رئيس الائتلاف السوري أحمد عاصي الجربا: جنيف ليست كتابًا منزلًا وحاسبوني بعد شهر
بهية مارديني
قال أحمد عاصي الجربا، الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض، إن الشعب السوري لن يرضى بمقولة لا غالب ولا مغلوب، وأنه سيشارك في جنيف-2، وهي ليست كتابًا منزلًا، وطلب مهلة شهر قبل محاسبته على أفعاله.
في أول لقاء موسع مع وسيلة اعلامية منذ انتخابه، قال الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض أحمد عاصي الجربا لـ”ايلاف” إن جنيف-2 ليست كتابًا منزلًا رغم أهميتها، رافضًا معادلة “لاغالب ولا مغلوب”، ووعد بتأمين السلاح النوعي للثوار السوريين والاهتمام بالاغاثة.
وأكد أن يده ستكون ممدودة لكل الدول الصديقة والشقيقة وكل من ساعدنا ومد لنا يد العون بلا تحفظ، لكن أذنه لن تسمع إلا صوت الشعب السوري الذي سيكون نهجه ومنهجه. واعتبر الجربا انتخابات الائتلاف الاخيرة نجاحًا للديمقراطية، ومَنح نفسه فترة شهر للعمل ثم المحاسبة.
الحرص على الدم
أعلن الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض أحمد عاصي الجربا أن جنيف-2 محطة دولية مهمة، “لكنها ليست كتابًا منزلًا ولا هدفًا نهائيًا يجب أن نربط مشاريع الثورة السورية به”.
لكنه أكد من جانب آخر، في لقاء مع “ايلاف” حرصه على إنجاح جنيف-2، مشددًا على أن الدخول في هذا المؤتمر لن يتم إلا من خلال معبر واحد ووحيد، وهو الخط الأحمر الذي رسمه الشعب السوري بدمائه منذ أن خرج لإسقاط بشار الاسد وزبانيته. كما أكد الحرص على الجهود الدولية التي بذلت لإنجاز جنيف-2، “لكن حرصنا على دماء وتضحيات ومطالب شعبنا أكبر”.
وحول أولوياته في العمل، قال: “لا احتاج لفلسفة أولوياتي في عملي كرئيس للائتلاف أو اختراعها، انها أولوية شعبنا الثائر التي فرضها علينا الأسد ورعاته الغزاة في ايران ولبنان، فقد فرضوا علينا حربًا وغزوًا جعل أولويتنا الأساسية هي المواجهة التي تحتاج سلاحًا نوعيًا لجيشنا الحر”.
أضاف: “آليت على نفسي ألا اترك بابًا ولا فرصة بل لن يغمض لي جفن قبل أن أؤمن ما نذود به عن أرضنا وعرضنا ويؤمن لنا النصر على البغاة الغزاة، وأقولها بصراحة، لن أقبل او أرضخ لمعادلة لا غالب ولا مغلوب على أية قاعدة تترك الأسد يقضي على الثورة أو لا تسمح للثورة بأن تنتصر”.
ويدرك رئيس الائتلاف الجديد صعوبة وخطورة تحدي هذه المعادلة، “لكني صممت من اللحظة الأولى لانخراطي بالثورة أن أركب الخطر وإلا أرضخ لأية معادلة لا تؤمن الحماية الكاملة لشعبي والنصر لثورتنا في أن معًا”.
من التراب السوري
عن جدول أعماله الذي يخطط له، أجاب الجربا أن جدول أعماله مليء يبدأ بسد الحاجات الإنسانية للداخل والخارج، ويمر بتنظيم المعابر ولجم الفوضى والتجاوزات في الداخل، ولا ينتهي عند إنجاز شبكة أمان سياسية وترسيم معالم المرحلة الانتقالية والمصالحة الوطنية.
ونقل الجربا لـ”ايلاف” أنه وجه رسالة إلى الشعب السوري من محافظة أدلب ووقف بينهم باسم الائتلاف الوطني حاملًا رسالة وحدة ومحبة وصمود. وقال: “أقف بينكم وقد انتخبت وكلفت بمهمة حساسة في لحظة حرجة من عمر ثورتنا، لحظة يصعب معها التكهن بما ستؤول اليه أوضاعنا، وقد تهافتت علينا قوى البغي من كل حدب وصوب، فلم نكد نتغلب على آلة الاسد الهمجية حتى باغتتنا ايران وذيلها في لبنان بحقدهم الدفين واجرامهم المعهود”.
أضاف: “ها هي حمص النازفة تقف عدية أبية وفيها الشهيد يزف الشهيد، لتبقى شاهدًا على إجرام أعمى انكسرت شوكته على اعتابها سنتين واكثر، وسيدفنه ترابها الطاهر قريبًا بإذن الله”.
وتابع قائلًا: “أردت أن يكون خطابي الأول من على تراب سوريا، وسيكون عملي منطلقًا من قلبها ليصل صوتي إلى قلوب أهلي، ونعلي الصوت معًا ونشبك الأيدي في مسيرة التحرير الذي نراه قريبًا، وسنعمل ليكون اقرب مما يتوهم سفاح العصر وزبانيه ومرتزقته”.
وأكد أن الحال صعبة ويد الاجرام الأسدي والاحتلال الإيراني ثقيلة. “لكنّ في صدور جيشنا الحر إيمانًا يحرك الجبال وعزيمة اهتز لها عرش كسرى وهولاكو سوريا”.
شهر قبل المحاسبة
وشدد الجربا على أن دعم الجيش الحر سيبقى كما كان من بداية الثورة دأبه، “ولن يهدأ لي بال أو تقر عيني قبل أن نزوّد الجيش الحر بالسلاح النوعي المطلوب لرد الصاع صاعين للأسد وحلفائه في البغي والاجرام”.
ووعد ألا ينسى الدعم الإنساني للسوريين من الداخل إلى المخيمات والشتات، “لكنني لن أقول لأطربكم بل سأعمل مع إخوتي في الائتلاف لتروا، والحق ما ترون لا ما تسمعون”. وأضاف: “ستكون يدي ممدودة لكل الدول الصديقة والشقيقة وكل من ساعدنا ومد لنا يد العون بلا تحفظ، لكن أذني لن تسمع الا لصوتكم الذي سيكون نهجي ومنهجي، فمن هنا انطلقنا ومن هنا نعيد تأكيد العهد والوعد ومن هنا سنعلن قريبًا بإذن الله النصر المحقق”.
وحول الانتخابات الاخيرة التي أوصلته إلى رئاسة الائتلاف، قال: “قد يصور بعض الإعلام أن الانتخابات التي حصلت أفضت إلى انتصار دولة عربية على أخرى أو فريق سوري على فريق، والحق أقول لكم إن هذه الانتخابات كانت انتصارًا للديمقراطية على منطق الدكتاتورية التي كرستها عائلة الأسد في سوريا، وأعلن أنني للجميع ومع الجميع في الائتلاف، وأن حرصي على العلاقة مع كل الدول الصديقة والشقيقة أمر لا يمكن التهاون به”.
وتعهد الجربا بأن يعطي نفسه فرصة شهر واحد لانجاز ما هو عازم عليه من خطط، وبعدها سيفتح باب الحساب، “فليس جديرًا بالمسؤولية من لم يحاسب نفسه قبل أن يحاسب غيره ويدين خطأه قبل أن يدان”.