رداً على حسام الدين محمد: ‘رابطة’ لم تصلها رياح الثورة بعد!
عمر سليمان
ما زال سوء الظن مسيطراً على مؤسسي ‘رابطة الكتاب السوريين’، ولن أرد هنا على سيل الاتهامات التي وجهها إليَّ الأستاذ حسام الدين محمد هنا في ‘القدس العربي’، بل أود أن أؤكد أنني، من خلال قراءتي لما اتهمني به، وجدت أن اتهاماته تنطبق عليه، فهو يرد علي بالأسلوب ذاته الذي يتهمني بأنني اتبعته: الشخصنة. وهذا ما حاربناه منذ بداية الثورة، عندما قلنا: لن نُسقط النظام بأدواته، فالقاتل لا يُسقط قاتلاً، والسارق لا يُسقط سارقاً، لذلك كنت أتمنى من الاستاذ حسام أن يبتعد بخطابه عن التشنج.
انطلق حسام الدين محمد من الجانب الشخصي في رده علَي، مع أن فكرة مقاله مبنية على اتهامي بالشخصنة! ولكي يثبت أنني أشخصنُ الأمورَ اتهمني بأنني عريتُ رابطة الكتاب لأنها أهملتني ولم تجعلني عضواً فيها، فمن أين جاء بهذه المعلومة؟ أنا أصلاً سمعت عن الرابطة ولم أطلع على تفاصيلها، لأنني كنتُ في مدينة حمص أعاني ما يعانيه كل السوريين من الحيرة والصدمة بالمعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني، كنت غارقاً ككل الثائرين في الداخل بين أعمال الإغاثة والتوعية والمظاهرات، ومن هناك، من حمص، وجهنا نداءات كثيرة لكافة المثقفين السوريين كي يأتوا ويشاركونا الثورة وينقذوها من المأزق الذي بدأت تغرق فيه: التسلح والطائفية، لا أن يكتفوا بالتصريحات والمؤتمرات في الفنادق والمطاعم والشاليهات. وهنا أجد من حقي أن أسأل الأستاذ حسام: كم عدد أعضاء الرابطة الموجودين داخل سورية؟، وكم عدد الذين يقيمون لعشرات السنين خارجها؟ باطلاع بسيط على الأسماء سنجد أن معظم أعضاء الأمانة العامة والمكتب التنفيذي هم من السوريين الذين قضوا عمرهم خارج سورية ولا يعلمون بما يحدث على الأرض من متغيرات.
لو أنني مُستاءٌ من إهمال الرابطة لي لَما كتبتُ ما كتبت في جريدة ‘الغاوون’، فلو كان لي غاية فيها لتواصلتُ مع مؤسسيها وتزلفتُ إليهم، وهذا لم يحدث، فلم أتواصل مع أحد من مؤسسيها، ولم أرسل طلب انتساب إليها. لكن الاستفزاز الذي استعملته الأمانة العامة بحق الكتاب السوريين أثناء اجتماعها هو ما دفعني لأكتب ما كتبت، ففي ذلك الاجتماع حضر رئيس الجيش السوري الوطني، كما حضر رئيس المجلس الوطني، وكان لوليد الزعبي دور بارز بين الحضور، هذا ما أثبتته وسائل الإعلام، ناهيك عن عملية التصويت المفبركة التي وضعت أسماء كتاب في الأمانة العامة والمكتب التنفيذي دون أن يعرفوا بأن هناك تصويتاً! وهذا يعيد إلى الأذهان الاجتماعات الثقافية في ظل النظام، عندما كان القادة العسكريون والسياسيون وأصحاب المال يحشرون أنوفهم في الثقافة، لكن يبدو أن رابطة الكتاب السوريين لم تصلها رياح الثورة بعد!
يستمر الاستاذ حسام الدين في شخصنة الأمور، فيذكر أمراً لا علاقة له على الإطلاق بموضوع النقاش مثل أنه مدح زوجتي الفنانة فدوى سليمان أكثر من مرة في جريدة ‘القدس العربي’!
ولكن حقاً: ما علاقة فدوى بمقالي في جريدة ‘الغاوون’؟! ولماذا يتم حشر اسمها بهذه الطريقة التي تكشف حقيقة الذهنية التي ينطلق منها رد الأستاذ حسام الدين محمد!
يلومني الكاتب لأنني طلبت المال لقاء عمل أقوم به! وقد كان العمل عبارة عن سلسلة حلقات من كتاب نتحدث فيه، فدوى وأنا، عن رحلتنا في حمص، ولنفترض أني أردت مبلغا ماليا مقابل ذلك، فهذه ليست إدانة، بل حق، فبماذا يتهمني الكاتب بالضبط؟، أنا لم أرتبط بأجندات دول، ولم أسافر لحضور المؤتمرات وجني المكافآت المالية، لم أذهب إلى الخليج لاحصل على ‘بوكت ماني’، ولم أمسح الجوخ لرجال الأعمال، فعذراً لأنني طالبتُ بما استحقه عن عمل لي!
كنت أتمنى لو أن النقد المكتوب ظلَّ محافظاً على ترفُّعه وعمقه. وفي كل الأحوال لكلمة ‘نقد’ معنيان في اللغة العربية: أول يتعلّق بالثقافة، وثانٍ يتعلق بالمال. وعن نفسي اخترتُ المعنى الأول.
*شاعر من سورية
القدس العربي