صفحات سورية

سوريا؛ متوالية سقوط الاقنعة


يجري الحديث في الآونة الأخيرة عن ما يسميه بعض النشطاء على الانترنت ” تصحيح مسار الثورة السورية” أو ” رفض التمثيل الخاطئ للثورة السورية” أو غيرها من اسماء تهدف ُ إلى تغطيه بقعه الزيت التي بدأت تكبر ُ على رداء بعض شخصيات و صفحات المعارضة السورية، الكلاسيكية و الفيسبوكية منها. هنا أقتبس للصحفيّ سمير القصير- شهيد الكلمة – مقولة : ” ان شرط الديمقراطية، حتى تسود، سقوط الأقنعه كلها، و ليس فقط القناع الأبشع” و بذا يمكننا اعتبار ما يحصل في سوريا في هذه المرحلة هو سقوط متتال ٍ للأقنعه ابتداءً بالقناع الأبشع الذي سقط في آذار 2011 و تتابعا ً لكلّ الأقنعه التي تحاول أن تركب الثورة و تستغل الشعب و تحاول أن تضع سياقا ً عاما ً للثورة في سوريا بناء ً على أجنداتها الخاصة و بعيدا ً عن مصلحة الشعب بالدرجة الأولى، فالشعب السوري ككل شعوب الأرض، يعرف ُ طريقه ُ إلى الديمقراطية بالفطرة .

باختصار أكثر: الثورة لا تحتاج إلى تصحيح!

بل أجد ُ أنه من المهين الحديث عن “تصحيح” الثورة، فالثورة تـُصحح نفسها بنفسها من خلال الوقت. ما يحصل الآن ، من وجهة نظر ٍ خاصة، أمر ٌ طبيعي، فالثورة تأخذ ُ وقتا ً و الثورات السريعه كما في تونس و مصر لم تنته ِ بعد و مازالت الثورة قائمة تـُسقط ُ قناعا ً تلو الآخر في محاولة ٍ للوصول إلى الديمقراطيّة المرجوّة.

عند وصول حافظ الأسد للحكم في أوائل السبعينات عمل على ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ في سوريا على أسس ترتبط ُ بشكل ٍ أساسي ّ بوجوده راعيا ً للبلاد، و عمل منذ ُ ذلك الوقت و حتى تاريخ وفاته ِ على ربط الاستقرار في سوريا بوجوده ِ و من ثمّ اكمل إبنه ُ من بعده نفس المسيرة التي كانت قد أصبحت جزئا ً من الحياة السياسية اليومية في البلاد.

ربط َ وجود الأقليات بوجوده ِ و عمل على تقسيم الشعب إلى فئات ٍ أهلية بناء ً على خلفيات دينية، عشائرية، أو قومية. فمع عدم السماح للفرد بالانتماء لأيّ حزب ٍ او تنظيم أو تجمّع، ستنصبّ حاجة الانتماء البشرية بالفوهات الأهلية من عشائريه و قوميات و دينية مما سيمنع أيّ مجال مدنيّ للتبلور.

كما و ربط فكرة الوطن و المواطنة بشخصه ِ و بحزبه اللذان أصبحا هما وحدهما ما يمثل مفهوم الوطن و المواطنه، الوفاء لهما هو الوفاء للوطن و الاخلاص لهما هو الاخلاص للوطن و كذلك نقدهما هو نقد للوطن ينتج ُ عنه تشكيك بالوطنية و ربما تهمه الخيانة و العمالة أو “وهن نفسيّة الأمّة”، فلم يعد هناك َ أيّ مجال ٍ للعمل السياسي خارج أطر الانتماء لهذا الحزب و الوفاء المطلق له ُ على حساب اي شيء آخر.

هذا مع عدم الخوض في تفاصيل القمع السياسي و الفكري الممنهج الممارس على الأطفال و المراهقين الشباب عن طريق المنظمات التابعه للمدارس و التي لا تعنى بشيء سوى بغسل عقول الأطفال و ضمّهم إلى كنف حزب البعث بالفكر مما يعمل على تربية أجيال ضمن هذا الجهل الفكري المرتبط بالقمع التام و الترديد الأعمى للشعارات التي تفدي القائد، الأب – كما كان يسمي نفسه – ، حافظ الأسد و من بعده بشار الأسد و تبجّل وجودهما على أنه ُ ماء الحياة.

لذا فإنّ ما يحصل اليوم على الساحة السورية هو ليس َ أكثر من ظهور لأشياء كانت موجوده دائما ً لكنها لم تكن تبدو واضحة لأن الجميع يمارسها و كأنها كلّ الحياه، فتبدو كالغبار الذي يتراكم بين الزوايا و فوق كلّ الأشياء دون أن يشعر أحد بوجوده إلى أن يأتي من يمرر اصبعه ُ على جزء منه فتبدو باقي الأجزاء باهتة و حزينة. أنه ُ المخاض الذي لا بدّ لسوريا أن تمرّ به لتنفض عنها هذا الغبار و هذا التعب و هذا التعصّب و الحزن و الانتماء الاهلي و كلّ التفاصيل المتسخة التي علقت على كتفي الشعب مدّة أربعين عاما ً فأحنتهما و أتعبتهما حتى ما عادت قادرة ً على الوقوف بشكل ٍ مستقيم ٍ. حتى نستطيع أن نبدأ بنقاء منذ البداية و نضع حجر أساس المستقبل علينا أن نتخلّص من كلّ تلك القذارة العالقة بنا؛ الثورة لا تستطيع أن تصلح َ كلّ شيء، هي فقط تعطي الشعب القدرة على الاصلاح و هذا الاصلاح يأخذ ُ وقتاً .

المخاوف العامة في الملف السوري اليوم تبدأ جميعها من انقسام المعارضة و عدم وجود جهة، أو جبهة أو قيادة عامة للثورة تمنع تفكك الشارع و تحوّل الثورة إلى حرب ٍ أهلية. إلّا أنه و بالنظر للمعارضة السورية على الساحة السياسية اليوم، فإنّ معظم شخصيات هذه المعارضة – الكلاسيكية بشكل ٍ خاص- هي أمّا شخصيات معارضة كانت، بمرحلة ٍ ما، جزئا ً من النظام الحالي و من ثمّ انفصلت عنه ُ لتقطع النهر و تقف على الضفه الأخرى له ُ كمعارضة قد تختلف ُ بالمبدأ معه ُ بشكل ٍ جذري لكنّها تعكس ُ خبرته ُ في المرآه السياسية فخبرتها السياسية مكتبسة عن طريقه. هذه الخبرة التي تعتمد على منطق الولاء المطلق لشيء أو شخص ٍ ما و عدم نقده بشكل ٍ قاس ٍ فذلك يعتبر خيانة لهذا الولاء المطلق. من أهم مميزات هذا الوفاء المطلق هو عدم القدرة على التفاهم مع الاختلاف، اي اختلاف باعتباره كان من الممنوعات في الساحة السياسية في سوريا و كانت محاولة استنباطه تدعى “وهن نفسيّة الأمّة” و هي تهمه يعاقب عليها القانون. النوع الآخر من المعارضة على الساحة السياسية اليوم هو أحزاب أو شخصيات كانت تتصارع مع النظام على السلطه منذ ُ زمن. تمتلك هذه الأحزاب و الشخصيات نفس أهداف النظام السياسية و القمعية و الاقصائيّة.

يبرز بين فترة و اخرى نجم ُ أحد من هذه الأوساط و يتداول أسمه ُ، يخرج على شاشات الفضائيات و يروي قصصا ً و حكايات تصبح ُ مع الوقت حديثا ً مهمّا ً يموت ُ مع الأيام لتظهر شخصية أخرى بحديث ٍ و قصّة جديدة، و هكذا. هذا يعتبر الجزء الأخفّ وطأه و الأكثر فكاهة من المرحلة الحالية، فالكلّ يروّج لنفسه ِ بشكل ٍ أو بآخر، و هذا جيّد فالشعب الذي حرم َ من الحياة السياسية كلّ هذه الأعوام بحاجة ليتعرّف َ على وجوه المعارضة في بلاده حتى يعرف جيدا ً كيف َ “لا” تكون المعارضة و لايكرر التاريخ! هذه التفاصيل جميعا ً و الكثير من التفاصيل الأخرى مجتمعه تظهر في هذه المرحلة لكي تسمح لنا بأن نجهض هذه الذاكرة السوداء و هذه العادات الكئيبة التي حفرت عميقا ً في الكيان السياسي السوري.

من ناحية اخرى اعتقد أنه ُ علينا توقع المفاجآت في الساحة السياسية السورية في المراحل البعيدة، أو القريبة. فالطريقة التي استطاع فيها الشباب تنظيم أنفسهم في ما عرف َ بالتنسيقيات، تنسيقيّة في كلّ محافظه، و القدرة على التواصل و التنظيم و الترتيب هو أمر يدعو للتفاؤول بغد ٍ سياسيّ أكثر ترتيبا ً و أكثر سياسة ً، ان صحّ التعبير.

أمّا بالحديث عن المجلس الوطني، الذي يعتبر ُ الفشل الأكبر في تاريخ المعارضة السورية في هذه المرحلة، فبرهان غليون ليس َ شخصية ً عبثية بمعنى أنه ُ قد لا يكون ذو خطاب ٍسياسيّ ناجح لكنه ُ من كلّ بد مفكر ٌ ناجح يعرف ُ حال سوريا و وضعها و ليس َ غريبا ً عن الصراع السياسيّ الأزلي مع الأخوان المسلمون بشكل ٍ خاص، لذا أعتقد ُ أن قبوله ُ أن يكون على رأس المجلس الوطني السوري و قبوله بالتمديد ليس َ مجرد رمية نرد ٍ، إنما يحمل ُ خلفه ُ رؤية ً ما، قد لا نستطيع ُ الوصول اليها او رؤيتها بوضوح اليوم. ربما تظهر لاحقا ً بعد َ سقوط النظام مثلا ً و في ظلال المجلس الوطني أو بعيدا ً عنه ُ لكنها منتظرة.

فيما يخص الجزء المتعلق بالاسلاميين، سواء كانوا من الاخوان المسلمين أو من جماعات اسلامية اخرى سلفية و غير سلفيّة ، فكما سبق و ذكرت في بداية هذه المقالة أنّ انتماء المواطن العادي في سوريا كان على مدى عقود مرتبط بشكل ٍ وثيق بالانتماءات الاهلية و كان للدين حصّة كبيرة منه ُ لذا فالحديث عن الجهاد أقرب للناس من الحديث عن العصيان المدني مثلا ً و الذي لم يكن مصطلحا ً معروفاً في ظلّ القمع الفكري، كذلك الحديث عن العلمانيّة التي عمل َ النظام الحالي على تشويهها تشويها ً يصعب على علماء الكيمياء الوصول إلى معادلة تنتجه ُ بهذه الدقة.

و من ناحية أخرى تدخل الجماعات التي تستخدم الدين لأهدافٍ سياسية لتستغل مناجات جريح يصرخ مستغيثا ً بالله، و تضعه ُ في السياق الذي يناسبها و من المتوقع جدّا ً أن تؤثر هذه الشخصيات، كالعرعور و غيرهُ بشكل ٍ كبير ٍ للوهلة الأولى. بشكل ٍ خاص أنّ اليسار و الحركات المدنية مازلت شبه غائبة عن الشارع السوري المنكوب الذي لم يشعر و هو بعزّ ألمه ِ بيد ٍ غير يد هؤولاء الجماعات الاسلاميّة التي تفرّغت للطبطبة على جراحه ِ و كانت معه ُ في الميدان و ليس َ بعيدا ً عنه ُ في بيوت ٍ من ورق البيانات التي ما برحت تصدرها الفئات اليسارية\العلمانية في سوريا.

إن وضع العلمانيّة ( أو المدنيّة) في الميزان مع الفكر الاسلامي هو أحد الأخطاء التي يقوم ُ بها العلمانييون في هذه المرحلة ففي حين أنّ الجماعات الاسلامية تتعامل ُ بذكاء ٍ مع الأحداث في صلب الشارع السوري يقوم العلمانييون و المثقفون و اليسارييون بعمل العكس تماماً عن طريق عرض أفكارهم بشكل ٍ نديّ في محاولة للاسراع من وتيرة التغيير في بنية المجتمع عن طريق فرض خطاب ٍ متعال ٍ فيه من التعليمات و الارشادات ما يصلح لأن يكون في كتاب تعلّم اللغة الصينيّة في خمسة أيّام. دون َ أن يغادروا قصورهم الروائيّة التي يتحدثون منها، أو صفحاتهم الشخصية على الفيس بوك ليخرجوا إلى الشارع و يكونوا جزئا ً من الحراك قبل َ أن يكونوا أوصياء عليه.

هذا كله يجعل الطريق أطول، و لكن الأقنعه ستسقط و سيعرف الشعب، عاجلا ً أم أجلا ً، أنّ هناك جماعات ٍ و شخصيات تريد ُ أن تستغلّ ثورته و تركبها لتمارس عليه ِ الضغط و القمع ذاته ُ الذي مارسه ُ نظام الأسد و لكن بصورة مختلفة و باسم مختلف و لاهدافها الخاصة المختلفة ايضا ً. شخصيات قد تبدو لطيفة و جميلة و مثاليّة جدّا ً الآن لكنها في المضمون لا تختلف ُ شيئا ً عن أيّ نظام ٍ ديكتاتوريّ يبتسم ُ ببراءة للشعب الذي بيده أن يمنحه ُ الشرعية أو يسلبها منه ُ ( و هذا ما حصل َ مع المجلس الوطني الذي أخذ َ شرعيته ُ من الشعب في الأسابيع الأولى ثم ها هو يخسرها الآن).

المعادلة الأخيرة هنا تبقى مفتوحة لجدلية الجيش الحر، ففي حين أن الكثير من سكان المناطق المنكوبة يرون في الجيش الحر أهمّ و أغلى من الماء و الهواء، اذ يمثّل بالنسبة لهم الخيط الذي يربطهم بالحياه؛ يأمّن ُ لهم ممرات للغذاء، يدافع ُ عنهم، يأخذ ُ منهم ما بقي لديهم من أمل ليمنحهم ما بقي لديه من حياه، فهو الخوف الأكبر بالنسبة للكثيرين في المناطق الأكثر هدوئا ً، حتى اولئك اللذين يدعمون الحراك الثوري منهم. هنا تدخل لعبة البقاء على الخطّ فالثورة ليست ثورة مسلحة بالهدف أو المضمون و لا تهدف للحراك المسلّح و لكن عندما أصبحت المعادلة، الموت مقابل لا شيء، أصبح السلاح و الدفاع عن النفس جزءا ً من ممارسة حريّة البقاء، و جزءا ً من ممارسة الثورة. لا ننسى أننا نقول هذا اليوم بعد 13 شهرا ً من القتل الذي يمارسه ُ النظام بشكل ٍ يوميّ على شعب ٍ حافظ على سلميته سبعه أشهر قبل أن يبيع َ كلّ ما لديه ليشتري بندقيّة يدافع فيها عن ما تبقى في جيوبه من حياه، سبعه أشهر قبل أن يعلن الموت انضمامه للشعب، سبعه أشهر قبل أن تــُغسل جثث الشهداء بالمطر.

الجيش الحر الذي قام بتشكيله منشقون عن الجيش النظامي و الرافضين للقتل و من ثمّ تطوع فيه عدد كبير من المدنيين الذين وهبوا حياتهم لحماية بعضهم، هذا الجيش نفسهُ ليس َ معصوما ً عن الخطأ فهو يخطأ في التقدير و التخطيط ، أو يصيب، و يترك خلفه فراغا ً مليئا ً بالاسئلة حوله كمؤسسة و كجماعة سمح َ وجودها لكلّ من يمتلك ُ سلاحا ً بأن ينتعل حذاءها بحثا ً عن هدف ٍ أبعد ما قد يكون عن هدف تشكيل الجيش الحر نفسه. فأصبح لدينا الجيش الحر و “الجيش الحر”، الأخير هو كلّ من يحمل السلاح تحت َ أيّ عرف ٍ و ينطوي تحت َ اسم الجيش الحر و هو في الحقيقة يمارس ُ كلّ ما يحلو له ُ من سرقة أو خطف ٍ و اعتداء ٍ على النساء باسم الجيش الحر. و أصبحت القدرة على التمييز بين الجيش الحر و ” الجيش الحر” مسألة صعبة فبينما يدافع ُ الجيش الحر عن المدنيين في بعض المناطق يقوم ُ ” الجيش الحر” بالسطو على البيوت و تهديد و خطف و ترويع المدنيين في مناطق أخرى.

أحد شهداء هذا الخلاف هو الشهيد النقيب أمجد الحميد، قائد لواء رجال الله. اللواء الذي اكتسب شعبية كبيرة بأفكاره ذات المبادئ الأخلاقيّة التي أثبتت و للمرّة الأولى منذ ُ زمن ٍ في سوريا أنّ الجيش يمكن ُ له ُ أن يكون على خلق ٍ عال ٍ و نبيل. شعبيّة هذا اللواء أتت من الأخلاق التي تبناها و دافع َ عنها منذ ُ بداية تشكلهِ، بشكل ٍ خاص في منطقه الرستن التابعه لمحافظه حمص . و قد صدر َ بيانا ً عن لواء رجال الله يفيد ُ بأنّ النقيب أمجد الحميد لم يستشهد برصاص الأسد ،كما شيع َ في الساعات الأولى لاستشهاده، انما قد تمّ اغتياله بعد َ أن ظهر في إحدى المظاهرات و قال أن بعض الذين يحملون السلاح عبئا ً على الثورة و وصفهم باللصوص و لمّح لأسمائهم و المناطق التي يمارسون الانتهاكات فيها و توعد بأنه ُ سيكون لهم بالمرصاد و لكن خارج المناطق المدنية.

الوضع الحالي في سوريا صعب ٌ جدّا ً على جميع الأصعدة، السياسية و الانسانية و الاخلاقية و الاقتصاديّة؛ النظام الأسدي قرر المغامرة بكلّ شيء مقابل بقائه في السلطه. لكنه ُ راحل، عاجلا ً أم أجلا ً، الفارق سيكون بحجم الدمار و عدد الأرواح التي سيشربها على مائده عشاءه الأخير.

مجلّة سياسات العدد 19، آذار 2012. رام الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى