حوار لوموند مع ياسين الحاج صالح
أسئلة بنجامن بارت
السؤال الأول: النقاش حادّ في فرنسا حول احتمالات الضربة العسكرية ضد نظام الأسد. ماذا تودّ أن تقول للفرنسيين في هذا الخصوص؟
شيئان أقولهما للفرنسيين:
أولا إن الضربة المحتملة هي عقاب على انتهاك قاعدة دولية عمرها نحو 90 عاما، وضعت لحماية الحياة البشرية من سلاح فتاك، وإن الهيئة الأممية التي يفترض أن تحمي السوريين، الأمم المتحدة، معطلة بفعل سور صيني من ثلاثة فيتوات نصبته روسيا والصين لحماية النظام االمعتدي لا السكان المعتدى عليهم.
الشيء الثاني إن الضربة التي قد تقع أو لا تقع تأتي بعد 30 شهرا من ثورة السوريين على نظام طغيان قائم على الامتياز والتمييز، نظام لم يفتح قط ولو نافذة صغيرة للسياسة، وابتدأ بمواجهتهم بالرصاص منتقلا إلى المدافع والدبابات، إلى الطيران المروحي، إلى الطيران الحربي، إلى صواريخ سكود، إلى الغازات السامة، بينما العالم كله يتفرج عليهم وهم يقتلون. نحن من العالم، نعيش حياة واحدة مثلكم، ونتطلع إلى مساندتكم ضد القاتل. إن أفلت من العقاب فسيكون العالم مكانا أسوأ للجميع، وليس لنا وحدنا.
السؤال الثاني: هل كنت شخصياً شاهداً على الهجوم الكيميائي في 21 آب؟
لا، لم أكن شاهدا. كنت غادرت الغوطة الشرقية في رحلة طويلة شاقة قبل أسابيع من الهجوم الكيماوي.
لكن كنت هناك حين وقع هجومان، واحد في نيسان وفي حزيران، ورأيت المصابين بعيني في مشفى في دوما. كانت تجري تعريتهم من ثيابهم فورا، وتدلق عليهم كميات كبيرة من الماء لللتخلص من الغاز العالق. وهناك العشرات من أصدقائي اليوم في الغوطة، من العاملين في هيئة الدفاع المدني في دوما التي أقمتُ فيها شهرا في الربيع، أو من ناشطي لجان التنسيق المحلية ومركز توثيق الانتهاكات، أو من إعلاميين، وثّقوا ما جرى وصوّروه، وهو متاح على النت. ومنهم الكاتبة والحقوقية المرموقة رزان زيتونة، ومنهم زوجتي سميرة الخليل، وعدد طيب من الناشطين المحليين. لدينا روايات كافية مباشرة من الغوطة، ومن أناس لهم تاريخ مشرِّف ومساهمات كبيرة في الثورة وقبلها. أصدقائي قضوا يومين طويلين وهم يسعفون الضحايا ويساعدون الأسر والأطباء، كان يمكن أن يمكن لعدد الضحايا الكبير (1466 حسب المكتب الطبي الثوري الموحد في الغوطة الشرقية) أكبر بكثير لولا جهودهم.
أنا على تواصل يومي معهم هناك، وأعتقد أنهم أقدر على تمثيل أنفسهم ووصف وضعهم وسرد قصصهم من أية أطراف أخرى، إن من النظام، أو احتياطيه من “المعارضين”، أو أية هيئات دولية. ولا أحد منهم، لا أحد على الإطلاق، لديه ذرة شك حول من يحتمل أنه استخدام السلاح المحرم وقتل الناس وهم نيام.
