جمهوريّون/ إليوت واينبرغر
ترجمة: جولان حاجي
قام الكاتب الأمريكي إليوت واينبرغر باختيار الكثير من المواد الإخبارية والصحفية التي يتناولُ معظمُها أعضاءَ في الحزب الجمهوري الأمريكي خلال الفترة الرئاسية لجورج بوش الابن، ثم أعاد صياغتها من دون تعليقات إضافية، ونشرها تحت عنوان «جمهوريون: قصيدة نثر». نكاد نقول إن المشاهد والمفارقات والفظاعات إياها مستمرّة منذ بداية الحرب على الإرهاب، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على كتابة هذا النص الذي اخترنا منه مقتطفات يتوافر معظمها على شبكة الإنترنت.
اعتمدنا في هذه الترجمة النسخةَ المدرجة ضمن كتاب مقالات لإليوت واينبرغر عنوانه: ماذا حدث هنا؟ (نيو دايركشنز، 2005)، وهو يحتوي كذلك نصاً آخر طويلاً، عنوانه: ما سمعته عن العراق (12 يناير 2005)، مكتوباً بالأسلوب نفسه.
*****
«إنهم يكرهون أصدقاءنا. يكرهون قِيَمنا. يكرهون الحرية والديمقراطية والحرية الشخصية».
الرئيس جورج دبليو بوش
توماس دوناهيو، مدير غرفة التجارة الأمريكية -جمهوري. قال إن على العاطلين الجدد عن العمل «الكفّ عن التذمُّر».
دكتور توم كوبِرن، العضو السابق في الكونغرس والمرشح الحالي لمنصب سيناتور عن أوكلاهوما -جمهوري. قال إن السِّحاق مستفحل في ثانويات أوكلاهوما، بحيث لا يُسمح للطالبات بالذهاب إلى الحمّام إلا فرادى، على الرغم من تعذُّر العثور على أية ثانوية حدث فيها شيء من هذا القبيل. دكتور كوبِرن يؤيد عقوبة الإعدام للأطباء الذي يُجرون عملياتِ إجهاض.
ألفونسو جاكسون، وزير الإسكان والتنمية المدنية -جمهوري. شرح التقليص الضخم لميزانية إسكان ذوي الدخل المنخفض، قائلاً: «كونك فقيراً هو حالةٌ ذهنية، وليس وضعاً».
الجمهوريون لا يحبّون الكلاب. جيوفري ميلر، ضابط برتبة ميجور جنرال، المدير السابق للسجون في غوانتانامو باي، والمدير الحالي للسجون في العراق، قال: «تعلّمنا في غوانتانامو باي أن السجناء ينالون ما يستحقّون. إنهم كالكلاب، وإذا سمحت لهم بالاعتقاد في أية لحظة بأنهم أكثر من كلاب فسوف تفقد السيطرة عليهم».
الجمهوريون يحبّون الكلاب. سُئل ترِنت لوت، وهو سناتور من ميسيسبّي، عن استخدام كلاب المداهمة في تعذيب سجين عراقي. أجاب بأن «لا خطأ في استبقاء كلبٍ هناك إلا إذا أكلَ [السجين]».
الجمهوريون يحبّون الأطفال. قال جون كورنين، وهو سناتور من تكساس، متحدثاً عن تأييده لتعديلٍ دستوري يمنع زواج المثليين: «لن تتأثر حياتك اليومية كثيراً إذا تزوّج جارك من سلحفاة منزلية. لكن ذلك لا يعني الصواب. الآن، عليكم تنشئة أطفالكم في عالمٍ يحظى فيه ذلك القِران بين رجل وسلحفاة بالأساس القانوني نفسه كزواج الرجل والزوجة».
الجمهوريون متفائلون. يقول الجنرال بيتر شوميكر، رئيس أركان الجيش الأمريكي، عقب 11 أيلول: «هناك فضة كثيرة تبطّن هذه الغيمة»1. ثم يشرح: «الحرب مركز اهتمام هائل… لدينا الآن هذه الفرصة للتركيز، ولدينا واقعة أن الإرهابيين قد هاجموا بالفعل وطننا، مما يمنحها شيئاً من الإثارة».
إيلين تشاو، وزيرة العمل -جمهورية. تطبعُ وزارتها كتيّباً يحتوي إرشادات لأرباب العمل حول كيفية أن يتجنّبوا تسديد الأجور للعمال عن أوقات عملهم الإضافية.
جاك كاهل وابنه جون كاهل -جمهوريان، ومساهمان أساسيّان في الحزب الجمهوري. كان الأب سابقاً، والابن حالياً، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي في شركة مانكو المساهمة، ومقرُّها في آفون، أوهايو. شعارها: «إن لم تكن فخوراً بها، فلا تعرضها للبيع». تنتج مانكو 63% من إجمالي الأشرطة اللاصقة المستخدمة في الولايات المتحدة. عندما حثَّ وزير الأمن الداخلي توم ريدج الأمريكيين مراراً على شراء عوازل بلاستيكية وأشرطة لاصقة ليحموا منازلهم من هجوم كيماوي أو بيولوجي، ارتفعت مبيعات مانكو بنسبة 40% بين عشية وضحاها.
لدى الجمهوريين حسٌّ تاريخي. احتفل سوني بيرديو، حاكم جورجيا، بفوزه في الانتخابات ونهاية سيطرة الديمقراطيين، بترديد كلمات مارتن لوثر كينغ: «أحرارٌ أخيراً، أحرارٌ أخيراً، الشكر لله الجبار، نحن أحرار أخيراً!». ألقى خطبته أمام علم كبير للولايات الكونفدرالية2.
الجمهوريون يحاربون الإرهاب. في قرية بروسيت بواشنطن، رسم صبيٌّ عمره 15 سنة رسوماً مناهضة للحرب في دفتر الرسم خلال درس الفنّ؛ وأحدُها يُظهر الرئيس كشيطان يطلق الصواريخ. أخذ معلّم الفنّ دفترَ الرسم إلى مدير المدرسة الذي اتصل برئيس الشرطة المحلية، الذي حذّر قواتِ الأمن فأرسلتْ عنصرين إلى بروسيت للتحقيق مع الصبيّ.
جون هوستيتلر، عضو في الكونغرس من إنديانا -جمهوري. أوقفوه لفترة وجيزة في مطار لويسفيل، كنتاكي، عندما عثروا في حقيبته على مسدس غلوك أوتوماتيكي ملقَّم عيار 9 ملم. سنة 2000، عندما تمّ إقرار مرسوم العنف ضد النساء في الكونغرس بنسبة 415 إلى 3، كان هوستيتلر واحداً من أولئك الثلاثة.
آل فرينك -جمهوري. تم تعيينه في المنصب المستحدث تواً كمساعد وزير التجارة للتصنيع والخدمات، لتدبير الخسارة الهائلة للوظائف في الشركات الأمريكية خارج الولايات المتحدة. إنه المالك الشريك في شركة فابريكا التي تقوم بتصنيع سجاجيد باهظة الأثمان للبيت الأبيض والعائلة المالكة السعودية. شعارها: «رولس-رويس السجّاد». استعاضت فابريكا عن الكثير من عمالها بالروبوتات، وإن لم يكن لديها أية مصانع في الخارج، لأنك، كما أوضح شريكُ فرينك، لستَ مجبراً على دفع ضمان صحي للروبوتات.
الجمهوريون يحاربون الإرهاب. تيم باولِنتي، حاكم مينيسوتا، يرغب في اعتقال الناس أثناء المظاهرات المناهضة للحرب (وليس المظاهرات الأخرى) ليدفعوا غرامة إضافية تستخدم لاحقاً في «نفقات الأمن الداخلي».
الجمهوريون لا يحبّون الأطفال. فتاة صغيرة سألت ريتشارد رايوردان، وزير التربية في كاليفورنيا، إن كان يعلم أن اسمها، إيزيس، معناه «إلهة مصرية»، فأجابها رايوردان: إنه يعني «حمقاء»، أيتها البنت الوسخة.
الجمهوريون يحبون الآيس كريم، لكنهم لا يحبون الآيس كريم التي تصنعها شركة بِن آند جيري، صاحبة الدعم سيء الصيت للقضايا التقدمية. وهكذا أطلقوا ماركتهم الخاصة للآيس كريم، ستار سبناغلد التي خصصت 19% من أرباحها للمنظمات المحافظة. بين نكهاتها هناك «أنا أكره الفانيلا الفرنسية»، «الطريق العراقي»، «غان نات» [بندق وبندقية] …
جِب بوش، حاكم فلوريدا -جمهوري. افتتح لهذه البلاد أولَ سجن مسيحي، حيث يمضي النزلاء أيامهم في الصلاة ودراسة الكتاب المقدس.
الجمهوريون يحبّون سيارات الهامرز. من يشتري سيارة هامر هـ1 بـ 50590 دولار ينال بالمقابل تخفيضاً ضريبياً مقداره 50590 دولاراً؛ ومَن يشتري هامر هـ2 بـ 111845 دولار ينال بالمقابل تخفيضاً ضريبياً مقداره 107107 دولاراً. ريك شميدت، مؤسس مجموعة مالكي هامر الدولية، قال: «الهامر هـ2 أيقونة أمريكية… إنها رمز لما نعتبره جميعاً أعزَّ ما لدينا: حقيقةُ أن لنا حرية الاختيار، وحرية السعادة، وحرية المغامرة والاكتشاف، وحرية التعبير المطلقة. مَن يشوّه الهامر بالكلمات أو الأفعال يشوّه العلَم الأمريكي وما يرمز إليه».
لدى الجمهوريين حسٌّ تاريخي. الموظفون في تاني كاونتي، ميسوري، رفضوا تعليق «لوحة ذكرى» تشريفاً لمواطن من تاني كاونتي توفي في مركز التجارة العالمي في 11 أيلول، لأنه كان ديمقراطياً.
جيري ريجيير، مدير مكتب شؤون خدمات الأطفال والعائلة في ولاية فلوريدا -جمهوري. يعتقد أن خضوع الأطفال لتنشئة «رجولية» أمرٌ واجب، وأن «الضرب المنصوص عليه في الكتاب المقدس» والمؤدي «إلى كدمات أو خدوش سطحية وعابرة، لا يُعتبر انتهاكاً للأطفال»، وأن على النساء النظر إلى العمل خارج البيت بوصفه «عبودية»، ولا يجوز للمسيحيين الزواج بغير المسيحيين، وأن «الحركة النسوية الراديكالية قد ألحقت الأذى بأخلاق الكثير من النساء، وأقنعتِ الرجال بالتخلي عن سلطتهم داخل البيت التي منحهم إياها الكتاب المقدّس».
بِيت كورس، المرشح لمنصب سناتور عن كولورادو -جمهوري. وبوصفه وريثاً لثروة بيرة كورس، كان قد صرّح بأنه إذا ما تمّ انتخابه فسوف يضع على رأس أولوياته تخفيضَ العمر القانوني لشرب الكحول.
جيم بانينغ، سناتور من كنتاكي -جمهوري. يستثير الضحك في عشاءات الجمهوريين بالمزاح أن خصمه في الانتخابات القادمة، دان مونجياردو (ابن مهاجرين إيطاليين)، يشبه واحداً من أبناء صدّام حسين.
ستيفان داونز، عمره 61 عاماً، ليس جمهورياً على الأرجح. كان يتسوّق في كروسغيتز مول في غيلدرلاند، نيويورك، عندما طوّقه حرّاس الأمن وطلبوا منه المغادرة. كان داونز يرتدي قميصاً يحمل كلمات «اعطوا السلام فرصة». رفض المغادرة فاعتقل لتعدّيه على ممتلكات الغير.
صديقي، رجل أبيض في أواسط العمر، ليس جمهورياً. كان يلتقط صوراً لبعض المركبات المصبوغة بألوان متنوّعة في مرآب، كمصوّر فوتوغرافي مكلَّف لصالح ناشيونال جيوغرافيك في فلوريدا. وبعد ساعةٍ اعتقلوه. كان مواطنٌ حريصٌ قد اتصل بالشرطة، لارتيابه بنشاط إرهابي محتمل متعلق بجمع المعلومات.
جيفري كوفمان، مراسل تلفزيون أي بي سي، قد لا يكون جمهورياً. عندما بثَّ قصة عن هبوط الروح المعنوية بين القوات الأمريكية في العراق، نشر البيت الأبيض قصة أخرى، وهي أن كوفمان ليس مثلياً فحسب، بل كنديٌّ أيضاً.
الجمهوريون يحبّون التكنولوجيا. إذ على الرغم من التقليص الكبير الذي طال معظم برامج التدريب على العمل وإسكان ذوي الدخل المنخفض أو إلغاء مثل هذه البرامج، فقد أسست وزارة العمل موقعاً إلكترونياً للمشرَّدين.
الجمهوريون يحبّون الميثيل برومايد، وهو مبيد حشري يدمّر طبقة الأوزون ويؤدي إلى سرطان البروستات لدى عمال المزارع. سنة 1987 وقّعت إدارة ريغان ومعها 160 دولة أخرى على اتفاقية التخلص من الميثيل برومايد بحلول سنة 2005. ازداد استخدام الميثيل برومايد سنوياً خلال فترة الإدارة الحالية التي تسعى إلى التهرُّب من الإذعان للاتفاقية. وضّحت كلاوديا أ. ماكموراي، مساعدة وزير الخارجية لشؤون البيئة، قائلة: «مزارعونا يحتاجون إلى هذا».
الجنرال وليام بويكين، نائب وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات، الموكل سابقاً بمطاردة أسامة بن لادن والمشرف حالياً على إصلاح السجون العراقية -جمهوري. يظهر بانتظام في ملتقيات إحياء دينية ترعاها مجموعة تُدعى «مضاعفة قوة الإيمان» [فايث فورس مالتيبلاير]، وتدعو إلى تطبيق المبادئ العسكرية في التبشير المسيحي. بيانه «رسالة المحارب»، يدعو «المحاربين في هذه الحرب الروحية من أجل أرواح هذه الأمة والعالم أجمع». يعظ بويكين بأن «الشيطان يريد تدمير هذه الأمة، ويريد تدميرنا كأمّة، ويريد تدميرنا كجيش مسيحيّ»، وأن المسلمين «لن يُهزَموا إلا إذا تصدّينا لهم باسم يسوع». يعترف بأن «جورج بوش لم يُنتَخبْ بأصوات غالبية المقترعين في الولايات المتحدة»، ولكنه يضيف «لقد عيّنه الله».
الجمهوريون يحاربون الإرهاب. عندما أعلن حاكم فيرمونت عن مناشدته الحكومة الفيدرالية بالسماح للمواطنين الكبار في السنّ باستيراد أدوية أرخص من كندا، ادّعى ليستر كروفورد، مفوَّض إدارة الأغذية والأدوية، أن هناك مخططاً لدى القاعدة لتسميم الأدوية المستوردة. اعترفت وزارة الأمن الداخلي «ليست لدينا أية معلومات محددة حالياً» بخصوص هذه المؤامرة.
الجمهوريون يحبّون الجنس. جاك رايان، مرشح (حالياً، مرشح سابق) لمنصب سيناتور من إليونيز، أرغم زوجته (حالياً، زوجته السابقة) على زيارة نوادي الجنس السادي -المازوخي في نيويورك وباريس، وأصرَّ على أن تمارس الجنس معه هناك بحضور آخرين يتفرجون عليهما. دافع عن نفسه بتسمية هذه التصرفات «مداخل رومانسية» ونوّه «لم يكن هناك خَرْق لأي قانون. لم يكن هناك خرق لأي قانون من قوانين الزواج. لم يكن هناك خرق لأي من الوصايا العشر». سانده الجمهوريون لأنه، كما قال روبرت نوفاك في عموده الصحفي، «جاك رايان، خلافاً لبيل كلينتون، لم يقترفِ الزنا ولم يكذبْ». الزوجة السابقة لرايان هي الممثلة جيري رايان التي أدّت دورَ بورغ في البرنامج التلفزيوني ستار تريك [رحلة النجوم]. شعاره: «لا جدوى من المقاومة»3.
جو براون، رئيس بلدية ممفيس، تنيسي -جمهوري. عندما قامت مجموعة من «سبع زعامات عراقية محلية ومدنية» بزيارة ممفيس، في جولة بالولايات المتحدة نظّمتها وزارة الخارجية الأمريكية، رَفض السماحَ لهم بالدخول إلى مبنى مجلس المدينة، قائلاً: «لا نعرف بالضبط ماذا يجري. مَن يعرف هذا الوفد، وهل أبلغتم الإف بي آي؟ يتوجب علينا حماية كل الموظفين في ذلك المبنى والحفاظ على أمنهم». أخبر براون مضيفةَ الوفد إنه «سيُخلي المبنى ويستدعي فرقة خبراء التفجيرات» إذا حاول الوفد الدخول.
الجمهوريون لا يحبون الجنس. روبرت ف. ماكدونيل، رئيس هيئة العدل والنائب العام في ولاية فرجينيا، قال إن «ممارسة الجنس الفموي أو الشرجي قد تحرم الشخص من أن يصير قاضياً». الجمهوريون يحبون الجنس. بعد بضعة أيام، اعتقل روبن فاندرويل، مدير حملة ماكدونيل، لتحرشه بصبي يافع عبر الإنترنت.
رالف ريد -جمهوري. عندما كان مدير التحالف المسيحي، قاد حملة ضد القمار، وسمّاه «سرطاناً في جسد المجتمع الأمريكي» و«يسرق الطعام من أفواه الأطفال». إنه الآن أحدُ المدافعين عن كازينو ضخم.
مايكل سكوبكين، مؤسس شركة برمجيات دينية وزعيم «فريق الصلاة الرئاسي» -جمهوري. طالبوه بإلحاح أن يحاول الترشح إلى منصب سيناتور عن ولاية ميشيغان، ولكنه رفض في النهاية. صار سكوبكين مشهوراً بعد البرنامج التلفزيوني سارفايفر2، لصيده وذبحه خنزيراً برياً بيديه العاريتين، ومن ثم دهن وجهه بدمائه. «فريق الصلاة الرئاسي» منظمة مستقلة تضم ملايين المشاركين الذين يتلقون تعليمات يومية من قبيل: «صلُّوا للرئيس إذ يلتقي برئيس الوزراء السنغافوري غوه تشوك تون في 6 أيار. سيبحث الزعيمان تقوية علاقاتنا الثنائية، إضافة إلى اتفاقية التجارة الحرة بين سنغافورة والولايات المتحدة».
جيري ثاكِر، مستشار التسويق والعضو السابق في الهيئة الاستشارية الرئاسية حول الأيدز وفيروس HIV -جمهوري. سمّى الأيدز «طاعون المثليّين»، واصفاً المثليّة بأنها «أسلوبٌ في الموت»، ومصرّحاً ألا أحد سوى «المسيح يقدر على إنقاذ المثليين».
غبطة سكوت بريدلوف، راعي الأبرشية في كنيسة يسوع في سيدار رابيدز، آيوا -جمهوريٌّ على الأرجح. مخططاته من أجل محرقة كتب ضخمة في الهواء الطلق أُحبِطَتْ على يد موظفين في مكتب الحرائق في سيدار رابيدز. اقترح عليه مفتش الحرائق في المدينة تمزيق الكتب، فقال بريدلوف إن ذلك لا يبدو توراتياً.
بات تيلمان -كان على الأرجح جمهورياً. بعد 11 أيلول، تخلّى عن عقدٍ بملايين الدولارات كلاعب كرة قدم محترف لكي يلتحق بالقوات الخاصة البرية في أفغانستان، حيث مات في القتال. وبوصفه الجندي الوحيد الذي حظي سابقاً بشيء من الشهرة في البلاد، فقد أوشك أن يتحول إلى أيقونة إعلامية، قبل أن ينكشف مقتله على يد القوات الأمريكية في حادثة إطلاق «نيران صديقة».
الجمهوريون يحاربون الإرهاب. سلطات المخابرات والشرطة يفحصون الآن ملفاتِ الهجرة وقوائمَ بالناخبين المسجّلين وشهاداتِ قيادة السيارات والمسجِّلين في الجامعات ومُستعيري الكتب من المكتبات وحجوزاتِ الطيران وعملياتِ الشراء عبر البطاقات الائتمانية وشهاداتِ الميلاد وأرقامَ الضمان الاجتماعي، في محاولة منهم للكشف عن صلات الوصل الإرهابية. ولكنّ المدّعي العام آشكروفت منعهم علناً من متابعة قوائم التحقيقات في عمليات شراء الأسلحة.
الجمهوريون يحاربون الإرهاب، ولكن يصعب أحياناً تمييز مَن هو الإرهابي ومَن هو الجمهوري. حذّر المدّعي العام جون آشكروفت من أنّ لأعضاء القاعدة الفاعلين في الولايات المتحدة «مظهر أوروبي» على الأغلب، في أواخر العشرينيات من عمرهم أو أوائل الثلاثينيات، ويسافرون مع عوائلهم ويتكلمون الإنكليزية.
الجمهوريون يحبّون القنابل الكبيرة. فبعد تطويرهم MOAB4، وهي قنبلة تزن 21 ألف رطلاً، يعملون حالياً على قنبلة MOP5 التي تزن 30 ألف رطلاً.
ريك بيرّي، حاكم تكساس -جمهوري. لا يعتقد بأن على الأغنياء تسديد تكاليف تعليم الفقراء، فاقترح تخفيض الضرائب على الممتلكات والاستعاضة عنها بضرائب أكبر على السجائر والكحول، وضريبة خمسة دولارات على كل زبون يدخل إلى بارٍ نادلاتهُ عارياتُ الصدور.
القاضي جون ليون هولمز، الذي خصّه الرئيس بكرسيّ مدى الحياة في المحكمة الفيدرالية المحلية -جمهوري. إنه يؤيد تعديلاً دستورياً يمنع الإجهاض، فقارن الإجهاض بالعبودية والمدافعين عنه بالنازيين، وكتب إن «القلق على ضحايا الاغتصاب يضلّل الرأي العام لأن معدل حدوث الحمل من الاغتصاب يطابق تقريباً معدل تساقط الثلوج في ميامي». وعند مواجهته بالإحصائيات التي تظهر أن هناك 30 ألف امرأة أمريكية تحبل سنوياً من الاغتصاب أو سفاح القربى، قام جيف سيشنز، وهو سناتور من ألاباما وجمهوري، بالدفاع عن هولمز قائلاً إن الأخير لم يكن يستخدم إلا «أداة أدبية تسمّى «المبالغة» للتأثير على الآخرين».
جوش لانو، قسيس جيش المعمدانيين الجنوبيين6 في العراق -جمهوري. في معسكر القوات الخاصة للجيش في الصحراء القريبة من النجف، حيث موارد الماء شحيحة والاغتسال نادر، أعطوه حوضاً سعته 500 غالوناً من أجل حفلات التعميد. الجنود موافقون على الجلوس طوال الاحتفال بساعاته الثلاث لكي يستحمّوا.
الجمهوريون يحاربون الإرهاب. في تشرين الأول 2001، ذهب أنصار محمد (وهو مهاجر شرعي إلى هدسن، نيويورك، ويعمل في توصيل طلبات البيتزا) إلى ضفاف نهر الهدسن ليلتقط بعض الصور للمناظر الجميلة ويرسلها إلى قريته في باكستان. ما لم يعرفه هو أنه كان واقفاً قرب منشأة لمعالجة المياه، فعمَّت الهستيريا حول إرهابيين يسمّمون مصادر المياه. لا يزال أنصار محمد في السجن.
جيمس هارت، مرشح للكونغرس من تينيسي -جمهوري. مدافع غيور عن تحسين النسل، يعتقد بأن متوسط نسبة الذكاء لدى الأفارقة والأمريكيين الأفارقة هو 75%، وأنه لو سُمِح بالزواج بين الأعراق في الماضي لما اختُرِعَتِ الطائرة والسيارة والمصباح الكهربائي.
الجمهوريون يحبّون مساعدة الأمم الفقيرة. اقترحت الإدارة على هذه البلدان زيادة دخلها القومي عبر السماح للصيادين بقتل الفيلة وحيوانات «تذكارية» أخرى، والسماح للمتاجرين بالحياة البرية وتجّار الحيوانات الأليفة باصطياد الطيور النادرة. كما اقترحت أن يعود استيراد أنياب العاج والجلود والقرون أمراً شرعياً مرة أخرى.
الجمهوريون لا يحبّون المعاهدات الدولية.
سيندي جاكوبز -جمهورية. إنها مؤسِسةُ «جنرالات الشفاعة»، وهي منظَّمة مكرسة لـ«كسب الأمم حبّاً بالمسيح» بواسطة «استراتيجية صلاة ذات أسلوب عسكري». سنة 2002، قال لها الله إن الولايات المتحدة سوف تغزو العراق، فعقدت «اجتماعاً عالمياً للجنرالات» في واشنطن دي سي. «كان كلٌّ منا يشعر في قرارة قلبه بأن الربّ يريد إذلال روح الإسلام وإلههِ، الله، وأن الربَّ يقود الرئيس بوش». وبحسب جاكوبز، قال أحد الجنرالات في الاجتماع: «لقد كانت تدرس سفر إرميا، الآية 2 من الإصحاح 50 التي تقول: «جاهروا وسط الشعوب، نادُوا وارفعوا رايةً؛ نادُوا ولا تُخفوا، قولوا أُخِذَتْ بابل، خُزِي بِيل». تقول ترجمات أخرى للكتاب المقدس بأن الكلمة «ذُهِل» أصحُّ من «خُزِي». وعندما بحثتْ عن معنى كلمة «ذهل» في معجمها، اكتشفتْ أن الكلمة في العبرية هي «بوش»! أدهشَنا ذلك!»7
ميكي ماوس -جمهوري. تعود ملكية 7.3 مليون سهماً من ديزني إلى صندوق التقاعد في ولاية فلوريدا، ويشرف جِب بوش على هذا الصندوق. لديزني اتفاقية مع الولاية تخوّلها التملُّك التامّ، «المعفى من رقابة الحكومة»، لما يزيد عن 40 ألف هكتار. في الأيام التي أعقبت 11 أيلول، حثَّ الرئيس الناس على «الذهاب إلى عالم ديزني في فلوريدا. خذوا عوائلكم واستمتعوا بالحياة». رفضت ديزني السماح لفرعها ميراماكس بتوزيع فيلم مايكل مور فهرنهايت 9/11.
الجمهوريون يحاربون الإرهاب، لكنّ الإرهابي الوحيد الحقيقي الذي ألقي القبض عليه، بالصدفة، فوق التراب الأمريكي، لم يُذْكَرْ أبداً في أي خبر من 2295 مادة صحفية أرسلها جون آشكروفت ومكتب الادّعاء العام إلى الإعلام. أرسل وليام كرار من نونداي، تكساس، طرداً بريدياً يحتوي على أوراق اعتماد مزيفة لدى الأمم المتحدة، وبطاقات هوية مزيفة في وكالة الاستخبارات العسكرية، وشهادات ميلاد مزوّرة، وتراخيص فيدرالية لإخفاء السلاح مزورة من أجل زميل إرهابي. سلّمها مكتب البريد إلى العنوان الخطأ، وأبلغ المستلِم مكتب الإف بي آي. عثروا في منزل كرار على بنادق آلية أوتوماتيكية بالكامل ومتفجرات مع أجهزة تحكم عن بعد أخفاها في حقائب، 60 قنبلة أنبوبية و500 ألف رصاصة، ولديه من سيانيد الصوديوم، على حدّ قول الإف بي آي، «ما يكفي لقتل كلِّ شخص داخل مبنى مساحته ثلاثون ألف قدم مربعة». على أية حال، كرار رجل أبيض متفوّق على غيره من الأعراق الأخرى، وليس مسلماً.
الجمهوريون لا يحبون الانتخابات. بعد الانتخابات الرئاسية سنة 2000، وافق الكونغرس على منح 4 مليارات دولار لمساعدة الولايات على تحسين أنظمة اقتراعها من أجل انتخابات 2004. ما جرى توزيعه من هذا المال قليل جداً. أنشأ الكونغرس هيئة المساعدة الانتخابية للإشراف على هذه التحسينات. ولسنوات، ظل البيت الأبيض يؤجّل تعيين أي عضو في هذه الهيئة أو توفير التمويل المخصص. سنة 2004، سمّتْ دي فورست «باستر» سواريَس الابن، وهو وزير من نيوجرسي، مديراً لهذه الهيئة. فكانت مبادرته الأولى هي المطالبة بتشريع عاجل من الكونغرس يمنح الهيئة سلطةَ إلغاء الانتخابات عند حدوث هجوم إرهابي.
الله جمهوري. في خطابه أمام مجموعة مزارعين من [الطائفة المسيحية] الآميش، قال لهم الرئيس: «الله يتكلّم من خلالي».
إليوت واينبرغر
كاتب أميركي
هوامش
- ↑يقول مثل إنكليزي: «لكل سحابة بطانةٌ من فضّة»، ولعل تعريبها الأقرب هو «ربّ ضارّة نافعة».
- ↑الولايات الأمريكية الجنوبية السبع التي لم تلغِ العبودية واتّحدت بين عامي 1861 و1865، أي أعوام الحرب الأهلية الأمريكية في عهد أبراهام لنكولن.
- ↑«رحلة النجوم» مسلسل خيال علمي أمريكي عرف شعبية واسعة، انطلقت أولى حلقاته على شاشات التلفزيون سنة 1966، ولا يزال إنتاجه مستمراً. بورغ شخصية أساسية في سلسلة «الرحّالة» من «رحلة النجوم»، أنتجت سنة 1997، وكان شعارها «لا جدوى من المقاومة».
- ↑قنبلة ضخمة الذخيرة تنفجر في الهواء، وتسمى كذلك «أم القنابل كلّها».
- ↑العتاد الهائل الخارق، لهذه القنبلة الخارقة للتحصينات اسم آخر هو «مدمّرة الأحلام».
- ↑قادت الكنيسة المعمدانية الجنوبية العديد من أعمال التبشير المسيحي لتنصير الشبّان العراقيين بعد الاحتلال الأمريكي.
- ↑اعتمدنا ترجمة البستاني فان دايك العربية للكتاب المقدس، وأوردت ترجمات أخرى صياغات أخرى مثل «قُهِر بيل». «بيل» اسم أكادي يقابل الاسم العبري «بعل» ويعني «السيد»؛ كان مستخدماً للإله مردوخ خالق العالم حسب الأساطير البابلية. في اللغة العبرية، الفعل الذي يشير إلى خزي أو عار أو عيب، بحسب سياقه، لفظُهُ «بوش»، وهو محدود الاستخدام في الحياة اليومية. وفي الاقتباس، يخلط الجنرال بين الفعلين المذكورين «خزي» و«ذهل».
موقع الجمهورية