رزان في يد الغيلان/ نجوى بركات
صباح الخير أيها الغول، علك عن طريق الصدفة ستفتح الراديو اليوم فتقع على هذه المحطة، وتشاء صدفة ثانية أن يكون التوقيت هو موعد بثّ مدونتي، وتتواطأ معي صدفة ثالثة لكي تكون بمزاج طيّب، مفتوحَ المسام قابلا للرحمة، فتصغي إليّ، وتحدث معجزةٌ تُشعرك بالذنب وبضرورة إطلاق سراح رزان زيتونة ورفاقها من يد إخوتك الغيلان.
رزان كما تعلم،رفضت مغادرة البلاد وبقيت إلى جانب من تدعوهم إلى التمرّد والانتفاض، ورزان هي من آخر رموز النضال المدني الديموقراطي في سوريا و”أحد آخر حاملي الشعلة الأصلية للانتفاضة”، كما وصفتها صحيفة لوموند الفرنسية.فلعلّك أيها الغول تنسى أنها تمثّل البراءة الأولى للثورة، أي كل ما لستّ عليه، وأنها بوجودها فقط تفضح كذبك ووحشيتك وتُري العالم كم أنك دخيل وغريب عمّن تدّعي أنك منهم وتدافع عنهم.
لعلّك يا رزان زيتونة، إن اجتزت الطريق ذاك، تتركين البلاد للغيلان تتناهشها من جميع الجهات. فهذا زمن النهش، وهذا زمن الوحش، وأنت كالطفلة التي ضاعت في الغابة، لا بد لك من أن تخرجي في النهاية، من قصر الغول، سالمة معافاة.
نجوى بركات