زكاة الفحولة..!
عدنان فرزات
للإمام علي – كرم الله وجهه – حكمة مبهرة، أنا شخصياً أعمل بها، وهي: «زكاة العقل احتمال الجهال»، فطالما ان الله عز وجل وهبك شيئاً زائداً عن غيرك، توجب عليك ان تزكي به، وهذا يعني ان لكل شيء زكاة، كالعلم مثلاً. ولكن الذي فوجئنا به هو ان بعض العرب أصبحوا في الآونة الأخيرة يزكون عن فحولتهم بحكم أنها زائدة، فأوجدوا طريقة لمؤازرة البلاد الاسلامية – تحديداً – المنكوبة، عن طريق الزواج من نسائها، وقد فعلوا ذلك مع شقراوات البوسنة، وناهدات الشيشان، والآن يحاولون فعل الشيء نفسه مع نساء سوريا! وطبعاً قائمة الزكاة هذه لم تشمل البلد الاسلامي المنكوب الصومال، ولا بورما، لان زكاة الفحولة لا تصح الا على الشقراوات البيضاوات ذوات الدم الخمري الطافح على الخدين.
وقد بدأت دعوات تظهر للزواج من نساء سوريات منكوبات من اللواتي شردهن النظام في بلاد جارت عليهن، وجعلتهن بنظر الآخرين «سبايا»، وآخر هذه الدعوات مناشدة أحد أهل الخير من المتصدقين بفحولته، جزاه الله خيراً، وهيأ له من يؤازره بنسائه في الشدة، ورزقه ثمن شفرة حلاقة للحيته التي أظن انها نبتت من البخل كي لا يذهب الى الحلاق، وليس تدينا، لانه لو كان فعلاً «يعرف ربنا» ما صرح بذلك، ودعوة هذا الرجل هي: «مؤازرة الثورة السورية بالزواج من نسائها المنكوبات». ويظن هذا «الداعم» انه بذلك يقدم خدمة كبيرة لأهل سوريا ويتعطف عليهم بالستر على حريمهم، وربما بهذه المؤازرة «النووية» يستطيع ان يسقط النظام، لان نسله سيرث عنه الفحولة، وعندما يكبر الأبناء بعد ذلك جيلاً اثر جيل، وتخبرهم الجدات بان أمهاتهم سوريات وان النظام شردهن بعد ان قتل أهاليهن واضطهدهن، فينتفض الابناء، ويشكلون جيشا من الفحول، ويعودون حينها ليحرروا سوريا من.. بشار التاسع عشر!
والذي لا يعرفه أصحاب هذه الزكوات، ان هؤلاء النسوة عزيزات قوم مستورات، كان لديهن بيوت تؤويهن وأهل وآباء وأمهات وربما أزواج وابناء، وكن يستيقظن مثل نسائكن كل صباح، يجهزن الافطار للتلاميذ وحتى لعمال الشارع، وكن يتألمن لضحاياكم الذين وقعوا أثناء ثوراتكم، فاذا كنتم تعانون من زيادة فحولة، فعليكم بما ملكت أيمانكم.
العقلية «الفحولية» عند العرب، استغلتها أيضاً عصابات تقوم بأعمال ارهابية باسم الدين، فهم يتصيدون الجائع عاطفياً، ثم يصفون امامه مفاتن حوريات الجنة وقوامها البلوري، وهو الذي لم ير في حياته أكثر من ضفيرة أمه، ثم يوهمونه بانه إذا أراد الحصول على هذه الحورية، ان يفجر نفسه بين الأقوام الكفرة!
فحولة العرب، جلبت لهم المزيد من المصائب عبر التاريخ، فهي أحد اسباب تداعي حضارتهم، بحيث انشغلوا عن نهضتهم العلمية التي أسسوها، بمجالس اللهو والطرب، وأبدعوا في الجواري والحسان، وأكلوا الملذات، لنأكل نحن من بعدهم «التبن»!
القبس