توقعات 2015.. الثقافية/ روجيه عوطة
في أغلب الأوقات، تغيب التوقعات عن الحياة الثقافية في لبنان، لتنحصر في السياسة والفن، انطلاقاً من خطابها الحدثي الرسمي، وبوصفها ميدان الشأن العام الوحيد. على أن الثقافة، شغلاً ووسطاً وصحافةً، تستحق تنبؤات خاصة بها، لا سيما أنها على ثبات وطرد لأي ممكن ومغاير في مزاولتها. هنا بعض التوقعات الثقافية للعام 2015.. من وحي الماضي والحاضر.. واستشرافاً!
– بلبلة في إحدى الصفحات الثقافية على إثر مقال يبدأ بعبارة “الثورة لا تعني التدمير”.
– احتدام بين صحافيين، يعملون في الجريدة نفسها، بسبب نشر مقال لأحدهم فوق الثاني.
– رئيس قسم ثقافي يصدر كتاباً عن تجربته بعنوان “هكذا اخترت عناوين صفحتي المقاوِمة”.
– الصفحات الثقافية تحتفي بصدور كتاب شعري لإعلامي أو إعلامية في برنامج تلفزيوني، بعد أيام قليلة، النقاد يظهرون الواحد تلو الآخر على الشاشة الصغيرة.
– استعمال عبارة “وهذا يذكر بمفهوم الهيمنة عند غرامشي”.. إلى إزدياد.
– تركيز على رواية بعينها، والكتابة عن “مناخاتها” والإقتراب من وصفها بأنها “ملحمة العصر”.
– أحد الصحافيين يكتب عن نشاط فني، وينهي مقالته بـ”كم نحتاج إليه”.
– واحد من شعراء المنابر والكرافتات على طريق الشهرة، من قصر البلدية إلى صالون العزاء ثم إلى ساحة البلدة، بعد ذلك، يصدر كتاب بعنوان “شوق الألوان”، يعرف قصائده بأنها “وجدانية”.
– موضة جديدة للتكلم عن المشاريع الثقافية، مفادها “اللامركزية”.
– بعد الاستفادة من “موجة” الثورة في سوريا، عدد من الفنانين يصيبه الإحباط قبل أن يقع على موضوع جديد.
– أدونيس إلى الواجهة من جديد، مدافعاً عن بشار الأسد وأخيه ماهر بالقول “بالنسبة لي هما الشقيقان ميلادينوف”.
– نائب في البرلمان البعثي، مشهور بمطالبته بشار الأسد بأن يحكم العالم وليس “الوطن العربي” فقط، ينتقل إلى إحدى صحف الممانعة في بيروت، ويكتب في زاوية، إسمها “قليل عليك”.
– تنافس حاد في “فايسبوك” بين الكتّاب على حصد اللايكات.
– وفي “فايسبوك” أيضاً، الصحافيون ينشرون مقالات بعضهم البعض ويعلقون فوقها بعبارات محددة: “يضرب من جديد”، “بديع”، وأحياناً، “أهم مقالة في القرن الواحد والعشرين”.
– صحافة الذنب، أقصد الموقف، يتضاعف حضورها.
– أحد نقاد الفن التشكيلي يواظب على استعماله وصف “الضوء متموج”.
– أربعة مقالات معنونة بالنمط نفسه: “فلان الفلاني ينقد الأساطير اليومية”، “فلان الفلاني يحفر في الواقع”، “فلان الفلاني يفكفك الحقيقة”، “فلان الفلاني يعدنا بالعاصفة”.
– إحدى الفنانات المعاصرات، تغير إسمها إلى “الفنانة رسمياً”.
– على مدى أشهر، المثقفون لا يتوقفون عن كتابة مقالات عن “داعش” و”الإسلام الصحيح”…وعلى مقلب آخر، يطرحون الدولة كحلّ.
– “الدولة الإسلامية”، تصدر ملحقاً ثقافياً، وتستكتب فيه عدداً من الكتّاب الممانعين واللاممانعين، فجأةً، يشتري البغدادي “دار غاليمار”، ويخصص جزءاً منه للإصدارات العربية.
– بعد الإتفاق بينهم على “فشل الثورات”، مثقفون يتواطأون على “فشل الحياة” نفسها، والسبب الصراع بين الغزالي وإبن رشد.
– فنان (أو فنانة) يحصل على تمويل هائل لعنونة خمس لوحات غير موجودة، في مدة أقصاها سبع سنوات، خلالها يردد “أعمل على مشروعي، أعمل على مشروعي”..
– معرض الكتاب الفرانكفوني ينتقل من “البيال” إلى مدرسة “الجمهور”
– معرض الكتاب العربي يستضيف خبير الأعشاب زين الأتات، الذي يتحدث عن “المؤامرة” التي يتعرض لها “الوطن العربي”.
– الوسط الصحافي اللبناني يصدر أعماله الكاملة عن النميمة، والأوساط الثقافية الأخرى تحذو حذوه.
– دور النشر اللبنانية تتحول إلى مصارف، أو مكاتب صيرفة، أو مؤسسات إقراض وتسليف وتأمين.
– “القارئ العربي” تحوم حوله غيمة سوداء.
– سقوط “المكتبة العربية” على المترجم، الذي يريد إغنائها.
– شاعر (أو شاعرة) يصدر كتاباً، إثنين، ثلاثة، والرابح دارسة نقدية عنه، كل ذلك في عام واحد.
– أحد المعارض يستضيف ورشة مكانيك سيارات، وصحافي يكتب في اليوم اللاحق “الفن يجتاح بيروت”.
– شاعر أو روائي أو كاتب، ما أن يموت حتى يصبح الجميع أصدقاءه من دون علمهم، ويصفونه بـ”الكبير”.
– الشكاية تتواصل، “لا وجود لجو ثقافي في لبنان”، بينما العكس هو الصحيح، لكنه جو بائس…
المدن