رأي في الجيش السوري الحر
غسان ياسين
لن اتحدث طويلاً عن بداية نشوء الجيش الحر ولا لماذا بالاساس نحن مع الجيش الحر وندعمه ..
سابدأ من تسميته “جيش” فالتسمية فيها ظلم كبير للمقاتلين الابطال الذين قرروا الوقوف في وجه الطاغية والدفاع عن المتظاهرين ..لانهم باختصار يفتقرون لابسط مقومات الجيش من تسليح منتظم وقيادة واحدة وحتى سهولة اتصال أوتنقل
تعدد مصادر التمويل هي الكارثة الكبرى لاغلب مشاكل تلك المجموعات المقاتلة ..سمعنا كثيراً عن منشقين او متطوعين لم يجدوا من يعطيهم ولو رصاصة واحدة في حين ان مجموعة أخرى في نفس الحي لديها ذخيرة اكثر من حاجتها
المصيبة الثانية هي كثرة التشكيلات العسكرية المكونة من ضباط منشقين وكثرة الخلافات فيما بينها ووصل الأمر لحد التخوين والضرب والشتم (حادثة بين الاسعد والشيخ)
كل هذه الاسباب تجعلنا كأشخاص غيورين على الثورة وعلى سورية المستقبل ان نكون واضحين مع انفسنا اولاً لنستطيع بعدها التحدث عن كل الاخطاء التي تقع وتسيئ للثورة ولسورية
اكبر خطأ ارتكبه المقاتلين هو تمركزهم في الاحياء السكينة داخل المدن في حين ان كل النظريات والتجارب العسكرية السابقة تقول ان اسلوب حرب الشوارع او الكر والفر هو الانسب في مثل هذه الحالات
وحتى لا يتهمني احد بالتنظير ساتحدث عن حلب كواحد من ابنائها وكعاشق لكل شارع من شوارعها
الحاضنة الاجتماعية “للجيش” الحر في حلب المدينة لم تكن هي ذاتها في باقي المدن ومع بداية اعلان ماسمي معركة تحرير حلب بدات الناس بالتذمر من وجود المقاتلين في المدينة والذي حدث مؤخراً ان الاحياء “المحررة” التي كانت حاضنة اجتماعية للمقاتلين بدات هي ايضا بالتذمر ..الطامة الكبرى كانت حين بدأت الاشتباكات تقترب من احياء حلب القديمة والتاريخية
كلنا متفقون على ان النظام مجرم ولا يهمه لا البشر ولا الحجر وكلنا يعلم ان النظام هو المسؤول الاول والاخير عن كل مايحدث
لكن اذا كان باستطاعتنا ان نمنع اجرامه اونقلل من الاخطار لماذا لا نفعل ..الإعتراف بالخطأ ليس فضيلة فقط لكنه بداية لايجاد الحل
على كل الكتائب والالوية العاملة في المدينة ان تراجع استراتيجيتها العسكرية وخصوصا فيما يتعلق بموضوع تحرير احياء جديدة ..كل حي محرر هو مشروع حي مدمّر ..يكفينا وهم وانتصارات اعلامية ويجب عدم دخول اي حي جديد واعادة النظر في التمركز الدائم في كل الاحياء ..لست عسكريا لكن من يعتقد اننا سنهزم النظام بالامكانات الحالية هو شخص واهم وحالم ..رياض الاسعد منذ عدة ايام قال انه غير مسؤل عن معركة تحرير حلب ولا علم له بها ..العقيد العكيدي الذي اعلن بداية المعركة لا وجود له على ارض المعركة في حلب
يجب على جميع الكتائب ان ينسحبوا كليا عن الاحياء القديمة والاثرية ..النظام يريد ان يفقد “الجيش” الحر ماتبقى من حاضنة اجتماعية له في حلب واذا كنا فعلاً اذكياء يجب عدم اعطائه الفرصة
هل باستطاعة احد ان يدلني على مكان آمن في سورية ..لايوجد ولا ١٠٠ متر مربع آمنة من قصف واجرام النظام ..انظروا الى حمص ودير الزور ..الاخبار القادمة من حمص خلال اليومين تدمي القلوب خلافات بين الكتائب على امور تافهة وتنسيق يكاد يكون معدوم اليوم استقيظنا على خبر تحرير المعرة وغداً سنسمع عن المذابح وتدمير المعرة بالطيران
يؤسفني اننا لم نستفد من اخطاء حدثت في مناطق كثيرة ..ثورتنا يتيمة ولن يساعدنا احد لا اسلحة نوعية ولا اي شيئ آخر ..لنتكاتف جميعاً ضد هذا المجرم ولنكن عوناً لبعضنا البعض بالعمل والنصيحة الصادقة