صفحات سورية

توضيح بشأن نداء روما من أجل سوريا

 

فائق حويجة

منذ أكثر من شهر تمت دعوتي من قبل ممثل جمعية سانت إيجيديو للمشاركة في لقاء يعقد في روما بهدف التباحث مع مجموعة من المفكرين والسياسيين السوريين في إمكانية وقف العنف والخروج من الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري ( والناجم عن سياسات النظام بالدرجة الأولى ) والذي قد يؤدي في ظل الاستعصاء السياسي إلى شكل من أشكال الحرب الأهلية التي ستؤثر بالضرورة على وحدة سوريا أرضا وشعبا …

تحت هذا الهاجس : فعل ما يمكن فعله لنصرة انتفاضة الشعب السوري المطالبة بالحرية والكرامة ؛ والعمل على الخروج من دوامة العنف التي تقود البلاد والعباد باتجاه شكل من أشكال التفتت المجتمعي في ظل الاستعصاء الذي قادنا إليه الحل الأمني العسكري الذي اعتمده النظام < وانجررنا إليه > بقوى غير متكافئة البتة على هذا الصعيد ؛ خصوصاً في ظل تماسك المؤسسة العسكرية خلف النظام ؛ مع إحجام العالم – حتى الآن – عن أي شكل من أشكال التدخل العسكري الذي طالب به البعض وبشر به البعض الآخر باعتباره قاب قوسين أو أدنى …. ضمن هذه الهواجس المذكورة آنفاً وافقت على الذهاب إلى روما ووقعت على < نداء روما من أجل سوريا > باعتبار أن هكذا خطوة – ربما – تشكل إضافة ما على صعيد تحشيد المجتمع الدولي – خصوصاً المجتمع المدني – للضغط على النظام السوري باتجاه وقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين …. وصولاً إلى المرحلة الانتقالية التي تحقق أهداف انتفاضة الشعب السوري بالحرية والكرامة وتقود باتجاه الدولة المدنية الديموقراطية المأمولة …. بناءاً على ماسبق يجب أن يكون واضحاً للجميع الأمور التالية :

1- تمت دعوة جميع المشاركين إلى < لقاء روما > – ومنهم أنا – بأسمائهم الشخصية وليس بصفتهم ممثلين عن أحزاب أو هيئات أو قوى ………… إلخ . وعندما سألنا المنظمون < جماعة سانت إيجيديو > عن إمكانية التوقيع على النداء تبعاً للهيئات التي ينتمي إليها المشاركون كان الرفض جماعياً باعتبار أن الدعوات كانت شخصية ؛ وأننا لسنا مفوضين بالتوقيع عن أي هيئة أو تنظيم … إلخ . وان توقيعنا لا يلزم أي تنظيم أو هيئة ربما يكون أحد الموقعين منظماً فيها لا من قريب أو بعيد .. وأن هذا التوقيع لا يلزم إلا الموقعين إضافة للذين يقتنعون به لاحقاً .. بطبيعة الحال … وفعلاً فقد تم التوقيع عليه من جميع الموجودين ( باستثناء فاتح جاموس الذي رفض التوقيع لاختلافه مع الاتجاه العام للنداء إضافة لبعض العبارات التي وردت فيه ) . باللغتين العربية والإنكليزية ؛ وبالأسماء الشخصية فقط .

2- الكلام السابق يعني ؛ بكل وضوح ؛ أن ائتلاف وطن بمكوناته : تيار مواطنة أو حركة معاً أو ائتلاف اليسار … أو ,, أو ,,, إلخ . أو الكتلة الوطنية أو المنبر السوري الديموقراطي ؛؛؛؛ أو باقي الائتلافات والهيئات والأحزاب .. إلخ . ليست معنية بهذا النداء لامن قريب أو بعيد وهي لم توقع عليه لا مباشرة ولا بالواسطة .. وكان من حق هذه القوى أن توضح عدم علاقتها بهذا النداء؛ طالما وجدت نفسها مختلفة معه ؛ ولكن ؛كان من الأفضل ؛ أن يتم ذلك بعد سؤال الموقعين والحاضرين ( ودون اتهامات مجانية لقوى أخرى ؛ هي غير موافقة على النداء أيضاً ؛ بالاستئثار … كذا !!! كما فعل أصدقاؤنا في ائتلاف اليسار …؟؟ )

3- جماعة سانت إيجيديو هي جمعية – أخوية – مسيحية تعمل بشكل فعال على حل الأزمات في العالم ؛ وهي قد ساهمت فعلا في حل بعض النزاعات في العالم ( موزمبيق – الجزائر – الفيلبين ….إلخ ) ومن الواضح أنها تمتلك الإمكانات المادية والمعنوية إضافة للعلاقات مع الأطراف الدولية الفاعلة – الأوربية بشكل خاص – للضغط باتجاه تفعيل دور أوربي ضاغط وفاعل على صعيد العمل على وقف العنف ؛ على الأقل ؛ يضاف لذلك دورها الفاعل جداً على صعيد هيئات المجتمع المدني الأوربي وتحشيده لدعم أهداف انتفاضة الشعب السوري في الحرية والكرامة والعمل على وضع قضية الشعب السوري تحت المجهر الإعلامي العالمي والمحلي الأوربي ؛ إضافة لوعد الجمعية لفعل ما يمكن فعله على صعيد الإغاثة …..

4- لن أدافع عن مضمون النداء ؛ فلا يتسع المجال في هذه الوقفة التوضيحية لذلك لكنني مع تفهمي لموقف الذين رفضوه من زاوية مضمونه السياسي – وبغض النظر عن صحة قراءتهم له – فإنني < أعتب > على بعض الذين هاجموه وتنصلوا منه دون أن يقحمهم أحد في تحمل مسؤوليته ودون أن يتريثوا للسؤال عن هذه النقطة بالذات ؛ لكنني ؛ بالمطلق ؛ لا أتفهم موقف كثيرين ممن هاجموا النداء ؛ ثم انتقلوا لمهاجمة من وقع على النداء .. وصولاً لتخوينهم بطريقة تكاد تشبه الآليات الاستبدادية في شطب كل من يخالفنا الرأي بحجة أننا وحدنا ؛ ووحدنا فقط ؛ من نمتلك ناصية الحقيقة …. وأننا وحدنا ؛ ووحدنا فقط ؛ سدنة هياكل الثورة ؛ ونحن فقط من يقرر ما هو المفيد من غير المفيد لخدمة أهداف هذه الثورة …… أما الآخر الذي يرى الأمر من زاوية مختلفة فهو إما خائن أو متخاذل …….. أو لديه < مأرب > ما وهذا أضعف الإيمان .. !!

5- نيابة عن الموقعين أستطيع الادعاء أننا وقعنا على < نداء روما > وهاجس العمل على إيقاف شلال الدم السوري ؛ يدفعنا في كل خطوة من خطواتنا ؛ هاجس فعل ما يمكن فعله على طريق ترسيخ قيم الحرية والكرامة التي دفع الشعب السوري الغالي والنفيس من أجل تحقيقها … هاجس فعل كل ما يمكن فعله لتفويت أي فرصة ممكنة لتفتيت النسيج الوطني السوري ضمانة السلم الأهلي والسيادة الوطنية ؛ إضافة لكونه ضمانة بناء المجتمع المدني الديوقراطي …

6- أشكر كل من أيد النداء < وهم كثر > ؛ كما أشكر كل من رفض مضمونه السياسي لكنه استنكر الطريقة < الاتهامية والتشكيكية > التي وسمت ردود البعض على < أشخاص > من وقعوا النداء ,,, !!!

فائق حويجة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى