صفحات العالم

رفقا بالشعب السوري


مكرم محمد أحمد

يبدو أن جميع الجهود الدولية لتوفير نوع من الحماية للمدنيين السوريين الذين يتعرضون لعمليات قتل يومية‏,‏ بما في ذلك مبادرة الجامعة العربية الأخيرة بإرسال قوات حفظ سلام عربية غربية.

تبوء بالفشل الذريع ولم يعد أمام المدنيين السوريين في ظل حالة الاستقطاب الحاد التي بلغتها الأزمة بعد الفيتو الروسي الصيني المشترك وفوضي التدخل الخارجي الذي تمارسه كل الأطراف, الغرب وأمريكا ودول الخليج وتنظيم القاعدة الذي تتسع عملياته في سوريا عبر محافظة الانبار العراقية, سوي الامتثال لآلة القتل العشوائية التي تسفح دماءهم كل يوم.., ومع الأسف لا يبدو أن الموقف السوري الداخلي ناضجا لحل حاسم ينهي المشكلة لصالح الحكم أو المعارضة, أو قبول الجانبين لحلول وسط تفتح الطريق إلي تسوية سياسية للأزمة, بسبب انقسام المعارضة علي نفسها وإصرار جانب غير صغير منها علي رفض الحوار مع نظام الرئيس بشار إلا أن يسقط عن الحكم, وبسبب إصرار قوي الحكم علي اختزال الأزمة في مجرد وجود عصابات من الشبيحة هي سبب كل المأساة!, والتصميم علي وأد انتفاضة الشعب السوري مهما يكن الثمن استمرارا لعملية إنكار وجودها, وبسبب الاعتقاد الخاطئ بإمكانية الخلاص من بؤر المنشقين عن الجيش السوري التي تعمل في معظم المحافظات السورية.

ويزيد علي ذلك الاطمئنان الزائف إلي أن النظام لا يزال قادرا علي السيطرة الكاملة علي الموقف, وان عمليات الانشقاق عن الجيش السوري لم تبلغ بعد حد الخطر الذي يهدد امن النظام, رغم الحقيقة الواضحة التي تؤكد أن النظام السوري يسير في طريق مغلق نهايته كارثة مؤكدة, وان حلفاءه الروس يخشون يوما قريبا يتحملون فيه مسئولية نزيف الدم السوري.

والواضح للجميع أن جهود الجامعة العربية, المنقسمة علي نفسها بين مواقف خليجية تشتط في خصامها لنظام الرئيس بشار, ومواقف أخري تري ضرورة الحفاظ علي شعرة معاوية مع دمشق الحكم, عاجزة عن كفالة حماية المدنيين السوريين أو الحيلولة دون وصول الأزمة إلي عمقها الكارثي, خاصة أن المبادرة العربية الأخيرة التي تتحدث عن قوات حفظ سلام عربية غربية مشتركة لا تلقي موافقة الغرب أو الأمريكيين الذين يؤثرون أن تكون قوة حفظ السلام قوة عربية خالصة, وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل الانقسام العربي الراهن.., ومع استمرار العجز الدولي عن حماية المدنيين السوريين الذين يتم سفح دمائهم دون رحمة, يصبح التساؤل مهما وضروريا حول جدوي ودوافع عمليات التصعيد والتحريض المستمر من جانب الغرب والولايات المتحدة وبعض دول الخليج التي تشعل بالفعل حربا أهلية سورية يصعب حساب تأثيرها علي امن المنطقة واستقرارها.

الأهرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى