دي ميستورا بين جريمة الأسد وهزيمة المعارضة “مقالات مختارة”
دي ميستورا بين جريمة الأسد وهزيمة المعارضة/ برهان غليون
في وقتٍ أعلن فيه محققو جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة، بما لا يقبل الشك، مسؤولية الأسد في الهجوم بالسلاح الكيميائي الذي تعرّضت له بلدة خان شيخون في محافظة إدلب في أبريل/ نيسان الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنياً وجرح مئات آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وهو واحد من أكثر من 27 هجوما قامت به قوات الأسد بالسلاح الكيميائي ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، منذ العام 2011، منها سبعة بين الأول من مارس/ آذار والسابع من يوليو/ تموز، أقول في هذا الوقت بالذات، صرح مبعوث الأمم المتحدة إلى محادثات السلام السورية، ستيفان دي ميستورا، بأن الحرب في سورية انتهت تقريباً، لأن دولا كثيرة انخرطت فيها فعلت ذلك من منطلق هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، وأن على المعارضة السورية قبول أنها لم تنتصر في الحرب، ما قد يقود إلى مواجهة “لحظة الحقيقة”، متسائلا في ما إذا كانت المعارضة السورية “قادرة على أن تكون موحّدة وواقعية بالقدر الكافي لإدراك أنها لم تفز بالحرب”، أي خسرتها.
يطرح هذا التصريح حقيقة الدور الذي لعبته، ولا تزال تلعبه، الأمم المتحدة في ما سميت عملية الحل السياسي التي أطلقتها المبادرة العربية الدولية، منذ الأشهر الأولى للثورة أو/والحرب،
“فقد دي ميستورا أهليّته ليكون وسيطا نزيها ودبلوماسيا محنّكا، وأخلّ بواجبه وبالمهمة التي أوكلت له” والتي لم تسفر حتى اليوم عن أي نتيجة سوى الفشل بعد الفشل، ما دفع مبعوثين سابقين للأمين العام للأمم المتحدة إلى الانسحاب من مهمتهم، والاعتذار للشعب السوري. وبمقدار ما يفضح هذا التصريح حقيقة ما يفكّر فيه المبعوث الأممي للسلام يكشف طبيعة الحل الذي يتصوره دي ميستورا، والذي يعتقد، كما هو واضح من حديثه، أن على المعارضة التي خسرت الحرب أن تعترف بذلك وتعمل بمقتضاه، أي تتصرف من موقع المهزوم، وتقبل ما يُعرض عليها، أي ما يريده الروس والإيرانيون. بمثل هذا الكلام يضع دي ميستورا نفسه، بشكل واضح وصريح، في خدمة الأسد الذي لم يتردّد في الحديث بالمعنى ذاته عن انتصاره، ولا يكفّ عن ترديده في كل أحاديثه، طالبا من المعارضة/ “الإرهاب” إلقاء السلاح والاستسلام. ما يعني أن المبعوث الأممي يعتقد اليوم، تماما كما يعتقد الأسد، أن لا حل سياسيا ممكن من دون التسليم بهزيمة المعارضة، والقبول بالتطبيع مع النظام القائم الذي لن يربح في نظر دي ميستورا الحرب بعد، ولن يضمن انتصاره، ما لم يقبل بفتح مفاوضات لتلقي استسلام المعارضة والمصادقة عليه.
بالتأكيد لم تربح المعارضة المسلحة الحرب ضد النظام، وما كان لها أن تربحها، مهما فعلت في مواجهة تحالفٍ ضم إلى جانب قوى النظام السوري الذي صادر الدولة ومؤسساتها ومواردها للدفاع عن نفسه وزعيمه، روسيا “العظمى” وإيران الخامنئية الطامحة إلى إعادة مجد الأمبرطورية الساسانية، ومليشيات الحشود الشعبية الطائفية والتنظيمات الإرهابية التي تعمل على هامشها وضمن استراتيجيتها. وفي نظري، يشكل صمود المعارضة المسلحة واستمرارها في القتال خلال ست سنوات متواصلة، من دون دعم جدي ولا حليف استراتيجي، وفي مواجهة اختراقات الأجهزة الأمنية المحلية والإقليمية والدولية، بحد ذاته معجزة، ويشير إلى عمق إرادة التحرّر في انتفاضة السوريين، وتصميمهم على التخلص من نظامٍ هو نفسه مؤامرة مستمرة على الشعب والبلاد، والاستعداد غير المسبوق للتضحية من أجل التخلص من نظامٍ تحوّل إلى آلة للقتل والتطويع والترويع، وصار بمثابة مؤامرةٍ، تشارك فيها أكثر من دولة ونظام، على استقلال شعب وسيادته على أرضه وحقه في تقرير مصيره، واختيار ممثليه بإرادته الحرة. ما من شك في أنه كان للتحالف الدولي ضد السوريين تفوّق عسكري لا يقارن، لكني لم أسمع أحدا يصف سقوط الغيتوات اليهودية تحت ضربات الجيوش النازية بالهزيمة، أو يعترف لهتلر فيها بالانتصار. ليس لأن النازيين لم يربحوا الحرب ضد المقاومة الضعيفة للمعازل المحاصرة، وإنما لأن ما قاموا به كان جريمة، ولا يوصف إلا بوصفه كذلك. وهذا ما فعله الأسد ومليشيات حلفائه الرديفة بالقرى والمدن والأحياء السورية، وبمقاومة فصائلها الشعبية التي كانت ولا تزال تفتقر لكل ما يساعدها على أن تكون قوةً عسكرية قادرة على تحقيق أي انتصار، أعني التنظيم والتدريب والخبرة والإدارة والسلاح والقيادة الموحدة.
