رسـالة إلـى صديـق فـي المجلـس الوطنـي السـوري
كميل داغر
هي المرة الثانية التي أكاتبك فيها. والرسالة الأولى، بعنوان «إلى ما وراء القضبان»، نشرتها «السفير»، في 2 أيلول /سبتمبر 1992. كنتَ تعلن آنذاك انتماءك إلى الماركسية الثورية، ودفاعك عن برنامجها الانتقالي، الذي كان بين عناوينه دحر الدكتاتورية، ووضع أسسٍ وطيدة لبناء اشتراكيةٍ محرِّرَةٍ، في سوريا، والمنطقة المحيطة و…العالم. ولأجل ذلك، أضافك أمن النظام، في دمشق، إلى آلاف المعتقلين السياسيين، في زنازينه.
كان في تلك الرسالة مقطعٌ أخاطبك فيه، أنتَ وغيرك من المعتقلين اليساريين، ورَدَ فيه:
«أشعر بنفسي، الآن، وأنا أتأمل، من حالة الحرية النسبية، التي أعيشها، ما تعانونه، في حجراتكم المغلقة، حيث يدفن الجلاد العربي خيرة المقاتلين من أجل الحرية، وحياةٍ رائعة للجميع، أشعر بنفسي أشبه باللاعب، في أدب نيتشه، يسأل بقلق، وهو يرى زهر النرد يأتي لصالحه: «هل أنا غششت؟»
«يا صديقي، أضيع الآن، في زحمة أسماء حميمة تتجول في نفسي، ويتحرك اسمك بينها، بحُرِّيةٍ كاملة، فيما تتبادلون أسماءكم جميعاً، مثلما تتبادلون فنجان الشاي وكسرة الخبز وقطعة الصابون، والفسحة الصغيرة من الحياة، التي يتركونها لكم. وحتى الذاكرة، آه، الذاكرة! إنها الشيء الوحيد الذي يبقى لكم، والذي لا شك في أنكم ستدافعون عنه إلى النهاية. فهو الذي يحافظ على الأمل بغد آخر، تنفتح فيه كل الأبواب، على مصراعيها، وتسقط كل الحواجز، على الطريق إلى تلك الطوبى الرائعة، التي يسمونها مملكة الحرية.»
لقد سقطت حواجز كثيرة، في غضون ذلك، ولا سيما في السنة الأخيرة، التي شهدت وتشهد سيرورة ثورية حقيقية تلُفُّ العالم العربي، على ما يشوبها من مشاكل، وعوائق، وتعقيدات، سيرورةً قد تُفضي إلى مستقبل رائع، ليس فقط في المنطقة المشار إليها، بل أيضاً في العالم بأسره!
السيرورة هذه كان كثيرون يظنون أنها ستستثني بلدك، سوريا، في حين كنتُ موقناً، منذ بداياتها، أن الشعلة التي تضطرم فيها ، سوف تحرق كامل الهشيم، الذي تراكَمَ، لدينا، على مدى عقود. هذا مع العلم بأني كنت أخشى، في آنٍ، ما قد يشوب تلك السيرورة من أسباب تدعو للقلق، في غياب قيادةٍ متقدمةٍ يهدد بالإفساح في المجال أمام أن تتصدر المشهد الثوري مجموعاتٌ من المتسلقين، ومترصدي الفرص، الجاهزين أصلاً لتحويل ثورة سلمية أصيلة إلى حروب أهلية طاحنة، معدَّة لأن تستجر تدخلاتٍ خارجية، من شأنها الإجهاض النهائي لما تحبل به سيرورة ثورية حقيقية.
وفي الواقع، فإن من يتصرفون ،على أساس أنهم « الممثل الشرعي الوحيد» للشعب السوري ، وثورته، أفصحوا بالكثير من الوضوح عن اعتمادهم على الدعم والتدخل الأجنبيين. وهو ما يبرز بقوة في العديد من أسماء الجُمَع، التي تصب، في الأخير، في هدف واحد، هو حفز التدخل العسكري الأطلسي، على الطريقة الليبية.
وهو ما أعلن عنه، في الساعات الأولى التي تلت الإعلان عن قيام المجلس المشار إليه، قائده الفعلي، السيد محمد رياض الشقفة، زعـيم الإخوان المسلمين، ويكرره، بأشكال شتى، الرئيس المعلن للمجلس عينه، الدكتور برهان غليون.
ففي مقابلة أعطاها هذا الأخيرلجريدة الحياة، في اليوم الأول من السنة الجديدة، صرَّح أنه «إذا استمر النظام في القمع الأعمى(…) ستأتي لحظة يخرج فيها العالم عن صمته، ويقرر التدخل لوقف كارثة إنسانية. وهذه اللحظة تقترب بسرعة». أكثر من ذلك، لم يجد السيد غليون غير مخرج من اثنين للوضع الراهن، حين قال لمندوب الصحيفة عينها إنه «إذا لم يبادر طرف من النظام(!!) إلى تفكيكه ومد يده إلى المعارضة، لمساعدتها على تحقيق مطالب الشعب، في الانتقال الديمقراطي، لن يكون هناك بديل من تفكيكه من الخارج، وبالقوة»!!!.
بمعنى آخر، وبعد أن أظهر الشعب السوري استعداده للمضي، حتى النهاية ، في نضاله الباسل لأجل إرساء مجتمع العدالة الاجتماعية والحريةً، يستميت «المجلس» في مسعاه لحرمان الشعب السوري الثائر من المضي بثورته إلى نهاياتها المنطقية، ولتسليم زمام الأمور، في بلدك، إلى قوىً خارجية تكنُّ له أشرس العداء.
في هذا المسعى للالتفاف على ثورة شعبك، كان الهم الطاغي للرئيس المعلن للمجلس منذ اليوم الأول لتعيينه في هذا الموقع، التقاء وزراء خارجية الغرب المشار إليه أعلاه، والاستنجاد بهم لأجل اختصار تلك الثورة، ومسخها! وسأكتفي من هذه اللقاءات بتسليط الضوء على اجتماعه بوزيرة الخارجية الأميركية ، في أوائل الشهر الأخير من السنة الماضية.
لا أريد، يا صديقي، أن أُذكِّرَك، فأنت لا بدَّ تعرف ما فعلته الإدارات الأميركية المتعاقبة، منذ القرن التاسع عشر، على الأقل، لذبح الثورات، وحركات التحرر، عبر العالم، بدءاً بانتفاضات السكان الأصليين، في ما أصبح الولايات المتحدة الأميركية، بالذات، الذين تعرضوا لإحدى أكبر عمليات الإبادة، في التاريخ ، وصولاً إلى طريقة التعامل مع كل مساعي شعوب القارة الأفريقية، وجنوب شرقي آسيا، وآسيا الوسطى، والشرق الأوسط، وغيرها ، للسيطرة على مقدراتها. كما أنك تعرف تماماً ما الذي يحدث، قريباً جداً من بلدك، وبالتحديد في فلسطين، التي يستكمل الصهاينة قضم أرضها الباقية، وإبادة سكانها ، وتشريدهم، وقهرهم، بغطاء واضح وصريح من تلك الإدارات. أما الرئيس الحالي للمجلس فلم يعرف كيف يشكر السيدة كلينتون ، ليس باسمه وحسب، بل أيضاً، «باسم الشعب السوري، وثواره في الشوارع»(!!)، لمجرد أنها وافقت على استقباله، مرتين، هو وباقي وفد «المجلس الوطني»، هذا الوفد، الذي كانت بين أعضائه، في المرة الأخيرة، السيدة بسمه قضماني، التي قالت، بالحرف:
«نحن لا ننتظر الكثير من مجلس الأمن، بقدر ما ننتظر من الولايات المتحدة، راعية الحرية، وحامية الحقوق في العالم»(!!).
