صفحات الثقافةنجيب جورج عوض

سوريَات


نجيب جورج عوض

“حرية للأبد

غصباً عنك يا أسد”

حشرج المواطن

وهم يقتلعون حنجرته

ويكتمون صوته

…. أيضاً للأبد.

على ورقة أطول منه

كتب الولد:

“أصبغ وجهي بالدم،

أترك على صدري وأطرافي

آظافرك وكدمات وحشيتك

ودعني أزدرد دموع عيني

أريد

أن أصير حقاً

ولد.”

حين حار الزعيم أيُّهُم أكثر عدداً:

من يموتون من حبه

أو من يموتون من بغضه،

أطرق في يده

فقرر أن يكون عادلاً

ويأمر بصرف منحة

سبعة عشر شهراً من الموت

للجميع سواسية.

من المحراب صلّى الشيخ:

“ليس لنا إلاك يا الله”

وفي قدس الأقداس أنشد الكاهن:

“يا رب القوات ارحمنا”

أما الله،

فمعفراً بدماء الناس،

كان يحمي رأسه بيديه

ويستغيث

“سلمية، سلمية”

سألتُ الطفلة:

“ما اسم دميتكِ؟”

أجابت:

“رصاصة.”

كلما سمعت أمي

تقول لي عبر الهاتف:

“الطقس جميل

والحر ليس شديداً”

عرفت أنَّ

لا شيءَ آخرَ جميل

ولا شيءَ آخر غير شديد.

مؤلمٌ

صمت

اللغة.

قبل الربيع:

كنا شعراء.

بعد الربيع:

لم نعد نشعر بشيء.

هرمنسبورغ، ألمانيا

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى