صفحات العالم

سوريا: لماذا ذهبت روسيا نحو هيئة الأمم المتحدة؟


ألان بارلوي

بعد أن كشفت عن مشروع قرار يدين العنف في سوريا، الشيء الذي كانت قد رفضت القيام به حتى الآن، تحاول موسكو المحافظة على مصالحها في البلد وفي المنطقة.

 “موقف روسيا لم يعد محتملا”، هذا الاستنتاج الذي صرح به دبلوماسي غربي في هيئة الأمم المتحدة  هو الذي قاد موسكو إلى أن تنأى بنفسها عن النظام في دمشق، عشرة أشهر بعد بداية القمع الذي خلف 5000 قتيل.  يوم الاثنين، عبّر سفير روسيا في الأمم المتحدة ، فيتالي تشوركين ، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر عن “انزعاجه” من حصيلة الضحايا في تقرير رسمي لهيئة الأمم المتحدة. أثار الوصف “المروع” للعنف الذي يمارس على الشعب السوري سخط أعضاء مجلس الأمن بمن فيهم السفير الفرنسي.

 في روسيا، وجد هذا السخط صدى في الصحافة و لدى الرأي العام في الوقت الذي تسود فيه حالة من الاستياء العام بسبب التزوير الذي عرفته الانتخابات الأخيرة، لكن و بحسب الملاحظين الأمميين، فإن  حقيقة أن نظام بشار الأسد أصبح مداناً هي التي دفعت روسيا إلى إدارة وجهها عنه.

 ليس للسلطات الروسية مصلحة في تدهور الوضع

 تقدم روسيا السلاح إلى سوريا حليفتها الرئيسية في المنطقة منذ أمد بعيد، بالإضافة إلى المصالح التجارية، تملك روسيا نقاط دعم على أراضي شريكتها القديمة، على رأسها القاعدة البحرية في طرطوس. تحليل دبلوماسي يقول ” لا تملك السلطات الروسية أي مصلحة في تدهور الوضع، تستبق تحولاً ترغب موسكو الحصول على مكان فيه” .

 حسب نفس المصدر، رغبة الروس في الحفاظ على نفوذهم المطعون فيه في منطقة اجتاحتها الثورات العربية، يشرح أيضاً هذا الابتعاد عن بشار الأسد. منذ انطلاق الثورات في تونس و مصر، أظهرت روسيا توتراً كبيراً و لم تخف ندمها بسبب موافقتها على القرار 1973 في 17 آذار الذي يجيز استخدام القوة في ليبيا.

 بحسب الملاحظين فإن الخطوة التي قامت بها روسيا هي خطوة محكمة التنسيق، وبالتالي قد  تمت دراستها مسبقاً، يوم الخميس، دافعت الدول الكبرى الناشئة في مجلس الأمن، مثل البرازيل بقوة عن مشروع القرار الروسي. صرحت باريس وواشنطن أن هذا النص الذي يناقش العنف الممارس من جميع الأطرف ويجنب دمشق أي عقوبات، يحتاج الآن إلى “تحسين.

 حجم هذه التعديلات سيعطي في الأسابيع المقبلة مقاييس إعادة التقييم الدبلوماسي في موسكو للدراما المغلقة التي تعيشها سوريا.

                                                                                            ترجمة: سارة يونس

نشر في لوفيغارو يوم 16/12/2011

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى