صفحات الثقافة

ديوانان شعريان لإيليتيس ودو بريتو إلى العربية: رهافة اسكندر حبش في الترجمة الحية

 

 

اسكندر حبش شاعر مميز ذو تجربة خاصة. تمكن من احتلال موقع بين الشعراء الجدد في لبنان والعالم العربي. ونظن أنه من أكثر شعراء جيله انفتاحاً على النتاج الأدبي العربي، وكذلك على النتاج الأدبي الغربي، خصوصاً في الرواية والشعر.

صدرت لحبش ترجمتان لشاعرين كبيرين «كثافات» للبرتغالي كازيميرو دوبريتو، و«ساعات المجهول المائية» لليوناني أوديسياس إيليتس. ويكمل حبش في استخدام رهافته كشاعر في ترجمة قصائد هذين الشاعرين الكبيرين، والمختلفة الإيقاع، والبناء، والتوجه، ليقدم صورة ما عن واقع الشعر البرتغالي «المخضرم» وكذلك اليوناني.

الكتابان صدرا عن «دار التكون» في بيروت.

ب.ش

 

 

[ من «كثافات»:

 

– 1

 

إنتبهوا الحب

 

حيوان صغير

 

لا مبال، قماشة

 

تتناسل

 

شيئاً فشيئاً، أبقى

 

صامتاً

 

لأتمكن من سماعه

 

وهو يتفتق

 

– 2

 

أحب كما يجب أن نُحب. اختبئ

 

في ظل ورقة رطبة

 

معتمة

 

ستسقط

 

على طحلب الصباح

 

– 3

 

أحب الجنوب

 

والشرق، الرغبة

 

والقسوة، الغزارة

 

والعوز، القبة

 

وكل شيء

 

– 6

 

لا أرى شيئاً، لا يحدث

 

أي شيء، لا زلنا نسمع

 

ضجة ضعيفة

 

تنفساً يفسد

 

شكل اللامكان،

 

– 11

 

لِتنسبْ أيها الحب، حيث يبدو

 

أن ليس هناك حب، لا شيء

 

سوى الحياة التي نتنفسها

 

بالخفاء.

 

– 29

 

أعود إلى القبلة إلى ذاكرة

 

اللغات الأبدية

 

الحسية التي

 

فصلت كما تُفصل

 

الأوراق عن المياه.

 

– 46

 

الحب شعلة حب مرتحل

 

لا يؤمن بالموت، فقط

 

بذوبان العشاق

 

السحري.

 

– 48

 

الكتب جافة كما لو أنها

 

أشجار بلا هواء أشباح

 

تصبح فجأة ذات فقريات

 

يسبب حياة الذاكرة.

 

ومن كتاب أوديسياس إيليتس ساعات المجهول المائية:

 

(I)

 

تثور الشمس؛ يلاحق البحر ظلها المكبل

 

بيت صغير، بيتان صغيران، الكف التي فتحت

 

تحت النداوة

 

تُقطّر كل شيء،

 

لهب اللهب الذي يحوم موقظاً باب الضحك

 

المغلق.

 

حان الوقت لتواجه البحار المخاطر.

 

ماذا يريدون، يسأل شعاع، ماذا

 

تريدون، يسأل الرجاء

 

وهو يرفع سترته البيضاء

 

لكن الريح استنزفت الحرارة؛ عينان

 

تتأملان بدون أن تعرفا ما ينتظرهما،

 

كثيف جداً مستقبلهما،

 

سيأتي يوم يفلّل فيه «الفلّين» المرساة

 

ليحب طعم الهاوية

 

سيأتي يوم تصبح ثنائيتهما واحدة

 

أعلى أو أخفض من القمم التي لثمها هذا

 

المساء نشيد «فيسبير»، لا أهمية لذلك،

 

فتاة شابة، شابتان، تنحنيان على

 

ياسمينهما وتختفيان،

 

تركتا وراءهما شبكة مياه لكي تنشر قصتهما

 

لكن الليالي انحنت عليها لتشرب

 

يمامات كبيرة وعواطف كبيرة تلف صمتهما

 

وكأن شغفاً مماثلاً لن يشفيهما.

 

لا أحد يعرف ما إذا كان الألم سيتعرى معهما

 

انبسطت الفخاخ، رقت الكواكب بسرابها للعاشقين،

 

كل شيء اختلج، كل شيء اندمج اخيراً، حلّ

 

الخلود

 

ذاك الذي تطالب به الأذرع القابضة

 

على مصيرها

 

الذي بدّل جسده وأصبح ريحاً

 

عاصفة،

 

يبدو أن الخلود قد حلّ.

ٍ

المستقبل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى