صفحات الثقافة

زوجة الروائي.. بماذا تهتمّ؟

 

 جيميا لوكليزيو، زوجة الأديب الفرنسي جان ماري لوكليزيو، عندما تريد أن تصف وضعها، تقوم بحركة بيدها. ترفعها فوق رأسها، كمن يشير إلى شيء هام، وتقول: “يعني… كأن هناك عمارة، وكأنني أنا بوابة هذه العمارة. أنا التي تقول “لا يمكنك الدخول”، أو “يمكنك مسح حذائك قبل الدخول”. ثم تشرح بعد ذلك بأن زوجها أعطاها المفاتيح “الأدبية والكتابية لحياته”. إنها حارسة لوكليزيو إذن، وهي حارسة قديرة جداً. قلّما تجد كتّاباً ينعمون بهذه الدرجة من الحماية، خصوصاً بعدما نال لوكليزيو جائزة نوبل للآداب عام 2008.

وجيميا لوكليزيو هي التي تتلقّى كل طلبات المقابلات وكتابة المقالات أو إعادة طباعة الروايات أو الدعوات للاحتفالات المختلفة. وهي التي تستقبل منذ العام 2008 طلبات المكتبات أو المدارس المرسلة باسم زوجها. هي التي تستلم الكتب وترجماتها إلى كل اللغات، هي التي تفرز وتصنّف وترتّب… لكي “تتنشّق الهواء” في شقتهما الباريسية، كما تقول. هي التي تهتم بحقوق النشر والعقود مع الدور، فتشرح “لأنه لا يحب أن يقوم بهذه الأعمال، ولأن ذلك يناسبه. على كل حال، يجب أن يقوم أحدنا بهذه الأعمال”. هي، أخيراً، التي تلعب دور القارئة الأولى، قبل أن ترسل النسخة النهائية إلى دار النشر من بريدها الإلكتروني الخاص.

جيميا لوكليزيو، وأصلها مغربي، تعرفت على جان ماري عام 1968. كانت قد قرأت روايته الأولى “محضر جلسة”، وكانت تتمنّى لقاءه. تزوّجا عام 1975 وأنجبا ابنتين. تقول: “نحن نعيش حياة أزواج عاديين جداً. أنا ربّة منزل يعمل زوجها في المنزل”. تقول عن نفسها إنها “زوجة فلان”، الذي ترغمه على احترام المواقيت اليومية المتّبعة لدى أية عائلة عادية.

عندما يسافران سويّاً، يزعجها قليلاً أن تكون نصف مرئية. ولكنها لا تصنع لنفسها الأوهام. تجد أن امّحاءها “طبيعي”. عندما التقت بجان ماري  كانت تريد أن تصبح كاتبة. كانت قد كتبت بضعة نصوص. قرأتْها له. ولكنها فهمت عندما عرفته أنها لا “تملك شيئاً تقوله”.

هل تشعر بالمرارة؟ إذا كانت كذلك، فهي لا تظهر شيئاً على وجهها، بل تقول: “لديّ حياتي  واهتماماتي”. ولكن عندما تصلك منها الرسالة الإلكترونية، لا تكون باسمها، إنما باسمه هو….

“لوموند” (23 شباط 2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى