صفحات الناس

ساعة “الخليفة”.. “سينييه” أم مزوّرة؟/ بسمة الخطيب

 

 

أثارت الساعة في يد زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، وهو يطلب طاعة المسلمين ومبايعة خلافته، كثيراً من التعليقات، وأبهر لمعان معدنها عيون المتعطّشين لمعلومات عن شخصيته الغامضة… فتحوّل خطابه الأوّل الى رعيّته إلى نقاش حول نوع ساعته وثمنها، وإن كان غنمها أم اشتراها وانفتاحه على اختراعات “غربية” ومنتجات “صليبية”… وأتعب بعضٌ ذهنه في تقدير ثمنها، حتى وصل المزاد إلى 6 آلاف دولار! علماً أنّ التسجيل نفسه بقي حتى أمس مشكوكاً في صحّته، حتى أكّدته الولايات المتحدة الأميركية، ولكنّها لم تؤكد، هي أو أية جهة أخرى، إن كانت ساعة “الخليفة” التي قيل إنها قد تكون روليكس على الأرجح، حقيقية (سينييه) أو مزوّرة!

الساعات المزوّرة تُغرق الأسواق، ولها سوق سوداء عريضة. عند زوايا ومداخل أزقّة الأسواق الكبرى تسمع همسات من فتيان أو رجال يسألونك إن كنت تريد بضائع مهرّبة رخيصة، لأنّها نجت من الضرائب والجمارك، أبرزها الجلديات والساعات.

الأرجح أنّ الانشغال بأمر الساعة، واللباس والعمامة اللذين وصفا بالشيعيين نظراً للونهما الأسود، الذي يميّز ملابس رجال الدين الشيعة، ليس أمراً عابراً أو تافهاً، بل هو يدلّ على أنّ رسالة البغدادي لم تصل إلى الرعية، ولم تكن مقنعة أو عميقة كفاية لتشغلهم عن سواها من التفاصيل الشكلية.

ينشغل الرأي العام بأمورٍ مثل ساعات المشاهير والأشخاص المعروفين، الذين غالباً ما يتعمّدون إظهار ساعاتهم في إطلالاتهم العلنية والمناسبات العامّة المهمّة، سواء للترويج لتلك الساعات (مقابل أجر) أو إشهار ثرائهم وذوقهم الرفيع وتميّزهم وخصوصيات شخصياتهم، فهل تعمّد زعيم داعش إخبارنا ما يتخطّى الكلمات؟ وما لا يستطيع قوله في خطبة داخل مسجد؟

تداعى المعلّقون على ظهور زعيم “داعش” عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع المنابر الإعلامية، إلى الانتقاد أو الثناء على العمامة السوداء مثلاً، واستشهدوا بأحاديث وروايات متناقلة عن عمائم الرسول، كما دافعوا عن حقّ البغدادي في اقتناء ما يريد من ساعات، إن كان غنمها أم اشتراها أم أُهديت له، وهم قد يعلّقون قريباً على ارتدائه الساعة في يده اليمنى ويسندون تعليقاتهم بأحاديث وآيات وسنن… السؤال الآن لم يعد ساعة البغدادي، ولكنّه متعلّق بالزمن بطريقة ما، إنّه سؤال ساعاتنا القادمة وزمننا القريب؟ ماذا ينتظرنا هناك؟

العربي الجديد

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى