صفحات الحوار

حواران مع د. برهان غليون

 

 

د. برهان غليون: الأولوية هي للحرب مع ميليشيات النظام والأحتلال الإيراني وليس مع ‘داعش’ و’النصرة

وائل عصام

لندن ـ ‘القدس العربي’: في حديث خاص لـ’القدس العربي’ قال الدكتور برهان غليون عضو الائتلاف السوري المعارض ان ايران تعتبر سوريا رهينة بيدها للتفاوض مع الغرب وهذا قد يؤدي الى دمار سوريا بالكامل، وحذر غليون من ان سوريا مقبلة على مواجهة اكثر دموية.

واعتبر غليون ان الموقف الامريكي يتطور لكن ببطء كـ’السلحفاة’، وتوقع غليون مزيدا من التدخل الامريكي الفاعل في الملف السوري لان الامريكيين سيخسرون المنطقة كلها لصالح روسيا وايران، بعد ان قدموا للسوريين ‘هدايا مسمومة’ بوعودهم بدعم الثورة حسب تعبيره.

ووصف في حديث الى اعضاء هيئة تحرير ‘القدس العربي’ الدور الخليجي والعربي بالضعيف وقال ان الدول العربية استهانت بتقدير مدى خطورة وتعقيد الصراع في سوريا، وهذا اهم ما دار في الحوار:

في تقديره لامكانية تسلم المعارضة المسلحة لأسلحة نوعية اعتبر غليون انه تم التركيز كثيرا على الاسلحة النوعية وأضاف ‘المشكلة ان الحرب تغيرت ولم تعد فقط القضية اسلحة نوعية ، هناك ميليشيات منظمة الان، لذلك اختلفت طبيعة المعركة، لذا لابد من اعادة تدريب وتنظيم قيادة مركزية للمعارضة قادرة على وضع خطة سياسية وعسكرية حقيقية بالاضافة للاسلحة النوعية، وسلاح الطيران يعطي تفوقا كبيرا للنظام وبدون مضادات جوية للطيران لا يمكن مواجهة النظام عسكريا، وايران اتخذت قرارا بالمحافظة على نفوذها في سوريا مهما كلف الامر، لذلك هي تمد النظام بكل ما يحتاج من سلاح’، وحول الموقف الامريكي قال غليون ‘الموقف الامريكي يتطور ايجابا لكن كالسلحفاة، تطور بسيط جدا، قد يؤدي هذا التطور في لحظة من اللحظات الى السماح بادخال اسلحة نوعية، لكن بالمقابل مطلوب منا بالمعارضة اصلاح وضع الاركان، وابراز نخبة عسكرية، وهي أمور أهم من التركيز فقط على السلاح النوعي. يجب ضبط المجموعات المقاتلة، لانه اذا تم ذلك فهذا سيسهل ادخال السلاح النوعي، وستتدفق الاسلحة اكثر فاكثر’.

وحول الاعتراف بممثليات الائتلاف ومدى تأثيرها سياسيا قال ‘الاعتراف في الائتلاف كممثل من جانب الامريكيين او رفع مستوى التمثيل خطوة تشير لتطور العلاقة وتعني ثقة اكبر في المعارضة والثورة. الامريكيون مضطرون للتدخل الآن قبل فوات الاوان ، والا خسروا المنطقة لصالح روسيا وايران، وتدخلهم ليس لمصلحة الشعب السوري، بل هو لمصالحهم. هم اعطونا هدايا مسمومة، الحديث الدائم عن دعم الثورة السورية لم يترجم الى واقع، لكن الواقع ان هزيمة الثورة السورية هزيمة لهم. اليوم نحن امام مرحلة جديدة والامريكييون مضطرون للتدخل لانهم امام تحد اكبر، قد يساهموا اكثر بتدريب القوات التابعة للمعارضة في الاردن، وهناك تدريب ايضا على الارض السورية في الشمال، سيكون هناك زيادة بعدد المدربين، لكن لم يعد ممكنا للامريكيين ان يتركوا الامر لحلفائهم، هم مضطرون للاضطلاع بدور مباشر’.

الحلف المواجه لايران

واضاف غليون ‘العرب والخليجيون لم يعطوا لمعركة سوريا اهتمامها الحقيقي، لم يقدروها حق قدرها، لم يعرفوا عمق الصراع، استهانوا بقضية سوريا، اعتقدوا انها ستحل بصفقة مالية مع ايران او روسيا، ولكن تبين ان الاسد مدعوم بقوة من ايران، صاحب العلاقة الاساسية هو نحن العرب. نحن ما زلنا نتصرف بناء على ردات الافعال، نتقاتل مع بعضنا، مصر وسوريا مختلفتان، قطر والسعودية مختلفتان، وأناس يغازلون ايران. يجب اعادة بناء تحالفاتنا، تركيا جزء مهم من هذا الحلف، ودول الخليج، قطر والسعودية، ولا اعتقد ان الغرب سيتخلى عن سوريا، لكن هناك خطر ان تستمر الحرب لفترة طويلة، ايران ليس لديها مانع ان تتدمر سوريا بالكامل من اجل ان تنتصر، لذلك نحن مقبلون على مواجهة دموية اكبر، ولكن لن تكون سوريا جزءأ من ايران في النهاية’ .

وقال ان ‘الكثير من المؤشرات تقول ان داعش مسيطر عليها من ايران، ليس كلها طبعا، لكن هناك اجزاء منها ، النصرة ايضا فيها اختراق، مجموعة من المتشددين دينيا، الصراع يزيد الان، والمرحلة القادمة ستشهد استعار الحرب اكثر’، واضاف ‘من الممكن حصول مصادمات بين النصرة والجيش الحر الذي يتهم بانه اقرب للامريكيين، ولكن الذي يغذي هذا الامر هو اصرار الغرب على ربط الصراع مع النظام السوري بالحرب ضد الارهاب. الأولوية هي للحرب ضد النظام، وضد الاحتلال الايراني، هناك احتلال ايراني’.

ايران تريد مفاوضة الغرب حول سوريا

واضاف غليون ‘بعد جنيف تقدمت الشؤون العسكرية على السياسية. الايرانيون يريدون حسما عسكريا، لذلك أصبح الوضع دمويا. وخلال الشهرين الاخيرين فحسب تدمرت حلب. شراسة النظام استثنائية لانه لا يريد ان يهزم، ما حصل في جنيف يعطي اشارة على نوايا النظام، لثلاثة اسابيع ظل وفد النظام برئاسة الجربا يرفض وضع جدول للمفاوضات، الايرانيون ذهبوا بقرار منع المفاوضات، نحن أيدنا كل الحلول السياسية، لكن الايرانيين لا يريدون حلا، ايران تعتبر سوريا رهينة لمفاوضة الغرب، ومستعدة لتدمير سوريا لتحقيق سيطرتها. هذا مشروع ايران والعرب بلا مشروع. ايران تريد مفاوضة الغرب حول سوريا، هم يعتبرون سوريا ورقة بيدهم للحصول على مكاسب، اما العرب فهم بالنسبة لايران غير موجودين، هم فقط يريدون مفاوضة الغرب، سوريا بالنسبة لايران رهينة لا اكثر، المعركة هي للاعتراف بايران انها دولة عظمى، دولة اقليمية عظمى في المنطقة، هذا المشروع الايراني، كيف سننتصر عليهم اذا لم نشعرهم اننا اقوياء على الارض، الايرانيون يريدون ان يكسبوا الجميع، ويسيطروا على الجميع، حتى نحن في المعارضة، حاولت ايران التقرب منا، في احد المرات طلبوا منا من خلال وسيط ان نطلب من الغرب رفع العقوبات عن ايران’.

ازمة اوكرانيا وأثرها السوريّ

وقال ‘الازمة في اوكرانيا كشفت امورا كثيرة، فقد كنا نراهن على تفاهم روسي امريكي بخصوص سوريا، ولكن ما حدث في اوكرانيا كسر العلاقة بين روسيا وامريكا، ولكنه بالمقابل استفز الغرب، وجعله يشعر بالضعف امام الروس، وجعل الغرب والامريكيين يعيدون النظر بسياستهم تجاه روسيا’.

التقسيم والطائفية

وبخصوص الحديث عن احتمال تقسيم سوريا قال غليون ‘لا يوجد مخطط تقسيم، الآن لا توجد دولة، هناك ميليشيات بما فيها ميليشيات النظام من حرس جمهوري وغيره. بعد انفراط عقد الدولة ظهر امراء حرب، كل مجموعة تريد اخذ منطقة والسيطرة عليها، ايضا في حلب هناك من يريد اقامة دولة اسلامية، الطائفية اداة تستخدم بيد السلطة، النظام لا يهمه مصير العلويين، هو مهووس ان يبقى في السلطة فقط، لا يهمه احد من شعبه، لذلك اصبح اداة بيد الايرانيين، في حرب العراق مع ايران ذهب مليون قتيل ايراني، لكن استخدام الطائفية من قبل النظام وفر له مجموعة بشرية متضامنة ومتلاحمة، هناك عصبة من الشعب ارتبطت بالنظام، ما حصل من عودة الشعور الطائفي هو ردة فعل، ولكنها قد تذهب باي وقت، المؤيدون للنظام دمروا الشعور الوطني ودمروا النسيج المجتمعي لسوريا، هم الوحيدون الذين اختاروا تمثالا من البسطار العسكري في اللاذقية رمزا لتأييدهم للنظام’.

وبخصوص علاقة التوتر بين المعارضة السورية والسلطات المصرية، قال غليون انه التقى بمسؤولين مصريين وسألهم عن سياستهم الاخيرة، واضاف ‘قلت لهم على الاقل اهتموا بمصالح مصر الوطنية، وليس مصالحنا، اليست سوريا مهمة لكم؟ فاجابوني انهم يعتبرون سوريا هي خط الدفاع القومي الاول عن مصر’.

اموال المعارضة

واضاف ‘المعارضة لا تستلم شيئا من اموال المنح والدعم الدولي، كله يذهب لمنظمات الامم المتحدة، مليار دولار صرفت حتى الان للملف السوري كلها ذهبت للمنظمات الدولية، صحيح ان قطر دفعت خمسين مليون دولار للحكومة المؤقتة لكنها بالكاد تكفي لدعم المناطق المنكوبة بالداخل، وهناك مائة مليون من السعودية وصل منها خمسين، لكن المعارضة لا احد يستلم منها اي اموال، هناك فقط عشرين عضوا في الهيئة السياسية للائتلاف يستلمون رواتب، ومبالغ مخصصة للسكرتارية ومتعلقات، هذا لا يعني انه ليس هناك فساد قد يقع هنا او هناك لكنه محدود’.

القدس العربي

د. برهان غليون: قاسم سليماني يحكم سورية والحرب الإقليمية آتية

لندن ــ سلمى عمارة

حمّل الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، برهان غليون، الدول الغربية المسؤولية عن إطلاق يد الحرس الثوري الإيراني، بقيادة قاسم سليماني، في سورية. وقال غليون،

خلال محاضرة ألقاها في مقرّ منظمة العفو الدولية في لندن بعنوان “ثلاث سنوات من عمر الثورة: المآلات المحتملة والخيارات المطروحة، المعارضة والائتلاف، ودور الجاليات”، إن السياسة الغربية المتخاذلة تجاه الأزمة السورية أدّت إلى زيادة أطماع إيران في المشرق العربي، بل وحتى زيادة أطماع روسيا في أوروبا الشرقية وسعيها إلى استعادة مكانتها كقوة رادعة في العالم”.

وأشار إلى أن سياسة الاحتواء التي تعتمدها الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية “هي التي دفعت إيران إلى استبعاد أي نية لنقل الحرب إلى مائدة المفاوضات بعدما تأكدت لديها إمكانية ربح كل شيء في ظل ضعف ردود الأفعال الغربية والعربية على حدِّ سواء”.

ورأى غليون أن العرب يتحمّلون أيضاً جزءاً من المسؤولية في القتل الذي يمارسه النظام وحلفاؤه بسبب “عجزهم عن تقديم ردّ فعل متسق ومتوازن تجاه ما يجري”. وتابع: صحيح أن إيران لا يمكنها ربح الحرب في سورية، لكن استمرار القتال لسنوات سيؤدي إلى دمار البلاد ويدفع بالمنطقة نحو حربِ إقليمية، على حد تعبيره.

وبحسب تحليل غليون، فإنّ “عدم وجود مصالح أميركية في سورية، وحرص الولايات المتحدة على عدم التضحية باحتمال تفاهم روسي ــ أميركي، هو ما يجعلها تترك القوى المتنازعة في سورية لاستنزاف نفسها، من دون أن تعي أنها بذلك تساهم في تفريخ الإرهاب والتطرف الديني”.

ولفت القيادي في المعارضة السورية إلى أنه “لا يمكن استبدال نقد السياسة الغربية بلوم المعارضة”، مشدداً على أن وضع المعارضة السورية الآن “أفضل من السابق، وهناك إمكانية كبيرة للسير في اتجاه توسيع قاعدة التحالف الوطني”.

وبرأي غليون، فإنّ “التحالف مع المعارضة الإيرانية في الداخل أمر حتمي، خصوصاً في ظل حالة الاحتجاج التي يشهدها الداخل الإيراني بسبب النفقات التي تكبدتها إيران خلال حربها في سورية، والتي تقدر حتى الآن بأكثر من 14 مليار دولار”.

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى