سورية جرحا نازف، الأسد والنظام في حالة هستيرية والشعب مصر على إسقاط النظام…!!!
خالد ممدوح العزي
جمعة جديدة والدم لا يزال ينزف:
23 أيلول 2011 جمعة جديدة من التظاهر ،لن الدم لم يعد يخيف الشعب السوري ولا عدد الشهداء الذي تنفذه قوات الأسد بشكل يومي ،فالشعب كسر هيبة النظام ،ويخوض معركة حقيقية وفعلية من اجل الحرية التي يغني لها الشعب في مظاهراته “رغما عنك بشار حرية للأبد”،التحرير من سلطة البعث ونظام العائلة الحاكمة والعصابات الأمنية،بالرغم من القتل اليومي الذي يمارسه نظام بشار الأسد مستخدما عصاباته الأمنية وفرق موته وكتائبه اليومية التي تمارس القتل والبطش والسلب والنهب والتشبيح ،الخ… لكن الشعب يوميا ليلا نهارا يتحدى النظام والرئيس نفسه الذي لم يعد احد يرضى ببقائه في سورية الجديدة، فالمظاهرات مستمرة وبقوة وزخم متزايد، فالحراك الشعبي يتسع ورقعة الحراك تتوسع باستمرار.
جمعة توحيد المعارضة:
من جديد خرج الشعب السوري الى الشوارع كالعادة تلبية لدعوة تنسيقيات الثورة السورية بالتظاهر والحراك بالرغم من الحملات العسكرية المستمرة ضد المدن والقرى والنواحي السوري تتعرض لمهاجمات كثيفة من قبل قوات النظام ،فالمدن السورية متقطعة الأوصال ومفصولة بعضها عن بعض النار والحل الأمني هما السلاح الوحيد للنظام ،لكن الشعب خرج رغما عن انف النظام وعصاباته ،خرجت المظاهرات تحت اسم جمعة جديدة سميت ب”جمعة توحيد المعارضة”،طبعا توحيد المعارضة السورية بات مطلبا محقا للمتظاهرين السورين الذين يطالبون المعارضة بالتوحد لقيادة الشارع الغاضب والنازف دما يوميا من إجرام النظام ،فالشعب بالرغم من كل شيء فهو مصر و مصر على إسقاط النظام ومحكماته،فالشعب الذي يطالب بإسقاط النظام ولا ويريد أن يخضع ألا لله ،ولم يعد يهتم لدعم الخارج المتؤاطو مع النظام ،أنما بقي عليه مطالبة المعارضة من التوحيد وقيادة الشارع الذي يطالب بحماية دولية ،فالمعارضة يجب أن تتواضع وتنفذ رغبات الشارع السوري الذي يطالبها بالتوحيد ،هذه الفرصة الأخيرة أمام المعارضة للتخلي عن مشاكلها الشخصية والذاتية والاهتمام بالشارع،فالطلب من المعارضة بالتوحيد هو مطلب شرعي ومحق خاصة هذا الشارع له 7 أشهر يعاني من المعاناة والعذاب يتلقه من النظام نتيجة التظاهر والاحتجاجات ولا تزال المعارضة بعيدة جدا عن تلهف حركة الشارع واستمرأها في معركة السياسية الداخلية والخارجية ،بل بقيت مهتمة في مشاكلها الخاصة هذه الدعوة الأخيرة للمعارضة من اجل توحيد صفوفها وخطابها السياسي والدبلوماسي ،أو تبدأ القطيعة بين الشارع والمعارضة الخارجية لان الداخل له قيادة وتقوده ولن يبقى ينتظر الخارج المختلف والمهتم بتوزيع المناصب والحصص الشخصية فالشعب لن يرحم نهائيا. لان الفرصة لن تسمح لهذه المعارضة مرة ثانية من حركة وتظاهر هذا الشعب بعد أن عاش 50 سنة من القمع والظلم والقهر والخوف.
الحماية الدولية :
لبد من التميز مجدا بين الحماية الدولية والتدخل العسكري ،فالشعب السوري الذي ينزف دمه يوميا ويقد عشرات الشهداء والجرحى والمفقدين والمعتقلين ويستخدم النظام أبشع الممارسات واستخدام كافة الأسلحة الروسية الفتاكة والقوية في قتل الشعب وليس العدو الصهيوني ،من حقه أن يطالب بحماية دولية من هذا البطش والإجرام الذي يمارسه نظام مهووس بالقتل والذبح ،وهذه الحماية بسبب الشعب السوري هم جزاء أساسي من هذه الأنظومة الدولية والتي يشارك فيها الشعب السوري في تكامل مع المجتمع الدولي الذي ينتسب له المواطن السوري ،من خلال كون سورية عضوا في هيئة الأمم المتحدة ومؤسستها الدولية “منظمات حقوق الإنسان والروابط التجارية والثقافية والإنسانية ،وفي جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ،ودول عدم الانحياز ،لذلك يطلب الشعب السوري من كل هذه المنظمات من ممارسة ضغوط على هذه النظام المتعنت في قمع شعبه ،فالوصائل عديدة التي يمكن ان يضغط عليها المجتمع الدولي ،سحب سفراء ،ضغط اقتصادي ودبلوماسي ،حذر جوي على مواصلة النظام استيراد الأسلحة والأموال ،إرسال مراقبين دوليين إلى سورية وصحافة عالمية مبعوثين لحقوق الإنسان لمراقبة الوضع من الداخل ،هذه هي الضغوط الدولية والمطالبة بالتدخل من اجل ممارسة صلاحيات الانتماء إلى المجتمع الدولي،
التدخل العسكري بالطبع مرفوض والمعارضة بكل ومكوناتها وبغض النظر عن اختلافاتها هي معترضة والشعب معترض على التدخل العسكري ،لكن النظام السوري منذ اليوم الأول للحراك الشعبي هو الذي طالب بالتدخل الأجنبي على لسان السيدة بثينة شعبان ووليد المعلم ملوك الدبلوماسية السياسية السورية عندما اعتبروا بان سورية تتعرض لهجمات إرهابية منظمة تقودها عصابات مسلحة فعلى المجتمع الدولي التدخل العسكري ، والنظام السوري هو من سوف يسمح للتدخل الأجنبي في سورية نتيجة إصراره على استخدام الحل العسكري والأمني واستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة ضد المتظاهرين السلميين ،فالقتل المستمر والبطش والفتك والاستهتار هم سوف يدفعون العالم بالتدخل لإنقاذ الشعب السوري من ظلم وجور الأسد ونظامه وليس الشعب من يطالب العالم بالتدخل العسكري، فالقذافي هو الذي سمح بالتدخل العسكري في ليبيا وهذا هو اليوم في جحور ليبيا يختبئ ، والأسد سوف يتلقى نفس مصير زميله وصديقه بسبب تعنته وغطرسته.
الأقليات في سورية:
يكتب الصحافي فيصل القاسم مقالة في جريدة الشرق القطرية بتاريخ 23 أب أغسطس 2011 تحت عنوان “أيتها الأقليات لا تقفي في وجه الثورات العربية”والذي يرى فيها بان للتاريخ جولات وصولات والبقاء للأكثرية، الا كثرية الشعبية وليس المذهبية والطائفية التي تختار الاقلوية،لان الأقلية، جزء من الأكثرية الوطنية .
طبعا لا يزال كلام البطريرك اللبناني الماروني في مكان السجال والنقاش خاصة بعد التصريح الذي أدلى به لقناة العربية م باريس في بداية الشهر أثناء لقاءه بالرئيس الفرنسي ،والذي عبر عن خوف وقلقه اتجاه مسحي سورية ذات الأغلبية الغير مارونية بحال سقط النظام السوري الحالي واستلمت السنية السورية زمام الأمور والذي يعكس نفسه على تحالف السنة في لبنان مما يشكل خطر على مسيحيو الشرق عامة .
من حق كل مواطن أن يشعر بخطر على الأقليات ويطالب بحمايتها ،وهذا حق طبيعي للبطريرك الراعي الحس بهذا الشعور بالخوف ولكن أن يعتبر وجود الشعب أو الأقليات في حضن نظام يستخدمهم لحمايته كأكياس رمل وسواتر ترابية ،غير مقبول ومرفوض لان مسيحيو الشرق ليس أصحاب ذمة. يأتي هذا الخوف الذي يسيطر على الجميع ليس مسيحيين بل مسلمين ،بالوقت الذي غاب هذا الشعور عند رجال الدين المسلمين بنقد ما تعرضت له الأقليات في مصر والعراق ،لقد تعرضت على يد القاعدة وآخرين بالوقت الذي يعتبر عمل هذه العصابات جريمة ضد الإنسانية ،لقد سكت المثقفين السوريين والعرب أيضا عن هذه الجرائم في الدول المجاورة …هذا لا يعني بان مصير المسحيين في سورية هو القتل والتهجير . فالوجود المسيحي في دول المشرق العربي وجود تاريخي وديني وأخلاقي وأنساني وعنصر أساسي من مكونات حياة هذه الدول الغنية بالتعددية الدينية والقومية ،فالأخوة المسيحيين لهم إسهاماتهم الفكرية والدينية والثقافية والقومية والوطنية في كل سورية والمشرق العربي ،لان وجود المسيحيين ليس وجود عددي وتكملة عدد بل انه وجود ذات إبعاد روحية وإنسانية ،يحمل في وجوده رسالة سماوية إنسانية ،وهنا نتفق مع خطاب الدكتور سمير جعجع في احتفال يوم الشهداء في 24 أيلول والذي يقول :”بان دور المسحيين في المنطقة يحتم عدم انزلاقهم للتقوقع الاقلوي”.
فإسهامات المثقفين المسيحيين البالغة والمهمة في تفعيل النهوض الحضاري والثقافي والفكري في سورية والعالم العربي منذ بدأ الدول المستقلة حتى اليوم يستوقفنا الأمر بالقول بان الأقليات في الوطن العربي وتحديدا في سورية ليست درعا بيد النظام للاختباء وراءها ،ووسيلة يستعملها للتخويف من اجل الضغط على الأكثرية السنية ،فالنظام السوري البعثي الدكتاتوري هو من حجم دور المسيحيين وأقصاهم عن الحياة السياسية السورية.شعب سورية ليس لديه مشكلة مع المسيحيين فالتاريخ يشهد وفارس الخوري ترأس دورتين للوزراء وكان وزير الأوقاف، وميشال عفلق مؤسس حزب البعث طرد من سورية ،ميشال كيلو مطران الثورة السورية اعتقل وعذب لسنوات طويلة لأنه معارض سوري وليس مسيحي ،والمعارض المعتقل جورج صبرا ،بالرغم من كل القمع الذي يمارسه النظام بحق الأقليات ويضيق عليها من الالتحاق بالثورة ،لكنها تمارس دور ريادي في قيادة الثورة السورية التي تنتمي إليها وتشارك هذه الأقليات في الثورة ليس من باب كونها أقلية مذهبية أو دينية أو قومية ،بل من كونها أكثرية شعبية معارضة لنظام الأسد البائد،وبناء سورية الجديدة التي ستؤدي حتما إلى حكم ديمقراطي ،تأخذ فيه الأقلية دورها الطبيعي وحقها دون منية احد عليها،لأنها جزاء من أكثرية هذا الشعب المعذب والمضطهد لان الأكثرية هي أكثرية بالمواطنة ،فالنموذج العراقي الذي يجهد إلى فرضه لا ينسحب على النموذج السوري ،لان ربيع الثورات العربية هل.
الفلسطيني في إستراتجية النظام السوري:
لا يخفي الأمر على احد بان السياسة السورية تقوم بإمساك الورقة الفلسطينية منذ القدم وهذا هو أصل الخلاف بين الراحل عرفات والأب الراحل الأسد ،فالأسد الذي كان يسعى دائما للامساك بهذه الورقة الرابحة لاستخدامها في أي مفاوضات مستقبلية،مما أدى إلى تعميق ، الخلاف الفلسطيني الداخلي ومحاولة مصادرة القرار من يد الرئيس عرفات بالقوة العسكرية ومن خلال الحرب التي شنت عليه دائما والتي كانت لبنان ساحتها الدائمة بسبب تامين سورية ملجئ دائما للمعارضين الفلسطينيين التي كانت ومازالت سورية تستخدمهم لمصلحتها الخاصة،فسورية التي استخدمت الفلسطيني في يوم النكبة والنكسة من اجل التنفيس عن أزمتها وقبل النظار نحو الحدود والاحتلال الذي أصبح شمعة النظام السوري ، فكان الفلسطيني قربانا على مذابح القربان السوري،فالنظام السوري الذي سمح للمتظاهرين والشباب الفلسطيني بالتوجه نحو الحدود،وبطلب من النظام لم يعمل هذا النظام جهدا شكليا بتقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي ،ضد إسرائيل التي انتهكت الأمن القومي السوري وقتلة وجرحت العديد من الفلسطينيين على الأراضي السورية ،مرة جديدة تقوم القوات السورية بقصف مخيم حي الرمل للاجئين الفلسطينيين في باللاذقية،مرة جديدة السوري يقوم باتهام المواطن الأردني الفلسطيني الذي أصر التلفزيون السوري على اعتقاله وإجباره على الاعتراف بتعامله مع المخابرات الإسرائيلية وتنفيذ اغتيال الشهيد عماد مغنية الذي تم اغتياله في سورية وتم السكوت عن عملية الاختيال وغياب التحقيق الشفاف ،وفجأة خرج من العتمة الفلسطيني الأردني التهم بعملية الاغتيال ،وهذا يذكرنا بشريط أبو عدس التي الذي اتهمته المخابرات السورية واللبنانية باغتيال الشهيد رفيق الحريري ‘فالفلسطيني دوما كبش محرقة لدى النظام السوري وجسمه لبيس لكل المواضيع وهذه حقيقية تاريخية للنظام السوري الذي يبدأ من مخيم تل الزعتر إلى المتهم بعملية الاغتيال”الفلسطيني ،وليس الدفاع عن العميل لان العميل ليس له دين أو قومية أو جنسية ،وإنما دفاعا عن الشفافية وعدم التوظيف المشهر بها النظام القمعي السوري، وهنا لبد من التوقف أمام ثلاثة أمور مختلفة لكنها تخص الشعب الفلسطينيين :
1- لبد من الاعتراف بشجاعة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي استطاع إنقاذ منظمته وعدم الدخول في مشاكل الأنظمة واستخدام الورقة الفلسطينية،اتفقنا مع حركة حماس أو تعرضنا مع أطروحاتها لكن هذه حقيقة فعلية،كانت لحماس وقادتها والتي أسست بهذه العملية لبناء قرار وطني فلسطين مستقل بغض النظر عن كل المقولات التي تقول بان مشعل انصاع إلى القرار التركي ا والى حركة الإخوان المسلمين ،فان عدم الاستجابة لقرار النظام السلطة السورية بتنظيم مسيرات شعبية في سورية ومخيمات الشتات الفلسطيني مؤيدة للنظام على حساب الشعب ،فهذا يعني بان مشعل لم يتدخل في الشؤون الداخلية لسورية ،وان تحالفه مع النظام ليس على حساب الشعب الفلسطيني.
2- على الشعب السوري الاهتمام بالورقة الفلسطينية والقضية الفلسطينية لأنها كانت وستبقى قضية عربية وسورية جزاء منها ،ولبد أن تقطع الطريق على قومجية النظام وشبيحته من استخدام القضية الفلسطينية ،والخروج بجمعة فلسطينية والتلويح بالإعلام الفلسطينية جانب العلم السوري المأسور كما هو حال العلم الفلسطيني.
3- يجب أن يحتل خطاب المعارضة السورية جزاء أساسيا من الخطاب العربي الواقعي وليس الكلاسيكي القومجي الثوري الكاذب،وإنما التعاطي مع المشكلة الفلسطينية والشعب والسلطة الرسمية الممثل للشعب دون الوصاية التي اتبعها النظام السوري والعربي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما مصير الأحزاب الموالية للنظام السوري والمنفذة لسياسته وأماله وخططه بعد سقوط النظام الحالي ،فهل سيكون مصيرهم كما كان مصير أبو نضال “صبري البناء” في العراق الأمين العام لحركة فتح المجلس الثوري،قبل انتهاء النظام العراقي ودخول القوات الغازية لبغداد، فالموت هو مصير الجميع لكن كيف وبأي طريقة ،فالأنظمة القمعية تعمل دوما قبل انهيارها على إقفال كل ملفاتها.
الاب والابن :
حاول بشار الأسد لعب دور مزدوج مماثل في العراق ولبنان ولكنه لم يفعل ذلك بدهاء والده مما وضعه في مواجهة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش. وأصبحت سوريا تحت حكمه عنصراً حاسماً فيما يسمى محور المقاومة الذي بنته إيران إلى جانب حزب الله وحماس. يهدف هذا التحالف إلى إحباط المصالح الأمريكية والاسرائيلية في الشرق الأوسط وبدا أنهم يفضلون العنف على مفاوضات السلام. ووضع سوريا ضد التحالف الموالي للغرب بقيادة مصر والأردن والمملكة العربية السعودية.
ولكن بدا ضعف بشار الأسد واضحاً لا سيما في سلوكه في السياسة الخارجية. كان والده على درجة عالية من الأهمية المزدوجة: تحدث إلى واشنطن وتحالف مع إيران، تفاوض مع إسرائيل وأيّد هجوم حزب الله ضد إسرائيل في لبنان، شارك في اتفاق مدريد ولكن شجّع الحملة ضد ياسر عرفات متهماً إياه بالخيانة عندما انضم إلى مفاوضات السلام مع إسرائيل. برع في الاستفادة من القيمة السورية لإسرائيل والولايات المتحدة باعتبارها ذات دور رئيسي في السياسة العربية. تحالف مع الاتحاد السوفيتي، وكان له دور رئيسي في لبنان. توفي الأسد في يونيو من ذلك العام تاركاً وراءه تركة معقدة. بنى دولة قوية في بلد كانت مليئة بالانقلابات العسكرية وعدم الاستقرار، وأصبح طرفاً فاعلاً إقليمياً، تحالف مع الاتحاد السوفيتي، وكان له دور رئيسي في لبنان.
قام طبيبنا بتكميم الأفواه منعاً للنقد ، و سلط أجهزة الأمن على المواطنين ، ترهيب و اعتقال و سجن و تعذيب. و رغم كل استبداه و ظلمه للمواطنين ، و رغم فشله في تحقيق أدنى متطلبات و طموحات الشعب ، فقد أجبر الناس على السير بالشوارع رافعين لافتات “منحبك”!!
الخلاصة .. و الكلام ليس من عندنا – بل بشهادة كل التقارير الصادرة عن مؤسسات و هيئات الدولة – فإن بشار لم يجلب لشعبه سوى الفقر و لم يجلب لبلده سوى التخلف على جميع الأصعدة – في التعليم و الزراعة و الصناعة و التجارة و السياحة – و أيضاً لم تزيد حقوق الإنسان في عهده سوى انتهاكاً.
مع كل هذا نرى بشار مقتنعاً تماماً أن كل ما يفعله صحيح و هو مصراً على الاستمرار بالحكم مستنداً على أداتين رئيسيتين لتحقيق هدفه التلاعب الطائفي و مسرحية الصمود و التصدي مضافاً إليهما البطش الأمني ، و تجويع الشعب ، و اختراق المعارضة و تفتيتها قبل النضوج ، و هو ينفق ملايين الدولارات شهرياً من أجل تحقيق البند الأخير.
فإذا كان حكم الأب مغلف بالذكاء والمكر والتلاعب على التوازنات الدولية والاستقرار في المنطقة من خلال ألتمسكك بمبدأ المقاومة والسيطرة الأمنية الداخلية ،فان حكم الابن اختلف جدا بالرغم من استمراره بتنفيذ إستراتيجية والده الدائمة،لكن الفرق بين حكم الابن والأب ليس الدماء ،وانم تطور الشعب السوري نفسه بكسر حاجز الخوف وفك جليد الصمت الذي دام 48 عام من حكم الساطور والبسطار من قبل الأب والابن ،صح بان وسائل الاتصال تطورت وسمحت بنقل كل ممارسة الدكتاتور للعالم ،صح بان التوازنات الدولية تغيرت ،صح بان إجماع دول يقضي بتغير النظام السوري المزعج،لكن كل هذا لم يحصل لوما دماء السورين ونزفها الدائم في شوارع ومدن سورية كلها ،التي لا تفرق بين الابن والأب. بشار سيبقى ممسكاً بالكرسي .. و هو لن يتركها .. إلا أن يقوم الشعب بلفظه و يطرده من سورية كلها.
امام هذا الاجرام والبطش والقتل الذي يمارسه النظام السوري يوميا ،فالشعب السوري سلم نفسه لله ولم يعد يتكل على احد في مساعدته فالاستنجاد بغير الله مذله.
فالشعب السوري يطبق اغنية سميح شقير الثورية التي تقول فيها للشعب السوري،”ان عشت ،فعش حرا،او مت كالاشجار واقفا”.
د.خالد ممدوح العزي ..
كاتب صحافي وباحث إعلامي مختص بالاعلام السياسي والدعاية