حول الجيش الحر
1:الجيش الحر ليس بجيش نظامي بل هو شكل من أشكال المقاومة الشعبية وهي التسمية الأدق وسمي بالجيش الحر لأن أفراده كانوا في الفترة الأولى حصرا من العسكريين
2:كان خطأ الجيش الحر في غوطة دمشق والزبداني وحمص أنه تحول لحالة تشبه الجيش النظامي من حيث بقائه في منطقة معينة واقامة حواجز فيها وهذا ما أجج استخدام النظام لآلته العسكرية ضد هذه المنطقة وأهلها وهذا ما يجب أن يدركه أفراد هذا الجيش في المناطق التي لم تدخلها العصابة بعد
3:حرب العصابات والمقاومة الشعبية هي لعبة لن يستطيع النظام مجاراتنا بها أما حين التحول من مقاومة شعبية إلى جيش نظامي فنحن الطرف الأضعف بالمعادلة بسبب فرق العدد والعتاد والخبرة
4:أظن أن الخوف من تحول الثورة السورية إلى حالة عسكرية بحتة ومقارنتها بالنموذج الليبي غير واقعي بسبب استمرار خروج مظاهرات في كل المناطق في سوريا حتى لو كانت هذه المناطق محمية بالكامل “كإدلب حاليا” في حين توقفت المظاهرات في المناطق التي سقطت بيد الثوار في الثورة الليبية والمظاهرات أفضل شكل من أشكال التعبير السياسي وهي التعبير الواضح عن رغبات الشارع المنتفض
5:دخول قوات النظام إلى باباعمرو ليس إلا دليل على تخبط النظام وفشله في قمع الثورة
6:يجب على قيادات الجيش الحر والمجلس الوطني تفعيل التعاون فيما بينها لاخراج خطاب سياسي يكون هو الناظم لعمل الجيش الحر كما يجب تفعيل التعاون بين المتظاهرين وسكان المنطقة من جهة والجيش الحر من جهة أخرى لتوحيد الجهود خصوصا أنه التواصل بين الكتائب المشكلة للجيش وبين قيادته الممثلة بالعقيد رياض الأسعد شبه معدومة كما هو التواصل بين الناشطين في الأرض وبين المجلس الوطني فلا بد من خلق نوع من الترابط المحلي بين الخطاب السياسي ممثلا بالمظاهرة وبين المقاومة الشعبية ممثلة بالجيش الحر وهذا الترابط يخفف وقد يعوض عن ضعف الترابط بين المجلس وقيادة الجيش الحر
7:يجب على كل القوى المدنية الناشطة في الشارع والشخصيات المستقلة مد يد العون للجيش الحر وعدم رفضه لأنه أولا أصبح أمر واقع لا يمكن تجاهله وثانيا لأنه شرعي مئة بالمئة بشهادة كل الشعارات في المظاهرات المؤيدة له وثالثا لأن التخوف من “اسلاميته” لا يشبه إلا رفض بعض المثقفين وخصوصا العلمانيين منهم للثورة السورية بحجة أنها اسلامية في بداية الثورة وكان هذا انتقادنا لهم فمن المستغرب أن نقع في نفس خطأهم بعد أحد عشر شهر في ملف الجيش الحر ونتعامل معه كما تعاملوا مع الثورة السورية
8:يجب على المجلس الوطني أن يكون أكثر منطقية و وضوحا في طرح خططه فحين نتحدث عن تسليح الجيش الحر _وأنا أؤيد هذا الطرح في ضوء النقاط السابقة_ لابد من السؤال:هل توجد آلية أو خطة للتسليح من حيث نوع السلاح وفعاليته و طريقة ادخاله لسوريا و مصدره أم هذه الخطة دليل جديد على تخبط المجلس الوطني وعدم واقعيته كما في خططه السابقة التي أوردها كحل وحيد لاسقاط النظام وتلقفها الشارع المنتفض رغم عدم امكانية تطبيقها بسبب عدم استعداد حكومات الخارج لهذا النوع من الدعم _حظر جوي ومنطقة عازلة وحماية دولية وممرات انسانية وقوات حفظ سلام_ وهل دول الخليج _وهي عرابة خطة تسليح الجيش الحر _لها سلطة على استخدام سلاحها وامكانية توريده للجيش الحر مع العلم أن سلاحها بكامله إما أمريكي أو أوروبي و كلاهما أبدى بشكل واضح عدم استعداده لتسليح الجيش الحر
9:على كافة القوى المدنية تكثيف جهودها في المناطق التي انسحب منها الجيش الحر من ناحية الاستمرار بخروج مظاهرات وتشكيل شكل من أشكال حماية المظاهرة كقطع الطريق وتنشيط العصيان المدني وادخال المعونات والاستفادة من الأخطاء المرتكبة لملء الفراغ الذي أحدثه انسحاب الجيش الحر لأن عدم دخولنا لهذه المناطق سيكون له نتائج كارثية على الثورة وعلى المدنية التي نطمح إليها
10:إن الأخطاء التي نرتكبها في قراراتنا في الثورة والتي يرتكبها باقي الثوار هي أمر منطقي وجيد على الصعيد العام فهي تجربة جديدة مئة في المئة و لايمكن لأحد أن يتوقع مجرياتها ولا أحداثها لكن الأكيد فقط نتيجتها النهائية وهي اسقاط النظام وبناء سوريا حرة ديمقراطية وهذه الأخطاء يجب أن يتم تداركها والاستفادة منها فالثورة لم تنتهي بعد
Nawar Sy