صفحات سورية

دفاعا عن المتمردين: شهود عيان ينقضون مزاعم باطلة حول مجزرة الحولة


كريستوف رويتر

شبيغل أون لاين، 19.06.2012

تحدثت تقارير ألمانية مؤخراً على أن متمردين سوريين هم من قام بمجزرة الحولة، ثم قاموا باتهام قوات الرئيس الأسد بذلك. لكن شهود العيان على عمليات القتل يناقضون هذا الزعم.

لقد كان الوقت بعد ظهر اليوم الخامس و العشرون من شهر أيار عندما أخذت الحولة القريبة من حمص شهرة عالمية كمرادف لوحشية النظام في سوريا. كانت البلدة مسرحاً لمجزرة راح ضحيتها 108 من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال.

في الأيام الماضية ذكرت تقارير ألمانية أن متمردين هم من نفذوا المجزرة و اتهموا وحدات الأسد بذلك. إلا أن روايات شهود العيان للشبيغل تقدم صورة مختلفة عما تم ذكره في هذه التقارير.

أيمن حسن عبد الرزاق، المزارع الذي نجا من المجزرة، يخبر بأنه كان قد رأى حافلة ممتلئة بعناصر عسكرية سورية كانت متجهة صوب التلة المتجهة نحو القرية، و التي تبعد حوالي النصف كيلومتر جنوباً و ذلك قبالة الساعة الخامسة بعد الظهر من ذلك اليوم. حوالي ال60 أو ال70 عنصراً ممن يرتدون زياً نظاميا اقتحموا القرية، يرافقهم حوالي مائتي عنصر من الرجال بملابس مدنية.

عبد الرزاق، الذي كان قد اعتقل مؤخراً، وجد مكاناً للإختباء بين الحقول و الأحراش. بعد دقائق قليلة سمع بأن زوجته وأطفاله الخمسة قد تم قتلهم.

و تقول شاهدتا العيان الآخرييين، أم شعلان عبد الرزاق و سميرا سوا (الكنية غير واضحة)، بأنهن شاهدن مجموعتين من العناصر العسكرية و المدنية، وقد تجمعتا عند أعلى التلة، ثم قامتا بدخول منطقة تلدو. قبل ذلك بوقت قصير كان القصف بالهاون على الحولة قد توقف.

شاهد آخر، فضل الكشف عن إسمه الأول فقط، سارية، قدم وصفاً لوصول باصين بلون أبيض وثلاث سيارات كبيرة على الأقل. لقد رأى أيضاً جنوداً نظاميين، وضباطاً من المخابرات وبحوزتهم أسلحة، ورجال يرتدون بزات رياضية وآخرون بلباس مدني يحملون مناجل وهراوات.

يقول سارية: كانوا فقط ثلاثة رجال من دخل البيوت. لقد كان من الصعب البرهنة على أنهم كانوا فعلاً شبيحة من قرية فلة، القرية العلوية المجاورة. و لكن كان هناك ما يدعو للافتراض بذلك، إذا أنهم شوهدوا يصلون على الأقدام إلى القرية الواقعة على التلة هناك.

إفادات أخرى قدمها شهود تناقض أيضاً ما جاء في التقارير التي صدرت مؤخراً عن صحيفة فرانكفورتة ألغيماينة تسايتونغ وبعض المواقع الأخرى، وقد اتهمت المعارضة بتنفيذ المجزرة. وبشكل يناقض هذه التقارير، السّنة فقط هم من يسكنون الحولة ولا وجود لأي من الشيعة الموالين للنظام.

على كل حال، لماذا يقوم متمردون بتنفيذ مجزرة بحق أناس مؤيدين لهم، أولئك الذين تم دفنهم، و يا للصدفة، بمساعدة السّنين من أهل الحولة؟

****

ترجمة جمال صبح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى