صفحات سورية

سورياتقترب من منعطف حاسم


محمود فنون

ايها الثوريون السوريون انتبهوا!!

بعد تشكيل المجلس الوطني السوري ,تكون الانتفاضة السورية قد دخلت منعطفا جديدا, ليس على الصعيد السوري فحسب بل وعلى الصعيد العالمي ايضا .

ان محاولات تشكيل المجلس الوطني هذا قد كانت ولا زالت محاطة بما يوجب الحذر الشديد من قبل الثوريين السوريين ومن قبل النظام على حد سواء. فالمخاطر المحتملة تحيط بسوريا والشعب السوري من اكثر من جهة.وهناك استهداف ضرب سوريا الذي يجب ان يظل ماثلا في الاذهان ,وخاصة اننا لا زلنا نذكر تسريبات الدوائر الرجعية والاستعمارية بما يفيد ان سوريا ستكون التالية بعد ضرب العراق .

ان تشكيلة الصراع في سوريا تزداد تعقيدا يوما بعد يوم ,وبوادر سيادة العنف المتبادل فيها تزداد وضوحا الى درجة يمكن اعتبارها بروفات عن الحرب الاهلية خاصة وان القتل في الاطراف المختلفة ,وان بعض الفرق المحسوبة على الثورة تحمل السلاح بينما رجالات الثورة ينكرون ذلك مما يدل على ان حمل السلاح في جانب الجماهير ليس دفاعا عن النفس كما ادعى احد مناصري الثورة

لقد ادعى هذا المناصر بان السلاح لحماية الجماهير بعد ان انكر بشكل متكرر وجود مسلحين في جانب المسيرات الجماهيرية السلمية ,فاما انه لا يعلم وهذا مؤشر على الفوضى ,اوانه ينكر لاسبابه وهذا مؤشر على احتمالية الحرب الاهلية.

هناك قتلى في صفوف الجيش كما هناك قتلى في صفوف الجماهير الثائرة .

وهناك كذلك مطالبات متكررة من افراد في جهة المجابهة مع النظام تطالب بحماية الجماهير من فتك النظام ,والنظام حقا يفتك بالعشرات من الجماهير العزلاء ,وسوف تفتك القوى الدولية بالمئات فيما لو استدعيت لضرب سوريا وهي ستضرب الى درجة الدمار كي تضمن القضاء على النظام, وتعاقبه في نفس الوقت, وتدمر من اجل ان تقرر اعادة البناء .

اذن هناك مسارين على درجة كبيرة من الخطورة

الاول:السعي الحثيث من القوى المتدخلة من الرجعية والامبريالية لضمان تشكيل مجلس وطني رجعي وامعة في قبضة اعداء سوريا ويتمكن هذا المجلس من احتواء الثورة او على الاقل التفرد بالنطق باسمها كي يتمكن لاحقا من السيطرة على مسارها .وبعد ذلك يتوجه للجامعة العربية طالبا العون والحماية.

الثاني :تكريس حمل السلاح في وجه النظام مما يزيد عدد الضحايا من الثورة ومن النظام .وذلك لخلق مناخات دموية تستدعي التدخل بحجة قمع النظام او وقف المجازر .وهذه المناخات تكون مقدمة لضرب سوريا وربما احداث تأثيرات اخرى عربية واقليمية .

يتوجب ان نتذكر في الوقت الحاضر ان الثورات لا نصير لها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي,فلا تجد الثورات نصيرا نزيها يدعم توجهها الثوري لهدم القديم المتخلف وبناء الجديد الثوري ,ويدعم استمراريتها في وجه الرجعية والقوى الظلامية التي تدعمها امريكا والامبريالية الغربية عدوة الشعوب .

ان امريكا عدوة الشعوب وعدوة ثورات الشعوب ولا يمكن ان ينطبق عليها القول القبلي بأن “عدو عدوي هو عدوي” ذلك ان امريكا قد حددت موقفها من زمان بانها معادية لاماني الشعوب في الحرية والاستقلال وبناء الاقتصاد الوطني المستقل ,وهي نظام استعماري استغلالي بطبيعتها .وتبحث عن وسيلة سلمية او حربية لدخول سوريا والسيطرة على مقابض الامور فيها .فأن نجحت بالمستويات القائمة كان به والا فالتهديد بكل الوسائل الاخرى.

هنا تكون القوى الثورية الوطنية السورية المعادية للرجعية والاستعمار في موقف حرج .

كذلك يكون النظام وهو يدعي انه مستعد للاصلاح ومستعد لمناصرة المقاومة اللبنانية والتحالف مع ايران في وجه امريكا ,كذلك يكون في وضع حرج .

ويكون طرف ثالث تدخل في مسار الثورة ويحاول ان يحرفها عن مسارها .

ان القوى الثورية لا يمكن ان تتحالف مع امريكا ضد سوريا ,وامريكا لا تحمل أي مشروع تقدمي تنموي ديموقراطي لسوريا وان فعلت فعلى غرار ماتفعله في العراق وافغانستان :ديموقراطية للفاسدين والرجعية المعادية لاماني الشعوب .

يتوجب البحث عن مخارج من داخل سوريا ذاتها ,ومن داخل القوى السورية الوطنية والتقدمية ,والبحث عن تحالفات داخلية تمكن من تجنب تسليم سوريا للامريكان سلما او بالقصف .

اذن وكما نرى فان سوريا مقبلة على منعطف حاسم ,لا مندوحة من المرور فيه ,ولا يمكن تجنبه الا باجتراح تحالفات تستهدف الاصلاح وفي نفس الوقت تجنب سوريا الدمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى