رواية الدكتاتور
رواية الدكتاتور Dictator novel (بالاسپانية: novela del dictador)، هي إحدى أشكال من أدب أمريكا اللاتينية يركز على دور الدكتاتور في المجتمع الأمريكي اللاتيني. أسلوب كواديليسمو— نظام كواديلو الكاريزمي، شخصية الرجل السياسي القوي الذي تم معالجتها بدراسة العلاقة بين السلطة، الديكتاتورية، والكتابة. علاوة على ذلك، فرواية الدكتاتور عادة ما تكون رمزاً لدور الكاتب في المجتمع الأمريكي اللاتيني. بالرغم من أن معظمها مرتبط بالفقاعة الأمريكية اللاتينية في الستينيات والسبعينيات، إلا أن رواية الدكتاتور تعود جذورها إلى رواية القرن التاسع عشر فاكوندو (1845)، لدومينگو فوستينو سارمينتو. النقد الغير مباشر لنظام خوان مانويل ده روساس الدكتاتوري في الأرجنتين، تعتبر رواية فاكوندو من الروايات الرائدة في هذا النوع من الروايات؛ وتعود بنا جميع الروايات اللاحقة إلى هذه الرواية. وليس الهدف من هذه الروايات التركيز على شخصيات تاريخية دكتاتورية بعينها، وانما دراسة طبيعة القيادة والشخصيات القيادية بشكل عام.
ولكي تصف أي رواية على أنها رواية دكتاتور، لابد وأن تحتوي على موضوعات سياسية تاريخية، ودراسة نقدية لطبيعة السلطة التي يمتلكها الدكتاتور، وبعض الإشارات إلى مفهموم التسلط بشكل عام. وعلى الرغم من أن بعض هذه الروايات ركزت على شخصيات دكتاتوية بعينها وإن كانت بشكل غير مباشر وتحت غطاء الخيال والإبداع، لكنها لم تتطرق إلى تفاصيل النظام السياسي والاقتصادي للبلاد كما هو الحال في الكتب التاريخية. من أمثلة هذه الروايات: “أنا الأعلى” (1974) للكاتب اگوستو روا باستوس، “الدكتور فرانسيا” و”مائدة الماعز” (2000) للكاتب ماريو فارگاس يوسا. وقد يخلق الروائي شخصية دكتاتورية خيالية كما في رواية “أسباب الدولة” (1974) للكاتب اليخو كاربنتير، وهي التي تعرض شخصية هي عبارة مزيج لصفات أكثر من دكتاتور على مر العصور. ولقد أثرت رواية الدكتاتور على الأدب الأمريكي اللاتيني بشكل كبير، حيث رفض العديد من الروائين اتباع الأسلوب سرد القصص التقليدي وفضلوا خلط أساليب السرد بحيث تغيب الفروق بين الشخصيات والقارئ والقاص والحبكة. كما عبر الكتاب عن دورهم كحماة للفكرو الحكمة في المجتمع عن طريق تحليلهم للادوار القيادية في هذه الروايات.
فهرست
1 السياق الأدبي
2 التعريف
3 الموضوع والأسلوب
4 السياق التاريخي
4.1 الحكام المستبدون في أمريكا اللاتينية
5 الأباء المؤسسون
6 التطور
6.1 البدايات
6.2 روايات الدكتاتور الكلاسيكية
7 روايات شبيهة برواية الدكتاتور
8 انظر أيضاً
9 الهوامش
10 المصادر
السياق الأدبي
يرى الناقد الأدبي روبرتو گونزاليس اتشيفاريا أن رواية الديكتاتور تعد من تراث أدب أمريكا اللاتينية، وأول ظهور لهذا الفن كان في كتابات برنال دياز في كاستيلو ديل وفرانسيسكو لوبيز دي عن غزو كورتيس للمكسيك. ولقد شهد القرن التاسع عشر تطور الكتابة حول القوى السياسية، إلا أن ظهور رواية الدكتاتور ارتبط بعصور الازدهار في أمريكا اللاتينية في الستينات والسبعينات من القرن العشرين. ويعتبر الناقد يرارد مارتنج رواية الدكتاتور علامة لنهاية عصر الازدهار، وهي الفترة التي بدات مع رواية “فاكوندو” (1845) للكاتب ساريمنتو. ركزت روايات الدكتاتور في السبعينات على شخصية الدكتاتور الهرم، حبيس الملل، وصاحب السلطة المطلقة التي يخشى زوالها.
التعريف
بحسب تقدير الناقد جيرارد مارتن فإن رواية “السيد الرئيس” للكاتب ميگل أنخل أستورياس التي كتبت في عام 1933 ولم تنشر حتى عام 1946 تعتبر أول رواية دكتاتور حقيقية. تبعها بعض الأعمال من نفس النوع مثل: “مات برندو بيراندا العظيم” لجورج زالاما، ولكن هذا النوع من الروايات لم يلق الرواج الحقيقي حتى اعيد صياغته في الأجواء السياسية للحرب الباردة أثناء عصر الازدهار.
عادت موضة رواية الدكتاتور إلى الظهور في السبيعنات قرب نهاية عصر الازدهار. تذكر شارون كيفي أگالدي أن فترة السبعينات تعد علامة فارقة في تطور رواية الدكتاتور في الأدب الامريكي اللاتيني والتي تميزت بصفتين رئيسيتين: تغير وجة النظر تجاه الحاكم الديكتاتور والتركيز على طبيعة اللغة. وتعني بذلك أن روايات الدكتاتور في السبعينات مثل خريف البطريرك أو أنا الأعلى أعطت رؤية أعمق للموضوع حيث جعلت من الدكتاتور الحاكم بطلاً للراوية التي تسرد أحداثها من وجهة نظره الخاصة. ومع التركيز الجديد على اللغة، ترى أگالدي أن قوة الحاكم مستمدة من اللغة. على سبيل المثال، يمنع الدكتاتور جميع أنواع اللغة في رواية “”مات برندو بيراندا العظيم” لجورج زالاما. وبحسب راي رايموند ويليام فانه لم ينشر عدد كافي من روايات الدكتاتور التي تناقش الأنظمة العسكرية حتى السبعينات من القرن العشرين. من أشهر روايات تلك الفترة “أسباب الدولة” (1974) لاليخو كاربنتير، أنا الأعلى (1974) لأوگستو روا باستوس، وخريف البطريرك (1975) لگابرييل گارسيا ماركيز. ويرى أيضا ان رواية الدكتاتور تستمد ملامح شخصياتها من التاريخ. ومن هنا فان الروائي يستعمل الخاص ليقصد به العام، لذا نجد أن هذه الروايات تتمركز حول شخصية واحدة محورية وهي شخصية الدكتاتور. ومن ضمن هذه الروايات يذكر أيضا حوار مع الكاتدرائية (1969) لفريجاس ليوسا، مأساة الجنرال (1984) لدينزل روميرو، كنت اخشى الدم (1977) لسيرجيو راميرس والتي تحكي قصة مجتمع نيكاراگوا تحت نظام سيموزا الدكتاتوري. وقد وصفت الأخيرة على أنها رواية دكتاتور بلا دكتاتور
الموضوع والأسلوب
جمعت رواية الدكتاتور بين الاساليب السردية للحداثة وما بعد الحداثة. وقد تشكل أسلوب ما بعد الحداثة في الستينات والسبعينات من خلال المونوالجات الداخلية، تيار الوعي السردي، التجزئة، تعدد وجهات النظر في السرد، المفردات المستحدثة، اساليب السرد المبتكرة، وغياب السببيبة في السرد. ولقد برع اليخو كاربنتير فيما عرف بالواقعية السحرية، وإن كان استخدام هذا الأسلوب ليس ضرورياً في رواية الدكتاتور حيث يوجد العديد من الكتاب الآخرين الذين لم يستخدموا أسلوب الواقعية السحرية.
موضوع السلطة هو الموضوع السائد في رواية الدكتاتور فهو مرتبط بشكل مباشر بموضوع الدكتاتورية، بحسب تعريف الناقد مايكل فالديز موزز في مراجعته لرواية مائدة الماعز (2002): “قوة صمود رواية الدكتاتور في أمريكا اللاتينية هي تماما كقوة صمود الدكتاتورية ذاتها.” فقد عبرت رواية السيد الرئيس عن مواقف سياسية جرئية، كما أنها شجبت سلطة الحكام المستبدين في أمريكا اللاتينية. وباعتبارها معبرة عن موقف سياسي، تحدى كتاب هذا النوع من الروايات السلطة الدكتاتورية. كما قاموا بخلق رابط بين السلطة بشكل عام وسلطة الكتابة التي صنعتها اقلامهم. على سبيل المثال، تدور رواية “انا الأعلى” لروا باستوس حول فكرة علاقة القوة باللغة، والتي تتواجد عند تفكيك الاتصال. يرى جونزاليس ايتشيفارا ان “كلا من خوف الدكتور فرانسيا من الباسكيناد واعتداءه على بوليكاربو باتينيو وقلقه الدائم حيال الكتابة يعود إلى اداركه واستخدامه للقوة الكامنة في اللغة.” وهنا يمكن تعريف القوة على انها القدرة على تحريك الأشخاص لفعل ما لا يمكنك انت ان تفعله. ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام اللغة. كان دكتور فرانسيا مدركا لعدم قدرته في التحكم باللغة، خصوصا المكتوبة منها، وان اللغة المكتوبة لها عالمها الخاص الذي يجب الحذر منه.
ومن الموضوعات المتكررة في رواية الدكتاتور موضوع علاقة الحاكم المستبد في أمريكا اللاتينية بالامبريالية في الولايات المتحدة الامريكية. في رواية مائدة الماعز لمريو فيرگارس اليوسا، يواجه تروخيو معارضة شديدة بعد خسارته للدعم المادي المقدم من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية والذي كانت تقدمه له لمدة 32 عاماً مقابل توجهاته المعادية للشيوعية.
اهتمت رواية الدكتاتور بموضوع الجنس (الجندر). ركزت الصور الوطنية في أمريكا اللاتينية على كون المراة والرجل على حد سواء اصحاء، سعداء، منتجين، وطنيين، ولكن التراث الوطني الادبي ركز على كون هذه النماذج من الذكور فقط. تعتبر الرجولة عنصرا دائم ومتكرر في رواية الدكتاتور. فثمة علاقة ما بين القلم والقضيب في ادب أمريكا اللاتينية. ترى ريبيكا بايرون أنه “عندما نجد العنف، وكراهية النساء في الرواية فهذا يعني وجود علاقات عنف بين الرجل والمرأة في المجتمع”. ترصد الكثير من الأعمال الادبية في أمريكا اللاتينية شخصيات رجولية عنيفة وتوفر القصص اشكال مختلفة من الأوهام في تشكيل الهوية الذكورية.
السياق التاريخي
خضعت دول أمريكا اللاتينية بعد الاستقلال تحت تاثير قوى اليسار واليمين، متاثرة بما خلفه الاستعمار من رغبة احد الأطراف في السيطرة على الاخر. ونظرا لهذا التاريخ الطويل، فانه من غير المستغرب ان يكون هناك عدد كبير الروايات التي تدور حول دكتاتور بعينه او مشكلة الدكتاتورية. خلف الاستعمار ورائه صراعا عرقيا دفع البعض إلى النهوض ومحاربته، حتى صار المحارب بطلا، وهكذا يصنع الدكتاتور. ولكي يتمتع بالسلطة المطلقة، غالبا ما يلغي الدكتاتورالقوانين التي تمنع اعادة انتخابه. على سبيل المثال، غير الجنرال مانويل استرادا كابريرا الدستور في غواتيملا عام 1899 حتى يتاح له الترشح للسلطة مره اخرى. مثلا، بنيت رواية “انا الأعلى” لروا باستوس على شخصية الدكتاتور الذي حكم الباراغواي في بداية القرن التاسع عشر والمعروف باسم الدكتور فرانسيا. الحكام المستبدون الذين تمحورت حولهم روايات الدكتاتور غالبا ما كانوا يحكمون الناس بنفس الطريقة. وبالطبع فان هذه الشخصيات هي غالبا من الرجال الطامعين في السلطة الشخصية الشبه مطلقة. ومن اساليبهم في التعامل مع معارضيهم النفي، السجن، مهاجمة حرية الصحافة، انشاء حكومة مركزية تتمتع بقوة عسكرية فائقة، السيطرة بشكل كامل على حرية الفكر.
وعلى الرغم من النقد الحاد الذي تعرض له هؤلاء الحكام، فانهم لطالما روجوا لنفس المبادئ: المساوة، مشاركة ثروة البلاد، اعطاء الاولوية للتطور الصناعي. فقد اصر رئيس الوزاء البرازيلي في عام 1919 على امضاء مشروع التنمية الذي اراده للبلاد دون الرجوع إلى موافقة مجلس الشيوخ. ولقد احست الحكومات الناشطه خلال فترة الكساد الكبير بقرب نهاية الاستعمار الجديد وظهور الحركات القومية في أمريكا اللاتينية. وكان من محاسن انهيار التجارة العالمية ظهور الصناعات المحلية وملء السوق بالمنتج المحلي عوضا عن المستورد الاجنبي. اما في القرن العشرين، فقد ظهرت شخصيات دكتاتورية في أمريكا اللاتينية من امثال عائلة سوموزا في نيكاراغوا، الفريدو سترونيسر في الباراغواي، و اغستو بينوشت في تشيلي. اما عن التاثير الخارجي، فلطالما انتقد التدخل الخارجي في شؤون تلك الدول وخصوصا من قبل الولايات المتحدة الامريكية. لذا فان العلاقة بين الحاكم المستبد وامبريالية الولايات المتحدة الامريكي كان موضوعا متكررا في رواية الدكتاتور. فقد تلقى هؤلاء الحكام الدعم المادي والعسكري من قبل الولايات المتحدة الامريكية، ولكنهم أيضا انقبلوا على أمريكا وشنوا الحملات المعادية لها بعد تخلي أمريكا عن تقديم الدعم لهم بسبب انتهاكاتهم المتكرره لحقوق الإنسان.
الأباء المؤسسون
في اجتماع عقد في 1967، انشاء كلا من اليخو كاربنتير وخوليو كوراتار و ميخيل اتيرو سلفيا والكاتب المكسيكي كارلوس فونس مشروع سلسة سير ذاتية لحكام أمريكا اللاتينية الدكتاتورين، عرف هذا المشروع باسم “الاباء المؤسسون”. بعد قرائته لرواية ” الرجل الوطني غور” لادموند ويلسون التي تناقش حالة ما بعد الحرب الاهلية الامريكية، ذكر فونتس انهم ارادوا كتابه اعمال مشابهه لهذه الرواية. فقرر فارجاس لوسوا الكتابه عن مانويل اودريا، جورج ادواردز كتب عن خوسيه مانويل بالماسيدا، وكتب خوسيه دونسو عن ماريانو ملجارخو، اما خوليو كورتازار فكتب عن ايفا بيرون. وعلى الرغم من عدم اكمال هذا المشروع الا انه ساهم في التأسيس لروايات ظهرت من بعده لكتاب مهمين خلال فترة الازدهار من امثال: اليخو كاربنتير، اغوستو روا باستوس، جابرييل جارسيا ماركيز، وماريو فارغاس يوسا.
التطور
كان من أوائل روايات الدكتاتور كلا من “فاكوندو” لدومينگو فاوستينو سارمينت وأماليا لخوسيه مارمول اللتان نشرتا في القرن التاسع عشر. وتعتبر كل الشخصيات الروائية للرجال المتسلطين في الأدب الامريكي اللاتيني صور مختلفة لشخصيات رواية فاكوندو. احتوت رواية “فاكوندو” على هجوم غير مباشر لشخصية خوان مانويل دي روسا وهي شخصية خيالية تعكس صورة للدكتاتور التاريخي خوان فاكندو كيروگا. كما اشتملت على تحقيق واسع لتاريخ وثقافة الارجننين. لعبت هذه الرواية دورا رئيسا في ادب أمريكا اللاتينية نظرا لدراستها الواسعة لطبيعة الحياة هناك. هاجم ساريمنتو في فاكوندو الدكتاتور خوان فاكوندو كيروگا الذي كان معارضاً لكل حركات التجديد والإصلاح في بلاده. وبعد عودته من المنفى، عمل سارمينتو على تطوير بلاده الأرجنتين حتى أصبح رئيساً لها في الفترة ما بين 1868 و1874. عملت روايته على تحليل الأدوات التي يستخدمها الدكتاتور للبقاء في السلطة. أما بالنسبة لرواية أماليا لخوسيه مارمول، فتدور أحداثها في بوينس أيرس في فترة ما بعد الاستعمار. تنقسم الرواية إلى جزئين وهي عبارة عن شبه سيرة ذاتية للكاتب ذاته. ناقشت الرواية فكرة تكون الدكتاتورية من بناء واحد وخضوعها لارادة شخص واحد، منتهكة بذلك خصوصيات المواطنين.
روايات الدكتاتور الكلاسيكية
1- السيد الرئيس (1946) للكاتب الگواتيمالي الدبلوماسي والحائز على جائزة نوبل للأدب ميگل أنخل أستورياس. على الرغم ان احداث الرواية لا تدور تحديداً في گواتيمالا القرن العشرين، إلا أن الكاتب استوحى شخصيته من فترة رئاسة مانويل استرادا كابريرا 1898-1920. تدرس الرواية طبيعة الدكتاتورية وتأثيرها على المجتمع. وبسبب عدم تحديد زمان ومكان الأحداث، خالفت هذه الرواية الأسلوب السردي لسابقاتها من روايات الدكتاتور. استعان استورياس بالفن السريالي في خلق الصور حالمة، التشبيهات، التكرار، والتركيب البنائي المختلف. كما استخدم الواقعية السحرية في اول ظهور لهذا الاسلوب. اثرت هذ الرواية في جيل كامل من الكتاب وأصبحت رمزا للرواية الحديثة في أمريكا اللاتينية.
2- الرواية الكولومبية القصيرة مات برندو براندا العظيم لجورج زالاما (1951) احتوت على بذرة للأسلوب الروائي الذي استخدمه فيما بعد گابرييل گارسيا ماركيز. تحكي الرواية قصة خيالية لاعتلاء الدكتاتور برندو سدة الحكم، مقتطفات من حياته ونظامه، ومن ثم وصف لجنازته المهيبه. ولكن تم اكتشاف اختفاء جثة الدكتاتور برندو يوم جنازته واستبدالها ببغاء ميت كبير ومنتفخ، مغطى باوراق ومجلات ورسائل رسمية. تصور رواية مائدة الملك إيهاب (1964) للكاتب إنريكه لافوركاد قصة خيالية للدكتاتور يسار اليخاندرو كاريللو ايهاب. وجهت هذه الرواية نقدا لاذعا لنظام تروخيلو الدكتاتوري آنذاك.
3- أما رواية أسباب الدولة لاليخو كاربنتير (1974) فهي عبارة عن توليفة من الشخصيات التاريخية الدكتاتوريه من أمريكا اللاتينية، وعلى وجه الخصوص، دكتاتور كوبا جيراردو ماتشادو. عاش هذه بطل الرواية نصف حياته في أوروبا. واحتوت الرواية على عناصر من التراجيديا والكوميديا في الوقت ذاته.
4- أنا الأعلى (1974) للكاتب أوگوستو روا باستوس تحكي قصة خيالية عن دكتاتور الپاراگواي خوسيه گاسبر رودريگز دي فرانسيا في القرن التاسع عشر. وهي أيضا تستند على وثائق حقيقة وقصص من اشخاص عاشوا حول فرانسيا. اشتق عنوان الرواية من لقب اطلقه فرانسيا على نفسه وهو “الأعلى” او “الأعظم”. جمعت الرواية بين اساليب سرد مختلفة ومتجانسة حتى اعتبرها الناقد جيرالد مارتن افضل رواية قبل رواية “مائة عام من الوحدة” لگابرييل گارسيا ماركيز، بينما يرى نقاد اخرون بان الرواية في بنائها السردي والتاريخي قد تكون افضل من رواية ماركيز نفسه.
5- رواية خريف البطريرك (1975) لگابرييل گارسيا ماركيز تحكي قصة دكتاتور يعيش لأكثر من مائتي عام. تقسم الرواية إلى ست أقسام، يحكي كل قسم نفسه القصة من وجهة نظر مختلفة. استوحى ماركيز روايته من شخصيات حقيقية متعددة، كان منها الكولومبي گوستاف روجاس بينيلا والڤنزويلي خوان فيسنت گومز. أحد الشخصيات البارزة في القصة الجنرال الهندي ساتورنو سانتوس الذي سخر حياته لخدمة البطريرك.
6- ذيل الحرباء (1983) للكاتبه لويزا فالينزويلا تحكي عودة خوان بيرون إلى الأرجنتين في عام 1973 عندما كان الرئيس الارجنيتني واقعا تحت تاثير خوسيه لوبيز ريغا الشرير. تتمحور الرواية حول طبيعة العلاقة بين الرجل والمراة خلال فترة الاضطهاد العسكري. و عنوان الرواية ماهو الا اسم لاحد وسائل التعذيب المستخدمة انذاك.
7- رواية البيرون (1985) لتوماس الوي مارتينز، استخدمت خليطا من الحقائق التاريخية والقصص الخيالية والوثائق التي تحكي قصة خوان دومينيغو بيرون. تعمقت الرواية في تفاصيل حياة بيرون الشخصية والعائلية اكثر من السياسية.
8- الجنرال في المتاهة لگابرييل گارسيا ماركيز (1989) هي قصة خيالية تحكي أحداث الأيام الاخيرة في حكم سيمون بوليفار. بوليفار، والذي يلقب بالمخلص العظيم، حرر فنزويلا، بوليفيا، البيرو، والإكوادور من الاستعمار الإسباني. ولكن لم تصور شخصية الجنرال في الرواية كشخصية البطل كما صورها التاريخ، انما صورت على هيئة الدكتاتور المسن المعتل بدنيا وذهنيا.
9- مائدة الماعز (2000) لماريو فارغاس يوسا تحكي قصة التفاصيل البشعة والدرامية لاخر ايام الطاغية الدكتاتور رافاييل ليونادس تروخيليو في جمهورية الدومينيكان. وعلى الرغم من تحالفه الطويل مع الولايات المتحدة الامريكية بسبب معاداته للشيوعية، الا ان الاخرى تخلت عن دعمها له بعد اكتشاف اختراقاته الصريحة لقوانين حقوق لانسان. تتناول الرواية الحياة السياسية والاجتماعية في جمهورية الدومنيكان.
روايات شبيهة برواية الدكتاتور
تصنف الروايات الامريكية اللاتينية التي تتناول موضوعات سياسية دون التطرق إلى شخصيات دكتاتورية على انها روايات شبيهة برواية الدكتاتور. فرواية “مانويل لمانويل” (1973) لخوليو كورتازار تعتبر رواية لما بعد الحداثة تحكي الصراعات بين الأحزاب السياسية في جو يستدعي تحليل الظروف الاجتماعية واللغة والانماط المحيطة. “في زمن الفراشات” (1994) لجوليا الفارس تحكي قصة الأخوات مارابل اللاتي، وبدافع الوطنية، تحولن من كاثوليكات مطيعات إلى معارضات سياسيات لنظام تروخيلو المستبد الذي دام ثلاثون عام في جمهورية الدومنيكان. تحكي الرواية قصة وفاة الأخوات الغامضة حيث لا يعرف ما الذي حدث بهن. في رواية المذكرات الساخرة “مذكرات حميمة للعزلة” (1988) لجيانينا براتشي، تقوم البطلة ماركيتا ستامبر صاحبة المذكرات بقتل قاص حكاية الازدهار في أمريكا اللاتينية وذلك لتسلطه الدكتاتوري في رواية النص. في رواية براتشي الاخيرة “الولايات المتحدة للموز” (2011) يستولي السجين البورتوريكي سيجسموندو على حكم ابيه ملك الولايات المتحده للموز والذي قام بسجن ابنه لاكثر من مئة عام في سجن تمثال الحرية. اما رواية “النجمة البعيدة” (1996) لروبيرتو بولانو فتبدا في 11 سبتمبر 1973 بانقلاب الجنرال اوغستو بينوشيه على حكم سلفادور الندي حاكم تشيلي. يصف الناقد واستاذ الادب ريمنود ليزلي ويليام الروايات السابقة على انها شبيهة برواية الدكتاتور، فهي روايات سياسية في المجمل ولكنها تطرح موضوعات تختلف عن موضوعات رواية الدكتاتور.