صفحات المستقبل

حرية تفصيل سوري

قام الشعب وانتفض.. وقتل من قتل.. واعتقل من اعتقل.. وفي سبيل الحريةوتحت ضوء هتافات الحرية التي هي م ضمن شعارات الحزب الحاكم، تمت الاعتقالات.. وتمت الاغتيالات.. وتم اختلاق القصص لتبرير المقاصد من تلك الاعتقالات والاغتيالات.. بالرغم من ان الهتاف لايعني شيئا سوا كلمة تعلمناها في مدارسنا وتشدق بها اعلامنا منذ وعينا على هذه الدنيا
على العموم، لا ادري لم يهتف السوريون بالحرية.. فالتاجر السوري لديه الحرية ان يفتح محله او لايفتحه، طالما ان موظف التموين قد قبض خرجيته
ـ والموظف له الحرية بأن يتمقطع بالمراجعين ويسوفهم لبكرة.. وبعد بكرة.. وقد يأتي أجل المراجع قبل ان ينهي معاملته… لأن الموظف حر بتمشايتها أو لأ
ـ وللمعلم الحرية في انجاح او ترسيب طلابه.. وذلك يعتمد اعتمادا كليا على عدد لدروس الخصوصية لكل طالب، وما إذا كان قد تحقق العدد المطلوب من الدروس لكل طالب.. وبغض النظر عما يجري في الدرس.. سواء تدريس أو طق حنك
ـ بالمقابل.. لدى الطالب الحرية في اخذ هذه الدروس وضمان نجاحه ومستقبله.. ووصوله الى الكفاءة او البكاءلوريا او الجامعة (حسب طموحه).. أو عدم الذهاب الى المدرسة كللا على بعضا.. والتتلمذ على يد أبو تحسين كومجي الحارة
ـ اما الشاب السوري.. فله كامل الحرية في البحث عن عمل في دول الخليج كي يهرب أولا من الخدمة الإلزامية ويدفع ثمن هذا التهرب غربة عن وطنه وأرضه واهله واصحابه اقلها 5 سنوات ومبلغا يوازي بقرة جحا أيام الغلاء… وثانيا كي يحصل على لقمة العيش الشريفة لأنه كما يبدو ان الحرية لأصحاب الشركات في توظيف أحبابهم ومحسوبياتهم (بغض النظر عن مؤهلاتهم) تتعاكس مع حرية الشابالطموح الباحث عن عمل
ـ اما فيما يتعلق بالغذاء.. فأصبح لدينا الحرية بالاختيار بين لحوم الحمير والبغال.. واحيانا الفيلة مما يجعل خيارات المواطن واسعة ومحيرة حقيقة
ـ لدينا ايضا الحرية في ارتداء مانريده وشراء الماركات والاوربية التي فُتح لها باب الاستثمار.. بغض النظر انه لااحد يشتري منها سوى اوقات التنزيلات والتصفيات.. وبغض النظر ان جميع بضائعها ستوكات من اوربا وانتهت موضتها منذ 5 سنوات على الاقل
ـ اما عن التنقل.. فأتيح للسوري الحرية بشراء السيارات الصغيرة المناسبة للطرقات الضيقة.. وهي بوزن اقل من واحد طن، مما تخفف اعباء جماركها وضرائبها.. بغض النظر عن ان تشفاية السيارة من مواصفاتها يجعل منها سيارة جديدة كليا، يستحي ان يضع صاحب المصنع اسمها الأصلي عليها، فيخترع لها اسما جديدا.. خصيصا للتصدير الى سوريا .. وبغض النظر على أن صاحب السيارة يركب ما هو عبارة عن هيكل مع محرك ودركسيون وكراسي ودواليب، بدون أي وسائل للترف ولاحتى لاعب اسطوانات.. فإنه محتم عليه دفع ضريبة رفاهية، لأنه ببساطة رفه قدميه عن المشي في الشارع.. حتى لو كانت النتيجة أن يصف الواحد سيارتو جنب البيت وينزل على شغلو مشي او بالسرفيس لأنو مافي مكان يصف فيه
ـ وبما ان الموضوع عن التنقل.. فللمواطن ان يختار ركوب السيرفيس.. حتى لو كان معبى للطفة.. او ان ياخد تاكسي.. حتى لو كانت السيارة مهرتكة وخطرة على الركاب ومن في الشارع على حد سواء.. بفرض انه وقفتله سيارة تاكسي.. غير ذلك وذاك.. لديه الحرية في تنفس عبير الياسمين المخلوط بعوادم السيارات حينما يختار الذهاب على البيسكليت او راجلا.. ليمشي في منتصف الشارع.. لأن الشارع للجميع
ـ وعن التلفزيون والإعلام، فالحمدلله صار عنا محطتين أرضيات وفضائية ودراما وإخبارية وتعليمية ودنيا.. صحيح كلهم للعزا رقبة، ولكن جميل أن يكون للمرء خيارات.. ومن الجميل أيضا أن تنبهنا هذه المحطات دوما من منافسيها المغرضين اللذين هم دائما يريدون بنا السوء
ـ وعن الانترنت ذو الفضاء الواسع والمساحات الشاسعة.. لدينا الحرية التامة في تصفحه (في ماعدا العشرات من الصفحات المحجوبة للحفاظ على أمننا وتشكيلة عقولنا اللي مابيلبقلا) وبكل بساطة ان لم يعجبنا محتوى موقع أو صاحب موقع، لدينا الخيارات اما بإغلاق المتصفح، أو ارسال رسالة الى مجموعة هكرجية مسالمة تعمللو للموقع قرصة أذن… بغض النظر على أن هذه الفعلة جريمة يحاسب عليها القانون ـ ومن يقل انه ليس لدى السوري أي أدنى حرية في التعبير عن رأيه فهو كاذب.. لأن السوري يستطيع بكل صراحة ان ينتقد ويتكلم ويعبر.. بغض النظر عن عواقب التحدث بصراحة مطلقة.. التي قد تكون بنظر الطرف الاخر وقاحة وتطاول.. وبغض النظر عن انك سترى ذلك الشخص مجددا بعد تعبيراته الصريحة أولا
ـ أيضا في بلادي نوع من الحرية لم (وقد لن) يوجد في أي مكان في العالم.. هي حرية تنامت لدى من يشعر بأهمية الأمن والأمان في البلد، وهي حرية الفسفسة الموجودة فقط في سوريا.. وتتمثل في أن لدى أي شخص الحرية في أن يسرد قصة حياته لشخص لايعرفه أو لا (باحتمال ان يكون الشخص المقابل فسفوسا).. وذلك يعتمد على مدى مجازفته بحياته وحياة اهله واخواته واصدقاء ولاد احما جيرانه… ويعتمد ايضا على مدى ولدنة حرام الشخص المفسفس في رغبته بإيذاء الشخص المقابل (أو لحتى نكون موضوعيين) درء الفتنة وحماية أمن الوطن
ـ اما اساتذة الجامعات واخص منهم الأساتذة المختصين بتدريس مادة القومية، فلهم الحرية بتوزيع علامة/درجة/مدى الوطنية لدى الطلاب وذلك بناء على كونه قد عاش في حضن الوطن أم لا… ولا تتحقق القومية لدى الطالب الذي كبر في المغترب وعاد لينهل من علم كبار اساتذة وطنه، الا حينما يدفع ثمنها شندي.. والشيكات غير مقبولة لأنها قد تكون بلارصيد
ـ وحتى لاينعتني أحد بالتحيز.. فلأتحدث عن حرية الفتاة السورية.. ولا اقصد التعميم حين أقول ان كل الفتيات في سوريا تكمن ممارسة حريتهم في صيد العريس المهبر المدسم، ليخرجها من قفص والدها واخواتها اللذين لم يمارسو حريتهم على وجه كامل بالتغرب عن البلد لايجاد فرصة أفضل، أو بالتعرف على محسوبيات ليظبطو أمورهم وياكلو خبز متل الناس
ـ أخيرا.. لدى المواطن الحرية الكاملة بشراء جرزة فجل ينقرشها مع وجبة غدائه.. حتى لو كان ثمنها عشر ليرات (اكثر من اجرة التنقل بالميكرو).. وحتى لو كانت مروية بمياه المجاري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى