سلطة من لا سلطة لهم- فاكلاف هافل وبائع الخضار التشيكي – كم يشبه بائع الخضار التونسي بوعريري
محمد علي الأتاسي
توفي قبل يومين الرئيس التشيكي والمنشق السابق فاكلاف هافل. تكريما لذكراه ولما قدمته أفكاره من إلهام لربيع دمشق، أعيد نشر مقاله سبق ونشرتها قبل عدة سنوات في جريدة النهار وعرضت فيها لبعض محاور تفكير واحد من أهم رموز الثوره التشيكيه و شرعه ال٧٧ الشهيره
وهنا لا يمكنني إلا أن آتخيل محمد بو عزيزي عندما أقرأ كيف يوصف فاكلاف هافيل خروج بائع الخضار التشيكي عن كذب الخطاب الرسمي ودخوله في عالم التنرد والانشقاق مفضلا العيش داخل الحقيقه بدلا من العيش داخل الاكاذيب
سلطة من لا سلطة لهم- فاكلاف هافل وبائع الخضار التشيكي
محمد علي الأتاسي
لا يزال الكثير من الأبحاث السياسية للمسرحي التشيكي ورئيس الوزراء السابق فاكلاف هافل مجهولة لدى القارئ العربي، على الرغم من أهميته النظرية في فهم الدور الذي لعبه بعض المثقفين والمنشقين في تفكيك النظم السياسية الشمولية في دول أوربا الشرقية السابقة. هنا عرض لواحد من أهم النصوص المرجعية لفاكلاف هافل وعنوانه في الترجمة الفرنسية (le pouvoir des sans pouvoir) وهو منشور في مجموعة “كتابات سياسية” المطبوعة في باريس تحت عنوان (Essais politiques).
في العام 1978، وفي ذروة جبروت السلطة الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا، وغداة موت صديقه الفيلسوف جان باتوشكا في أعقاب جلسة تحقيق مطولة، نشر فاكلاف هافل واحدا من أهم نصوصه السياسية تحت عنوان “سلطة من لا سلطة له”، وبدأه بالعبارة المعبرة الآتية: “هناك طيف يشغل أوروبا الشرقية، يسمونه في الغرب الانشقاق”.
وإذا كان فاكلاف هافل لا يروق له استخدام كلمة “منشقين” كونها تشير إلى فئة من المواطنين منفصلة عن بقيتهم في حين أن هذه الفئة لا همّ لها سوى التواصل والدفاع عن بقية المواطنين، فإنه سيجهد على مدى نصه الطويل لتحليل وفهم ظاهرة “الانشقاق” هذه، وتبيان مسبباتها ونتائجها على أنظمة بلدان أوروبا الشرقية والتي يسميها بالأنظمة المابعد شمولية تفريقا لها عن الأنظمة الديكتاتورية التقليدية.
العيش داخل الكذب
يدخل هافل إلى متن نصه برواية قصة بائع الخضار في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية الذي علّق في واجهة المخزن الذي يعمل فيه، وبين أكوام الجزر والبصل والخضار، ملصقا مكتوبا عليه الشعار الماركسي الشهير “يا عمال العالم اتحدوا”.
يسأل فاكلاف هافل: لماذا يفعل البقال ذلك؟ ما هي الرسالة التي يريد إيصالها الى العالم؟ هل هو فعلاُ متحمس لفكرة اتحاد العمال في كل بلدان العالم؟ وهل حماسة هذا البائع متوقدة الى الدرجة التي يشعر فيها بالحاجة الماسة لأن يتقاسم مع الناس مبادئه العليا هذه؟ وهل يا ترى توقف هذا البقال لثانية وسأل نفسه كيف يا ترى سيتحقق هذا الإتحاد بين عمال العالم وما معنى هذا الاتحاد؟
يجيب هافل بأن معظم بائعي الخضار الذين يعلقون هذا الملصق على واجهات محلاتهم، لا يفكرون أبداً في مضمون الشعار المكتوب عليه، وهم غير معنيين بتاتا بإيصال أي رسالة بخصوص شكل العالم الذي يفترضه.
هذا الملصق تم تسليمه لبائع الخضار مع كميات من البصل والجزر من قبل شركة التوزيع. وقد علقه في واجهة مخزنه، لأن هذا ببساطة ما يحدث له منذ عشرات السنين، ولأن الجميع يفعل الشيء ذاته.
أما في حال لم يعلق بائع الخضار هذا الشعار في واجهة محزنة، فإنه قد يواجه متاعب وقد يلام لأنه لم يضع “الزينة” في الواجهة ويمكن أن يتهم بأنه غير مخلص للنظام.
لقد علق بائع الخضار الشعار، لأن هذا التصرف هو من الأشياء المتوجب عليه فعلها إذا هو أراد أن يبتعد بحياته عن المشاكل. ولأن هذا التصرف هو واحد من آلاف التصرفات العادية التي يطلب من الفرد أن يؤديها ليتمتع بحياة هانئة منسجمة مع المجتمع.
إذا فمضمون الشعار المعلق في الواجهة لا يعني شيئا لبائع الخضار، وهو إذ يعلقه فإنه بالتأكيد لا يريد شخصيا أن يشارك الناس في أفكاره السياسية.
لكن هل هذا يعني أن تعليق الشعار خالٍ من أي معنى وأن بائع الخضار لا يريد إيصال أي رسالة لأي شخص كان؟
إن تعليق هذا الشعار يشتغل كرمز، وبصفته هذه فإنه يحمل رسالة واضحة ومحددة، وإن كانت مخبأة. ومعناه هو: أنا بائع الخضار، زيد من الناس، موجود هنا وأعرف ما يجب عليّ عمله. أنا أتصرف كما ينتظر مني أن أتصرف. يمكن إذا الاعتماد علي، وليس هناك ما أُلام عليه. أنا مطيع ولذلك لي الحق في أن أحظى بحياة هانئة.
طبعا الجهة المرسلة إليها هذه الرسالة هي الجهات العليا المسؤولة عن بائع الخضار، وهذه الرسالة تشكل في ذات الوقت دريئة يحتمي خلفها من الوشاة المحتملين.
فاكلاف هافل يستنتج من هذه القصة أن المعنى الحقيقي لهذا الملصق مرتبط مباشرة بحياة بائع الخضار وبالمردود الوجودي الذي يؤمنه له. فإذا افترضنا مثلا أنه طُلب من بائع الخضار أن يعلق على واجهة محله العبارة التالية: “أنا خائف، لذلك أنا أطيع الأوامر”، عندها فإنه لن يتصرف بمنطق التسامح ذاته الذي اعتمده لدى قبوله تعليق شعار “يا عمال العالم اتحدوا”. رغم أن المعنى المباشر للملصق الثاني لا يختلف عن المعنى الضمني للملصق الأول. وغالب الظن أن بائع الخضار سيرفض أن يعلق على واجهة مخزنه شعاراً مباشرا إلى هذا الحد، يشير بوضوح إلى إذلاله. فهو في النهاية إنسان لديه كرامة بشرية. وعلى هذا يستنتج فاكلاف هافل أن تعبيرات الولاء لكي تكون فاعلة عليها أن تحفظ ماء الوجه لأولئك الذين يجبرون على تقديمها، بمعنى إعطاء الإمكان لبائع الخضار أن يقول متسائلا: بالفعل لماذا لا يتحد عمال العالم؟
من هنا فإن أهمية الرمز تكمن في مساهمته في تعمية أسس الإذعان عن الإنسان المذعن، وبالتالي فهو يساهم في إخفاء الأسس التي تبنى عليها السلطة. وهذا هو بالضبط دور الايديولوجيا المخاتل من حيث إنها تعطي للفرد، الذي هو في الوقت ذاته ضحية ونصير للنظام ما بعد الشمولي، الوهم بأنه في انسجام مع القانون البشري وقانون الكون.
النظام المابعد شمولي يلاحق بمتطلباته الفرد في كل خطوة. لكنه يلاحقه بقفازاته الإيديولوجية، وعليه فإن الحياة داخل هذا النظام مغطاة بستارة من الكذب والتورية. السلطة البيروقراطية تُسمى سلطة الشعب، وباسم الطبقة العاملة يجري استغلال الطبقة العاملة. الإذلال الشامل للفرد يقدم على إنه تحريره النهائي.
حجب المعلومات يقدم على أنه الوصول الحر للمعلومات. التعسف والاستبداد يقدم على أنه احترام المنظومة القضائية. قمع الثقافة يقدم على أنه رعاية الثقافة. غياب حرية الرأي والتعبير يقدم على أنه أعلى مراتب الحرية. الوصاية تقدم على أنها الرعاية الأخوية.
السلطة في النظام المابعد شمولي تقول الشيء وتمارس عكسه، وعليه فإن السلطة هي أسيرة أكاذيبها. ومن هنا حرصها على الاستمرار في تزوير الماضي والحاضر والمستقبل. تزعم أنها لا تملك آلة بوليسية كلية القدرة. تزعم أنها تحترم حقوق الإنسان. تزعم أنها لا تقمع أحداً. تزعم أنها غير خائفة وتزعم أنها لا تزعم شيئاً. وإذا كان المواطن الفرد غير مجبر على تصديق كل هذه الأكاذيب والمزاعم، فإنه مجبر على التصرف كما لو أنه يصدقها، أو أنه على الأقل يتقبلها بصمت. صحيح أنه غير مضطر في قرارة نفسه لتصديق هذه الأكاذيب، لكن ما هو مطلوب منه هو أن يتقبل هذه الأكاذيب وأن يعيش معها وفيها.
بالعودة إلى مثال بائع الخضار، فإنه بالرغم من عدم الصلة بين المنطوق اللغوي لملصق “يا عمال العالم اتحدوا” ومعناه الفعلي، فإن هذا المعنى الفعلي يعرفه الجميع ويفهمه، بسبب إدراكهم للكود (الشيفرة) المرفق به: لقد قام بائع الخضار بإعلان ولائه وفقا للطقوس التي تريدها السلطة وتفهمها. وهو بممارسته لهذا الطقس وبتظاهره أن الشكلي هو الواقعي وبقبوله شروط اللعبة، أصبح لاعبا فيها وسمح للعبة بأن تستمر في اللعب، لا بل ان تنوجد من أساسها! حال بائع الخضار هي كحال مئات الألوف من الأفراد الذين يقلدون بعضهم بعضا ويعلقون الصور والشعارات في مكاتبهم وأماكن عملهم ويحملونها عاليا في أيديهم أثناء المسيرات، ويساعدون بشكل أو بآخر بعضهم بعضا على المزيد من الإذعان والطاعة. مجموع هؤلاء يشكلون ما يسميه فاكلاف هافل البانوراما العامة، وهم يشاركون مجتمعين في اللعبة ومن خلال مشاركتهم هذه، يشاركون في بقاء اللعبة وفي تفشي الكذب المعمم. إنهم بحسب هافل ضحايا النظام وأدواته في الوقت ذاته. من هنا فإن خط النزاع بين التوق إلى الحياة ومتطلبات النظام لا يمر بين مجموعتين اجتماعيتين منفصلتين أو بين فئة من المسيطرين وفئة من المسيطر عليهم، بل إن هذا الخط يمر داخل كل فرد، لأن كل فرد على طريقته هو ضحية وأداة للنظام. من هنا يجب عدم اعتبار النظام المابعد شمولي، وكأنه نسق يفرضه البعض على الآخرين، بل هو شيء يجتاز المجتمع بأكمله، ويشارك المجتمع بأكمله في صناعته.
العيش داخل الحقيقة
يعتبر فاكلاف هافل أن الايديولوجيا تشكل واحدة من الأعمدة الداخلية الأساسية لاستقرار للنظام، لكنها بمثابة عمود يستند إلى أساس ضعيف مصنوع من الكذب. من هنا فهي لا تكون فاعلة، إلا إذا ارتضى الفرد العيش داخل الكذب.
لنتخيل الآن، يقول هافل، أن شيئا داخل بائع الخضار تمرد ذات يوم، فقرر أن لا يعلق الملصقات التي تروق لرؤسائه. لنتخيل أنه توقف عن المشاركة في الانتخابات التي يعرف إنها ليست بانتخابات. لنتصور أنه في الاجتماعات راح يقول صراحة حقيقة ما يفكر به وما يعتمل صدره. لا بل أنه اكتشف داخله تلك القوة الكافية لأن يتضامن مع أولئك الذين يدله ضميره على ضرورة التضامن معهم.
من خلال هذا التمرد، يخرج بائع الخضار من حالة “العيش داخل الكذب”. إنه يرفض ممارسة الطقوس وينتهك قواعد اللعبة. لكنه يسترجع هويته وكرامته المسحوقة. إنه يستعيد حريته. تمرده هذا، هو ما يسميه فاكلاف هافل محاولة “العيش داخل الحقيقة”.
العقاب طبعا لن يتأخر. سيفقد البائع وظيفته ومعها المخزن. سينقل للعمل في مجال توصيل البضائع الأدنى مرتبة، وسيخفض معاشه. لن يتمكن بعد الآن من السفر في إجازة. سيفقد أولاده حظوظهم في متابعة دراستهم العليا. سيُلام ويُنهر من قبل رؤسائه وسيتعجب منه زملاؤه.
بالتأكيد فإن معظم من سيوقعون هذه العقوبات على بائع الخضار، لن يفعلوا ذلك استجابة لاقتناعاتهم. لكنهم بكل بساطة سيفعلون ذلك تحت ضغط الظروف نفسها التي دفعت في الماضي بائع الخضار إلى أن يعلق ملصق “يا عمال العالم إتحدوا”. إنهم سيعاقبون بائع الخضار، إما لأن هذا ما يُنتظر منهم فعله، أو من أجل إثبات ولائهم، أو لأنهم بكل بساطة واقعون تحت تأثير البانوراما العامة التي أتينا على ذكرها قبل قليل. في المحصلة إنهم يقومون بذلك، لأنهم إذا لم يفعلوا سيصبحون هم أنفسهم مشتبها بهم.
في الواقع، فإن بائع الخضار لم يرتكب خطأ فردياً تنحصر أضراره في شخصه فقط، لكنه ارتكب خطأ فادحا: فهو بانتهاكه لقواعد اللعبة، ألغى اللعبة من أساسها بصفتها لعبة، وفضحها على أنها لعبة. لقد دمر عالم المظاهر الذي يرتكز عليه النظام. لقد بيّن أن العيش داخل الكذب هو فعلاً عيش داخل الكذب. لقد قال إن الملك عارٍ. وبما أن الملك هو عارٍ فعلاً، فإن هناك شيئا خارجا عن المألوف وغاية في الخطورة قد وقع: من خلال فعلته هذه فإن بائع الخضار استجوب العالم، وسمح لكل فرد بأن يرى من وراء الستارة، وأظهر للجميع أنه من الممكن العيش داخل الحقيقة. ووجود هذا الامكان بحد ذاته هو أكبر خطر يتهدد العيش داخل الكذب، لأن العيش داخل الكذب المعمم لا يستطيع أن يتساكن مع أي عيش داخل الحقيقة، ومن هنا نزوعه الغريزي لقمع أي شكل من أشكال العيش داخلها.
اما قوة العيش داخل الحقيقة فتأتي أساسا من أن مخاضاته وصيرورته قبل أن يعلن عن نفسه غالبا ما تتم في فضاءات لا تستطيع عيون النظام أن تراها. وقوة العيش داخل الحقيقة لا تنبع من عدد أنصاره ومريده وناخبيه، لأنه أساسا ينتشر في “الطابور الخامس” للضمير الاجتماعي وللنزوعات الفردية للعيش بكرامة ولتأمين الحقوق الأساسية للإنسان. من هنا فإن هذه القوة لا تنبع من أي مجموعة اجتماعية أو سياسية محددة، ولكن من القوة الكامنة داخل المجتمع بأكمله، بما فيه بنى السلطة نفسها. من هنا فإن قوة العيش داخل الحقيقة لا تعتمد على جنودها الخاصين إذا جاز القول، ولكن على جنود العدو، بمعنى كل هؤلاء الذين يعيشون داخل الكذب، لكن يمكنهم في أي لحظة، ولو نظرياً، أن تنال منهم قوة العيش داخل الحقيقة.
إن قوة العيش داخل الحقيقة هي كالسلاح الباكتريولوجي، الذي يمكن له، عندما ما تجتمع الظروف المناسب، شخصا واحداً من أن يصد كتيبة بأكملها. مع ذلك فهذه القوة لا تشارك في أي تنافس على السلطة، ولكن تفعل في الحيز الخفي للوجود الإنساني، والذي قد يؤدي إلى نتائج ملموسة عندما تحين اللحظة المناسبة، والتي يمكن أن تكون أي حدث سياسي أو تحرك اجتماعي، يتحول فجأة إلى الشعرة التي تقصم ظهر البعير.
لنتخيل الآن أن بائع الخضار في محاولته للعيش داخل الحقيقة لم يكتف بعدم تعليق الملصقات وبعدم المشاركة في الانتخابات وبالتصريح بما يعتمل في صدره، بل قرر المضي قدما في تحمل مسؤولياته في مواجهة ضغوط النظام، كأن يحضِّر مع بعض زملائه لعمل جماعي للدفاع عن مصالحهم والمطالبة بحقوقهم.
يمكنه كذلك أن يكتب إلى بعض المؤسسات العليا ليكشف ما يحيط به مظالم وفوضى. وقد يبدأ في البحث عن كتابات ممنوعة ويصورها ويوزعها بعض النسخ على أصدقائه. عندها قد تتحول محاولة العيش داخل الحقيقة إلى نقطة انطلاق وجودية لمبادرات مدنية مستقلة وحتى لتحركات منشقة معارضة وصولا إلى ما يسميه فاكلاف هافل الحياة المستقلة للمجتمع. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن كل محاولة للعيش داخل الحقيقة عليها أن تنتهي على هذا المنوال وتأخذ طابعا جمعياً. لا بل إن الكثير منها لا يأخذ تعبيرات سياسية مباشرة، ويظل في إطاره الفردي حيث نزوع الإنسان أن يرفع رأسه ويعيش بكرامة.
وإذا كانت أهم التحركات المنشقة في دول الكتلة السوفياتية لم تأتِ على يد سياسيين محترفين، بل على يد مؤرخين وأساتذة جامعات وعلماء رياضيات وحتى عمال عاديين، فسبب ذلك لا يكمن في كون هؤلاء أذكى وأدهى ممن يعرّفون عن أنفسهم بأنهم سياسيون، ولكن السبب كما يقول هافل، هو في كون هؤلاء “المنشقين” غير مكبلين بالأفكار والممارسات السياسية التقليدية، وهم بالتالي أكثر انفتاحا على الواقع السياسي كما هو حقيقة وأكثر معرفة بالتالي لحاجات هذا الواقع ومتطلباته.
محمد علي الاتاسي