جريمة تضليل موصوفة في كفرسوسة
لجان التنسيق المحلية في سوريا
استهل النظام المجرم في سوريا استقباله لطلائع وفد المراقبين العرب بتفجيرين كبيرين في العاصمة دمشق، استهدفا مقارّاً أمنية شديدة التحصين و الحراسة. سقط فيهما عشرات القتلى ممن لا ذنب لهم سوى أن النظام أراد استخدامهم وقوداً لدعايته الرسمية و خطابه الإعلامي واستثمار دمائهم بحثاً عن مصداقية مفقودة ليقدمها لوفد المراقبين.
واستكمالاً لمحاولاته الحثيثة إجهاض الدور العربي و تمييع دور المراقبين،واستتباعاً لمحاولاته الالتفاف على مضمون المبادرة العربية و اختصارها ببروتكول المراقبين دوناً عن بنود أخرى تضمنتها المبادرة كوقف القتل، وإطلاق سراح المعتقلين و سحب المظاهر المسلحة من الشوارع. فإن النظام المجرم لم يوفر جهداً في استثمار الحدث لخدمة روايته حول التطرف و العصابات المسلحة في الداخل. ذلك في سياق جهده المبذول لإجهاض مشروعية تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن. هذه الخطوة الأولى التي نعتبرها واجبة التحقق في إطار اتخاذ إجراءات حقيقية على الأرض تحمي المدنيين السوريين من القتل اليومي الممنهج.
لقد اعتاد النظام المجرم في سوريا طوال تاريخه على استثمار تفجيرات تودي بأرواح المدنيين هنا وهناك في لبنان و سوريا و الأردن و العراق وتركيا، مستخدماً في تنفيذها ميليشيات تعمل لديه بالوكالة أو أنه يقوم بذلك بالأصالة عن نفسه مستخدماً أجهزة مخابراته المجرمة.
إننا في لجان التنسيق المحلية نرى أن ما حصل يأتي في السياق السلوك المعتاد لهذا النظام عبر تاريخه الطويل، كما محاولاته الدائمة لإجهاض الدور السياسي للآخرين مستخدماً في ذلك أدواتِ أمنية. ولم تردعه يوماً أرواح المدنيين الأبرياء، حتى لو كانوا من مؤيديه أو في أحيان أخرى من بعض موظفيه أنفسهم. وهو الآن، وفي سبيل حفاظه على سلطته، يمارس أنواعاً مختلفةً من الإجرام كل يوم بحق الشعب السوري و مظاهراته السلمية المطالبة بالتغيير و إسقاط النظام و حرية البلاد.
إنّ لجان التنسيق المحلية تدعو وفد المراقبين العرب للتوجه إلى المدن و المناطق المحاصرة لتسجيل مشاهداته على أرض الواقع. و نحن على ثقة بإدراك الوفد العربي لمحاولات النظام عرقلة مهمته و تزوير الوقائع للتشويش على دور الوفد الهام كشاهد عيان رسمي على استباحة الدم السوري يومياً من قبل النظام المجرم.