صفحات الناس

سوريا: الاسد يريدها تعددية!/ سالم ناصيف

 

على النقيض من مشهد الحرب المستمرة ضد أكثر المناطق والمدن السورية، يحاول النظام السوري الإيحاء بحياة طبيعية تجري في المناطق التي ما زالت تحت سيطرته، تمهيداً لإجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة في حزيران المقبل. تلك الانتخابات التي يعتزم النظام إجراءها في كل المناطق، كما تقول وسائل الإعلام السورية الرسمية، تعتبرها أكثر القوى الدولية بمثابة نسف لجهود مؤتمر جنيف، في نسختيه، وإعلان رفض لأي حل سياسي من شأنه الخروج بسوريا إلى فترة انتقالية.

ورغم محاولات إظهار الانتخابات على أنها تعددية، من خلال دفع بعض المرشحين لمنافسة الرئيس السوري، بشار الأسد، كإعلان ترشح النائب في البرلمان السوري، حسان عبد الله النوري، الخميس، إلا أن ذلك لا يبدو سوى فصل جديد من مسرحية طويلة، افتتح فصولها عضو البرلمان الاخر، ماهر عبد الحفيظ حجار، يوم الأربعاء الماضي.

مشهد التعددية الذي يحاول النظام إظهاره، ما يزال غائباً حتى الآن. على الأقل، عن المشهد الكلاسيكي للحملة الدعائية التي بدأت تغزو شوارع دمشق، دون أن تظهر أي اختلاف يذكر عن سابقاتها التي كانت تجري منذ تولى بشار الأسد سدة الحكم في سوريا عام 2000، إذ بدأت صور الأسد والعبارات الداعية لانتخابه، تتصدر اللافتات والصور الحاملة للكلمات “المكررة” ذات المضامين العاطفية، التي أمليت على السورين، مثل “منحبك”، والمطبوعة على صور الوريث في الشوارع وأروقة الدوائر الرسمية.

ففي دمشق على سبيل المثال، يجبر النظام التجارعلى تعليق صور الأسد على واجهات وزجاج محالهم التجارية، ما يذكّر بالطريقة التي كانت تحدث في سنوات ما قبل الثورة وأثناء “تجديد البيعة”. حتى أن الدمشقيين باتوا يروجون لمصطلح “كف بلا”، في الإشارة لفعل تعليق صور الأسد، كما حصل سابقاً، عندما انتشر هذا المصطلح، بعد قيام التجار على طلاء أبواب محالهم التجارية بألوان العلم السوري الرسمي على حسابهم الخاص.

وإضافة إلى ذلك، أظهرت الحملة اهتمامها بدعوة الناس للمشاركة بالانتخابات من خلال عبارات “صوتك= الوطن، صوتك = رئيس”. تلك العبارة التي نالت قدراً من سخرية البعض الذين ذهبوا إلى دمج العبارتين لتصبح “الرئيس= الوطن”.

ويؤكد ناشطون أن حملة الانتخابات، تقودها منظمة “بصمة شباب سوريا”، الممولة من قبل النظام، حيث يتركز عملها في مناطق سيطرة النظام. أحد سكان حي الميدان في دمشق، قال لـ”المدن” طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن المنظمة تقوم حالياً بإجراء حملة تحت عنوان “مليون توقيع تأييداً لبشار الأسد”. ولفت المصدر إلى أن حملاسي كبار السن وأرباب الأسر.

في موازاة ذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد صباح الخميس، المرسوم رقم “133” للعام 2014، الذي يقضي بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات، بناء على “أحكام الدستور وعلى قانون الانتخابات رقم 5 تاريخ 24-3- 2014” بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”.

وكان من اللافت، بعد إعلان اسم أول مرشح في مواجهة الأسد، ما صدر عن حزب “الارادة الشعبية” الذي يتزعمه نائب رئيس مجلس الوزراء المقال، قدري جميل، حيث تنصل من عضوية المرشح ماهر حجار في الحزب. وجاء في بيان صدر عن الحزب، أن حجار يعتبر مفصولاً، لكونه لم يحضر مؤتمر الحزب الأخير، الذي أقيم العام الماضي، وأنه لم يتبوأ أي منصب قيادي أو قاعدي في الحزب، وبأن ترشيح حجار يأتي على مسؤوليته الشخصية ولا دخل للحزب فيه.

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى