صفحات الناس

“سير سورية”: روايات شفاهية عن الحياة قبل 2011

 

 

بيروت – العربي الجديد

يجري إطلاق موقع “سيَر سورية” عند الخامسة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء في دار “النمر” في بيروت بـ عرض مسرحي مقتبس من محتوى الموقع، والذي يتضمّن روايات لتجارب شخصية حول الثقافة والمجتمع في سورية بين القرن العشرين وبدايات الحادي والعشرين، يتخلّل العرض مناقشات مع مختصّين في التاريخ الشفهي والحكاية.

قصة تجميع هذه السير خطرت للإعلامية والباحثة السورية ريم المغربي، مؤسِّسة منظّمة “شرق”، منذ أكثر من عام وتقوم على تجميع شهادت شفهية لأفراد سوريين عاديين من مختلف الطوائف والشرائح الاجتماعية والمحافظات والخلفيات الثقافية. صحيح أن فكرة الموضوع ليست جديدة، لكنها تخالف كافّة المشاريع التي تجمع التاريخ الشفهي عبر شهادات البشر والتي تبنّاها فنانون ومسرحيون سوريون منذ عام 2011، وأساس هذا الخلاف والاختلاف هي أن الشهادات كلّها حول سورية قبل 2011 وصولاً إلى بداية حكم نظام البعث، كما تسعى صاحبة المشروع إلى الذهاب إلى أقدم من هذا التاريخ، أي إلى بدايات القرن العشرين.

بشكل ما، يريد المشروع من الأفراد أن يستنطقوا حيواتهم، كيف عاشوا، كيف كانت سورية، من دون أي تسييس ومن دون تحديد أيضاً، وفقاً لما تقول المغربي في حديث لـ “العربي الجديد”، لكنها تؤكد أيضاً أنها لم توجّه ولم تمنع أحداً من الحديث في السياسة إن كان هذا ما يريد، لكن من يقوم بالمقابلة لا يقوم بتوجيهه لا ضمنياً ولا بشكل مباشر ليتحدّث عن الأمر أو موقفه من النظام أو الثورة، لذلك تتضمّن الشهادات أشخاصاً من الريف أو عملوا في الجيش أو أكاديميين ومن أجيال مختلفة.

تقول المغربي إنه ولإنجاز المشروع جرى تدريب عشرين سورياً خلفياتهم إعلامية وثقافية على المقابلات وكيفية إجرائها للحصول على شهادة شفوية. ثم اختير من هؤلاء عشرة للتنفيذ على أرض الواقع.

حتى اليوم، ومنذ أكثر من عام، توصّل الفريق إلى إنجاز 60 مقابلة، ومع نهاية العام ستصبح 120 وخلال العام المقبل ستصبح 200 شهادة، تمثّل أرشيفاً للحياة في سورية كما عاشها الناس من كلّ الاتجاهات، قبل عام 2011.

ولكن ما هي المواضيع التي يتحدّث فيها هؤلاء “الشهود”، تقول المغربي “منهم من يتحدّث عن كيف كانت حفلات الأعراس، ثمة امرأة اختارت الحديث عن تجربتها في الطلاق، آخرين يتحدثون عن الطائفية”، توضح “ثمة من يقول الطائفية موجودة من زمان في سورية، وثمة من يرى أن قبل هذه السلطة لم يكن هناك طائفية، المقابلات توفّر فرصة للتعرّف على ما يفكّر فيه الناس، ومنه هذا الموضوع”.

العرض المسرحي الذي يقدّم يوم إطلاق المشروع، الثلاثاء، من إخراج ديمة متّة، وفيه جرى اختيار ستّ شهادات لستّة ممثلين وممثلات لتأديته على الخشبة، وعن ذلك تقول مغربي إنها تطمح إلى عرض مسرحي يقدّمه أصحاب القصص بأنفسهم، ولكن الأمر يتطلّب تدريباً أكبر”.

الصحافي عمر بقبوق، أحد المشاركين في إجراء المقابلات وجمع الشهادات والمشاركين في العرض المسرحي أيضاً، تحدّث لـ “العربي الجديد” وقال “المشروع يستعرض تاريخ سورية من زوايا مختلفة تعتمد على ذكريات وحياة أشخاص من الهامش”، ويضيف “الشهادات الحالية هي لسوريين موجودين في لبنان، والمشروع يتجّه إلى جمع شهادات من سوريين في تركيا والأردن، وعملية اختيار أصحاب الشهادات تقوم على فكرة التنوّع، أي أننا حاولنا أخد شهادات لكلّ الأطياف والأعمار والمهن والخلفيات”.

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى