صفحات العالم

جبهة النصرة تحاصر الداخل السوري

حسين عمر

تقوم جبهة النصرة بتعزيز مواقعه على الحدود العراقية السورية والسورية التركية والسورية الاردنية، خلال الاسبوع الماضي كان له نشاط مكثف في تلك المناطق وخاصة تعزيز التواجد في المدن الحدودية وكان أخر تلك المدن جرابلس التي دخلوها وقتلوا العشرات من اهلها ومن كتيبة ابو فرات التي كانت تحكم المدينة، وذلك لعدة اسباب حسب اعتقادي ومنها:

-سهولة التنقل عبر الحدود ومد مجموعاتها بالسلاح والتموين والمقاتلين.

-هي مناطق نائية ليست في اهتمامات النظام العسكرية الذي استعاد مبادرة التحرك بعدان خلق حالة من الصراع المسلح بين الكتائب المسلحة بعضها ببعض للسيطرة على المناطق ذات استراتيجية دفاعية أو مناطق نائية غير مدرجة في مخططات النظام الهجومية.

-تحاول الجبهة فرض سلطتها واحكامها وتجربتها في مدن وقرى صغيرة نسبيا” في محاولة ترغيبها للشعب وتجنب رود افعال عكسية منه، لأنها ليست القوة الوحيدة على الرغم من انها الاكثر فاعلية وتوزيعا” على الارض والاكثر امتلاكا” للقوة ( عدة وعتادا”) ولها تواجد على طرفي الحدود من سوريا والدول المجاورة لها،ولهذا فهي الاكثر قدرة على المناورة ضمن الاراضي السورية وداخل الدول المحيطة بها وخاصة في تركيا والعراق.

– النقطة المهمة الاخرى هي معرفتها بان الدول الكبرى لن تسمح لها بالوصول الى السلطة في سوريا ولهذا وضعت خطط طويلة الأمد لتثبيت سلطتها في المناطق المذكورة اعلاه، حتى تكون بعيدة عن ضربات وقائية من السلطة اذا أرادت، وكذلك أن لا تكون في الواجهة بالنسبة للدول التي تتخوف من ازدياد نفوذها وقدرتها.

– في الفترة الماضية استطاعت ربط أو تشكيل العديد من الكتائب على طول سوريا وعرضها تحت اسماء مختلفة ليست تابعة لها ظاهريا “وهذا ما يعطيها سهولة التحرك بالداخل ايضا” وليكون لها اليد الطولي في ادارة الصراع في كل مكان تريده.

لهذا من الصعوبة بمكان امكانية فصلها أو تفريقها عن بقية الكتائب والمجموعات المسلحة كما ترغب الدول الغربية في محاولة منها تسليح تلك القوات دون جبهة النصرة و المصنفة في خانة الارهاب.واي قطعة سلاح تعطى للكتائب ستكون لجبهة النصرة منها نصيب بالرغم من عدم حاجتها لذلك، لوجود تنظيم القاعدة ورائها لمدها بالعتاد والمقاتلين. وحتى بالنسبة لها فهي أكثر قوة على الارض استطاعت تنظيم البنية الادارية في المناطق التي تحكمها في حين أغلبية المجموعات الاخرى اعتمدت على السلب والنهب والمساعدات، قامت جبهة النصرة بوضع قوانينها وتسير اقتصادها من خلال ادارة التجارة الداخلية وحتى الخارجية مع تركيا وعبرها مع بعض الشركات لشراء البترول وغيرها من خيرات تلك المناطق، وبذلك تكون قد وضعت الاسس الاولى لبناء سلطتها مستفيدة من تجارب تنظيم القاعدة في افغانستان والصومال والمناطق القبلية في باكستان.

أن القاعدة( النصرة ) تتحضر للبقاء طويلا” في الوضع الحالي مقتسمه مناطق النفوذ مع النظام، والابتعاد عن الاحتكاك المباشر معه لتقوم بهذه المهمة المجموعات المسلحة الاخرى، التي ستستنزف قوتها مع قوات النظام، لتبقى هي القوة التي تسلم من الخسائر وتبني دويلتها على طول الحدود السورية مع كافة دول الجوار.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى