حكاية مواطن سوري
ماجد حبو
أنا المواطن السوري والبالغ من العمر خمسين عامآ , أمضيت ثمانية وأربعين سنة منها تحت الأحكام العرفية , ومثلها تحت سطوة نظام حزب البعث – القائد للدولة والمجتمع – , وعندما بلغت من العمر خمسة وثلاثين عامآ كنت قد أمضيت أربعة عشر عامآ منها في المعتقل السياسي بتهمة الأنتماء الى الوطن وفق نشاط سياسي ديقراطي سلمي محظور , وهاأنذا أمضي إثنا عشر عامآ في المنفى الأختياري – بل شبة الأجباري – .
نشأت وتربيت في منزل – مثل كل بيوت السوريون – على القيم الوطنية , حيث الوطن لكل أبناءه , لافرق لإحد على الأخر الإ بروح المبادرة وشده الحميه , لم أدرك – طفلآ ولاحتى يافعآ – إنه ثمه فرق ما , ديني أو مذهبي أو قومي بين رفاق المدرسة أو الحي الذي ترعرت فيه .
ومثل كل أبناء جيلي لم أدرك مبكرآ معنى هزيمة 67 , وفرحت بشكل عفوي للطائرات الأسرائيلية وهي تسقط – كما شاهدت في مقدمات الأفلام – في حرب 1973 , وغضبت للتدخل السوري في لبنان 1975 , ودفعت الثمن في الصراع الدموي بين النظام والأخوان المسلمين في 1980 .
عشت ظلم المعتقل , وقهر الحرية , وعفس الكرامة , أعرف جيدآ مامعنى الحرية , وأهمية الكرامة , وغربة الوطن .
حلمت دومآ بوطن تسوده العدالة وأحترام القانون وفوق كل ذلك إحترام المواطن !!!!
أجتهدت ما أستطعت في مقاومة الظلم والأستبداد … فكانت الزنزانة قبري مع الكثيرين الكثيرين من أبناء جيلي .
أعترضت على الفساد والظغيان … فكان المنفى وطني الذي لايعوض مع ألوف إخرى غيري .
لم أيأس من تكرار المحاولات , فليس لي من وطن أخر غيره , ولن أيأس !!!! كما الكثيريين !!
كان بي أمل دومآ بأنه لابد أن يأتي يوم لينعم الشاب السوري بحريته , كما لم أنعم بها !!!!
وبي ثقه لامتناهية يحكمها القلب والمنطق والتاريخ , بحصول ذلك !! وقد بدأت البشائر !!!!
أحلامنا أمانة في أعناقكم أيها الشباب !!!
نريد وطنآ نقيآ , نظيفآ , يحكمة العدل , وطنآ للجميع !!!
نريد عدالة ممزوجة بروح القانون على أرضية إجماع وطني عام !!!
نريد هويتنا النقية البعيدة عن التعصب والفئويه !!!!
نريدكم أن تكونوا أملنا … أملنا .. أملنا .. فلا تخيبوا الرجاء !!!!!
وأني على ثقه بذلك .
ليحفظكم الله وليحفظ سورية . !!