“سورية ثورة من فوق” لرايموند هينبوش: مرتكزات حكم عائلة الأسد
هل تتكرّر تجربة 1980 بنتائجها في الأحداث السورية؟
جوزف باسيل
“سورية ثورة من فوق” لرايموند هينبوش يتحدث عن طبيعة الدولة السورية وتطورها، وعن ثورة البعث ولا سيما “الحركة التصحيحية” وحكم الرئيس حافظ الأسد خلال ثلاثين سنة، برضى اميركي ودعم سوفياتي وغض نظر اسرائيلي ما دامت جبهة الجولان هادئة.
نشرت الطبعة الانكليزية من هذا الكتاب عام 2000، متزامنة مع وفاة الاسد، وترجمت هذه السنة الى العربية، متزامنة مع الاحداث في سوريا، فعرضت في سبعة فصول، من خلال تحليل الابعاد السياسية في سوريا الحديثة: التغيير السياسي الذي نتج من حالة عدم الاستقرار في فترة ما بعد الاستقلال ما فتح الباب امام ثورة البعث، وسبل تعزيز السلطة في دولة البعث وعلاقات المجتمع – الدولة الناتجة، وتحليل نتائج السلطة اي تأثير سياسة البعث على التنمية الاجتماعية – الاقتصادية واداء السياسة الخارجية في سوريا.
ثورة من فوق وثورة عليه من تحت
أوجد البعث نظاما في سوريا اربك رسوخه المراقبين الذين توقعوا انهياره في محطات سابقة هي: معارضته الناصرية في الستينات، التمرد الاسلامي نهاية السبعينات، الركود الاقتصادي في الثمانينات، ونهاية دعم السوفيات وحمايتهم بعد الحرب الباردة، ومن ثم العولمة الاقتصادية وعملية الديموقراطية، واخيرا حرب العراق والشروط الاميركية التي رافقتها…
قام البعث في الستينات بثورة شاملة من فوق وحافظت سياساته الاقتصادية والخارجية على استقرار متميز منذ السبعينات على رغم التغييرات الكبيرة في بيئته المحلية والدولية، وصل الى السلطة بانقلاب عسكري وشكل الجيش دعامة محورية للنظام، لكنه ليس مجرد حكم عسكري (حزب – جيش) وعلى رغم سيطرة الطائفة العلوية عليه، لكنه لم يكن نظام اقلية، بل اشتمل على تحالف عابر للطوائف، وتقع ديكتاتورية الاسد الشخصية في قلب هذا النظام.
اذاً ان ايا من التفسيرات النمطية للنظام الجيش، الطائفة، الطبقة، لا يمكنه بمفرده ان يقبض بشكل كاف على الطبيعة المعقدة والمتعددة الوجه لهذا النظام. انه احد انظمة الفاشية الشعبية في المنطقة، التي تسعى الى تعبئة الجماهير والى السيطرة عليها في آن.
وكانت ركيزته: طبقة وسطى جديدة، الجيش، الاقليات، الفلاحون (القاعدة الريفية للبعث). اذاً تركزت السلطة البعثية في سوريا على حركة ايديولوجية (افكار البعث) وثورة من فوق (انقلاب – حركة تصحيحية).
بنى الاسد الاب سلطة مزجت التقنيات التقليدية التي توطدت على سياسة بدائية من الاقارب والطائفية (العصبية) التي استخدمت لتركيب نخبة موثوق بها تهيمن على الدولة، والنظم السياسية “الحديثة” – ايديولوجيا الحزب، والمنظمة، والسيطرة البيروقراطية، والوسائل الحديثة للقسر والمراقبة – التي ادت الى تعزيز السيطرة على المجتمع. وكانت الميزة الخاصة للنظام تركيبة مميزة من الطائفة والحزب للسيطرة على الجيش وتعبئة قاعدة ريفية. وادى اندماج مصالح – الجيش والاقليات وقوى اجتماعية بما فيها البورجوازية، والطبقة الوسطى المعتمدة على المرتبات وطبقة العمال والفلاحين الى اعطاء النظام قاعدة عريضة مدينية وريفية.
سهولة الاستمرارية والتردد في الإصلاح
راهن بعض القوى على نزاع طائفي في سوريا عقب وفاة حافظ الاسد، تأخر النزاع عشر سنين حتى اكتملت عوامله، لكنه حدث. فيما راهن آخرون على الرئيس بشار كي يمثل الاستمرارية والتغيير معا. الاستمرارية في نهج ابيه، فيكون مبعث طمأنينة للعلويين ويمثل التغيير، في اتجاه اصلاح المؤسسات ومكافحة الفساد وافساح المجال لمزيد من الحريات العامة، لكن النخبة الحاكمة رفضت طريق الاصلاح والتغيير واصرت على الاستمرار في نظام الحكم المتوارث، فصار الانتقال الى مناهضة النظام حتميا، ثم الثورة عليه، مع التحول الى الصراع المذهبي وهو نتاج المرحلة الاميركية المسيطرة على المنطقة منذ مطلع القرن.
سعى بشار الاسد الى تحسين الاقتصاد والتعليم والادارة وتحديثها، لكنه افتقر الى المخطط المطلوب للاصلاح السياسي، فاتخذ خطوات صغيرة “كي لا يخاطر بالاستقرار او يرتكب اخطاء”، لكنها لم تكن كافية، بل “اتخذ النظام اجراءات صارمة ضد المعارضة السياسية السريعة النمو”، وتذرع بموقف ديماغوجي اتخذته الانظمة العربية للتسلط على شعوبها وللامتناع عن ممارسة الديموقراطية الحقيقية، وهي انه لا يمكن استيراد الديموقراطية الغربية تماما، وهي تبدو غير ناضجة ما دام الشعب يعاني الفقر وقلة التعليم”. وهذه الذرائع مستهلكة وممجوجة، فهذه الانظمة تبقي شعوبها في الفقر والجهل لتستمر في التسلط عليها، وتمتنع عن الديموقراطية بذريعة ان الشعب غير مهيأ لها، وان القضايا الوطنية تتقدم عليها، ما دمنا في صراع مع اسرائيل، وان التحديث الاجتماعي والاقتصادي يجب ان يسبقا الاصلاح السياسي. وهذان لا يعمل على بنائهما، ويدور الشعب في حلقة مفرغة تفضي الى التململ فالانتفاضة فالثورة.
وردت المعارضة بأن “مواجهة العدوان الاسرائيلي مستحيل من دون اجتماع وطني يبنى على حرية المواطنين، ومن دون حكومة وحدة وطنية يشاركون فيها حزب البعث في السلطة”.
ما هي مقومات الحكم الإسلامي؟
ان ما حدث في سوريا عام 1980 مشابه لما يحدث اليوم، وكانت المطالب هي نفسها. وحل الصراع الطائفي محل الصراع الطبقي، لكن الاسد تمكن من معاودة السيطرة بتسلط اكثر. ان إلباس الانتفاضة الشعبية في سوريا لبوس الدين الاسلامي، بل المذهب السني، يكرر تجربة الثمانينات – التي يحللها مؤلف الكتاب باسهاب – اذ تدفع المتضررين من الهيمنة الدينية – السنية الى التكتل في مواجهة بدع الحكم الاسلامي الذي بدت طلائعه في مصر وتونس وليبيا: صراعات عشائرية وخلافات مذهبية وتفتيت دول، وفي اليمن اضافة الى ذلك سيطرة تنظيم “القاعدة”… يضاف الى ذلك “فتاوى جنسية”. أبهذه الادوات والوسائل يقوم الحكم؟ ومن سيقتنع بسلطة من هذا النوع في سوريا؟
هذا الكلام لا يعني اننا ضد الثورات الشعبية، لكننا ضد الردة، فما يجري شكل من اشكال الردة (التراجع الى الجهل والتخلف) عن التطور والتحديث وليس ثورة للمستقبل.
ربما المشكلة في الحركات الوهمية والممثقفين السوريين الوهميين ومراهقات الربيع العربي هو اصابتهم بمرض الفصام
لست أدري كيف يقرأون هذا المقال وهل يعتبرونه مديحا للقيادة السورية منذ حافظ الأسد هذه القيادة اللتي استطاعت عبور الأزمات المتلاحقة والتي كان باستطاعتها أن تودي بمصير الدولة لولا تماسك البنية وتشابكها مع المواطن والبعد الوطني الثابت للشعب والقيادة واللذي يجمعهما أم يعتبرونه ذما لأن القيادة السورية لم تكن هشة تطير و تتفكك بمجرد أن تعلن أمريكا غضبها الدولة السورية فاشية لأن لها سياسة خارجية و داخلية و تحاول أن تكون لأقصى حد دولة ذات سيادة ولأن لها نظام اقتصادي و اجتماعي يمكنها من الصمود في وجه الحصار الإستعماري السافر الوقح ولكن إسرائيل هي أفضل دولة ديمقراطية في العالم وافهم يامن يريد أن يفهم ولبنان ديمقراطية ومصر ديمقراطية ثم ينتقل إلى الفتنة الطائفية و يقول أن الرئيس علوي وإذا لم ينجح في خلق الفتنة سوف يجد شيئا آخر لمكان ولادته أو غيرها ونذكر أن العلوي مثل السني مسلم أخيرا أذكر الناس بقاعدة بسيطة ترى هل يقبل الأمريكي بمحاولة تغيير نظامه بالسلاح؟؟؟؟