صديقي في المجلس الوطني
لقد كانت الثورات، على امتداد عصورها الذهبية، تحدد نفسها، في مواقع التناقض الجوهري مع هذه الإمبراطورية، وتتطلع إلى الهز العميق لأسس هيمنتها، تمهيداً لنشأة ظروف تتيح الدفع بها إلى الهاوية نفسها التي طالما ابتلعت كل الإمبراطوريات الجائرة ، في التاريخ. هذا فيما تنظر السيدة قضماني إليها على أنها «راعية الحرية وحامية الحقوق في العالم»؛ ويطالب د. غليون، عبر «أميركا التي تقود العالم»، بحسب «خطبته» أمام وزيرة خارجيتها، بعدم التأخر في العمل، بحيث «يعلم النظام في سوريا، ويسمع أن كل الخيارات مفتوحة»(!). وهي الخيارات التي في الواجهة منها، بالضبط، تدخل حلف الناتو العسكري، مع ما قد يفضي إليه ذلك من إرجاع بلدك إلى شيء يشبه العصر الحجري!!
في كل حال، ربما نكون أكثرْنا، من الحديث عن مسألة التدخل الخارجي. فدعنا الآن نتصارح قليلاً، بخصوص قضايا لا تقل لصوقاً بحياة الناس، ومن ضمنها بوجه أخص مسألة تمويل المجلس، وبرنامجه الاجتماعي ـ الاقتصادي، وموقع الدين الإسلامي من القوانين، والمسألة الوطنية، فقضية السلطة، بعد زوال النظام القائم.
لقد اعترف رئيس المجلس بأن تمويل هذا الأخير يأتي في 90% منه من خزائن أرباب عمل أغنياء، ومتمولين سوريين كبار، في الوقت الذي يتطلع فيه إلى أن تكون أفضل العلاقات هي تلك التي ستشد سوريا ، لاحقاً، إلى «بلدان الخليج، بوجه خاص»، معللاً ذلك بالقول، في حديثه للوول ستريت جورنال، في 5 الشهر الماضي، بأنه «في المستقبل، سنحتاج للكثير من الدعم المالي والاقتصادي، لإعادة بناء سوريا». ومن الواضح أن هذا الجانب يساعد في توقع البرنامج الاجتماعي ـ الاقتصادي الفعلي للمجلس، وقد اختصره غليون، بالقول، في خاتمة حديثه للصحيفة: «بالنسبة للسوريين، اليوم، الحرية قبل الخبز، وقبل الحياة»(!)، علماً بأن أبسط نظرة إلى حوافز الثورة الحالية تشير إلى الدور المفصلي الكبير للتحولات الاقتصادية ـ الاجتماعية، في العقدين الأخيرين، لصالح النيوليبرالية واقتصاد السوق المتوحش، مع عواقب ذلك على مستوى معيشة الناس، في غالبيتهم الساحقة، التي يحتل جزء مؤثر منها شوارع البلد . وهو لن يتحسن، حتماً، بعد انهيار نظام العائلة الأسدية، من ضمن برنامج يكون لـ«أرباب العمل الكرماء، والمتمولين السوريين الكبار»، فضلاً عن أمراء الخليج وملوكه، دورٌ حاسم في بلورته.
أما بخصوص طبيعة الدولة، التي يبشرنا بها ، فمع أنه اكتسب شهرته من كُتُبٍ في مديح الديمقراطية والعلمانية ، بين أهمها «بيان من أجل الديمقراطية»، و«اغتيال العقل»، ونصوص أخرى نُشرت له، بينها مقالة ، في موقع «الحوار المتمدن»، في6/6/2007، اعتبر فيها أن «الديمقراطية لا تقوم من دون العلمانية»، فاجأنا بتلك الصورة الرمزية جداً، التي جمعته، مباشرةً بعد ترشيحه لرئاسة «المجلس الوطني»، مع الداعية الإسلامي المشهور، يوسف القرضاوي!!، تماماً كما فاجأنا بتنصله، في أكثر من مناسبة، من أن يكون علمانياً، واعتباره، في المقابلة مع الوول ستريت جورنال ، أن الشريعة الإسلامية ستصبح مصدر القوانين، إذا قررت ذلك أغلبية برلمانية.
وبالطبع، إذا استعرنا عنوان كتاب قديم له، ألا ترى ، يا صديقي ، أن ذلك كله هو، في الواقع، «اغتيالٌ للعقل» !!!
وفي ما يتعلق بقضية التحرر الوطني، ومن ضمنها مسألة تحريرالجولان، وإعادة الاعتبار لقضية ممارسة الشعب الفلسطيني حقه في العودة ، وفي تقرير مصيره، ناهيك عن الموقف من وجود الدولة الصهيونية، بواقعها ودورها الراهنين، ألا توافقني الرأي ، في أن ما ورد، سواء في الوثائق التأسيسية للمجلس، أو في تصريحات رئيسه، لا يدعو للارتياح إطلاقاً. ففي المبادئ العامة، التي تتضمنها تلك الوثائق، بخصوص ما تسميه سوريا الجديدة، نقرأ:
«ـ ستكون دولة إيجابية، وعامل استقرار حقيقي في محيطها العربي، والإقليمي، وعلى المستوى الدولي.
ـ ستعمل على استعادة سيادتها على الجولان المحتل، بالاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية».
هذا في حين ستكون تصريحات غليون أكثر وضوحاً، حيث أنه أعلن، في المقابلة مع الصحيفة الأميركية: «نراهن على علاقتنا الخاصة بالدول الأوروبية والغربية، التي ستساعدنا على استعادة الجولان، في أسرع وقت ممكن»، معتبراً أن ذلك سيتم عبر المفاوضات، «لا عبر النزاعات المسلحة(!)».
بمعنى آخر، فإن «المجلس»، وقيادته، يكرران الخطيئة المميتة عينها ـ بخصوص الجولان المحتل، كما بخصوص حقوق الشعب الفلسطيني ـ التي سبق أن ارتكبتها منظمة التحرير الفلسطينية، فالسلطة الفلسطينية الحالية، في مراهناتهما البائسة على «الشرعية الدولية»، وخيار المفاوضات مع الاحتلال، وعلى الدعم الأميركي والأوروبي المزعوم.
وسأكتفي ، يا صديقي ، بمسألة أخيرة ، هي المتعلقة بقيادة الحراك الثوري الحالي، وبمن سيتولى السلطة الانتقالية، بعد سقوط الدكتاتورية . حيث أنني لا أخفي كوني متوجساً جداً من احتمال قيام دكتاتورية أخرى لا تقل بشاعة ، في حال نجحَتْ في فرض نفسها، كقيادة حصرية لثورة أهلنا ، في سوريا، مؤسسةٌ يغلب فيها تيارٌ ديني اعطى صورة عن استعداداته الفعلية ، خلال صراعه الدموي، قبل ثلاثين عاماً، مع السلطة السابقة المتحالفة، مع قوى نيوليبرالية تعلن منذ الآن ولاءها العميق للغرب الإمبريالي، وتوقها لأوثق العلاقات مع أنظمة الخليج، المعادية لأبسط شروط الديمقراطية والتقدم. ولا سيما أن الـ«مجلسِيِّين «، المشار إليهم، أعطوا إلى الآن صورة صريحة عن اهتمامهم باستبعاد قوى أساسية في المعارضة السورية عن مواقع القرار، في مرحلة مصيرية جداً من تاريخ سوريا . وكان آخر دليل دامغ على ذلك ما حصل لمشروع الاتفاق بين المجلس وهيئة التنسيق الوطنية، الذي سقط بالضربة القاضية، مباشرة بعد الإعلان عنه، في اواخر الشهر الماضي، بذريعة أن الغالبية في المجلس لا توافق على استبعاد التدخل العسكري الخارجي.
صديقي في «المجلس الوطني …»
في أواخر نيسان /أبريل الماضي، وكانت الثورة السورية في بداياتها، تقريباً، كنتُ أتنقَّل في شارع الحبيب بو رقيبة، في العاصمة التونسية، أرقب حركة الناس هناك، وهم لا يزالون ينخرطون في الهموم الملازمة لمرحلة ما بعد رحيل بن علي، وسط استراحةٍ لم تنتهِ، إلى الآن ، من الحراك الذي أطلق من مدينتهم شرارةً لا تزال تتجول في المنطقة العربية، وتحرق العالم القديم. وفجأةً، انطلقت جلبةٌ، في الجهة المقابلة من الشارع، فقصدتُ المكان الذي تجمَّع فيه المئات من الرجال والنساء، يستمعون إلى شابات وشبان يتناوبون على الخطابة، من مكان مرتفع قليلاً، أمام أحد المباني المطلة على الشارع، وهم يتهمون وزارة الداخلية بأنها وزارة إرهابية، ويعتبرون أن النظام لم يرحل برحيل مؤسسه، ورأسه. وفي إحدى اللحظات، بادر شخص كان يمر صدفة في المكان، إلى استلام الميكرو من شابة ألقت خطاباً حماسياً عن ضرورة استئناف الثورة، فيما كان آخرون يهتفون:
الشعب يريدْ ثوره من جديدْ،
أما الشخص العابر فدعا الحضور إلى التجمع، في اليوم التالي، في مكان آخر من الشارع عينه، لإبداء التضامن مع ثورة الشعب السوري. ولكن لم تمر لحظات، بعد ذلك، حتى كان الهرج والمرج يدبان في المكان، وينزل المتكلمون، ويغادرون، بعد أن حاول أحدهم أن يتكلم باسم حزب معروف. وقد دار بيني وبين مجموعة واسعة من الحضور، حوارٌ شيِّقٌ حول ما بدا لي موقفاً سلبياً، لدى الشبيبة الثائرة، يجمع الأحزاب القائمة في سلة واحدة، ولا يخدم قضية التغيير، فيما كان الرأي الغالب لدى الجمهور، الذي تحلق حولي، انه موقف صحيٌّ، وأن الأحزاب الموجودة، ليست هي التي صنعت الثورة، بل الشعب، الذي سينجح، لاحقاً، في إنتاج قيادة تضمن استئناف الثورة، حتى نهاياتها المنطقية، في التغيير الجذري للدولة والمجتمع.
وأنا إذ أنقل إليك، يا صديقي، هذه الصورة، المعبرة جداً، عما كان يحدث آنذاك ، في تونس، أتذكر تلك الليلة، في ربيع العام 1997، التي سبقت مغادرتك إلى بلدٍ أوروبي. كنتَ يائساً، آنذاك ، ولا سيما أنك لم تكن نسيتَ بعدُ مذاقَ سنتين قضيتهما، في زنازين «الأمن» السوري، بسبب أفكارك السياسية، وفي المقدمة منها خروج سوريا إلى رحاب الحرية.
في تلك السهرة، التي التقى فيها، من حولك، العديد من أصدقائك وصديقاتك، ارتجلتُ كلمةً حيَّيتُ فيها شجاعتك، وصدقك، وإصرارك على مواصلة الكفاح، بوحيٍ من تلك الأفكار، وأبديتُ تطلعاتي إلى أن تكون، ذات يوم، بين من سيتصدرون مشهد دحر الدكتاتورية، في سوريا، وإطلاق سيرورة التغيير الثوري هناك.
بعد شهرين، يكون مضى على ذلك خمسة عشر عاماً، تقريباً. وأنا أتوقع أن تتمكن، قبل فوات الأوان، من إدراك كم أن المكان الذي يريد شعبك أن تكون فيه، يختلف، جذرياً، عن ذلك الذي اخترتَ التحرك ضمنه، وأنه يريد ثورةً، هو الآخر، ترقى إلى مستوى آلامه وتضحياته، وقد بلغَتْ ذروتها الآن. والثورة تتطلب قيادة ثورية، يا صديقي، ولا بدَّ من ان تشارك، من جانبك، وحيث تكون، في مساعدة شعبك على إنتاج هذه القيادة.
السفير