السؤال الثالث: ما بعد الضربة يثير الكثير من المخاوف في فرنسا: إشتعال الأوضاع في المنطقة، تقوية الجهاديين، اعتداءات ضد فرنسا… بماذا تجيب؟
يثير المخاوف لدينا أيضا. لذلك أفضل أن تندرج الضربة المحتملة في إطار استراتيجية أوسع، تشمل إسقاط النظام أو تسهيل مهمة إسقاطه على السوريين، ومساعدتهم في إعادة بناء دولتهم واقتصادهم. لو حصل ذلك قبل عام من اليوم، لكنا جميعا في وضع أقل سوءا، السوريين أولا، لكن أيضا دول الإقليم، وكذلك الأوربيين والأميركان. والسؤال المطروح دوما: ماذا يحصل إن لم يعاقب النظام السوري؟ أعتقد أن ثلاثين شهرا تظهر أن أسوأ فعل قامت به المجموعة الدولية حيال الشأن السوري هو عدم فعل شيء، والوضع الحالي يكذب تصور أي كان أن الامتناع عن الفعل يبقي الممتنعين بعيدا عن العواقب. لقد ترك للدمار بلد بأكمله في منطقة مهمة جدا من العالم، ومن المتوقع على ضوء السوابق أن الجماعات العدمية العنيفة وحدها هي التي تستفيد من أوضاع الخراب العام. وخلافا للأطروحة الشائعة في الغرب بأن النظام متراس في مواجهة الجهاديين، أرى أن حرب النظام الطويلة تتوافق مع صعود وانتشار الجهاديين، وليس مع لجمهم وتراجع أعدادهم. نحتاج في سورية إلى مركز سلطة عام شرعي، يستطيع أن ينازع الجهاديين وأية مجموعات خاصة الشرعية، وأن يمثل سورية العامة. النظام الأسدي إقطاعية قوية نسبيا، لكنه ليس مؤهلا لمنازعة أية إقطاعيات أخرى السلطة والشرعية. بل هو مهيأ جدا للتعايش معها لأنه من صنفها، ومن شأنها أن تضفي عليه شرعية مفقودة. يمكن، نعم، أن تتعرض مصالح فرنسية للخطر. فرنسا من هذا العالم الذي يقتل فيه الناس وهم نيام بالسلاح الكيماوي. معاقبة القتلة فعل عدالة، يساعد الفرنسين أيضا على أن يناموا بأمان. هل تستطيعون القول لأنفسكم: إذا تدخلنا ضد القاتل ربما نتضرر، إذن دعنا نبقى بعيدا؟
السؤال الرابع: كنتَ في الحزب الشيوعي . في أوساط اليسار العربي واليسار الغربي، كثرة يخشون الخطط الأميركية والاسرائيلية في سوريا، وتوظيف الثورة أو استخدامها لإضعاف إيران. ما رأيك؟
نعم. في السجن لم أعد شيوعيا. بدا لي أن الشيوعية تخنق مطالب العدالة والحرية بدل أن تكون تفتحا لها، وأن فيها عداء جوهري للثقافة بينما كانت الثقافة هي ما تجتذبني على نحو خاص. فإذا أردنا إنقاذ تطلعاتنا إلى الحرية والمساواة والثقافة، تعين أن نضحي بالشكل المذهبي الشيوعي لهذه التطلعات. وهو ما كان خياري. ومما ألاحظه في سورية وحولها أنه، بالعكس، جرت التضحية بالمحتوى القيمي عند من تمسكوا بالشكل الشيوعي. يتعلق الأمر فيما يبدو لي بالحاجة إلى إطار ومكان ثابت في مجتمع معقد، بسلسلة نسب أيضا، “عشيرة”، أكثر مما بالموقف الأخلاقي والانحياز للمحرومين والضعفاء. وهذا ظاهر اليوم بخصوص الصراع السوري. قبل أي كلام عن ضربة أميركية محتملة، كانت هذه الأوساط متحفظة على الثورة السورية لأسباب لها علاقة بالعشيرة والموقع من عشائر أخرى، وليس بالعدالة والمساواة والحرية، وقبل أن تصبح الثورة مسلحة كانوا يفركون أيديهم ارتباكا أيضا. وقبل أن يظهر أي جهاديين كانوا عدائيين. ولم يخرجوا بأية مظاهرة احتجاج ضد حرب النظام على محكوميه، أليسوا ضد الحرب؟ أريد القول إن هناك مشكلة في التكوين اليساري التقليدي، إنه أوثق صلة بالحاجات الاعتقادية لمجموعات ماضوية، منعزلة عن الصراعات الاجتماعية الفعلية، وعاجزة عن بلورة سياسات مستقلة تخصها. وهم في سورية ولبنان من المرتشين والفاسدين، المقربين من أجهزة المخابرات الأسدية (تلقى الحزب الشيوعي اللبناني مالا من “القيادة القطرية” لحزب البعث الحاكم في سورية بعد تفجر الثورة ضد النظام الأسدي). هؤلاء الناس بعيدون عن الصراعات العيانية والارتباط ببيئات حية وكفاح الناس الفعلي من أجل صنع حياتهم. يعوضون عن ذلك بتحكيم اعتبارات خارجية بكفاح السوريين، منها معركة ضد أميركا لا يخوضونها هم، ومنها ما يفترض أنه معسكر ضد الامبريالية، يشارك فيه أمثال إيران وحزب الله والنظام الأسدي وروسيا بوتين. هذا مؤشر على الخرف الفكري والأخلاقي لا على روح شابة مكافحة. للأميركيين خططهم، وللإسرائييليين، لكن ترى من حطم سورية كل هذا التحطيم الذي يتجاوز الأحلام الأكثر جنونا لليمين الإسرائيلي؟ وما هو في تقديركم أفضل خيارات إسرائيل بخصوص سورية؟ هذا النظام تحديدا، وإلا فالخراب العام، أي بالضبط “الأسد أو نحرق البلد”، وهو شعار شبيحة النظام، والناطقين باسم غرائزه العميقة. بالمناسبة، متى دافع أمثال هؤلاء “اليساريين” في فرنسا وأوربا عن حقوق الشعب السوري وحرياته وكرامته؟ متى كانوا يعرفون عن سورية أي شيء أصلا؟ دع الموتى يدفنون موتاهم.
السؤال الخامس: ما هي ظروف الحياة في الغوطة وكيف هي أحوال الناس ومعنويّاتهم بعد هجوم 21 آب؟
لست هناك اليوم. كانت ظروفا صعبة حتى نحو منتصف الصيف. المنطقة بلا كهرباء منذ خروجها من سيطرة النظام في نوفمبر الماضي، وبلا شبكة هواتف أرضية وخليوية. يعتمد السكان على مولدات كهربائية صينية للإضاءة، وهي كثيرة الأعطال ومستهلكة بشدة لوقود غال (اللتر الواحد من البنزين بنحو دولارين، والمولدات المنزلية تستهلك لترا كل ساعة)، وهناك أسر كثيرة فقيرة تعيش شهورا دون ضوء في الليالي. كان جيراننا، نساء وأطفال، يقضون لياليهم على شواحن شاحبة الضوء يشحنونها عندنا لإضاء عتمات القبو الذي يسكنون فيه. لا يملكون ثمة مولدة وكلفة وقودها. الأقبية مفضلة للسكنى لأنها آمنة أكثر. الطوابق العليا خطرة، والزجاج محطم في الطوابق كلها بفعل القصف القديم والجديد.
