صفحات العالم

سوريا: هل قام أوباما بما يكفي لوقف العنف؟


هوارد لافرانشي

في مقابلة أجريت معه مؤخرا, قال الرئيس السوري المحاصر بشار الأسد أن الولايات المتحدة تقوم بتقديم المساعدات للانتفاضة من أجل زعزعة استقرار سوريا.

و لكن و مع إصرار الرئيس الأسد أمام وسائل الإعلام العالمية أنه لن يقبل أي اتفاق يؤدي إلى خروجه من السلطة و مع تصميم المعارضة على رفض أي خطة تتضمن الأسد, يبدو أن خطة السيد عنان ذات الست نقاط في أصبحت في عداد الموتى, وهو الأمر الذي اعترف به خلال عطلة نهاية الأسبوع.

مع فشل الدبلوماسية الدولية في التصدي للعنف في سوريا فإن ما يقرب من 14000 شخصا قد قتلوا خلال 16 شهرا من الاضطرابات, و ذلك بحسب إحصائيات غير رسمية, مع وجود 6000 من هؤلاء القتلى سقطوا منذ أن طرح عنان خطته في إبريل, و هذا ما يغذي الانتقادات مجددا حول سياسية إدارة أوباما في سوريا.

و لكن حتى أقسى المنتقدين الذين يدعمون انخراطا أكبر للولايات المتحدة يقولون بأنه لا يجب توقع رؤية تدخل أمريكي مباشر في أي وقت قريب.

يقول إليوت أبرامز, الذي لعب دورا دبلوماسيا في إدارتي  جورج بوش و ريغان :”إنها ليست سياسة جيدة أو فعالة, و لكني أشعر أن الإدارة سوف تحافظ على هذه السياسية حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.

ويضيف  السيد أبرامز و الذي يعمل كمحلل شئون للشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن بأن سياسة إدارة أوباما في عدم فعل أي شئ في سوريا سوف يوجه إليها اللوم عندما يصل عدد القتلى لربما إلى 20000 سوريا قبل أن يسقط الأسد في النهاية.

و لكنه يقر أيضا بأن فعالية المعارضة السورية المتنامية بشكل ما سوف تسهل الأمور على الإدارة  وسوف تؤجل النظر في الخيارات الصعبة مثل تسليح المعارضة وهو الأمر الذي يفضله أبرامز.

يقول أبرامز :”إذا نظرت إلى أداء المعارضة في 9 تموز و قارنته مع الأداء في 9 أبريل, فإنك سوف ترى تقدما واضحا”. إن أداء المعارضة المتقدم يوحي بأنهم يتلقون أسلحة و معدات من مكان ما, كما يقول. ويضيف “و لكن ومع تقدم الأمور بشكل جيد لصالح المعارضة, فإن هذا الأمر يقلل من الضغط المفروض على الإدارة الأمريكية”.

و لكن هناك آخرين يقولون بأن عدم قدرة عنان على فرض خطته و استمرار العنف في سوريا يجبر الإدارة على تكثيف تدخلها غير المباشر وهو الأسلوب الذي اختارته.

يقول جيفري وايت, وهو باحث متخصص في شئون الشرق الأوسط في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى :” لقد قررت الإدارة أن تدخل على خط التدخل غير المباشر, و في الحرب السياسية التي نراها وفي تشجيع المعارضة فإن هناك مؤشرات على شكل من أشكال الدعم على الأرض, و هذا الأمر هو ما يحدث حقيقة على الأرض هناك”.

إن السيد وايت يفضل التدخل المباشر من خلال تحالف يتضمن الولايات المتحدة كطريقة لإنهاء الأزمة السورية بأقصى سرعة ممكنة و  بأقل كلفة ممكنة من سفك الدماء و الأضرار المادية في البلاد كما يقول. و لكنه يضيف بأنه و بينما لا يرى أي ضغط حقيقي على الإدارة لكي تحول سياستها نحو التدخل المباشر, فإنه يؤمن بالضغط على ما يقول بأنه الخيار الثاني و هو تنامي التدخل غير المباشر.

نتيجة لذلك, كما يقول, فإن الإدارة تصعد الحرب السياسية , و ذلك على سبيل المثال من خلال الدعوة علنا للجيش السوري للتخلي عن الأسد, و تحذر الضباط من العواقب (كالمحاكمات الدولية) القادمة على الطريق حالما يخرج الأسد من السلطة.

يقول وايت “هناك شئ ما حدث” في أو حول شهر مايو وهو ما أدى إلى حصول تقدم ملحوظ في أداء قوات المعارضة. و هذه الفعالية المتنامية أدت إلى التكهن بأن الولايات المتحدة و قوى غربية أخرى تقوم فعلا بتسليح المعارضة, على الرغم من إصرار الإدارة على أن الولايات المتحدة لا تقوم إلا بتقديم معدات اتصال و تعمل على التأكد من أن السلاح الذي يتدفق من الدول المجاورة لسوريا لا يقع في يد القاعدة أو في يد إرهابيين مرتبطين بها.

يقول أبرامز بأنه يأمل أن تقوم الولايات المتحدة بما هو أكثر من مجرد الإدعاءات للمعارضة, و ذلك إن كان للولايات المتحدة دور تريد أن تلعبه في سوريا ما بعد الأسد.

إذا كان السعوديون و القطريون يقدمون المال و السلاح للمعارضة, فإن من سيكون له نفوذ عندما تستولي المعارضة على السلطة هم السعوديون و القطريون, كما يقول أبرامز, و لن يكون هناك للولايات المتحدة أي نفوذ هناك.

كريستيان ساينس مونيتور

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى