سأجدُ الكلمة التي أقولها/ مريم شريف
/ 1 /
إنّها لي
لوحةُ الفراغ العريض
اللوحة التي لا تُلمس
في كلّ ليل
في كلّ صباح
عند ولادة العالم من كهفه القديم
ظلّ من ظلالك المجهولة
يطوف الاتساع المترامي
فوق الظلمة
فوق الأرض المتشعّبة
حيث أسلكُ طريقاً بعد طريق
وأجد الكلمة التي أقولها.
/ 2 /
يتكلّم
ليَسمع صوتَه
على بعد مسافة قليلة
قادماً من الهواء
قديماً مثل بقعةٍ على غطاء الطاولة
ضئيلاً نحتتهُ يدُ الصمت أكثر مما يجب
يقطعُ مسافةً وهميةً
بين أن يوجد أو أن ينمحي
يتكلّم
لا لشيء
يَخرجُ صوتُه
ويأتي له بالهواء.
/ 3 /
فوق الطاولة
تعقد يديك
مائلاً إلى الأمام
تتكلّم كسماء تطلّ من النافذة،
أنا في غابةٍ من اللحظات
الحياة تتقادم في الخارج
ما من شيء يعلو أو يهبط تحت خفوت الشمس
ما من صوت
للصباح الذي تلاشى في الأسفل
كان صباحاً متوهجاً وسخيّاً
له هذا الباب الكبير المفتوح إلى الأبد.
/ 4 /
هنالك ليلٌ لكلّ غرفة
ليلٌ للجمادات
ليل للشارع وللزقاق؛
بضع ساعات ليختبئ شيء ما عن العالم
وقتٌ لينحسر الألم المقرون باليقظة
ينام الخائف والحزين
تنام الأقدام التي لا تقوى على المشي
يغيب عنها أنها بعيدةٌ عن أيّ طريق
تنام العيون التي لا تبصر
تنسى أنها لا تبصر
تنام أنفاس السجين
تنام الطفلة دون أمّ
تنام يد الطفل المنهكة من العمل،
أجساد ساكنة في أعماق ضحلة
وصرير الألم يجوب الهواء الثقيل
إنه الليل الذي نعبره الآن كما نعبره كلّ ليل
فوقه النجوم المضاءةُ عبثاً.
كلمات
العدد ٢٨٣٠ السبت ٥ آذار ٢٠١٦