سخريات سورية: البغدادي وخلافة داعش/ فـادي سعـد
كان إعلان الخلافة الإسلامية من قبل تنظيم داعش، صادماً للسوريين من كل الاطياف والتوجهات السياسية، لكن السوريين على مرارة ما يشعرون به نتيجة ما وصلوا إليه من خراب شامل وتخريب متكامل يتقاسمه كلٌّ من نظام الأسد ونظام داعش، وجدوا في السخرية دواءً حلواً لمرارتهم وبؤس حالهم، ولطاما كانت السخرية في التاريخ وسيلة توازن وعلاج نفسي لأمراض اجتماعية ومواجهة شاملة تشنها الشعوب المقموعة للأنظمة الاستبدادية.
السخرية من البغدادي:
تركزت معظم سخريات السوريين على الفيسبوك على الخليفة المزعوم، وتناولوه من جوانب عديدة، تارة باستعارات مواربة تقارنه ببشار: يكتب الدكتور درويش خليفة: “البغدادي أو نحرق البرادي …” وتارة مقارنة باستعادة التاريخ حيث مدّعو النبوة كما كتبت أحلام يوسف : “حاليا لا خليفة إلا البغدادي ، والله يسترنا من ادعاء النبوة …”.
ويسخر الدكتور عبدالكريم البكار من جهل الخليفة “التقيت من مدة بشيخ شيخ الخليفة وقال لي: البغدادي درس على أحد طلابي وقد أخبرني أن الرجل معدوم الموهبة! معدوم الموهبة وصار خليفة كيف لو كان…….”
ويقارن الإعلامي محمد حاج بكري بين وحشية بشار ووحشية داعش: “حضرة الخليفة …عمين بدك تصير خليفة ليش تركت انت وبشار بشر تحكموهم؟”.
وتطال السخرية حجاب عناصر داعش ومبالغتهم في التستّر، تكتب سمر “مين بدنا نبايع ؟ كلهم محجبين متل النسوان، ما شفنا وجه لنبايعو”. وتطرح بعض البوستات أسئلة ساخرة بكلمات قاسية، تكتب رهف: “طيب ليش ما بتبايعوني إلي أنا -رهف – ؟؟؟ قندرتي أشرف من لحية البغدادي..!!!!”
ويكتب فريد حداد عن الخليفة والجامعة العربية : “هل سيتم دعوة الخليفة البغدادي الى مؤتمر القمة العربية القادم ؟”.
وكتبت الإعلامية زويا بستان : “خدو وهي البغدادي يحصد اليوم لايكات أكثر من كل سيدات الفيسبوك انبسطتو هلأ يا زلم يا متجاكرين ؟؟؟”.
وعن ساعة الخليفة أبو بكر البغدادي التي تحولت الى مادة واسعة لتعليقات السوريين كتب الصحافي عمر الأسعد: “الخليفة برعاية رولكس، والخلافة برعاية تويوتا”.
الشاعر فرج بيرقدار كتب: “تعالوا نسمّي أبا بكر البغدادي: أخو دعشة، فلا نظلمه في ذلك ولا نظلم أنفسنا”. وفي مكان آخر يكتب بيرقدار: ” بوحي وإلهام من خليفة المسلمين أبو دعشة البغدادي، وبوحي وإلهام من أمير إمارة الشام أبو مدري شو الجولاني، نويت غداً التوجّه إلى إيطاليا لفتحها، آملاً أن أبسط السيطرة عليها خلال خمسة أيام على الأكثر”.
ويسخر ماهر العيسى من موضة اعلان الخلافات: ” البغدادي يعلن .. خلافة ..والجولاني يعلن .. إمارة ..على هذا الحال .. الظواهري .. بيطلعله .. امبراطورية ……!”.
السخرية من داعش والخلافة:
هكذا أشهر السوريون سخريتهم في وجه هذا الكائن الإعلامي السياسي الفانتازي – الخلافة- يكتب عادل ” مبروك لنبيل العربي الدولة الجديدة”، وتكتب خولة دنيا “طلع رمضان كريم فعلاً، مارح يخلص رمضان السنة إلا بكم دولة جدد”.
ويكتب ماهر . م ” كل عشرة بمدينة يعملوا إمارة ويبايعوا أي واحد اسمو ابراهيم، انشالله يكون زبال أو رقيب بالجيش”.
الشاعر مروان علي يكتب: “على الأخوة ( أهل الذمة ) المقيمين في أوروبا وأمريكا تحويل الجزية عن طريق الويسترن يونيون”!
البغدادي وبشار ورامي مخلوف:
ولم ينج رئيس النظام السوري ولا ابن خالته الملياردير الشاب رامي مخلوف من سخرية نشطاء الفيسبوك، في سياق سخريتهم من أمير المؤمنين ابو بكر البغدادي. فقد أجروا مقارنات ساخرة بين بشار ورامي من جهة، وبين الخليفة وخلافته، يكتب المفكر سمير سليمان على صفحته الشخصية في الفيسبوك: ” الخليفة ” هو التعبير الوحيد القادر على الوقوف “بجانب” بشار الأسد في الزعامة، بشرط ان يقبل بشار بمنصب “السلطان” .
وكتب مصطفى “رامي مخلوف يعلن التزامه بمبايعة دولة الخلافة، وأنه سيصبح ابن خالة البغدادي شريطة أن يعينه خازن بيت مال المسلمين”.
السخرية من حكومة داعش المفترضة:
ولم تتوقف السخرية على إعلان الخلافة الإسلامية لداعش، بل طالت أسماء وزارات افترض ناشطون أن داعش ستعلنها في “حكومتها القادمة” بعد اعلان الخلافة: فقد افترض ناشطون أن داعش ستسمي وزارة الخارجية “وزارة المراسلات مع الكفرة. وستطلق على وزارة الداخلية اسم “وزارة عسس أمير المؤمنين”. كما ستطلق على وزارة الاتصالات والانترنت اسم “وزارة الوسواس الخناس”. وستسمي وزارة الإعلام “وزارة قذف المحصنات”. ووزارة السياحة “وزارة النكح”. وستسمي وزارة الأوقاف “وزارة الدار الآخرة”. ووزارة الري “وزارة الاستسقاء” …
وكان ناشطون سوريون أنشأوا إيفنت على الفيسبوك رداً على إعلان الخلافة، نشروا صورة لرواد فضاء على سطح القمر يرفعون علما أسود كتب عليه “الدولة الإسلامية في القمر وزحل” !
مسلسل سوري طويل ….
هكذا كان رمضان 2014 حافلاً ليس فقط بمسلسلاته التلفزيونية كما كل عام، فلقد أضيف إلى مسلسلات هذا العام مسلسل واقعي مليء بعناصر التشويق متكامل في بنائه الدرامي، ومؤثراته، ولئن كانت الدراما الرمضانية السورية قد غابت عن المحطات العربية منذ سنوات، فقد حضرت هذا العام بقوة في التلفزيونات العربية وحازت على أكبر نصيب من عدد المشاهدين والمتابعين بآخر صيحاتها التراجدية : الجزء الثاني من مسلسل داعش: الخلافة الإسلامية !