رسالة الى المسيحيين والى الكنيسة وسط الاحداث
طوني الخوري
اول شي هي الرسالة بتعبر عني كطوني … ولا تعبر عن رأي طائفة او كنيسة محددة …. وبفضل انه اللي رح يقراها يقبلها برحابة صدر مهما كان بيختلف باللي رح يكون وارد بمحتواها .. وسامحوني رح تكون اكتر رسالة حكيت فيها بالمشرمحي …
الرسالة اللي عم بكتبها هي رد على اكبر مشكلتين واجهوا المسيحيين وسط الاحداث الاخيرة ..
المشكلة الأولى كانت واضحة اكتر عند الملتزمين والمؤمنين من المسيحيين: هي خلط الدين بالدولة واننا كمسيحيين مالازم نتدخل بالموضوع ولا ناخد مواقف موالية او معارضة
المشكلة التانية وكانت واضحة اكتر بالشارع المسيحي: وهي الخوف كأقلية من حكم سني اخونجي يهدد مستقبلنا كمسيحيين..
على فكرة هي من القضايا اللي عم تشغلني كتير وبشوف انها من الامور الكبيرة اللي عم نادي فيها وعم بشتغل عليها بغض النظر عن امعتاض الكثيرين او تشجيع الكثيرين …
قبل أن أبداً بالإجابة على المشكلتين وحدد رأيي الخاص ونظرة الكتاب المقدس كما أراها … خلينا ننظر إلى بداية التحركات والسير الذي آلت إليه الأمور …ورح احكي عني كمسيحي وكصاحب دور خاص في القيادة الشابة في الكنيسة المسيحية ولو كان متوقف حالياً.
انا من حمص متل ما بتعرفوا … ببداية التحركات ما كنت اسمع بالمظاهرات اي هتاف له توجه ديني .. حتى شعار (الله أكبر) الذي قد يحمل أو لايحمل في طياته أي معنى طائفي لم يكن يسمع في البداية …وكان المتظاهرون يهتفون بس يوصلوا لحارتنا المسيحية بهتافات :وحدة وحدة وطنية اسلام ومسيحية…
وبخلال هي الاحداث اللي ماكان صار فيها تكبير ولا غيره صرت اسمع بعض شباب المسيحية عنا بالحارة يتلفظوا بعبارات سلفية تعصبية-دينية وليست سياسية- ضد المتظاهرين ما سمعتها من أي مسلم (مع اني بعرف انه اكيد يوجد متطرفين بكل الجهات) … وشوي شوي بديوا غالبية المسيحيين ينفصلوا عن الحراك الشعبي بالشارع بسبب المشكلتين اللي ذكرتهم بالبداية ….
مع الوقت بدأ المتظاهرون ذوو الأغلبية السنية -ولا نستطيع أن ننكر ذلك- يلاقوا حالهم وحدهم في الساحة .. وبديوا يعتبروا القضية تخصهم وحدهم وهذا شيء طبيعي حتى ان لم يكن صحيحاً… وهون بدينا نسمع التكبير -كحد اقصى- في الشعارات واللي هو رد فعل طبيعي لناس تستغيث… وبغض النظر عن رأيي الصارم والحاد بعدم رفع اي شعار ديني مسيحي او مسلم في قضية وطنية بس شايف اللي عم يصير طبيعي ورد فعل عادي ولا يحمل اي ابعاد منظمة الها اهداف استراتيجية بعيدة بشيء بخص اسلاميين سلفيين… وبدأ الانفصال الطائفي يزداد …
انا بعرف ومتقين انه في متطرفين مسلمين يحلمون بدولة اسلامية تقضي على الكفرة المزعومين… بس بشوف انه هدول ما بمثلوا شي بنوب من الشارع … وحرام نظلم الحراك (بغض النظر عن رأينا فيه)بوضعه تحت هذه الخانة …
انا بتصور وبعتقد انه المسؤول الاكبر في هذا الانفصال هو الاقليات … اللي ماني عم طالبهم ياخدوا موقف سياسي معين موالي او معارض مع اني ماني شايف هاد خطأ من حيث المبدأ كعمل سياسي (لا الموالاة ولا المعارضة) ولا بيتعارض مع الايمان المسيحي .. ولما منحكي عن فصل فنحن منقصد القيادات الكنسية التي ما دورها تفرض على شعبها توجه سياسي معين وإلا فعلاً بتكون خلطت الدين بالدولة وهذا ما أرفضه جملة وتفصيلاً .. ولكن بالمقابل بشوف دورنا كشعب مسيحي هو انه نكون فاعلين وليس منفعلين… ونشارك بطريقة ايجابية ببناء الوطن بدل ما نندب انه نحن على اعتاب دولة اسلامية سنية… وبنفس الوقت نقترب من اخوتنا المتظاهرين المحتجين بدل من الحكم المسبق والادانة القاسية ويكون الموقف-كأدني حد- تجاههم موقف انساني كأخوة في الوطن بدل من الحكم عليهم كخونة يريدون صناعة دولة ضد الكفرة المزعومين ….
كمسيحي وكشخص أعلّم الإنجيل للشباب … بشوف دوري الكبير هو اني كون فاعل ببناء وطني بالحق والعدالة والكرامة لكل مواطن مسلم قبل المسيحي (حق الآخر أهم من حقوقي) وانسى اسماء الديانات والطوائف لما القضية بتكون بتخص وطن وما كون شخصية سلبية متفرجة …
دوري هو نصرة المظلوم مين ما كان .. والاقتراب من اخي الانسان مهما كانت طائفته ومهما كانت ديانته ومهما اختلفت سياسياً معه …لأنه هيك بعلمني ربنا بكلمته المقدسة:
أَنْقِذِ الْمُنْقَادِينَ إِلَى الْمَوْتِ وَالْمَمْدُودِينَ لِلْقَتْلِ. لاَ تَمْتَنِعْ.
إِنْ قُلْتَ: «هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هَذَا» – أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ. أمثال 11:24-12
دوري كمسيحي أن أكون تلميذا للمسيح الذي خرج من نفسه وعرف أن يضع ذاته وهو القوي والكامل مكان الآخر الضعيف والمحتاج..
ادعو المسيحيين لا ان يكونوا معارضين او موالين لأنه ليس من حقي أن أوجه مثل هذه الدعوة .. وليس من حق أحد في موقع ديني أن يقوم بذلك … وان كنت ارى أنه من المهم اتخاذ موقف محدد نزيه دون ان يكون وراء هذا الموقف مصلحة او هدف شخصي او فئوي او طائفي… ولكن بدعوهم لقول الحق دون مواربة او خوف او تزوير ونصرة المظلوم والدفاع عن المجروح ورؤية الأمور بطريقة صحيحة
اِفْتَحْ فَمَكَ. اقْضِ بِالْعَدْلِ وَحَامِ عَنِ الْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ أمثال9:31
… وربنا هو المهتم والضامن مستقبلنا اذا قمنا بدورنا .. وضماننا عنده هو فقط ….
ولو صار الاحتمال اللي خايف منه اغلب المسيحيين اللي هو تهديد وجودنا وحقوقنا كأقليات-اللي انا ماني شايفه حقيقي- أنا بعرف ومتأكد اني رح شوف ثورة حقيقية جديدة يقودها اصدقاء سنّة وعلويين ومسيحيين كثيرين ورح كون انا موجود عم شارك فيها .. ايدي بايد كل من ينصر الحق ويضمن العدالة للاقليات والاكثريات