سيناريوهات سقوط النظام في سوريا
إنها الحتمية التاريخية
( إلى المجلس الوطني وثوار سوريا )
النظام في سوريا مثل كل الأنظمة الديكتاتورية المنخورة للعظم , فطبيعة هكذا أنظمة أن تراها قوية مسيطرة تشعرك بأنها ستعيش إلى ما لانهاية , في نفش الوقت هشة آلية للسقوط في لحظة مفاجئة غير متوقعة .
فهي تشبه الزجاج المقسى ( السيكوريت جلاس ) قوي صلب غير قابل للكسر .
لكن في ضربة صغيرة لا تحتاج الى جهد تراه يتفتت إلى جزئيات متناهية في الصغر يستحيل تجميعها مرة أخرى إلا بصهرها وتغيير مواصفاتها .
هكذا حصل في العراق , في لحظات اختفى الجيش العراقي , هكذا حصل في ألمانيا الشرقية حزب بالملايين وجهاز استخبارات لا يقهر ومعارضة يحلوا للبعض أن يسميها معارضة فنادق وسقط النظام في لحظات , وكذلك في تونس ومصر ورومانيا .
فهكذا أنظمة لا تسقط بالتدريج أبدا بل تنهار فجأة في لحظات أفضل قوتها الوهمية أمام شعب قرر إزالتها هكذا .
قاربت الثورة السورية السلمية على انقضاء سبعة أشهر منذ انطلاقتها في 15-3-2011 .
حافظت الثورة على سلميتها رغم وحشية النظام في التعامل معها , بل كانت انطلاقتها الحقيقية بسبب وحشية النظام في التعامل مع أطفال درعا . والعالم كله يعرف ما حدث ويحدث في سوريا حتى اليوم إلا بعض من لا يريد أن يرى الحقيقة.
واليوم بعد مضي 208 يوما و لا تزال الثورة تطور آلياتها ووسائلها فولد المجلس الوطني السوري الذي ضم معظم الطيف السياسي والقومي والديني ولازال مفتوح لمشاركة من يود أن يلتحق بالمجلس , وعموما ليس مطلوبا أن تكون كل المعارضة في مجلس واحد لأنها استحالة بشرية طبيعية.
وظهرت ملامح جديدة لقرب انهيار النظام عبر تهديد وزير الخارجية لدول العالم بمعاقبة من يعترف بالمجلس الوطني السوري الوليد , إضافة لخروج مفتي سوريا – الحسون – ليعلن نوع تلك التهديدات بأنها ستكون إرهابية عبر عمليات انتحارية , فأفصح عن الوجه الحقيقي لهذا النظام الإرهابي الطامح لتوسيع إرهابه ليكون إرهابا دوليا شاملا بعد أن كان شاملا داخليا وبشكل محدود وانتقائي دوليا مارسها خلال أربعون عاما من حكم الأب والابن .
وهنا على المجلس أن ينتقل إلى وضع وتنفيذ سيناريوهات إسقاط النظام وهنا نود طرح السيناريوهات المحتملة والممكنة التي يجب على الثورة وحسب تطور الأوضاع على الأرض أن تعمل على تنفيذها .
1- ثورة العاصمة وانضمام حلب وإنهاء النظام.
2- انهيار الجيش .
3- انهيار الدولة اقتصاديا عبر العصيان المدني.
4- انقلاب عسكري .
5- انهيار النظام الأمني .
6- التدخل الخارجي.
7- مزيج من السيناريوهات أعلاه.
سنناقش باختصار شديد تلك السيناريوهات وطرحها على المجلس والشارع للعمل عليها بشكل مفصل ومنظم أكثر.
1 – ثورة العاصمة وانضمام حلب وإنهاء النظام.
بدأت الثورة شرارتها الأولى من دمشق يوم انتفضت في سوق الحريفة و سوق الحميدية ,وأمام وزارة الداخلية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين . ونفذ النظام إشعالها فعليا في درعا.
تأخرت حلب عن الانضمام إلى ركب التظاهرات السلمية على غير عادتها عبر التاريخ , وهنا لابد من سبب غير سبب القمع فريفها تحرك وسوريا كلها تحركت رغم كل أنواع القتل والقمع ورجال حلب ليسو أقل بطولة ورجولة من هؤلاء وهذا ما خبرناه عنها قديما وقريبا وعبر التاريخ.
إن ما يختلف في حلب اليوم عن باقي مدن سوريا بأنها كانت المستفيد الأول من الانفتاح الاقتصادي السوري التركي وتمر بحالة انتعاش اقتصادي مختلف عن باقي مدن سوريا فشريحة عمال حلب منشغلة إلى حد كبير إضافة لقيام بلدية حلب قبل فترة بفتح أراض سكنية بمساحات واسعة لحل مشكلة السكن المستعصية بسبب امتناع بلديات المدن السورية خلال 30 عاما عن تطوير أراض سكنية في ظل فساد غير مسبوق أوصلت أسعار المنازل والمحلات التجارية والأراضي المعدة للبناء إن وجدت لأسعار خرافية لا تتناسب ودخل أي مواطن حتى في أغنى دول العالم .
لكن حلب حاولت مرارا وتكرارا ولازالت تحاول يوميا لكن لم تتوفر لها الظروف الموضوعية بعد , أما اليوم بمقتل البطل مشعل تمو ودخول أخوتنا الأكراد بقوة وحرقة إلى ساحات التغيير سيغير المشهد السوري عبر حلب ودمشق أيضا .
إن دمشق بطبيعة ازدحامها وكثافتها السكانية ووجود وزاراتها وقياداتها العسكرية في منطقة صغيرة متقاربة , يعني أنه ما أن يصل المتظاهرين إلى ساحة الأمويين ويسيطرون على الوزارات ومراكز القيادات العسكرية الأركان وغيرها ومركز الإذاعة والتلفزيون كما كان يحصل في الانقلابات العسكرية سابقا .
ظهرت حالة قرب وصول المتظاهرين إلى ساحة الأمويين عدة مرات وكذلك ساحة العباسيين الإستراتيجية . وهو الحل المثالي للثورة أن يستطيع الشعب الوصول واحتلال تلك المراكز سلميا ويعلن سقوط النظام .
2-انهيار الجيش .
نظرا لبطش النظام واستخدام كل الأسلحة في قمع التظاهرات السمية مستخدما الجيش عندما تفشل العصابات الأمنية من إسكات صوت المتظاهرين , وكان الأمن يقتل الكثير من المتظاهرين السلميين في كل المدن فهب الريف لمساندة المدن فنال أيضا نصيبه من القتل .
هنا بعد فشل الأمن دخل الجيش كل تلك المناطق النازفة وهذا الجيش من كل هؤلاء, من كل تلك المدن والقرى بشكل رئيسي , وكان قد تمت تعبئته بأكاذيب بأن هناك عصابات مسلحة تشكل إمارات سلفية وأنهم ذاهبون لقمعها, بدأ الجيش الذي استخدم في البداية وتحت أمرة الأجهزة الأمنية يعرف أنه يطلق نار مدافعه ورصاص رشاشاته على أهله المسالمين العزل . و يجبر في معظمه أن يؤدي دورا إجراميا غير دوره الحقيقي , فظهرت بوادر رفض أوامر إطلاق النار , وكان الرد من أجهزة الأمن التي تقوده من الخلف , القيام بقتل الجنود الرافضين لإطلاق النار على المدنيين العزل , وتسليمهم لأهاليهم على أنهم قتلوا على يد العصابات المسلحة , لكن في بلدنا لا يمكن إخفاء الحقائق لترابط المجتمع الذي يحقق سهولة انتشار الأخبار خاصة بوجود تكنولوجيا الاتصالات وطبيعة الشعب السوري المهتم بالسياسة والشأن العام أصلا. وتمازج المجندين حيث يغطون كل أنحاء سوريا
هذا القتل وضع عناصر الجيش في مأزق , إما أن يقتل أهله وأبناء وطنه العزل أو يقتل , فكان الخيار الطبيعي خيار ثالث وهو الهروب والانشقاق عن الجيش .
في البداية حصلت الانشقاقات هذا في نطاق ضيق توسع كلما توسع الأمن في استخدام الجيش لإخضاع المدن والقرى , ويخرجه من تلك المدن عندما يشعر بأن عناصر وأجهزة الأمن أصبحت قادرة على منع التظاهرات.
لكن هذا أدى إلى توسع ظاهرة الانشقاقات لتشمل ضباطا وكتائب كاملة أسست لنفسها تشكيلات لتحمي نفسها , مثل الرستن التي قمعت وغادرت الرستن لتلافي تدميرها من نظام وحشي لا يعرف إلا القتل لإرهاب المجتمع وإخضاع كل مكوناته لحكمه التتاري البشع, فلاحقت قوات الأمن و قوات الجيش أيضا أولئك المنشقون وبدأ صراع بين الجيش النظامي والمنشقين الذين اختاروا الوقوف إلى جانب أهلهم مما شجع على توسع ظاهرة الانشقاقات وصارت ظاهرة يومية وبالمئات مع أسلحتهم الخفيفة وتقديراتنا بأنه يوميا ينشق بين 500 الى 1000 جندي وضابط .
وهذه الحالة ستؤدي إلى انهيار الجيش ونعتقد ما أن يصل عدد المنشقين إلى مائة ألف إلا ونرى انهيار كامل ومفاجئ لكل قطاعات الجيش , وفقدان النظام لتلك القوات لقمع التظاهرات فيهرب أيضا وتنهار قوات الأمن المتململة أصلا أو على الأقل تنشق ألوية وتذهب لضرب المراكز الأمنية .
وينهار النظام وتهرب أركانه ويعلن الشعب انتصار ثورته السلمية.
2 – انهيار الدولة اقتصاديا عبر العصيان المدني.
سبعة أشهر من الجمود الاقتصادي أوقفت الدولة مشاريعها منذ بداية الثورة لتحافظ على سيولة تستخدمها لتمويل قمع الثورة , وأوقف القطاع الخاص مشاريعه أيضا وتوقفت أكثر من 90% من الصادرات في القطاع العام والخاص عدا البترول والغاز ومشتقاتهما ( غاب عن قرار الدول الأوربية حظر التصدير الغاز ومشتقات النفط والغاز ) , وتوقف الشعب بغالبيته عن دفع الضرائب إلا للضرورة القصوى وفواتير الكهرباء والماء وتوقف غالبية الشعب عن شراء الاحتياجات الثانوية .
وتوقف أيضا الاستيراد إلا بحدود ضئيلة ومنتجات ضرورية يمكن بيعها . فحركة الحاويات في ميناء اللاذقية انخفضت من 400 حاوية إلى ثلاثين وأقل أحيانا.
هذه الحالة ستؤدي إلى انهيار الدولة اقتصاديا في أية لحظة وشاهدنا أن البنك المركزي أعاد إلى السوق الأوراق النقدية الملغية وعملات شبه تالفة , إضافة لظاهرة عملة مزورة على ما يبدوا , فمثلا فئة أل 500 ليرة الجديدة يوجد منها في السوق نوعين, على الوجه المكتوب قيمتها بما يسمى أرقام لاتينية , نوع مكتوب في أربع زواياها ونوع مكتوب في ثلاثة زوايا , والمدهش على ما يبدوا تزويرا حكوميا لأنها تأتي من البنوك وثانيا لها نفس الأرقام التسلسلية للعملة الأصلية وتاريخ إصدارها أي طبعة مكررة , هذا التكرار في أرقام التسلسل يحتاج إلى أخصائيين في طباعة العملات لكشف سببه وكيفية حدوثه , على ما يبدوا أن المركزي طبع في دولتين مختلفتين نفس الأرقام تضليلا لصندوق النقد الدولي ومؤسسات النقد العالمية على ما يبدوا . تهربا من تغطية الذهب والعملات الأجنبية أو عملية فساد ضمن البنك المركزي بالتعاون مع رموز العائلة الحاكمة .
هذا العمل التخريبي يعود إلى ضعف الدولة في تمويل التزاماتها من رواتب خاصة بارتفاع الإنفاق على الجيش والأمن والشبيحة الذي يعاني حتى من الأكل منذ فترة ويطعمهم الأهالي في كثير من الأحيان .
فتفعيل العصيان المدني بشكل تام سيؤدي بسرعة لانهار النظام بسرعة بعد أن وصل إلى مستوى لا نعتقد يستطيع أن يدافع عنه طويلا.
3 – انقلاب عسكري .
ظهرت بوادر وجود محاولات انقلابية عديدة منذ اندلاع الثورة , فحوادث إطلاق النار وقعت أكثر من مرة في القصر الجمهوري المؤكد ة وما حدث من قتال في مطار المزة ثلاث مرات على الأقل كان آخرها قد بقي لفترة طويلة مترافقا بانفجاريات يدل على حالة انقلاب , تبعها إعدامات لعدد كبير من الضباط لا حالة انشقاق مثلما كان يحدث في الفرقة الرابعة أو الحرس الجمهوري ومعضمية الشام والزبداني وفي كل معسكرات الجيش على الإطلاق .
ولابد من وجود نية لدى الكثير من الضباط حتى الموالين بشدة للنظام لإنهاء ووضع حد لجنون النظام الهستيري في قصف المدن والقرى وعمليات الاغتيال في محاولة إشعال حرب طائفية تريح النظام من حالة التضامن الشعبية ريفا ومدينة إسلام ومسيحيين , عربا وأكراد .
إضافة لظهور الأخوة العلويين بقوة في استنكار ما يحدث في سوريا وإعلان الكثير منهم حديثا تخليهم عن النظام وعدم تمثيله لهم إضافة لمعارضي النظام والكثير منهم أصلا معارضين منذ أيام حافظ أسد وعدائه للكثير من العشائر والرموز العلوية المناضلة ,
والطائفة العلوية بشكل عام هي الأفقر نتيجة لوجود معظمها في مناطق ذات طبيعة فقيرة زراعيا وصناعيا ولم تستفيد الطائفة من النظام بل استفاد قلة مثلما استفادت قلة من باقي الطوائف , عبر أشخاص رهنوا مصالحهم مع النظام , وان كان للعلويين حظوة أكثر نسبيا في التطوع في الجيش والقوى الأمنية عبر تجييشهم طائفيا , لكن لم يصل هذا التجييش إلى حد الإجماع رغم تخويفهم من مستقبل غامض يعرف إخوتنا العلويين أنه لا صحة له إلا بشكل فردي وقد يحصل في كل الطوائف و سرعان ما يتحرك عقلاء سوريا من كل الطوائف للقضاء عليه وهذا ما رأيناه في حمص مؤخرا ,
عملت الثورة بشكل ممتاز على إفشال المخطط الطائفي منذ البداية فكانت جمعة صالح العلي مثالا على التآلف ونفي الطائفية إضافة إلى الهتافات والشعارات ونزول الكثير من القرى العلوية بشكل جماعي أو إفرادي في التظاهرات ووجود رموز هامة منهم في قيادات الثورة والمعارضة .
وان وجود نواة من الجيش المنشق لا بد أنه يشجع الكثيرين من التفكير بالقيام بانقلاب في أية لحظة.
لذا قد يجد بعض ضباط الجيش فرصة في أي لحظة يقومون بإنهاء حكم آل الأسد وهذه اللحظة تحتاج إلى شخصية تستطيع جمع بعض الضباط وتضليل القوى الأمنية التي لا تغفل لها عين عن مراقبتهم وتنفيذ الإعدامات الميدانية بحق كل من ترف له عين في الجيش أو يبدى استياء مما يحصل .
فسقوط النظام أصبح حتمية تاريخية ومسألة وقت قريب جدا .
4 – انهيار النظام الأمني .
نظرا لأن العمود الفقري للنظام هو قوى الأمن التي تشكل نخاعه ألشوكي وسيالته العصبية فقد كان اعتماده على تلك القوى هو الأساس في تثبيت نظام الحكم خلال الأربعين سنة الماضية .
لكن حاليا تظهر لنا جليا في الشارع بوادر تململ عناصر الأمن الحائرين في التعامل مع الشارع ووجود قتلى منهم ومساعديهم من والشبيحة بواسطة الجيش السوري الحر الذي وضح وجود تشكيلاته على أرض الواقع عبر عمليات الدفاع عن المتظاهرين السلميين إضافة لعمليات استهدافهم يوميا .
خاصة إن نوعية عناصر الأمن جبانة تعودت على القتل والقمع في الظلام دون أن تعرض نفسها للخطر ولم تتعود أيضا على المقاومة فهي تعتقل وتقوم بإظهار وحشيتها في أقبية فروعها وتظهر بطولاتها وموالاتها للنظام دون أن تتعرض لأي مقاومة من قبل شاب أعزل , فضحيتها مكبلة الأيدي والأرجل , فعناصر الأمن ليست مستعدة أن تغامر بحياتها , إنها نوعية طفيلية بامتياز و من أسوأ نوعيات المجتمع تختار بعناية . أطلق النظام يدها لتستبيح الشعب لكن شاهدناها تهرب عندما تواجه بالحجارة من قبل المتظاهرين فراحت تستدعي الجيش ليقوم بمهمة القتل والقمع رغم أنها مسلحة , لكنها لم تنتمي إلى قوات الأمن لتقاتل بل فقط لتنهب وتسرق وتبتز المواطنين .
و رأينا هروب ورفض الذهاب إلى مناطق تشتد فيها مقاومة الجيش الحر أو تسير فيها التظاهرات الكبيرة .
وسمعناهم مرارا يقولون ( الله يلعن ال خ قالوا لنا ما في شيء هون في منطقة ….. ) أي أنهم يأتون بشرط أن تكون منطقة لا توجد فيها مقاومة أو تظاهرات سلمية ضخمة فليتدخلوا لابد أن يتأكدون من أنأهل المنطقة خاضعين ولن يبدون أية مقاومة بالحجارة أو العصي ليستطيعون إبراز عضلاتهم عليهم كما اعتادوا أن يفعلون في أفرع الأمن عندما يكون فيها الطرف الآخر مكبلا يستجدي العطف أو الموت في أحيان كثيرة , وهم يستمتعون كحيوانات اقرب لمصاصي الدماء في أفلام الدراكولا.
لذا عمليات الجيش الحر دفع الكثير منهم للتهرب وقد تنهار تلك الأجهزة عبر رفضها وعدم قدرتها على تغطية كل المدن والقرى الثائرة المصرة على التظاهر ونيل الحرية .
لذا انهيار تلك الأجهزة أو تحييدها سيفتح الباب فورا أمام انتصار الثورة سلميا باحتلال الساحات أو انقلابيا بانعتاق الجيش من قبضة الأمن , أو انضمام الجيش بكثافة إلى الجيش السوري الحر وينهي النظام. أو قصف طيران داخلي لتلك المراكز الأمنية ليقوم الشعب بتطهيرها سلميا أو يقوم الجيش الحر بالسيطرة عليها وحصل هذا عدة مرات وفي أماكن مختلفة .
أو كما حصل من انشقاق قي الأمن العسكري في دير الزور اضطر وزير الدفاع الذهاب إلى هناك لقمعه.
5 – التدخل الخارجي.
وهو السيناريو الأسوأ لسوريا نظرا لعدم معرفة عواقبه وثمنه.
والاهم إفشال روسيا والصين لأي مشروع ضد سوريا حتى إدانة بسيطة للنظام السوري مع تهديد مبسط جدا كان الهدف منه توجيه رسالة قد تردع أو تنذر النظام لوقف العنف .
لكن النظام يعرف تماما أن وقف العنف انتحار سياسي , سحب الجيش من القرى والمدن أو حتى وقف استخدامه يؤدى إلى عجز قوات الأمن والشبيحة عن قمع التظاهرات فهو أيضا انتحار سياسي , حتى الحوار مع المعارضة الحقيقية أيضا انتحار سياسي لأن مطالب المعارضة أن كانت إسقاط النظام أو تغيير النظام هما في النهاية رحيل النظام وأي حوار هو حوار على تسليم السلطة للشعب لا بقاء النظام , لذا نراه يعتقل ويقتل ويغتال المعارضين الحقيقيين السلميين فعالين من مثقفين يعتبرهم خونة ومسئولين عن كل ما جرى ويحاول إيجاد معارضين على مقاسه , هذه الحقيقة المعارضين بلابل طيارة تهتف بالحرية والنظام يمثل جزارا وجلادا يقف خلف المقصلة يصرح تعالوا إلى طاولة الحوار , أية حوار هذا على طاولة الجزار. إنها كذبة تعودناها وكشفها الشعب عام 1980 عندما دعا إلى الحوار حافظ الأسد , قام بعدها إلى اختطاف وقتل من طالبوا بالحرية وبنظام ديمقراطي , فقتل من قتل اختطافا ورميا في البساتين والشوارع وسجن من سجن وهاجر من استطاع لذلك سبيلا. لكن لم يستطع إنهاء الحراك إلى أن افتعل أحداث حماة فأرتكب تلك المجزرة الشنيعة في حماة ولم تنجوا يومها حلب وجسر الشغور من مجزرة اقل حجما.
ووجود قوات روسية في سوريا كقواعد بحرية لا يعرف أحد مدى استعداد روسيا واحتمال وجود اتفاقيات سرية قديمة أو جديدة يجعل التدخل العسكري أقل احتمالا إلا إذا كانت روسيا مستعدة لتمرير قرار أممي ضد سوريا .
هذا على الأقل حاليا لكن أمام صمود الشعب السوري وعند وضوح انهيار النظام فقد تغير روسيا موقفها بسرعة وقد تأخذ هي المبادرة بإسقاط النظام وإعلان عدم شرعيته .
ومحاولات المعارضة السورية مستمرة لفهم موقف الروس الواضح الغامض في نفس الوقت.
ومن جهة أخرى تهديدات إيران وموقف حزب الله وحزب أمل يعقد تدخلا عسكريا مبسطا .
باتجاه آخر إذا كان هناك تدخلا عسكريا ما فقط لإسقاط النظام بعملية جراحية صاعقة فالوضع الراهن كافيا ضرب المراكز الأمنية ليعتق الشعب والجيش من القبضة الأمنية تشل النظام شللا كاملا بتدمير دماغه الأمني وعموده الفقري .
أ – تدخل عسكري داخلي
هذا التدخل ممكن أن يكون داخليا عبر انشقاق في القوى الجوية ليقوم بضرب المراكز الأمنية وهو حل يؤدي لحماية المتظاهرين والجيش لن يتدخل كما نراه حاليا لولا سيطرة القوات الأمنية على حركته وقراراته الميدانية , ولكان تصرف مثل تونس ومصر وفي أسوأ الاحتمالات لما كان سيقوم بأكثر من 10% مما قام به. إضافة لوجود نواة الجيش المنشق .
ب – التدخل العسكري الخارجي
كما تطلب بعض قوى المعارضة داخليا أو خارجيا , وفي حال وجود طرف ما مستعد للتدخل إن كان بحظر جوي أو ضرب المراكز الأمنية .
هذا الخيار يتطلب أولا أن يعمي أعين مضادات الطيران من رادارات وقواعد صواريخ مضادة للطيران والمطارات وقد يضرب طيران السوري أيضا , ليتمكن من السيطرة على الأجواء ومنع الطيران من التحليق , مثلما حصل في ليبيا.
وهذا قد يدخل حزب الله في مساندة النظام السوري مما سيستدعي من تلك القوات أيضا إلى ضرب لبنان وقد تتدخل إيران أو يكون السيناريو أن يبدأ السيناريو من إيران لتحييدها أولا .
في كل الأحوال سيناريو معقد إلا إذا تم بشكل سريع صاعق بضرب مراكز الأمنية عبر التشويش على الرادارات ومعلوم مدى ضعف الجيش السوري تقنيا فهو لم يكن مجهزا لحرب خارجية مع جيوش محترفة متطورة , كان جيشا لحماية النظام ووسيلة استرزاق لضباطه ليقوموا بحماية النظام .
شكله كما يقول الشعب (جيش أبو شحاطه) فقام النظام على تهميشه وإضعاف قدراته العسكرية وإحباطه عبر تحويله من جيش لحماية الحدود وتحرير فلسطين إلى جيش لحماية النظام في البداية ولحماية الأسد في النهاية ويقوده الآن إلى مصير مجهول.
6- مزيج من السيناريوهات أعلاه.
وفي النهاية لا بد أن تتداخل تلك السيناريوهات لتنتج السيناريو النهائي لأن الوضع في سوريا مكون بشكل معقد
– ففيه التظاهر السلمي منتشر في أكثر من 90% من مدن وقرى سوريا فهو مختلف عما حدث في تونس ومصر وليبيا وما يحدث في اليمن. حيث لم يشكل ساحات اعتصام في العاصمة . بل اعتمد نظرا للقمع والقتل طور أدواته لتكون متحركة وبشكل يومي وفي كل الأحياء والساحات والقرى كبيرة وصغيرة بعملية إنهاك للنظام ليشبه اليمن بجزئية انهيار النظام.
– فيه انشقاقات في صفوف الجيش بدأت تجد موطئ قدم مخفي في المدن والقرى خلافا عما يحدث في اليمن فهو في ساحة التغيير وفي سوريا جيوب في الجبال البعيدة عن العاصمة , ولم ينشق مثل ليبيا ليشكل نواة قوية إضافة لدعمها جويا من النيتو. فهو يشبه من حيث الشكل ولا يشابههم من حيث الواقع العملي.
لذا ستكون نهاية النظام دون تدخل عربي كما حدث في ليبيا أو غطاء سعودي غامض سيكون سوريا بامتياز.
وستساهم فيه كل عوامل انهيار الأمن والجيش والعجز الاقتصادي ودخول طلاب المدارس والجامعات واستثارة الأكراد بعهر امني , حيث اغتال النظام شخصية كردية هامة لكل الشعب السوري , مشعل التمو في خطوة لخلط الأوراق أ و جنون نظام لا يستطيع تحمل أحد ما أن يقول له لا في جريمة تقترب من مقتل الحريري الذي أدى لخروجه من لبنان وستؤدي لانهياره وخروجه من سوريا عبر ما رأيناه من وعي في الشارع السوري بكل فئاته عربا وأكرادا , ولن يفيد النظام محاولة إشعال فتنة بين العشائر والأكراد , رغم إطلاق سراح الشيخ نواف البشير شيخ مشايخ البكارة والمعارض المتعلم الواعي أمين عام حزب المستقبل ورفيق مشعل التمو في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي.
النصر للشعوب دوما طالما أخذت قرارها
إنها حتمية التاريخ.
عاشت سوريا حرة أبية
عاشت سوريا دولة مدنية ديمقراطية
اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية
10-10-2011