هؤلاء الذين هاجموا المدنيين بأسلحتهم الكيميائية وبراميلهم المتفجرة وصواريخهم الباليستية،
“بدل أن يُضغط على المجرم والمعتدي، يريد الانتقام مجدّدا من الضحية” ودرّبوا وجربوا فيهم كل أسلحة روسيا الجديدة، وخردة الأسلحة الإيرانية، وقضوا على أكبر عدد ممكن منهم، وشرّدوهم من بيوتهم، ليسوا ولا يمكن أن يعدّوا منتصرين في حربٍ، بل هم مجرمون، تماما كما وصفتهم عشرات التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، وجديدها أخيرا تقرير لجنة التحقيق الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة. مثل هذه الجرائم التي نظر إليها دي ميستورا انتصارات، ولو مؤجلة حتى تحقيق الحل السياسي واعتراف المعارضة باستسلامها، لا يكافأ عليها، ومن العار على ممثلٍ للأمم المتحدة أن يذكّر ضحاياها، ولا أقصد مئات آلاف القتلى وملايين الجرحى والمعاقين والمشردين فحسب، وإنما الشعب السوري الذي قوّضت حياته ودمرت بلده ومستقبله، بأنهم لن ينالوا السلام والسكينة ووقف القصف والقتل إلا بالاعتراف بهزيمتهم، فمجرد صمودهم أمام القوة المتوحشة وتصميمهم على مواجهة الظلم والعدوان، وبذلهم أرواحهم وأبناءهم، وكل ما يملكون لرفع الظلم عنهم، هو أكبر انتصار، لكنه من نوع الانتصارات التي لا يمكن لمستخدمٍ من الأمم المتحدة أن يشعر بها أو يدرك فحواها الأخلاقي العظيم. وهذا هو المحرّك الأكبر لثورة الكرامة والحرية، وطلب المقاومة والنصر.
بدل أن يُضغط على المجرم والمعتدي، يريد الانتقام مجدّدا من الضحية، وتدفيعها ثمن فشله وانعدام حيلته وسوء نيته، محاولا أن يغطي تواطؤه، كباقي الدول “العظمى” وراء الحرب على “داعش” والمنظمات الإرهابية التي أطلق يدها المجرمون أنفسهم، لتلغيم الأرض التي تسير عليها المقاومة الشعبية، وتبرير التواطؤ مع العنف العاري والحرب الوحشية التي أعلنها نظام القتلة على شعبٍ كاد يفقد كل نوابضه الإنسانية.
بعد انحيازه إلى جانب الجلاد، ومطالبته تلك من المعارضة، وهو يقصد الثورة ومن ورائها الشعب السوري الذي ضحّى بكل شيء للتخلص من قاتله، لم يعد للمبعوث الأممي أي شرعيةٍ في أن يستمر في رعاية العملية السياسية، هذا إذا كان لا يزال هناك معنى لعمليةٍ سياسية أصلا عندما يقرّر مسبقا راعيها من هو المهزوم ومن هو المنتصر. ومن واجب المعارضة تجاه الشعب السوري، ممثلةً بهيئة المفاوضات، أن ترفض الاجتماع بدي ميستورا ثانية أو اللقاء به، وأن تطلب رسميا من الأمين العام للأمم المتحدة تحمل مسؤولياته، وتعيين ممثل آخر أكثر جدية واحتراما لمعاناة الشعب السوري، وأكثر احتراما لأرواح الضحايا وتضحياتهم.
لقد فقد ستيفان دي ميستورا أهليّته ليكون وسيطا نزيها ودبلوماسيا محنّكا، وأخلّ بواجبه تجاه الأمم المتحدة، وبالمهمة الكبيرة التي أوكلت له. وفقد ثقة الشعب السوري به، بعد أن أعلن
“دي ميستورا مسؤول أمام الرأي العام الدولي، وقبل ذلك أمام الشعب السوري، عن وضع حد للاستهتار بالقرارات الدولية” انحيازه للقاتل ضد ضحيته، على الرغم من أنه لم يحقق أي تقدم أو إنجاز منذ تعيينه. ولوكان لديه أدنى شعور بالمسؤولية تجاه الشعب السوري الذي سلم له مفاتيح أمره، لأعلن، منذ زمن طويل، فشله وقدّم استقالته واعتذاره للشعب الذي ابتلي بخدماته، كما فعل من سبقه. اللهم إلا إذا كانت الأمانة العامة للأمم المتحدة شريكة الأسد والحليف السري له، وهذا ما لا أؤمن به.
أعرف أن الأمين العام للأمم المتحدة لا يستطيع أن يجترح المعجزات، لأنه مقيّد بآراء الدول الأعضاء. لكن إذا لم يكن للسيد غوتيريس أي سلطة على الإطلاق على هذه الدول، ويعتقد بالفعل أنه لا يملك أي وسيلة ضغط لدفعها إلى الاضطلاع بمسؤولياتها واحترام قراراتها ومواثيق الأمم المتحدة التي وقّعت عليها، فاستمراره في منصبه يعني أنه يقبل أن يكون شاهد زور، وشريكا في إبادة شعب وتجريده من حقوقه، وتقويض مواثيق الأمم المتحدة، وتبرير الانتهاكات المستمرة لحقوق الناس.
يستطيع الأمين العام للأمم المتحدة أن يلعب دورا كبيرا، ويمارس ضغطا قويا إذا توجه إلى الرأي العام الدولي، ووضع الدول الأعضاء، وأعضاء مجلس الأمن بشكل خاص، أمام مسؤولياتهم، واحتجّ على تهاونهم في تطبيق القرارات الدولية، وتغطيتهم على مرتكبي جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. ولا توجد أي ذريعة تبرّر موقف دي ميستورا الممالئ للأسد وطهران، ولا موقف الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس الساكت على تقويض عملية السلام، والمتعايش مع خيانة الدول الأعضاء في مجلس الأمن التزاماتها واستمرارها في تقويض حياة شعب كامل، من أجل الحفاظ على مصالح استعماريةٍ لا مشروعة. وهو مسؤول أمام الرأي العام الدولي، وقبل ذلك أمام الشعب السوري، عن وضع حد للاستهتار بالقرارات الدولية، والتواطؤ بالصمت على فتك النظام بالسوريين، وتعطيل أي عملية سياسية، والاستمرار في الخداع من أجل إجبار الشعب السوري على الاستسلام، وهو الأمر المستحيل. لن تعمل خسارة المعركة العسكرية إلا على مزيد من التصميم على الاستمرار في المعركة السياسية، حتى تحقيق الأهداف الإنسانية التي خرج من أجلها السوريون، وإقامة العدالة وحكم القانون.
العربي الجديد
عن المعارضة السورية التي “لم تفز بالحرب”/ نجيب جورج عوض
قالها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، بالفم الملآن وعلانية، إن “المعارضة السورية لم تفز بالحرب”، وعليها أن تعترف بهذا. لم يكن هذا الرأي جديداً في الواقع، فكل من أتيح له الاجتماع أكثر من مرة بوسيط الأمم المتحدة (ومنهم كاتب هذه السطور) سمعه يسهب في شرح فكرة أن الحل العسكري غير مسموح به من صنّاع القرار، وأن على المعارضة أن تنخرط في اللعبة السياسية كما يلعبها العالم عامةً، وبشروط ممارستها وقواعدها التي ما زالت تقوم (منذ عهد بسمارك) على فلسفة “الواقعية السياسية” بالاصطلاح الألماني، أو “البراغماتية التفاوضية” بالاصطلاح الأميركي. قالها الرجل إذاً وكرّرها أمام السوريين المعارضين، وفي كل المناسبات، ولم يضف جديداً هذه المرة.
لا أكتب هذا هنا دفاعاً عن الرجل، فقد كنت من الناقدين والمفندين له، كما يعرف من كان حاضراً تلك اللقاءات معه، والتي صادف وجودي فيها. وإنما أكتب هذا لأنه واقع بشع وفج، لطالما علمت به المعارضة السورية بأطيافها كافة، لا بل وتهيئتها لجلوسٍ لا مفر منه إلى طاولة تفاوض لا “تحاصص” ولا “تغيير” مع النظام، وجعلها جزءا من أكذوبة إعلامية، تريد أن تفرض دعاية “انتصار” نظامٍ في معركةٍ لم يكن هو طرفا فيها بل مجرد أداة، مثلما لم تكن المعارضات السورية أيضاً طرفاً فيها، بل مجرد أدواتٍ مضادة.
عبارة دي ميستورا “المعارضة السورية لم تفز في الحرب” مجحفة وحمقاء وتشويهية، لا في
“للقاتل الذي يملك أعتى الأسلحة وأقوى أنواع الدعم اليد العليا في ساحة المعركة” حق المعارضة، بل في حق ثورة الشعب السوري. ليس في علم السياسة مصطلحا “انتصار” و”هزيمة”. إنهما من سلة مفردات علم الحرب، وليس علم السياسة. والقاتل الذي يملك أعتى الأسلحة، وأقوى أنواع الدعم من أهم القوى العسكرية في العالم، من الطبيعي أن تكون له اليد العليا في ساحة المعركة. لا يكون الحديث في السياسة عن منتصر ومهزوم، مثلما لا نتحدث مثلاً عن حلو أو مر في علم الجغرافيا.
نعم، يا سيد دي مستورا، لم تفز المعارضة السورية في الحرب. ولكن، عن أي معارضةٍ سوريةٍ نتحدث؟ الكتائب الجهادية والعسكرية الإسلاموية التي تم تمويلها وتسليحها وزجّها في المشهد السوري من أطرافٍ لا علاقة لها بسورية، وبما ثار الشعب السوري من أجله، أم المقصود هي المعارضة السورية الشعبية التي نزلت إلى شوارع سورية، وتشرّدت وماتت وتهجرت واعتقلت، وتعرضت لأبشع أنواع القتل والتدمير على أيدي النظام والكتائب الجهادية المذكورة؟ إن كنت تقصد الأولى، فهذه حتماً خسرت، لكن خسارتها نعمة وليست نقمة على المعارضة الحقيقية التي أحدثت الثورة السورية وما زالت تحلم بها. وإن كنت تقصد المعارضة الحقيقية الشعبية والمدنية السورية، فهذه لم تفز بالمعركة لأنها ببساطة لم تنخرط في معركة عسكرية مع النظام، أو مع سواه لكي تفوز أو تخسر فيها. معارضة ثورة سورية الحقيقية ليست معنية بالمعركة، كي نقول لها إنها لم تفز. بالنسبة لتلك المعارضة، المعركة بين نظام مجرم وأطياف جهادية غريبة ودخيلة لا تقل عنه إجراماً، عمل كلاهما على قمع الثورة وقتلها وخنقها، وجز أعناق أبنائها وبناتها من الوريد إلى الوريد.
نعم “لم تفز المعارضة في المعركة”، لأن ما أنت مشغول بإطفائه حربٌ لا تعني المعارضة السورية الثورية أصلاً، وهي لم تسببها. وكل من جالسته من ممثلين ورقيين لأطياف المعارضات السورية الداعمين للمواجهة العسكرية مع النظام لا ينطقون أصلاً باسم معارضة الثورة الشعبية المدنية التي بدأت الثورة، وحملتها على أكتافها وفدتها بحياتها ودمائها وكل ما لديها. نعم، معارضة الثورة الحقيقية لم تفز في المعركة، لأنها لم تكن طرفاً يقاتل، بل الطرف الذي يستشهد. قدّمت تلك المعارضة ما يقارب المليون شهيد سوري، وأكثر من مائة ألف مفقود ومجهول المصير وعشرات ألوف المعتقلين والمقموعين على يد حراس هيكل الكراهية والتطييف والحقد والعنف والهوس المريض بالسلطة من طرفي المعركة. كان معارضو الثورة مشغولين بالموت والفرار والعذاب والتشرّد والهجرة والنفي والهروب ومحاولة النجاة بكل الأثمان والطرق داخل سورية وخارجها. كانوا مشغولين بهذا عن أي معركة، لكي يفوزوا أو يخسروا فيها.
في قلب المأساة السورية البشعة وغير المسبوقة في تاريخ البشرية، يتلهى العالم عن الشعب
“نعم “لم تفز المعارضة في المعركة”، لأن ما أنت مشغول بإطفائه حربٌ لا تعني المعارضة السورية الثورية أصلاً” السوري ومصيره بأكاذيب وافتراضيات إعلامية، تريد أن تختزل المشهد السوري بحديثٍ يحتقر العقل عن المعركة والحرب الضروس بين أطرافٍ لا علاقة لها أبداً لا بسورية ولا بشعبها. يريدنا العالم أن ننسى الناس السوريين ذوي الأحلام والتوق لقليلٍ من الإنسانية والكرامة والحرية. يريدنا العالم أن نتعامل مع أمراء الحروب وبطاركة القتل وأبواق المعركة ومنطق “فوز- خسارة” على أنهم هم معارضة سورية وثورتها، ومن ثم يريدوننا أن نلبس هذا الاختزال منطق المعركة، لنقول إن الثورة والشعب السوريين لا سواه “لم يفز بالمعركة”. لهؤلاء نقول: لا يوجد عند الشعب السوري البطل والشهيد الحي ما يخجل منه، أو يعترف به، فهو لم يكن طرفا في تلك المعركة، ولم يكن أحد عناصرها ولن يكون يوماً. وإذا ما دخل النظام يوماً في مسيرة سياسية حقيقية مع هذا الشعب وأمامه، فلن يكون هناك سوى النظام من سيجد نفسه مجبراً على الواقعية والتنازل، فنجاة هذا النظام كمنت في أنه نجح في محو الثورة وفرض واقع المعركة، لأنه يعلم أنه حين يحول المشهد من ثورةٍ إلى حرب سيقف كل العالم البراغماتي المصالحي معه، كي ينتصر فيها. وهذا ما حصل ويحصل… لهذا، ما قاله دي ميستورا لا يعني السوريين في شيء، وهو قبل سواه يعلم ذلك.
العربي الجديد
ستيفان دي ميستورا… دبلوماسية بخدمة الأقوى/ عدنان علي
لم تكن التصريحات الأخيرة المثيرة للجدل التي أطلقها المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وتضمنت دعوة للمعارضة السورية للإقرار بهزيمتها في الحرب والتوجه إلى بناء السلام على هذا الأساس، هي الأولى من نوعها خلال المهمة السورية للدبلوماسي الإيطالي – السويدي الحافلة بالفشل عموماً.
في هذا السياق، فإن مراجعة التصريحات المتتالية للمبعوث الدولي خلال السنوات الثلاث الماضية منذ تسلّمه منصبه خلفاً للدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، كشفت أنه استمر في محاولاته التأقلم في كل مرة مع مواقف الطرف الأقوى في الصراع السوري، خصوصاً مواقف روسيا التي باتت اللاعب الأول في الساحة السورية منذ تدخلها العسكري في سبتمبر/أيلول 2015. الرجل ليس “صاحب مبادئ” بل “رجل صفقات” وقادر على التخلي عن المرجعيات الدولية الناظمة للحل السياسي في سورية، كلما تعرّض لضغوط من الدول الكبرى، خلافاً للمبعوثين السابقين مثل الأخضر الإبراهيمي وكوفي أنان ممن فضّلوا الاستقالة على الخضوع للضغوط أو دفعهم لسلوك طريق نهايته الفشل المحتوم.
وقد لاقت تصريحات دي ميستورا الأخيرة التي دعا فيها المعارضة “لأن تدرك أنها لم تفز بالحرب”، ناصحاً إياها بـ”التحلي بالواقعية”، قبل انطلاق الجولة الجديدة من مباحثات أستانة في كازاخستان، ردود فعل غاضبة لدى المعارضة السورية. واعتبرها منسّق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب بمثابة “هزيمة للوساطة الأممية في تسوية القضية السورية”، مضيفاً بأنه “يورّط نفسه من جديد بتصريحات غير مدروسة، تعزز دعوتنا لطرح أممي جديد إزاء القضية السورية”.
أما كبير مفاوضي “الهيئة العليا”، محمد صبرا، فقد طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ”اتخاذ خطوات إزاء انحياز دي ميستورا”، مشدّداً على أنه “لم يعد مقبولاً كوسيطٍ للمحادثات، لأنه فقد حياده وتحدث كجنرال روسي، لا كوسيط دولي”. واعتبر قائد “الفرقة 13” سابقاً، عضو المجلس العسكري في “جيش إدلب الحر”، المقدّم أحمد السعود، أن “دي ميستورا بات مشكلة في حياتنا”، مشيراً في تغريدات له عبر موقع “تويتر” إلى أن “المبعوث الدولي يروّج حتى بعد تقرير الكيماوي الأخير (صدر يوم الأربعاء الماضي)، لبقاء بشار الأسد بعد أن سقط شعبياً وسياسياً وأخلاقياً وأمنياً وعسكرياً”.
وجاءت تصريحات دي مستورا قبل أقل من عشرة أيام، من محادثات أستانة التي تسعى فيها الدول الضامنة للدفع باتجاه التوقيع على الوثيقة الروسية حول مناطق “خفض التصعيد” في سورية، وقبل انطلاق جولة جديدة من مباحثات السلام بين وفدي النظام والمعارضة في أكتوبر/تشرين الأول بجنيف، ولم يلطف منها كثيراً الاستدراك الذي صدر عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بأن حديث دي ميستورا حول “دعوة المعارضة السورية لإدراك أنها لم تفز بالحرب، قد أُسيء تفسيره”.
والواقع أن تصريحات دي ميستورا الأخيرة جاءت في سياق “منطقي” في مسيرة الرجل التراجعية عن المبادئ والنواظم التي حددتها المجموعة الدولية لحل القضية السورية، إذ سبقها تصريحات ومواقف أخرى مشابهة قاسمها المشترك محاولة التأقلم المستمرة مع ما يستجد من مواقف دولية، وما تقتضيه التفاهمات بين القطبين المتنافسين في العالم وفي الساحة السورية، أي الولايات المتحدة وروسيا. وهي محاولات هوت في كل مرة بجزء من مصداقية المبعوث الدولي، فغابت عنده البوصلة، إبان ملاحقته التغييرات المستمرة في المواقف السياسية، حتى إنه تحول في أحد أدواره إلى محلل سياسي، متوقعاً أن “يشهد الشهر الحالي بداية تحوّلات نوعية في القضية السورية”، من دون تحديد طبيعة هذه التغيرات، مضيفاً أن “شهر أكتوبر سيكون شهراً حاسماً في سورية”.
ولعلّ السرد الذي قدمه رئيس وفد المعارضة السورية لجنيف، نصر الحريري، لتجربة المعارضة مع الرجل يلخص هذه المسيرة التراجعية. وبرز حرص المبعوث الدولي على “دوام” مهمته بأي ثمن، وبغض النظر عن الحصاد في نهاية المطاف. ووصف رئيس وفد المعارضة السورية لجنيف، نصر الحريري، تصريحات دي ميستورا بأنها “صادمة ومخيبة للآمال، وتتطابق مع الأجندة الروسية”. وقال في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إنه “في كل مرة كنا نتوقع أن يقدم دي ميستورا تقريراً واقعياً أمام الأمم المتحدة حول إعاقة العملية من قبل النظام، كان يلتزم الصمت”، معتبراً ذلك أن “أعطى النظام الضوء الأخضر للاستمرار بارتكاب جرائمه”.
وأضاف بأنه “لا يحق للمبعوث الدولي أن يتخلى عن القرارات الدولية، فهو عندما يتحدث عن إصلاح دستوري وعن شكل ما من تشارك السلطة، يبتعد كلياً عن جوهر هذه القرارات وعن جوهر هذه المبادئ ويتنافى مع روح بيان جنيف في تحقيق انتقال سياسي عبر هيئة حكم انتقالية”، لافتاً إلى أن “مواقف المبعوث الدولي تتطابق تماماً مع الأجندة الروسية”. ولدي ميستورا حليف من يدافع عنه، وهي روسيا، التي قال مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، إن “وساطة دي ميستورا بين النظام السوري والمعارضة يجب أن تستمر”. وأضاف أن “الطرف الروسي سبق أن وجّه إلى دي ميستورا انتقادات، لكن من دون المطالبة بتوقف مهمته من أجل تقريب وجهات نظر الحكومة والمعارضة”.
ودعا الدبلوماسي الروسي “الهيئة العليا للمفاوضات”، تحديداً “رياض حجاب إلى تكييف موقفه مع الوقائع العسكرية والسياسية الجديدة في سورية والامتناع عن توجيه انتقادات واهية إلى الأمم المتحدة ودي ميستورا شخصياً”، متهماً المعارضة بأنها “تستغل مفاوضات جنيف لتكرار مطالبها غير الواقعية، لا سيما رحيل بشار الأسد، بدلاً من العمل على اتخاذ قرارات مشتركة مع وفد الحكومة وتنسيق المسائل المطروحة على أجندة الحوار”.
بدوره، رأى الكاتب، المحلل السياسي السوري غازي دهمان في حديث لـ”العربي الجديد” أن “دور دي ميستورا لا يتعدى أن يكون الحفاظ على زخم شكلي للمفاوضات برعاية الأمم المتحدة، بينما الصفقات الحقيقية تتم تحت الطاولة بين القوى الفاعلة في المشهد السوري وفي مقدمتها روسيا، لذلك يتوارى عن المشهد عندما يحصل صدام بين الدول الكبرى أو تتغير قواعد اللعبة، بانتظار جلاء الموقف ليعيد تموضعه من جديد”.
وكانت مصادر دبلوماسية فد ذكرت أن “دي ميستورا كان قد طلب من الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، إعفاءه من منصبه لأسباب شخصية، بعد أن أصيب بالإحباط حيال إمكان تحقيق أي تقدم في المسار السياسي في سورية، وأنه ستعرض إلى ضغوط مستمرة وصلت حد إعلان موقف علني من روسيا، طعناً في صدقيته كمبعوث محايد”. وجاء طلب دي ميستورا، بعد يوم من اتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف له بأنه “يقوض عقد محادثات بين السوريين من دون شروط مسبقة”، في حين شددت المصادر على أن “الضغوط من روسيا على دي ميستورا كانت قد بدأت منذ مطلع السنة الماضية واستمرت بالتصاعد تدريجاً، وصولاً إلى إعلان خطة الحسم العسكري في حلب”.
العربي الجديد
دي ميستورا أيضاً مع النظام؟/ الياس حرفوش
في السياق العام للمواقف من الأزمة السورية، لا تخرج التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عن المناخ الذي بات يسود في عدد من العواصم، ويوحي بأن المعارضة فشلت في إسقاط النظام السوري، وأن مصير بشار الأسد ليس مطروحاً بالتالي للبحث في المرحلة الانتقالية، ما يعني أنه قد يكون مؤهلاً لترشيح نفسه لولاية أخرى في إطار أي حل سياسي. وقد سمعنا أكثر من إيحاء في هذا الاتجاه على لسان مسؤولين أميركيين وفرنسيين وسواهم. غير أن إعلان دي ميستورا أن على المعارضة أن تدرك أنها لم تربح الحرب، وأن عليها بالتالي أن تأتي إلى مفاوضات جنيف في الشهر المقبل، متحلية بشيء من الواقعية، هذا الإعلان هو الأول على لسان ممثل للأمم المتحدة، وهو ما أثار شكوك المعارضة في شأن حياد دي ميستورا، الذي وضع عقبات جدية أمام متابعة مهمته التي تقتضي الحفاظ على موقع وسط بين طرفي الأزمة.
وقد بلغ تصعيد مواقف المعارضة ضد ميستورا حد الدعوة إلى استبداله بمبعوث آخر، كما طالب رياض حجاب، المنسق العام لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» الذي قال أن وساطة الأمم المتحدة في سورية فشلت. وزاد من شكوك المعارضة أن تصريحات المبعوث الدولي في شأن هزيمة المعارضة تلتقي في هذا التوقيت مع مواقف إعلام النظام السوري والمتحالفين معه في «محور الممانعة»، والتي تؤكد انتصارهم على «المؤامرة الكونية» التي يقولون أنه تم تدبيرها لإسقاط بشار الأسد وتحقيق المكاسب في المنطقة للمشروع «الإمبريالي – الصهيوني» الذي لا يتوقف عن تهديد هؤلاء «الممانعين» وإقلاق راحتهم!
وحتى لو وضعنا جانباً مسألة الحياد المفترضة في مبعوث دولي، هناك مسألة أخرى قد تكون أكثر أهمية، لأنها تعكس سوء تقدير دي ميستورا مسارَ المفاوضات التي رافقها سلفاه كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي اللذان اكتشفا حجم العقبات التي يستطيع النظام السوري وضعها في وجه أي تسوية سياسية للأزمة، مهما حسنت نيات المعارضين ومهما قدموا من تنازلات. وكانت هذه العقبات هي التي دفعت الرجلين إلى الاستقالة من المهمة المستحيلة. ومن المستغرب أن دي ميستورا الذي أمضى حتى الآن ثلاث سنوات في هذه المهمة، لم يتوصل إلى هذا الاستنتاج الذي بات يدركه كثيرون من المتابعين للأزمة السورية، وهو أن المخرج الوحيد الذي يرضى به بشار الأسد هو استعادة السيطرة على كل الأرض السورية والقضاء على المعارضين الذين يصفهم بـ «العملاء». هذا هو «الحل السياسي» الذي يطمح إليه النظام السوري.
لكن حلاً كهذا سيكون صعب التسويق في سورية وفي المنطقة بعد الدمار والخراب والقتل الذي لحق بسورية وشعبها على يد بشار الأسد ونظامه. لا المعارضة ولا حتى الأطراف الإقليمية والدولية التي تدعو إلى البحث عن مخرج للأزمة، على قاعدة «لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم»، ستكون قادرة على ابتلاع حل كهذا والتعايش مع بقاء بشار الأسد في الحكم. هل هناك من يستطيع تصور الرئيس السوري عائداً إلى شغل كرسيه في القمم العربية مثلاً، أو واقفاً على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد كل ما ارتكبه في سورية؟
قد تكون تصريحات دي ميستورا كافية لتتيح لهذا الديبلوماسي السويدي الأنيق، والمطعّم بنكهة إيطالية، الاحتفاظ بوظيفته، إذ إنها تتفق مع كثير من المواقف الدولية السلبية حيال المعارضة السورية في هذا الوقت، لكن هذه التصريحات ستشكل عقبة كبيرة أمام إقناع المعارضة باستمرار التعاون معه والثقة فيه، لأنها باتت تعتبر أن موقفه يقترب من مواقف النظام والقوى الداعمة له، خصوصاً روسيا وإيران، مع أن دي ميستورا عاد واستدرك قائلاً أن «لا أحد في الحقيقة يمكن أن يعلن أنه فاز بالحرب في سورية».
الحياة
دي ميستورا ومنطق “الهزيمة”/ حسام كنفاني
لم يكشف المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، عن موقف جديد حين دعا المعارضة السورية إلى الإقرار بالهزيمة في الحرب. هو موقف يتبناه المبعوث الذي كان يفترض أن يكون محايداً، منذ سيره بخريطة الطريق الروسية لحل الأزمة السورية. وهي خريطة التحق بها أطراف كثيرون كانوا محسوبين في السابق على معسكر الثورة، قبل أن ينقلبوا عليه وفق المنطق نفسه الذي يستخدمه دي ميستورا اليوم.
وعلى الرغم من محاولات الأمم المتحدة استدراك تصريحات المبعوث الأممي، والإشارة إلى أنها أخرجت من سياقها أو تم تحريفها، إلى أن العودة إلى نص التصريح لا تشير إلى أي إمكان للفهم الخاطئ، إذ قال مخاطباً المعارضة السورية: “أعرف أنكم تسمعون عبارات العملية السياسية كثيراً. لكن، هل ستكون الحكومة السورية مستعدة للمفاوضات بعد تحرير دير الزور والرقة أم أنها ستكتفي برفع راية النصر؟ هل ستكون المعارضة قادرةً على أن تتحد، وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟”.
من الواضح أن التصريح لا مجال فيه للتحريف، فتعبيراته تحمل الكثير مما يفكر فيه دي ميستورا، والذي يؤكد أنه فقد صفة الوسيط المحايد منذ اللحظة التي سار فيها على هدي الخطة الروسية لحل الأزمة السورية، وموافقته ضمناً على مسارات أستانة التي كان من المفترض أن تكون عسكرية موازية لمسارات جنيف، إلا أنها دخلت على خط السياسة، وباتت تفرض أجندتها على جنيف ولقاءاتها.
المنطق الذي يتحدث به دي ميستورا يبدو أنه بات عاماً، في إطار استعجال إنهاء الوضع السوري، ووأد مساعي التغيير التي قامت من أجلها الثورة السورية. المنطق هذا استعمله قبل ذلك وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي طالب المعارضة السورية بموقفٍ شبيه بما طلبه دي ميستورا، لكن من دون أن يستعمل تعبير “هزيمة” أو “لم تربح”. إذ دعا الوزير السعودي المعارضة السورية إلى وضع “رؤية جديدة” حول تسوية الأزمة في سورية ومستقبل رئيسها، بشار الأسد. وعلى الرغم من أن الجبير لم يستخدم تعابير دي ميستورا نفسها، إلا أن قراءة ما بين السطور تشير إلى موقف مشابه بات كثيرون يسيرون على هديه، خصوصاً أن الخلاف الأساسي اليوم هو على دور الأسد في المرحلة الانتقالية وما بعدها، فأي “رؤية جديدة” تريدها السعودية ستكون خاصة بهذه النقطة تحديداً. ويمكن الاستدلال أيضاً على رغبات السعودية من المساعي التي لم تنته بعد، لدمج منصتي موسكو والقاهرة في الهيئة العليا للتفاوض، وأن تذهب المعارضة بوفد موحد إلى مفاوضات جنيف. المسعى، المدعوم روسياً وأميركياً، يصطدم إلى الآن بمسألة الأسد والمرحلة الانتقالية، وهو ما يضع الدعوة إلى “الرؤية الجديدة” في سياق منطقي متطابق مع ما يريده دي ميستورا الذي دعا المعارضة إلى “أن تتحد”.
وإذا ما أضفنا الموقف الفرنسي إلى التصريحين، الأممي والسعودي، وخصوصاً الذي أعلنه وزير الخارجية، جان إيف لودريان، من روسيا أول من أمس حول أن رحيل الرئيس الأسد لا يجب أن يكون شرطاً لبدء عملية الانتقال السياسي، يمكن استنتاج أن منطق الهزيمة هو ما تسعى الأمم المتحدة، والدول الراعية سابقا للثورة السورية، إلى تعميمه على المعارضة، تمهيداً للإقرار بإعلان نصر النظام السوري، وتنصيبه باقياً فوق أجساد السوريين، أمواتاً وأحياء.
العربي الجديد