ريما فليحان: معارضة سورية من جبل العرب ، تتمرد على التقوقع الطائفي وتختار الوطن الكبير
خالد ممدوح العزي
يقول الراحل كمال بك جنبلاط في احدى احاديته عن المرآة في كتاب “الفكر المنير عبر وسائل الاعلام :والذي تمت طباعته مجددا عن الدار التقدمية 2011في العام م،:”بان للمرآة لها نزعة للتضحية ،وبانها تمتاز بذلك عن الرجل ،وبانها تشعر اكثر من الرجل بالمسؤلية”.
في30 أيلول”سبتمبر” من هذا العام، هربت الكاتبة السورية ريما فليحان من الأراضي السورية إلى عمان في رحلة شاقة من تحت الأسلاك الشائكة الحدودية الرابطة بين سهل حوران والرمثا الأردنية ،فرت من رئيسها الظالم إلى مملكة جارة أمنة بشعبها وملكها، وستعود مجددا إلى وطنها الكبير سورية الحرة والديمقراطية ،هذا النزوح ألقسري استعملته المعارضة السورية السابقة في حربها ضد الاستعمار الفرنسي فكان منفذ وادي السمك الرابط”بين الأردن والسعودية” هو ملجئ سلطان الباشا الأطرش قائد الثورة العربية الكبرى ورفاقه الثوار الذين ثاروا على ظلم الاستعمار الفرنسي ، واليوم تسلك هذا الطريق حفيدة الباشا الثائرة بوجه وجور نظام الأسد ، بنت جبل العرب ترفض الرضوخ لاستبداد نظام العائلة لتعلن معارضتها لنظام الأسد ألمخابراتي وعائلته الحاكمة رافضة كل التوقوق الطائفي والمذهب الذي يروج له نظام الاستبداد لتختار الوطن الكبير شكلا نهائيا لها ولشعبها الثائر المحتج.
فالكاتبة ريما:”الإعلامية ،الحقوقية ،الناشطة السياسية والمناضلة من اجل المرآة والطفل وصاحبة الدراسات والأبحاث الأكاديمية التي تبحث في مستقبل وحياة أفضل لشعبها ،صاحبة مسلسل “قلوب صغيرة” الذي عرض العام الماضي على شاشات التلفزة الملية والعربية ،ومؤلفة لروايات “حبة قمح” والشرنقة” تعارض ليس بالقلم والكلمة وإنما في الصوت والتظاهر .
ريما فليحان تعارض الأسد وتتظاهر ضد نظامه الأمني والقمعي وتعتقل في مظاهرات الفنانين بتاريخ مع زملاءها الذين تحدوا القمع والبطش وهتفوا للحرية الأبدية مع شعبهم المطالب بها.
رفضت ريما مقولات النظام الرخيصة القائمة والمرتكزة على كون الأقليات هي مدافعة عن هذا النظام و أكياس رمل لمواجهة الأكثرية الشعبي .بل اختارت المقولة القائمة بان النضال صولات وجولات والربح فيها والبقاء للأكثرية ،لكونها تعتبر نفسها من الأكثرية الشعبية ذات التوجه العربي هي السورية العربية التي ترفض التقوقع في خيمة الطائفية التي يفرضها نظام الأسد على الأقليات في سورية لقد خرجت من عباءات النظام الطائفية لتلبس ثوبها الوطني السوري.
اختارت كاتبة السيناريو السورية، المعارضة الشعبية والنضال ضمن الأكثرية الشعبية القومية الوطنية التي هي جزاء منها رافضة الانتماء والتقوقع في كنف الطائفية والمذهبية ،هي بنت جبل العرب وحفيدة سلطان الأطرش ،وكمال جنبلاط الذين لا يعرفون التقوقع المذهبي ويثورون ضد الظلم والقمع والاستبداد هم الذين طالبوا،هي بنت الجبل العنيدة المقاومة المناضلة التي رفعت سلاحها”الكلمة” بوجه القمع والقتل ،هي المحامية التي رفضت موت شعبها بالة النظام الحديدية ،هي التي تربة على القانون وتعلمت الحقوق وعرفت الشرائع الإنسانية والحقوقية والوقوف بوجه الظلم ،هي الكاتبة التلفزيونية التي كتبة لكل السوريين والناطقين بلغة الضاد ،هي التي ولدت في مدينة حلب وتعلم في جامعات دمشق وتربة في بيوت عريقة من بيوت السويداء في جبل العرب والكرامة هي التي كتبة مسلسلتها لشعبها العربي السوري هي التي تعتبر نفسها مثقفة سورية ذات أصول عربية،تعتبر نفسها من أكثرية عربية مسلمة ذات مذهب اقلي لكونه جزاء من أكثرية دينية وعرقية أصيلة تمتد من الخليج إلى المحيط .
هي التي كانت في الطليعة عندما طلب منها الواجب الوطني والشعور القومي والحس الحقوقي ،كانت إلى جانب رفاقها ورفيقاتها السوريات الذين وقفوا بوجه الأسد ونظامها الأمني والقمعي ،لقد كانت إلى جانب فدوى سليمان ومي سكاف ،لافا خالد ، سهير الاتاسي ،طلى الملوحي ،وفداء الحوراني،بسمة القضماني ،فرح الاتاسي ،مرح البقاعي وهرفيم اوسيه .
لقد كانت في الصفوف الأولى التي وقفت بوجه نظام العائلة الحاكمة المستبدة ، لم تختلف كثيرا عن موقف بنت الباشا”منتهى الأطرش” الإعلامية التي وقفت أيضا ضد النظام الفساد وقمع قوات الأسد للمحتجين واصفة إلا الأسد بأنهم اكبر عصابة إجرامية عرفتها سورية .
هي التي كتبة مسلسلتها الشهيرة لشعب سورية البطل، لتعرضها لكل المواطنين عبرا الشاشات الصغيرة التي تدخل كل البيوت الشعبية السورية المرتبطة بهذا البلد العربي ،لم تكتب لطائفة ولم تمجد سلطة ولم تقف وراء مسؤول من اجل الوصول إلى منصب، بل كانت سورية لها وشعبها هما الأهم في عملها وكتاباتها المتنوعة ،فعندما غادرت سورية عبر الطرق الملتوية ومن فوق الأسلاك ،خوفا من الوقوع في قبضة رجال الغستابو القرن 21 “شبيحة الأسد “، قالت “بان رائحة سورية ومدينتها السويداء في جبل العرب وعرس حوران بقيت في انفها حتى وصولها إلى عمان” .
ريما فليحان ،فدوى سليمان ،محمد صالح العلي،فارس الحلو مي سكاف ،ميشال كيلو ومنتهى الأطرش ،لافا خالد ومشعل تمو”الذي اغتيل في 7 أكتوبر “عند كتابة هذا المقالة .. الخ… جميعهم أحبطوا كل محاولات السلطة التي تقول بان نظام الأسد هو حماية للأقليات،بالوقت التي يستخدم هذه الأقليات ،كأكياس رمل لحماية نظامه والدفاع عنه.
منذ البداية شاركت ريما بالتوقيع على كتابة نداء الفنانين السوريين الذي يدين الاعتداء على الشعب وقمع التظاهر السلميين، واعتقال الأطفال في درعا بتاريخ 4 أيار “مايو”2011 ،لكنها لم تكن تطالب بإسقاط النظام ،كأي سوري وسورية كان يتوقع من بشار الأسد معالجة الأمور ،لكن لا حياة لم تنادي.
لكن كاتبة السيناريو السوري انزعجت من تصرفات النظام العنجهية والأمنية، بعدها شاركت بعدها في مظاهرة الفنانين والمثقفين في دمشق بتاريخ 13تموز :يونيو “2011 الذي رد عليهم النظام باعتقال الفانيين والزج بهم في السجون ،عندها فقدت الأمل من هذا النظام القمعي، وأصبحت معارضة شرسة له.
فور خروجها من سورية أعلنت مباشرة من خلال شاشة قناة الجزيرة بتاريخ 30 أيلول “سبتمبر “2011، بقولها الشهير”بأنه بات من الضروري إسقاط النظام السوري، ولا حوار مع سلطة تقتل شعبها”.