وبالطبع نستغني جميعا عن التكييف وتخزين الطعام. كان الخبز قليلا جدا أيضا طول الأسابيع الستة قد مغادرتي الغوطة. الآن الوضع أفضل قليلا بفضل موسم هذه السنة. لكن في أواخر تموز وقعت مذبحة بلغ عدد شهدائها “الذين تمّ توثيقهم، 28 شهيداً بالاسم، حيث لم يتمّ التعرّف على بقية الجثث أو عددها الدقيق نتيجة التفحّم الشديد وتحوّل العشرات إلى أشلاء متناثرة واستهداف المنطقة التي تتواجد فيها الجثامين من قبل قناصة وأسلحة قوات النظام” حسب “مركز توثيق الانتهاكات”. كان الجيش الحر انتزع المطاحن من يد قوات النظام حينها، وهرع الناس لأخذ القليل من الطحين، حين فتحت عليهم قوات النظام النار برشاشات الشيلكا، وحولت الطحين إلى عجين مدمى. الماء أيضا قليل. ماء الشرب نشتريه، وماء الغسيل نستخدمه مرتين، الثانية في المرحاض. نعتمد في الاتصالات على أجهزة نت فضائية مهربة. في بعض المواقع تجري تقوية تغطية الهاتف الخليوي بحيث يصير الاتصال ممكنا. اللحوم أرخص نسبيا بفعل كثرة إصابات العجول والأبقار، وفي الغوطة كثير منها، والاضطرار لذبحها، وكذلك بفعل قلة الكهراء واستحالة تخزين اللحوم. من أكثر المشهدات إيلاما أنه لا يكاد يشارك في جنائز الشهداء أحد غير ذويهم، وبعض ذويهم فقط. هذا بسبب وفرة الموت المفرطة في الغوطة. كنت حضرت في دوما نفسها في أسابيع الثورة الأولى مشاركة عشرات الألوف في تشييع 8 شهداء سقطوا يومها.
لكن الحياة تسير. الناس يزرعون الخضار في مساحات الأرض الصغيرة. في هيئة الدفاع المدني يستغلون مساحة عشرين مترا مربعا أو أقل لزراعة خضار على بعد متر واحد عن المكان الذي تسجى فيه جثامين الشهداء وتكفن. تجاور الحياة والموت هذا مميز للغوطة كلها.
السؤال السادس: كتبتَ باكراً أن الثورة السورية “مستحيلة”. لماذا؟ وهل برأيك توقّع خاتمة أو مخرج “سعيد” ممكن؟
لأن كل الظروف ضدها.
تفجرت ضد نظام جعل من البقاء في السلطة وتوريثها عائليا مبدأه المقدس، ولديه عزم قوي على حماية امتيازه، وسبق أن قتل عشرات الألوف واعتقل وعذب عشرات الألوف في جيل سبق.
ولأنه منذ عقود يعيش المجتمع السوري شرط المجتمع المفخخ، الذي يرجح أن يتفجر على نفسه ويدمر نفسه إذا حاول التخلص من قيوده. تفخيخ متعدد المتسويات، أمني بما لا يحصى من التشكيلات الأمنية التي لا تقتصر على الأجهزة الأمنية المعروفة، بل يرفدها جيش من المخبرين، وشبكات كثيرة ومعقدة من المحاسيب والموالين المسلحين، بمن فيهم شبكات جريمة وتهريب مخدرات. وكذلك تفخيخ طائفي بتأليب السوريين متنوعي المنابت والأصول ضد بعضهم، بحيث أن نظام العلاقات التي تجمعهم يقوم على مزيج من الخوف وعدم الثقة. الثورة مستحيلة أيضا لأن حكم النخبة يبدو حصينا جدا، إن من حيث السلاح أو التحالفات الإقليمية، أو حتى من جعله حاجة حيوية لخصومه المفترضين: إسرائيل أولا، وأميركا، والجميع. الشعار الضمني للنظام على المستوى الإقليمي والدولي هو: الأسد أو نشعل المنطقة، من قزوين إلى المتوسط، على ما قال بشار الأسد نفسه أكثر من مرة. أما محكوميه فلطالما كانو في وضع رهيب من الانكشاف وانعدام التنظيم والقيادات. داوم النظام طوال عقود على قطع أية رؤوس سياسية أو ثقافية مستقلة تظهر في المجتمع السوري كي يكون هو الرأس الوحيد ومبدأ الانتظام الوحيد في المجتمع. في الأساس يحكم سورية حكما شخصيا وأوامريا أناس أثرياء وأصحاب امتيازات، والأسرة الأسدية تتحكم بطرق متنوعة بما يقارب ثلثي الاقتصاد الوطني. الطغيان الفاشي الذي رأى العالم كله مشاهد خارقة منه هو نهج حماية امتيازات غير عقلانية وغير شرعية. لكن الثورة المستحيلة حدثت مع ذلك. إنها الحدث بامتياز، الحدث بعيد الاحتمال، الكاسر للنسق الجاري والمتوقع. ولأنها مستحيلة أو تتحدى المستحيل فإنها مأساوية جدا. فوق 100 ألف ضحية، و7 ملايين مهجر، ونحو ربع مليون معتقل، وما قد يقارب نصف مليون معاق، ودمار ما يقارب ربع البيوت في البلد، وربما يتجاوز عدد من يعيشون تحت خط الفقر اليوم نصف السكان، بعد أن كان نحو 37% عام 2007. أعتقد أن التحدي المطروح علينا، أعني المثقفين السوريين والمشتغلين في الشؤن العامة، هو المساهمة في توليد معنى حي، وطني وإنساني، من هذا العناء الرهيب. لن أتكلم على نهاية سعيدة. لكن على تحول وانعطاف أساسي. هناك نقطة تحول وحيدة في الصراع السوري يمكن أن تكافئ بالحد الأدنى آلام السوريين: سقوط النظام. بعد ذلك كل شيء سيكون صعبا، لكن سورية تحتاج صفحة جديدة، وكسرا لهذا الديمومة المميتة.
تعليق تلحيقة عالمبادرة الروسية
خلطت المبادرة الروسية الأوراق، وفتحت الباب لمناورات دبلوماسية قد تطول. لكنها ما كانت ممكنة لولا إدراك الروس، والنظام السوري نفسه، التردد الغربي. قدموا للغرب شيئا يتيح له حسم تردده لمصلحة الإحجام عن معاقبة النظام. كان رأيي منذ بدايات الكلام على ضربة ضد نظام بشار لأنه استخدم السلاح الكيماوي أن عقابا كهذا هو أكثر عدالة وإنسانية، وتقدمية أيضا، من مألوف السياسات الأميركية والغربية، ولهذا الجماعة مترددون. لا يتبينون لهم مصلحة مباشرة في الأمر. وتخشى افتراضاتهم الصورية والدولانية والمحافظة أن يكون الجهاديون هم المستفيدون من معاقبته. لكن أعتقد أن المبادرة الروسية والإيجابية المبدئية للقوى الغربية حيالها تظهر الجوهر اللاأخلاقي للنظام الدولي، وتحديد برودته وقلة اهتمامه بحياة السوريين وموتهم طوال 30 شهرا، وانشغال باله فقط بانتهاك اتفاقية دولية، يفترض أنها لا تستمد معناها إلا من حماية أرواح الناس. ليس نزع السلاح الكميائي للنظام عقابا عادلا للقاتل. هل نزع السكين أو المسدس من يد مجرم هو عقابه؟ من يستخدم سلاح دمار شامل لقتل محكوميه الثائرين هو مجرم شامل، والمجرم الشامل ينبغي اعتقاله وحبسه على الأقل، وليس تجديد توكيله بحكم الناس الذي يقتلهم. يقول معلقون كثيرون اليوم إن الجميع رابحون من المبادرة الروسية: روسيا التي تنقذ النظام وإن بدفع ثمن ما، النظام الذي يحتفظ برأسه وإن مقابل بعض سلاحه، والغرب المتردد. ينسون الشيء المهم الوحيد من وجهة نظر أخلاقية وإنسانية: الشعب السوري. السوريون وحدهم يخسرون من إفلات القاتل العام من العقاب.