بيانات الانتفاضة

رسالة مفتوحة إلى المجلس الوطني السوري


السيدات والسادة أعضاء المجلس الوطني المحترمين…

تحية طيبة وبعد..

مع انطلاق الثورة السورية المجيدة في 15 آذار الفائت برزت الحاجة لوجود هيئة سياسية متماسكة تحمل لواء قضية الشعب السوري البطل، وتتصدى للمهمات السياسية التي تحتاجها ثورتنا العظيمة لإنجاز مهمة إسقاط النظام الجاثم على صدور شعبنا، وإطلاق عملية سياسية انتقالية لبناء دولة ديمقراطية مدنية تساوي بين السوريين جميعاً وتحترم حقوقهم وكراماتهم، وتحدث قطيعة نهائية مع نظام الاستبداد الشمولي بكل ملامحه ورواسبه، كما تكفل استمرار الحد اللازم من وظائف الدولة لضمان أمن المواطنين وانتظام الحياة العامة وتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق إلى حالات من الفلتان والفوضى لا قدر الله.

وقد استبشرت قطاعات واسعة من شعبنا بتشكيل المجلس الوطني السوري، وعليه انعقدت آمال عريضة بأن الثورة السورية أصبح لها الآن عنوان يمكنه القيام بالمهمات السياسية المطلوبة والتحدث باسم الشعب السوري في المحافل العربية والإقليمية والدولية مستنداً إلى التأييد الواسع الذي حظي به على الصعيد الشعبي، كما كان مأمولاً من المجلس الوطني أن يستكمل بناء مؤسساته وأن يعمق شرعيته عبر الانفتاح على أطياف المعارضة السورية غير المنضوية في إطاره وعلى أوسع شرائح وفئات المجتمع السوري بما يمهد السبيل أمام تشكيل أوسع تحالف وطني ممكن على الصعيد الداخلي وأوسع تحالف عربي وإقليمي ودولي في سبيل دعم الثورة السورية ومطالبها المحقة وتحقيق هدف إسقاط النظام وإنجاز عملية التحول الديمقراطي.

إلا أنه وبعد انقضاء عدة أشهر على تشكيل المجلس الوطني أصبح من الواضح للعيان أن المجلس بحاله الراهنة غير قادر على النهوض بالأعباء الملقاة على عاتقه، وأنه لا بد من إجراء إصلاح جدي وجذري وعميق لأوضاع المجلس الوطني بما يؤهله للقيام بما عليه من مهمات.

إننا نعتقد أن مشكلات المجلس الوطني يمكن أن تتلخص فيما يلي:

1- إن طبيعة العلاقات القائمة بين مكونات المجلس لا تعكس قيام تحالف واعٍ وعميق وجدي بينها حول مشروع مرحلي واضح الحدود والأهداف، بل تتسم بغياب روح الفريق وغياب نكران الذات في سبيل المصلحة العامة ويشوبها الكثير من الشك المتبادل والمناكفات السياسية والتنازع على المراكز وضيق الأفق الوطني.

2- عدم وجود خطة تحرك و استراتيجيات واضحة للمجلس الوطني على الأصعدة الداخلية والعربية والإقليمية والدولية، مما أضعف حضوره في قلوب وعقول السوريين كهيئة قوية قادرة على الأخذ بقياد الجهد اللازم لإنجاز الاستحقاقات المطلوبة.

3- ضعف البنية المؤسساتية والإدارية للمجلس الوطني ولآليات اتخذا القرار فيه وفراغها من أي مضمون جدي، مما جعل معظم أعضاء المجلس الوطني أعضاء غير فاعلين رغم عددهم الكبير. وكان من نتائح هذا الضعف:

أ- غياب التنسيق بين قيادات وأعضاء المجلس فيما يتعلق بالمواقف السياسية والتصريحات الإعلامية التي وصلت لحد التعارض العلني حول القضية الواحدة مما خلق حالة من التشويش لدى الرأي العام بخصوص مواقف المجلس من عدد من القضايا.

ب- ضعف الحضور الإعلامي للمجلس الوطني بشكل عام وغياب استراتيجية إعلامية واضحة تمكنه من مواكبة الأحداث ومن مخاطبة الرأي العام بشكل دوري وإطلاعه على مواقفه من القضايا المختلفة فضلاً عن إيصال رسائله للشعب السوري

ج- شبه انعدام الجهد الإغاثي المطلوب من المجلس الوطني القيام به وعدم تبنيه لاستراتيجية إغاثية فعالة وواضحة.

د- عدم تنظيم الأمور المالية وإدارة الإنفاق بشكل صحيح ومؤسسي مما جعل هذه الأمور تدار بشكل حصري من قبل جهة معينة بعيداً عن الطابع المؤسساتي اللازم لهذه المسألة الحساسة.

إننا –نحن الموقعون أدناه- ومن مواقعنا في صفوف الثورة السورية وحرصاً منا على المجلس الوطني السوري الذي نريده خير معبر سياسي عن ثورتنا المجيدة وحامل لواء قضيتها العادلة نتقدم إليكم بهذا التشخيص العام لمكامن ضعفه ، آملين منكم سرعة الاستجابة لمتطلبات عملية الإصلاح التي يحتاجها. إن التباطؤ أو عدم الاستجابة لمتطلبات الإصلاح هذه يشكل خطراً حقيقياً على استمرارية المجلس الوطني وعلى وحدته وعلى شرعيته، الأمر الذي سيترك دون شك أثراً سلبياً كبيراً وخطيراً على مسار الثورة السورية.

ألا هل بلغنا اللهم فاشهد

الموقعون:

خولة دنيا – كاتبة وناشطة سياسية

دلير يوسف – كاتب ومخرج

المعتصم السيوفي – ناشط سياسي

عدنان مكية – ناشط سياسي

سهير الأتاسي – ناشطة سياسية

سامي شكري-

ابراهيم الأصيل –

همام حداد – ناشط سياسي

عهد زرزور-

راجح كلول-

كرم نشار – أكاديمي

نغم غادري- مواطنة

عمر العبد الله – سجين سابق وناشط

طارق الغوراني سجين سابق وناشط

فراس المقداد – محرر أخبار وناشط

زنار موسى اسماعيل – سجين سابق وعضو منظمة العفو الدولية

ميس الزعبي – ناشطة إعلامية

زينة ارحيم – صحفية

رشا القس – ناشطة

رفيف صقر –

أسامة جروس – دكتور مهندس

حسام القطلبي – ناشط سياسي

مازن حداد – مواطن سوري

ميساء صالح

ملكة جزماتي- ناشطة سياسية

طارق تيناوي – ناشط سياسي

بسام جعارة – صحفي

ميساء الصالح –

فارس الحلو – فنان سوري

محمد الزعبي – عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية/ ناشط سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى