني في الاساس على مصالح ضيقة من جهة، ومن جهة على ضعف واستضعاف. في لبنان على سبيل المثال رئيس حكومة يقول في احدث تصريحاته: “عند تغيير الدول احفظ رأسك”، ولكنه فيما ينبطح يمنة و يسرة عند اعتاب السعودية و دول الخليج والاميركيين والاوروبيين، لا يتأخر عن خدمة بشار الاسد والمشروع الايراني من خلال “حزب الله”.  مهم اليوم ان يدرك “حزب الله” ان لتورطه في قمع الثورة عواقب خطيرة للغاية، وخطورتها مباشرة عليه كتنظيم وبيئة حاضنة، و يا للاسف غائبة عن الوعي.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى