حدث في درعا – يامن المغربي

يامن المغربي
المئات مجتمعون، لحظات غريبة لم يعهدها السوريون يوماً
هناك، في المحافظة الأكثر ولاء للرئيس اجتمعوا، أعلنوا رفضهم له، أول من قال لا.
وبيدٍ حديديةٍ كسروا جدار الصمت و حاجز الخوف ومضوا في طريقٍ لا يعرفون متى ينتهي، واثقون من أنفسهم في عيونهم عبق الماضي وشخصيات التاريخ العظيمة، في أنوفهم رائحة تراب الوطن، يشمون رائحته مستغربين، وطن يولد بشكل ٍ أحلى، غريبة هي الرائحة، جديدةٌ لم يعهدوها قبلاً.
بحنجرة رجل واحد هتفوا، بأقدامهم رقصوا، هو الفن يسري في عروقهم ،و مشوا بسلميتهم ،عندما بدأ إطلاق الرصاص الحي، هربوا و اجتمعوا ثانيةً في مكان آخر.. ويا حيف تُغنى دون انتهاء و دون توقف. !
و عاد الرصاص، صوته مرعب، ليس أكثر من رعب العودة الى سجن الأربعين عاماً.
وقع الجريح الأول والثاني .. والشهيد الأول و الثاني و الثالث.
هربوا ثانيةً، إختبئوا خلف الأسوار، وراء الأبواب، انحنوا و قطفوا الورد، تقدموا رغم الرصاص يتسابقون ليصلوا إلى العسكر المنتشر ليعطوه وردةً فيها الشفاء !
كان رد العسكر مثالياً جداً !
أطلقوا الرصاص ثانية و سقط الخامس و السادس و العاشر، وكان الجندي اللئيم واقفاً يترصد بتلذذ و يفكر من سيصيب؟
أطلق رصاصه ببرودة أعصاب لم يختبرها يوما.
جاءت الرصاصة لتخترق حلم طفلٍ تواجد هناك!
حملته و ركضت به، أحدهم كان هارباً على دراجة نارية، توقف لأجلي و ركبت ورائه والطفل بين ذراعي، نظر الطفل طويلاً في عيني.
-سأموت؟-لن تموت، لن تموت، قطرات الدم هذه سقت أرضنا و ستنبت شجرة جميلة ما كان النظام ليزرعها يوماً، أتعرف ما هي؟
هي شجرة الحرية التي تذوقها السوريون اليوم، لن تموت ستعيش حتى تزرعها بعرقك أنت!
و تبني ما تهدم، ستقوم ثانيةً جبلاً يصرخ كل ثانية :حرية حريــة حريــــــة!
لن تموت، ستكون هنا كل يوم تقتل كل اعدائك بنظراتك و هتافك، ستكون هنا كل يوم لتواجه بصدرك العاري صوت الظالم الخارج من فوهات بنادق اخوتك.
يا يوسف لن تموت!
لم يجبني يوسف، فقد أغمض عينيه بسلام…
خاص – صفحات سورية –
اللوحة للفنان السوري بشار العيسى
أطلقوا الرصاص ثانية و سقط الخامس و السادس و العاشر، وكان الجندي اللئيم واقفاً يترصد بتلذذ و يفكر من سيصيب؟