سورية امام الثورة والتغير
بدأت شعلة الاحتجاجات في سورية بعد هدوء وترقب للأوضاع، حتى ظن الجميع ان الشعب السوري سوف يظل بعيدا عن الثورة، وبدأت بوادر الثورة في المدن السورية، تمضي بما لا يشتهي النظام السوري، على الرغم من تقديمه بعض التنازلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ان الشعب السوري في خضم هذه الاحداث التي يمر بها العالم العربي خرج من اجل الحرية في محاولة تحصيل للمواطنة المتكاملة، حتى يستشعر السوريون الانتماء الفعلي لواقعهم في وطنهم، من دون قيود، فالواقع السوري لا يختلف عن غيره في العالم العربي ومطالبه تظل موحدة تصب في خط واحد لا تخرج عن الحق في ممارسة الحريات، والمطالبة بتنمية مستدامة، النظام يخزن الأموال الطائلة ويترك شعبه للازمة والفقر والحرمان والتهميش والبطالة، لقد اصبح النزول الى مستوى تفعيل الإصلاحات على المستوى الواقعي في العالم العربي امرا مرفوضا ويواجه بالرصاص من طرف الحاكم المستبد، وبشر الأسد في خضم الثورة على نظامه القمعي اصبح في مرمى الانتقادات الامريكية والاتحاد الاوروبي، فطالما كان ينظر الى النظام السوري على انه من الدول المارقة التي تعرقل المشروع الامريكي في المنطقة، هذا الى جانب قلق اسرائيل من وجود النظام البعثي السوري في تحالف مع قوى الممانعة في منطقة الشرق الاوسط، ان سورية في مرحلة محاولة تركيعها وإنهاك قواها اذا ما تعسر التغيير مع الوصول الى حل ديمقراطي ينهي الازمة القائمة التي لن تنتهي الا بعد تغيير النظام الحاكم في سورية، ذلك ان أي استخدام مفرط في القوة ضد محتجين سوف يصعد موجة الانتقادات للنظام الحاكم، وقد يتطور الامر الى تدخل عسكري اجنبي بدعوى حماية الحقوق والديمقراطية، ولا يجب ان ننسى ان سورية في مرمى الاستهداف الاجنبي، من اجل تمزيق اللحمة السورية عن طريق إضعافها حتى تصبح ارض الشام بنسيج اجتماعي يفتد للحماية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وذلك بعد ان تتم السيطرة الكلية للاقتصاد السوري من طرف الأجانب. وبهذا فان أي تغير يجب ان يقوم به العقلاء مع التخلي عن المصالح الشخصية احتراما وتقديرا للمطالب الشعبية قبل ان تتفاقم الازمة السورية وبعدها قد يكون من قانون القدر ان يجر النظام الحاكم في سورية الى مزبلة التاريخ وان لا يخلد له ذكر في ذاكرة الاجيال القادمة.
شنكاو هشام