صفحات الحوار

د. برهان غليون :توقيع البروتوكول خدعة …ونريد قوات عربية لحماية السوريين


محمد بلوط

أوجز رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون لـ«السفير» أمس موقفه من توقيع سوريا على بروتوكول المراقبين: خدعة، وخطوة غير كافية لأنها لا تتضمن بنود المبادرة الأساسية التي تفتح الطريق أمام رحيل النظام. ومع ذلك سينتظر غليون أن يبدأ مع ذلك التنفيذ على الأرض، ليقرر موقفه النهائي. وكرر مطالبته بقوات عربية لحماية السوريين.

وقال غليون، رداً على سؤال حول وصفه توقيع سوريا على بروتوكول إرسال المراقبين بالخدعة وألا تعتقد أن النظام سيقوم باحترام توقيعه، «إذا كان صحيحاً ما يقوله (وزير الخارجية وليد) المعلم فهو يسخر من العرب والجامعة العربية والعالم، والمبادرة التي قدمت لإنقاذ النظام المتهاوي. اعتقد أن ما سمعناه يدل على أن ليس لديهم إي إرادة لإيجاد مخرج للمحنة التي وضعوا البلاد فيها. سواء وقع أم لم يوقع إذا كان هدفه عدم تطبيق المبادرة، التي تعني أساساً ليس فقط المراقبين بل بنوداً أخرى هي إطلاق المعتقلين والسماح للسوريين أن يتظاهروا بحرية، وهي سحب الأمن والشبيحة والجيش وقوات القتل من المدن والأحياء، و إذا لم يكن هذا هو مضمون الاتفاق، فالنظام يضحك على الآخرين ويسخر منهم، ولا يزال حقيقة يعبر عن موقفه المعادي عداءً مطلقاً للشعب، ولكل المبادرات العربية والدولية، ولا يزال يشن الحرب ويغطي على هذه الحرب بمناورة ومراوغة اسمها التوقيع على هذه النقطة أو تلك».

وأضاف غليون «قال المعلم إنه وقع على بروتوكول المراقبين، وهو يهدد المراقبين بأن هناك مناطق آمنة وأخرى حساسة لا يمكنهم الدخول إليها، وإذا ما قتل أحد المراقبين فسيقول هناك إرهابيون أرأيتم. نحن لن نعترف بأن هناك تقدما ولو بذرة واحدة ما لم تنسحب قوات الأمن حقيقة من المدن والأحياء، وينسحب الجيش إلى ثكناته، ويطلق المعتقلون والحريات. ما عدا ذلك لا نثق بهم، وليس عندنا أي موقف تأييد إطلاقاً، ونحن نقول للجامعة العربية خلينا نشوف التطبيق على الأرض، وبعد ذلك سنرى ونأخذ موقفاً».

وعما إذا كان يعتقد أن الجامعة العربية التي قبلت المطلب السوري بالتوقيع على بند إرسال المراقبين قد خدعت من قبل دمشق أو أن الجامعة قد خدعتكم، قال غليون «أعتقد أنها لم تخدع ولم تخدعنا. هناك تصميم عربي. لسنا ضده بالمطلق على أن يكون للعرب دور رئيسي في مواجهة الأزمة السورية، ونحن نريد للعرب أن يكون لهم هذا الدور، ولكن نتمنى على الجامعة العربية وعلى العرب ألا يخدعوا، وألا يتركوا هذا النظام يسخر من الشعب وأن يشتري الوقت ويكسب المزيد منه على حساب أرواح السوريين. كل يوم هناك عشرات القتلى والشهداء يسقطون، وقد سقط أكثر من ألف شهيد منذ أعلنت الجامعة العربية مبادرتها». وأضاف «نريد أن تكون الجامعة العربية أكثر صرامة وأكثر سرعة في اتخاذ قرار نهائي بشأن النظام السوري».

وحول الخطوة التالية بعد إطلاق الهياكل والورقة التنظيمية للمجلس وتزويد الحركة ببرنامج سياسي، أوضح غليون أن «الخطوة على جميع المحاور، أولا على صعيد حماية المدنيين، وهي أولوية، وهي تعني وقف القتل وشل يد المجرمين الذين يقومون بقتل شعبهم، ثم هناك محور الإغاثة وتقديم المعونة للشعب الذي تدمر موارده وبيوته ويقتل معيلوه ويمثل بأبنائه وهو بحاجة إلى مساعدات طبية ومادية سنعمل على إيجادها. والمحور الثالث، هو تعبئة كافة القوى في سوريا وخارجها لتأكيد أن النظام لن يعود ليحكم وعليه أن يرحل، وأن رحيله هو الإشارة الأولى للمرحلة الانتقالية. رحيل (الرئيس) بشار الأسد هو فقط إشارة على أن هناك تغييراً قبل رحيله، ولا تغيير من طرف الشعب السوري في المقاومة والاحتجاج».

وعن حكومة منفى، قال غليون «لا هذا سابق لأوانه. نحن لا نزال في مرحلة مقاومة، تتحول أكثر فأكثر إلى مقاومة شرسة وعنيدة، ولم نصل بعد إلى زمن إنشاء حكومة مؤقتة».

ورداً على سؤال حول مصطلح التدخل الخارجي لحماية المدنيين ومصطلح استخدام القوة لحمايتهم، كما جاء في الإعلان النهائي للمجلس في تونس، وهل يعني ذلك تهرباً من المصطلحات تجنباً لمفاعيله السلبية على السوريين، قال غليون «لا أنا قلت نحن نميز ما بين الهدف والوسيلة. إذا ما استطعنا حماية المدنيين بأقل ما يمكن من العنف تجاه سوريا وكمسؤولين عن وطننا سنختار الوسائل الأسلم. إذا لم نستطع واستمر النظام في استخدام العنف، فلا بد من الرد بالعنف والقوة، ولكن نحن لا نريد أن نسلم بكلمة تدخل هكذا. نحن نريد أن نحدد بأنفسنا ونناقش الوسائل القهرية والقسرية ضد النظام حتى نكون أسياد أي تدخل ضد النظام».

وعما إذا كان هذا الأمر يعني تدخلا من قوى عسكرية أجنبية في سوريا، أوضح غليون «رداً على القمع الوحشي للنظام بدأنا مقاومة عنيفة. كل الناس يعترفون بأن هناك مقاومة. هذا عنف سوري مقابل عنف سوري، ونحن ما نريده هو ضبط العنف كي لا يهدد وحدة وسلامة شعبنا. هذا العنف الداخلي يمكن أن يضاف إليه تدخل عسكري عربي محدد الأجندة، شرط أتفاق المعارضة كافة على ذلك، واتضاح أهدافه ووسائله، وإذا لم يحصل ذلك، فلا مانع لدينا أن نفاوض مع الأمم المتحدة للحصول على وسائل للقوة أكبر لإقناع النظام أنه لن يستطيع البقاء في البلد بعد كل ما ارتكبه من جرائم وفظائع. الأمور واضحة».

وعن حديثه عن خيار المناطق العازلة لحماية المدنيين وهل يدعو تركيا إلى إنشائها في الشمال السوري، أوضح غليون «نحن لا نراهن على أي دولة لوحدها. قلت منذ بداية الأزمة، نريد تنسيقاً بين جميع القوى وأولها العربية. نحن نراهن على المظلة العربية بالتعاون مع المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة. يجب أن يعمل هذا المثلث بطريقة متناسقة. هذه حماية لسيادة سوريا، وعدم التورط في تدخل يعمل لأجندات خارجية. نحن نريد أن يكون هناك استخدام للقوة لمصالح وطنية وليس أجندات خارجية، إذا ما اضطررنا إلى استخدام القوة».

وعما إذا كان يخشى انزلاق سوريا إلى حرب أهلية بعد اتساع ظاهرة عسكرة الحراك الشعبي، قال غليون «نعم نحن نخشى ذلك في الحقيقة. النظام السوري بتكثيفه للعنف المفرط ضد المتظاهرين أصبح نظاماً مجرماً يدفع البلاد نحو منزلقات خطرة، وهو احد مصادر الخوف، وأن يؤدي استمرار العنف إلى نتائج لا تحمد عقباها، وهي جريمة النظام، لذا أقمنا اتصالات مع الجيش الحر حتى نستطيع أن ننسق بما يجعل العمل واستخدام العنف استخداماً متسقاً مع سلمية الثورة السورية، وهو مطلب وغاية جميع السوريين».

السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى